لن تزال عين المراقب الثاقبة عن الاستمتاع بالدروس المختلفة للحياة التي يمكن أن يجنيها في مختلف مسارات الحياة، ذلك لأن الحياة تعلمنا بلسان الحال، لا لسان المقال، وتبث رسائلها الوافرة في كل حين لمن لديه قلب يعي وعين تبصر، وهي مدرسة ممتدة تشرق لك بقدر ما تتحمّله أنت بعين وعيك، ونور بصيرتك، وتكشف أعماقها لمن هو قادر على سبر أغوارها، وتهدي أجمل الدّر الكامن فيها لمن ابتعد عن التصنيف والتعميم وإطلاق الأحكام.
ولربما من أجلّ الدروس التي أهدتنا إياها كأس آسيا، هي تلك المتعلقة بثقافة النجاح الراقية، التي يستلهم منها الحصيف، ويستهدي بها طلّاب المعالي.
تلك الثقافة الرفيعة، ذات القيم السامية التي تُثمّن الجهد المتصل، وتقبل التدرّج المتنامي، وتعي أن الفوز هو نتيجة لا غاية، وأن الظفر هو ما يتحصّل عليه المثابر بعد أن يرتقي رُبى التحديات ويخوض غمار سهولها.
تلك الثقافة التي نستلهم منها أن التركيز على بناء القوى الذاتية، واستمرار التحسين، والاستفادة من الأخطاء، دون الالتفات إلى المقارنات المجحفة هي من أهم المفاتيح للتفوّق.
بل على العكس، فالناجح يفرح بوجود الناجحين أمثاله من حوله، لأنهم دليلٌ بيّنٌ على أنه في محيطٍ شبيه لدواخله، وأنهم نظراء يعكسون له ما يسره في روحه وقلبه من الطموح، وما يُظهره في أفعاله من التميّز والبراعة.
ولأن الارتقاء يتطلب الاحتكاك بأصحاب الخبرات من السابقين أو النظراء في النجاحات، فهذا مما يُفاقم روح التحدّي والإصرار التي هي وقود النجاح.
وما أجمل النجاح حينما يكون مربوطاً بغاية أسمى، وتشريف أعلى، عندما يكون منسوباً للكريم سبحانه، ومُشرفاً للأسرة والوطن.
وما أثمن أن يعي المرء أن هذا المقام لا تصحّ فيه الغيرة، ولا يستقيم معه الحسد والبغضاء، لأنهم آفات النجاح، تحديداً ذلك النوع (الأصيل) من النجاح الذي لا يزدهر إلا بالحّب والمُبارّكة، ولا يتسّع إلا بالسماحة والنُبل، ولا يسمو إلا بالبذل والعطاء والمشاركة.
ولعله من أبهج الدروس التي تلقيناها أن البهجة والاحتفال جزء أصيل من ثقافة النجاح، ووقود محرك لزيادته، وأن مظاهر الفرح والاعتزاز والتثمين، وتسجيل تلك اللحظات التاريخية هي بمثابة السجل الذي يغذي الطموحات والآتي الجديد، ومما يُعظّم روح الانتصار والتفوّق.
فهنيئاً لنا ذاك النجاح العنابي المكلل بالفوز، والذي لم يكف عن إرسال رسائله لكل طامح، وعن إهداء فرحته لكل منتشٍ.
لحظة إدراك:
جميلٌ أن نُدرك أنه كل من وصل إلى تلك المقامات من المنافسة البطولية هو (ناجح ) وإن لم يفز، وهو (رابح) وإن لم يغلب، لذلك فنيله التكريم والاحتفاء حقٌ أصيل، ومكسب مستحق، وتاريخ يُدوّن في سجلات الظافرين.
خولة البوعينين – الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
«أبيض الناشئين» يبدأ معسكر أبوظبي استعداداً لكأس آسيا
أبوظبي (الاتحاد)
بدأ منتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم تحت 17 سنة معسكره الداخلي في أبوظبي، استعداداً لنهائيات بطولة كأس آسيا 2025، التي تقام في المملكة العربية السعودية، ومن المقرر إجراء مراسم سحب القرعة، خلال شهر يناير المقبل.
شارك في الحصة التدريبية الأولى التي أقيمت على استاد نادي الوحدة في الشهامة 22 لاعباً، هم: هود المنهالي، جاسم عبدالله (الجزيرة) حميد السويدي، بطي حمد، سلطان ناصر، عبيد عمران (الشارقة) علي حسن، محمد أحمد، محمد بطي (شباب الأهلي) عبدالله راشد، هزاع فيصل (العين) محمد يوسف (الفجيرة) سهيل النوبي، فهد خليل، مايد عادل (النصر) سعد مبارك، عبدالله فهد، فيصل محمد، مايد اليماحي (الوحدة) إبراهيم يوسف، سالم عصام، محمد ناصر (الوصل).
ويخوض منتخبنا للناشئين، خلال معسكر أبوظبي، مباراتين وديتين أمام نظيره منتخب طاجيكستان يومي 26 و 28 من الشهر الجاري.
وكان أبيض الناشئين قد تأهل إلى نهائيات كأس آسيا، بعد صدارته للمجموعة الثامنة في التصفيات الآسيوية برصيد 6 نقاط، والتي حصدها من فوزين متتاليين على ماليزيا (2-0) ولاوس (5-2).