“تريندز” يُطلق كتاب “حرب العشرين عاماً.. الجهادية ومكافحة الإرهاب في القرن الحادي والعشرين”
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
أطلق مركز تريندز للبحوث والاستشارات، الترجمة العربية لكتاب «حرب العشرين عاماً .. الجهادية ومكافحة الإرهاب في القرن الحادي والعشرين»، والذي يوثق في خمسة فصول الحرب العالمية ضد الإرهاب والتطرف والتي بدأت منذ عام 2001 حتى عام 2021، كما يستعرض تطور استراتيجيات المواجهة والتصدي للإرهاب من خلال ثلاث مراحل «الحرب الكلاسيكية، والحرب ضد التمرد، والبصمة الضعيفة».
جاء إطلاق الكتاب ضمن برنامج الفعاليات العلمية والمعرفية التمهيدية لمشاركة المركز في معرض باريس الدولي للكتاب 2024.
وعقب تدشين الكتاب، في مكتب «تريندز – دبي»، عُقدت جلسة نقاشية حول محتوى الإصدار، وأدارتها رهف الخزرجي، الباحثة ومديرة قسم النشر العلمي في «تريندز»، بمشاركة مؤلفي الكتاب الدكتور مارك هيكر، نائب مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، وإيلي تنينباوم، مدير مركز الدراسات الأمنية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية.
5 فصول رئيسية
وقالت رهف الخزرجي، الباحثة ومديرة قسم النشر العلمي في «تريندز»، إن الكتاب الذي ترجمه «تريندز» من اللغة الفرنسية إلى العربية، يناقش تبعات الحرب التي بدأت بتفجيرات مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001 وانتهت باتفاق السلام، الذي عقد في الدوحة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان في 29 فبراير 2020، ويستعرض موجات عدة للإرهاب عبر خمسة فصول رئيسية هي «الموجة الصادمة للإرهاب الفائق (2001 – 2006)، وعهد محاربة التمرد (2006 – 2011)، والجهاد يقوم بثورته (2011 – 2014)، وعودة الخليفة (2014 – 2017)، والنصر الغريب (2018 – 2021).
تعطيل المنظمات الإرهابية
بدوره، أكد الدكتور مارك هيكر، نائب مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن المرحلة الأولى من الحرب على الإرهاب، التي بدأت منذ 2001 إلى عام 2006، نجحت خلالها القوات المسلحة الغربية في تدمير الملاذات الآمنة للإرهابيين وتعطيل المنظمات الجهادية الدولية، عبر مزيج فعال من تبادل المعلومات الاستخبارية واستراتيجيات المواجهة المشتركة، مضيفاً أنه في أعقاب عصر تغيير الأنظمة، تبين أن الرغبة في بناء ديمقراطيات ليبرالية من الصفر كانت ساذجة، حيث إن التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول قد يخلق مشاكل كبيرة لا جدوى منها.
وذكر هيكر أنه في الفترة بين أعوام 2006 و2011، قامت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بتكييف استراتيجيتهم، والتحول إلى وضع مكافحة للتمرد الإرهابي، من خلال نشر قوات كافية على الأرض، واتباع تكتيكات وتقنيات جديدة للتصدي، مبيناً أنه خلال هذه الحقبة تفهمت أمريكا أنه يتعين عليها تغيير عقليتها بشأن الحرب بشكل كامل، حيث تركز مركز ثقل الصراع الجديد على السكان المحليين، وكانوا بحاجة إلى تأمينهم حتى يتمكن المدنيون من دعم الحكومة الشرعية – وقد نجح الأمر، ولكن ذلك تطلب استثمار أموال ضخمة.
منافسة استراتيجية
وأشار مؤلف الكتاب، ونائب مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إلى أنه منذ عام 2011، بدأ اهتمام أمريكا يتمحور حول آسيا – وهو التعبير الذي استخدمته هيلاري كلينتون للمرة الأولى، معتقدة أن الأولوية الجديدة لأمريكا هي تحويل تركيزها من الشرق الأوسط نحو المنافسة الاستراتيجية مع الصين في آسيا.
وبين الدكتور مارك هيكر أن التحول الأمريكي نحو آسيا تأخر في البداية نتيجة الاضطرابات في بعض الدول العربية عام 2011، مضيفاً أن أمريكا لم تكن تتوقع المفاجآت الاستراتيجية التي أوجدتها الأحداث التي جرت في دول عربية، كما لم تكن تتوقع عودة الجهاديين لتصدر المشهد، للاستفادة من حالة عدم الاستقرار التي عززتها الاضطرابات، خاصة في دولتي ليبيا وسوريا.
إضعاف الهوية المتطرفة
من جانبه، أوضح إيلي تنينباوم، مدير مركز الدراسات الأمنية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن النضال ضد التطرف العنيف كان هدفاً أساسياً للأمن القومي الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر، ومع ذلك، وبعد مرور 20 عاماً، تقترب هذه الدورة الاستراتيجية الآن من نهايتها بسبب العديد من النجاحات الاستراتيجية، حيث تم إضعاف الهوية المركزية للجماعات الجهادية المتطرفة بشدة، مما قلل من قدرتها على إبراز العنف العالمي.
وأضاف تنينباوم أن الحكومات الغربية تعاني إرهاق الحرب بسبب عدم قدرتها على تحقيق نتائج سياسية مرضية، ولم تشهد الحكومات ظهور شركاء مثاليين من الدول التي أعادت سياسات الحرب على الإرهاب تشكيلها، ولكن بالنسبة للغرب، هناك درس مهم من السنوات العشرين الماضية، فمن الواضح أن الحكومات قللت من أهمية تنظيم القاعدة قبل 11 سبتمبر، ويمكن قول الشيء نفسه عن داعش قبل عام 2014، في حين أن هذه التنظيمات الإرهابية ما زالت تمتلك الرغبة في الهجوم.
وأكد مؤلف الكتاب، ومدير مركز الدراسات الأمنية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أنه يجب على الحكومات الحد من التفاوض مع الإرهابيين، وأن تكون أكثر وعياً حال اضطرارها للتفاوض من دون أن تكون واعية لخطورة نوايا هذه الجماعات، مبيناً أنه يجب أيضاً على الحكومات أن تعيد تقييم أهمية الحرب ضد الإرهاب، وتقسيمها إلى أولويات أخرى، لا سيما فكرة التنافس بين القوى العظمى.
استراتيجيات المكافحة
وفي ختام الجلسة النقاشية، توجه الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إلى المشاركين في الجلسة بالشكر على ما قدماه من معلومات وأطروحات قيمة حول التنظيمات الجهادية والجماعات الإرهابية، والاستراتيجيات العالمية لمكافحة التطرف في القرن الحادي والعشرين.
وأضاف العلي أن هذا النقاش حول كتاب «تريندز» الجديد «حرب العشرين عاماً .. الجهادية ومكافحة الإرهاب في القرن الحادي والعشرين»، قدم فهماً متعمقاً ودقيقاً وموضوعياً للحركات والتنظيمات الجهادية حول العالم، مبيناً أن الكتاب يحتكم إلى قواعد التوثيق الصارمة المستعملة والمطلوبة في هذا الصنف من الدراسات الهادفة، كما يتمتع بميزة كبرى ثانية، فهو لا يكتفي بعرض وقائع الإرهاب بل يعرض تطور استراتيجيات التصدي له على المستويات كافة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“البديوي”: نشيد بالجهود التي تبذلها وزارات الدفاع بدول المجلس لتبادل الخبرات والتجارب
الجزيرة – عوض مانع القحطاني
أشاد معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالجهود المشتركة التي تبذلها وزارات الدفاع في دول المجلس لتبادل الخبرات وتعزيزها بين منتسبيها، وأكد معاليه أن هذه الورش تسهم في تعزيز التكامل الدفاعي والأمني بين الدول الأعضاء، مما يرفع من جاهزية القوات المسلحة لمواجهة التحديات المشتركة.
جاء ذلك خلال كلمة معاليه في افتتاح ورشة العمل الأولى لفريق العمل الأمني للقوات المسلحة بدول مجلس التعاون، والتي تعقد خلال الفترة 19-20 نوفمبر 2024م، بمقر الأمانة بالرياض، وبحضور كبار الضباط بدول مجلس التعاون وعدد من الأمناء المساعدين ومسؤولي القطاعات بالأمانة العامة .
اقرأ أيضاًالعالمبوتين يصادق على مرسوم يوسع نطاق استخدام “الردع النووي” لروسيا
وفي بداية كلمته قدم معاليه الشكر لسعادة اللواء الركن طيار عيسى بن راشد المهندي، الأمين المساعد للشؤون العسكرية، ومنتسبي القطاع، على الإعداد والتحضير لهذه الورشة، لما لها من أهمية قيمة في تبادل الخبرات والتجارب وتطوير المحتوى العسكري والخروج بتوصيات وآلية عمل مشتركة وموحدة بين القوات المسلحة بدول مجلس التعاون.
كما تم خلال الورشة استعراض عدد من المحاور العسكرية والأمنية ذات الاهتمام الخليجي المشترك، بمشاركة متحدثين من القوات المسلحة بدول مجلس التعاون.