دبي: «الخليج»

أكد سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن التحول إلى الطاقة المتجددة يعيد تشكيل ديناميكيات القوة العالمية، مشيراً إلى أهمية تحويل التحديات في قطاع الطاقة إلى فرص سانحة لتحقيق المزيد من التحول الأخضر والتنمية المستدامة وتعميم الفوائد على الجميع.

جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها سعيد محمد الطاير، تحت عنوان «التحولات العالمية في مستقبل قطاع الطاقة» ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024.

وقال الطاير: «أصبحت القمة العالمية للحكومات، التي تعقد تحت شعار «تشكيل حكومات المستقبل»، فعالية عالمية مميزة تجمع قادة الفكر والخبراء العالميين وصناع القرار من جميع أنحاء العالم، للمشاركة والمساهمة في تطوير الأدوات والسياسات والنماذج التي تعتبر ضرورية في تشكيل الحكومات المستقبلية. وتعقد القمة هذا العام تحت الرعاية الكريمة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حيث استشراف المستقبل حاضر في فكر القيادة الرشيدة، ومكون أساسي في الخطط والاستراتيجيات الحكومية».

أهداف طموحة

وأضاف الطاير: «من منظور السياسات، هناك تركيز متزايد على إزالة الكربون وتعزيز العمل المناخي، حيث تضع العديد من البلدان والمناطق أهدافاً طموحة، للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، ما يشجع الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، ويخلق مجالات جديدة للابتكار، وفرص عمل جديدة في هذا القطاع. ومن منظور بيئي، يعد التحول إلى الطاقة المتجددة خطوة حاسمة في الحد من انبعاثات الكربون والتصدي لتغير المناخ، ويساعد التحول عن الوقود الأحفوري على التخفيف من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري والحد من تلوث البيئة. ومن المهم ملاحظة أن تحول الطاقة لا يخلو من التحديات، حيث تمثل الطبيعة المتقطعة لمصادر الطاقة المتجددة تحديات أمام إنتاج وتخزين الطاقة. هذا إضافة إلى عدد من التحديات الرئيسية الأخرى، كضمان استدامة التعاون الدولي، وتوفير التمويل الأخضر، وتحسين سلاسل التوريد، والتغلب على احتكار التقنيات، والالتزام بالحوكمة الرشيدة، والتأكد من التحول الأخضر للجميع، وغيرها من التحديات. ومن المهم تحويل تلك التحديات إلى فرص سانحة لتحقيق المزيد من التحول الأخضر والتنمية المستدامة، وتعميم الفوائد على الجميع. ومن الناحية الجيوسياسية، فإن للحرب الروسية الأوكرانية آثاراً بعيدة المدى على كلا البلدين وعلى المشهد الجيوسياسي الأوسع. وللحرب تأثير عميق في أسواق الطاقة، وخاصة في أوروبا، حيث تعد روسيا مورّداً رئيسياً للغاز والنفط إلى أوروبا، وأدت الحرب إلى عقوبات اقتصادية متبادلة مع روسيا في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع الطاقة، حيث أدى الصراع عملياً إلى وقف معظم إمدادات الطاقة. كما أدى إلى بذل الجهود لتنويع مصادر الطاقة في أوروبا. ومثال على ذلك، فبعد أن كانت بعض الدول الأوروبية رائدة في التخلص من مصادر الطاقة الأحفورية، والحد من انبعاثات الكربون، فإنها تراجعت بسبب وقف إمدادات الطاقة الروسية والسياسات الأوروبية، بإقفال وإعادة تشغيل بعض محطات الطاقة النووية والفحم الحجري القديمة».

القوة العالمية

تابع الطاير: «إن التحول إلى الطاقة المتجددة يعيد تشكيل ديناميكيات القوة العالمية. إذ تكتسب البلدان الغنية بموارد الطاقة المتجددة، مثل الدول الغنية بالطاقة الشمسية في الشرق الأوسط، والدول الغنية بالرياح في شمال أوروبا، أهمية استراتيجية في مشهد الطاقة العالمي، ويسهم في خفض كلفة الطاقة للمستهلكين. ويعد تخزين الطاقة أيضاً اتجاهاً رئيسياً في تحول الطاقة، ويدعم هذا الاتجاه التقدم في تكنولوجيا البطاريات والتوافر المتزايد للبنية التحتية للتخزين. ومع تزايد حصة مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة في مزيج الطاقة، أصبحت الحاجة إلى حلول فعالة لتخزين الطاقة أكثر إلحاحاً.

الهيدروجين الأخضر

أوضح الطاير أن التقنيات المتطورة في قطاع الطاقة ضرورية لمواجهة تحديات الاستدامة والموثوقية، والاعتماد على البحوث والتطوير ضروري لدفع الابتكار في هذا المجال، وإحدى التقنيات الواعدة هي إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى جانب حلول التخزين المتقدمة، حيث يتمتع الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، بالقدرة على لعب دور مهم في إزالة الكربون من مختلف القطاعات، بما في ذلك النقل والعمليات الصناعية.

أشار الطاير إلى أن الاندماج النووي يعد من المصادر الواعدة باعتباره مصدراً للطاقة النظيفة وغير المحدودة تقريباً، على الرغم من التحديات التكنولوجية الكبيرة التي لا يزال يتعين التغلب عليها، وفي حين كان الانشطار النووي مصدراً مؤكداً للطاقة المنخفضة الكربون لعقود من الزمن، فإن جهود البحث والتطوير تركز على تعزيز السلامة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات سعيد محمد الطاير هيئة كهرباء ومياه دبي القمة العالمية للحكومات الطاقة المتجددة القوة العالمیة مصادر الطاقة قطاع الطاقة من التحدیات

إقرأ أيضاً:

شراكة بين "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" في الطاقة المتجددة

أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" الصيني، عن توقيع مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص الاستثمار المشترك في مشاريع طاقة متجددة، في دول تقع ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، مع التركيز بشكل رئيسي على الدول النامية ودول الجنوب العالمي.

وقّع مذكرة التفاهم محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة"مصدر"؛ وزو جون، رئيسة مجلس إدارة صندوق طريق الحرير، على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف "COP29" في باكو.

شراكة إستراتيجية

وبموجب مذكرة التفاهم، سوف تؤسس "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" شراكة إستراتيجية تركز على استكشاف الفرص المتاحة للاستثمار المشترك في مشاريع طاقة متجددة تشارك فيها "مصدر" كمستثمر أو تتولى مهمة تطويرها وتشغيلها.

20 مليار يوان صيني

ويعتزم"صندوق طريق الحرير" استثمار ما يصل إلى 20 مليار يوان صيني "ما يُعادل 10.28 مليار درهم/ 2.8 مليار دولار" في مشاريع مشتركة مع "مصدر" ، في حين لدى "مصدر" استثمارات كبيرة في دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وإفريقيا، يندرج العديد منها تحت مبادرة الحزام والطريق.
وستواصل الشركة الاستثمار في هذه المناطق في إطار إستراتيجيتها لزيادة القدرة الإنتاجية الإجمالية لمحفظة مشاريعها للطاقة المتجددة إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030، في حين يمتلك "صندوق طريق الحرير" مشاريع طاقة متجددة بقدرة إجمالية تزيد عن 7 غيغاواط في مناطق مبادرة الحزام والطريق، تشمل الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
وقال محمد جميل الرمحي، إن "التعاون بين "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" اللذين يستثمران في العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في الأسواق الناشئة والجنوب العالمي، يعد خطوة مهمة من شأنها أن تعطي دفعة كبيرة للجهود الرامية إلى تحقيق الانتقال في قطاع الطاقة".
وأضاف أن "مصدر" تتطلع إلى شراكة ناجحة ومثمرة مع صندوق طريق الحرير تتحقق من خلالها الأهداف والطموحات المشتركة للطرفين.

الحزام والطريق 

من جانبها قالت زو جون، إن "دولة الإمارات تعد من المساهمين الرئيسيين في مبادرة "الحزام والطريق" وأحد أبرز الشركاء في قطاعي الاستثمار والتجارة بالنسبة للصين، مشيرة إلى أن الشراكة بين "صندوق طريق الحرير" و"مصدر" تعكس التزام الطرفين بتطوير حلول الطاقة المستدامة على مستوى العالم.
وتربط مبادرة الحزام والطريق بين آسيا وأوروبا وإفريقيا ومناطق أخرى حول العالم من خلال شبكة من مشاريع البنية الأساسية والشراكات التجارية، فيما تشكل مبادرة الحزام والطريق حلقة وصل لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الدول والمناطق المشاركة.

مقالات مشابهة

  • شراكة بين «مصدر» و«صندوق طريق الحرير» في الطاقة المتجددة
  • أستاذ اقتصاد: الظروف العالمية دفعت مصر للتركيز على الطاقة المتجددة
  • استطلاع: غالبية الألمان مازالوا يؤيدون التوسع في مصادر الطاقة المتجددة
  • استطلاع يكشف عن تأييد قوي للطاقة المتجددة في ألمانيا
  • شراكة بين "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" في الطاقة المتجددة
  • شراكة بين "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" في الطاقة المتجددة
  • ثروة يمنية غير متوقعة قد تغيّر مصير البلاد وتضع اليمنيين بين الأغنى عالميا!
  • استثمارات بين مصر و الإمارات لتعزيز التعاون في الطاقة المتجددة
  • معالي سعيد محمد الطاير يستقبل وفداً من كلية بنك الشعب الصيني للعلوم المالية التابعة لجامعة تشينغهوا الصينية
  • جلسة نقاشية: الإمارات تسير بخطى ثابتة نحو الاستدامة