بوابة الوفد:
2025-03-16@13:13:38 GMT

مأزق رفح..وموقف مصر العظيم

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

الكارثة الإنسانية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة بمثابة عار على المجتمع الدولى الذى يرى إبادة جماعية للفلسطينيين وجرائم حرب بشعة ضد المدنيين ويقف صامتاً يتفرج على ما يحدث دون اتخاذ قرار فورى بوقف الحرب التى راح ضحيتها آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين، ولا تزال هذه الحرب تحصد الأرواح بشكل مخيف، ووصلت ذروة المأساة حالياً ما يحدث فى رفح بعد نزوح الفارين من جحيم الحرب، بعد قصف قوات الاحتلال الإسرائيلى لمدينة رفح الفلسطينية، بالمخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية.

. وكل ذلك يتم على مرأى ومسمع العالم أجمع ولا أحد يتحرك، وكأن هناك اتفاقاً على مساندة إسرائيل فى تصفية القضية الفلسطينية.
مصر الدولة الوحيدة التى تسعى إلى وقف الحرب الإسرائيلية، وتواصل الجهود الشاقة والمضنية من أجل نجدة الشعب الفلسطينى، والعالم كله لا يحرك ساكناً أمام هذه المجازر والمذابح، فإلى متى تستمر مصر بمفردها فى هذه القضية البشعة التى تعدت فيها الأمور كل الحدود والمواصفات؟!.. وكل ما يحدث سيؤثر تأثيراً سلبياً على كل دول المنطقة، وكذلك ستصاب كل المصالح الغربية والأمريكية بعواقب وخيمة، ومع ذلك يقف المجتمع الدولى متفرجاً على ما يحدث. فالخاسر قبل دول المنطقة هو المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة.. وأما عملية حشر الفلسطينيين فى مساحة ضيقة، وإعلان إسرائيل الاجتياح البرى لرفح الفلسطينية، معناه أن هناك إصراراً شديداً على تصفية القضية الفلسطينية فبعد فشل مخططات التهجير القسرى التى قاومتها مصر وما زالت، التفت دولة الاحتلال على هذه الأمور بوسائل أخرى، عندما أجبرت أهالى غزة إلى النزوح إلى رفح الفلسطينية. والسؤال هنا هل سيقف المجتمع الدولى متفرجاً، بعدما باتت الظروف قاب قوسين أو أدنى لتصفية الفلسطينيين؟!
لن تهدأ مصر أو تلين لها قناة أمام هذه المخططات الإجرامية الإسرائيلية سواء من جانب الاحتلال أو من جانب أمريكا والمجتمع الدولى الذى يجب محاكمته بتهمة تأييد إسرائيل فى الإبادة الجماعية لشعب أعزل. وكل المفاوضات التى تجريها مصر مع رؤساء وحكومات دول المجتمع الدولى تصدر فى العلن بيانات بخلاف الواقع على الأرض فهم يقولون إنهم مع الرؤية المصرية الثاقبة وفى الواقع يفعلون عكس ذلك، ولا نجد أبداً من يردع إسرائيل على مواقفها وجرائمها المتواصلة. وهذا يدفعنى بالضرورة إلى القول إن الإدارة الأمريكية هى الوحيدة التى بات بيدها وقف هذه الحرب الإجرامية، خاصة أن الأمور وصلت إلى رفح وعلى بعد أمتار قليلة من رفح المصرية. وهنا قامت أمريكا وأعوانها من دول المجتمع الدولى بإطلاق شائعات بقيام مصر بوقف العمل باتفاقية السلام، وهذا غير صحيح جملة وتفصيلاً، وهذا ما جعل الخارجية المصرية تصدر بياناً بالرد على هذه الشائعات، وليس معنى ذلك أبداً أن مصر سترضخ لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، بل ستواصل كل الجهود الشاقة من أجل أولاً الحفاظ على الأمن القومى المصرى والحفاظ على الحدود المصرية، وثانياً وقف الحرب الإسرائيلية إضافة إلى منع التهجير القسرى للفلسطينيين، ومنع تصفية القضية الفلسطينية.
وستظل مصر عند موقفها الثابت بشأن حقوق الفلسطينيين، والتمسك بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهذا هو السبيل الوحيد لعودة الاستقرار فى المنطقة وإقليمياً ودولياً، ولذلك من مصلحة المجتمع الدولى وأمريكا حتى لا تتأثر مصالحهما تنفيذ حل الدولتين وتفعيل الشرعية الدولية وإجبار إسرائيل على ذلك.. بدلاً من كل هذه البرطعة التى تمارسها فى المنطقة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د وجدى زين الدين الشعب الفلسطينى غزة قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح الفلسطينية القضية الفلسطينية وقف الحرب الإسرائيلية تصفیة القضیة الفلسطینیة المجتمع الدولى ما یحدث

إقرأ أيضاً:

رمضان الفتح المبين والنصر العظيم انتصارًا لمظلومية المستضعفين

لشهر رمضان الكريم مزايا في الدين والتاريخ، فقد بعث الله فيه محمدًا -صلى الله عليه وآله وسلم- بدين الإسلام المتدفق بعقيدة التوحيد القوية التي تخلص البشرية من الذلة والهوان والخضوع لوساوس الشيطان، وفيه أنزل الله القرآن دستوراً للإسلام، ومنبعاً لعلومه، وحارساً لشريعته: (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ).
لقد أنزل الله فيه قواعد أحكامه الذي تهدي الحيران، وترد الشارد الولهان، وتضيء آفاق الحياة، ولا تزال كذلك في مستقبل الدهور والأزمان حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
فالإسلام جاء ليبقى ظاهراً ظافراً منتصراً، دل على ذلك: (هُوَ الَّذِي أرسل رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّـهِ شَهِيدًا) كما في سورة الفتح، وقوله: (هُوَ الَّذِي أرسل رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) كما في سورة الصف.
إن المستقبل للإسلام، وأن العالم كله مدين لهذا الدين الذي جاء به محمد (ص) بأمر من عند الله رحمة للعالمين، وجاء بالخُلِق العظيم، منصوراً مَن نصره، عِزَتُه دائمة، ودولته ظافرة قادمة، مبشر بها على لسان سيد المرسلين، “ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلَّا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أَو بذل ذليل، عزاً يعز به الإسلام وذلاً يذل به الكفر” وهي بشارة ممن لا ينطق عن الهوى.
ورمضان رمز تقريب القلوب، وتأليف الشعوب، فيه تفيض القلوب بالمحبة بين الخالق والمخلوق، والرب والمربوب، فحينما ينهض المسلم لينصر مظلوماً يستغيث به يكون له العزة والنصر.
إن نصرة المظلوم يستبشر بها المسلمون، فلو أن المسلمين تحَرّكوا في هذا الشهر الكريم لانتصروا كما انتصر نبيهم وأسلافهم لخزاعة الذي جاء عمرو بن سالم الخزاعي يستنصر رسول الله قائلاً:
يا رب إني ناشدٌ محمدا
حلفَ أبينا وأبيه الأتلدا
إن قريشاً أخلفوك الموعدا
فانصر هداك الله نصراً أبدا
وادعو عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا
هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعاً وسجدا
فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نصرت يا عمرو بن سالم، فجاء فتح مكة وعز الإسلام الذي استبشر به أهل السماء، وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء، ودخل الناس؛ بسَببِه في دين الله أفواجاً، وأشرقت به وجه الأرض ضياء وابتهاجاً، وأنزل الله فيه قرآناً يتلى (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْواجًا).
إن العرب والمسلمين كافة لو انتصروا لمظلومية غزة وفلسطين لكان لهم الفتح والنصر والظفر المبين، ولم يكن بينهم وبين العز والشرف الكبير الذي ربما عم الأرض كلها إلا نصر دينهم وإخوانهم في فلسطين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.

مقالات مشابهة

  • ذكرى رحيل البابا شنودة .. دعّم القضية الفلسطينية وجمع المسلمين والمسيحيين على موائد الإفطار
  • كيف ساهمت المواقف المصرية فى الحفاظ على القضية الفلسطينية؟
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر إنصافا لحل القضية الفلسطينية
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية
  • عماد الدين حسين: خطة مصر لإعادة إعمار غزة تحظى بدعم المجتمع الدولى
  • الخارجية الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • رمضان الفتح المبين والنصر العظيم انتصارًا لمظلومية المستضعفين
  • الخارجية الفلسطينية: المجتمع الدولي مسئول عن حماية الحرم الإبراهيمي الشريف
  • يعد ارتفاعه عالميا .. اعرف سعر الذهب اليوم وموقف الدولار
  • مستشار الرئيس الفلسطني: جلالة الملك يخدم القضية الفلسطينية على الأرض