رفح.. المسمار الأخير فى النعش اليهودى
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
غزة خذلها العالم، فهل تخذلها عروبتنا وإسلامنا؟ وقف المجتمع الدولى متفرجا على مذبحة القرن الحديث التى تنفذها إسرائيل برعاية وإنتاج الولايات المتحدة، وتمويل إخوة يوسف لنشاهد هذا الواقع التراجيدى الذى يندى له الجبين وتجف الأحبار فى الأقلام من وصفه، «مجازر، محارق، تدمير، مذابح، مشانق، إبادة جماعية»، كل الموبقات التى أحدثها العالم منذ بدء الخليقة حتى الآن تجمعت فى تلك المشاهد المؤلمة.
السؤال الآن من المسئول عما يحدث فى غزة؟ بالطبع ليسوا الفلسطينيين فهم أصحاب الأرض والقضية والملاك الحقيقيين للوطن، واليهود غزاة احتلوا الأرض وهتكوا العرض ودمروا كل معالم الحياة على أرض مهبط الأنبياء، والإجابة ليس اليهود وحدهم هم المسؤولون، فلا يُسأل قاطع طريق ولا لص لماذا قتلت أو لماذا سرقت، فهذه حياته وتلك أخلاقه، ولكن نحن العرب والمسلمون مسؤولون مسؤولية كاملة عما يحدث.
نعم.. أكثر من 2 مليار مسلم حول العالم يمثلون ربع سكان الكرة الأرضية، بينهم 473 مليون عربى تقع على عاتقهم جميعا المسؤولية الدينية والأخلاقية وصلة الرحم وأولوا القربى، غير المسؤولية التاريخية، فالتاريخ لن يرحمنا والأجيال القادمة ربما صبت علينا اللعنات ولونت صفحاتنا باللون الأسود.
أكثر من 7 عقود مضت ذقنا جميعا خلالها مرارة أفعال الذئب الصهيونى الذى نهش بلادنا وفرق وحدتنا وشتت شملنا ونخر فى عظامنا وهتك خريطتنا وعروبتنا ومازلنا نعامله بأخلاقنا التى لا يعرفها، وهى فى الحقيقة ليست مصدر قوة، بل ضعف وهوان واستسلام فى مواجهة الجبروت الصهيونى.
أمتنا العربية فى ظل جرائم الحرب اليهودية التى ترتكب ضد الغزيين باتت مصابة بانكسار الإرادة والهزيمة النفسية، فمات بداخلنا عرق النخوة وأصبحت أمة ميتة لا حياة فيها، وصدق فينا قول المتنبى:
«مَن يَهُن يسهُل الهوانُ عليه... ما لجُرحٍ بميتٍ إيلام»
أمتنا العربية فى حاجة ملحة لاتخاذ مواقف رادعة وشديدة تتناسب مع ما تشهده غزة من أحداث مأساوية تنذر بتفجير صراع شامل فى الشرق الأوسط قد تمتد آثاره إلى العالم أجمع.. الصمت ليس دائما دليل حكمة، فأحيانا يكون بداية للخرس.
رفح آخر القلاع الحصينة والتى تأوى أكثر من 1.4 مليون نازح من شمال القطاع ووسطه، وتعد البؤرة الأكثر كثافة فى العالم ويعيش أهلها بالخيام فى ظروف إنسانية قاسية، وإذا لم يتحد العالم لوقف اجتياحها من قبل جيش الاحتلال، فسوف يشتعل فتيل الحرب العالمية الثالثة فى بداية حقيقية لنهاية الكون.
وسيبقى قدر مصر صاحبة الوجه الواحد والموقف الواحد منذ اندلاع الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى أنه لا تهجير للفلسطينيين من أراضيهم وأنها ضد حرب الإبادة الشاملة التى يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون، وأنه لا سبيل لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى سوى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
استفزازات إسرائيل المستمرة لمصر تكشف الوجه القبيح للاحتلال وتصريحاته المستفزة بالحديث عن احتلال معبر فيلادلفيا وتجويع مصر للغزيين وأنها تمنع دخول المساعدات، وتحميلها مسؤولية جزئية عن هجوم حماس يوم 7 أكتوبر، تصريحات غير مقبولة وتحريضية ومحاولة لتخريب عملية احتواء الأزمة فى قطاع غزة.
باختصار.. آن الأوان لتنتفض الدماء فى عروق المسلمين والعرب لمواجهة الأفعال الإجرامية التى يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين ووقف المخطط اليهودى لتهجيرهم وتصفية القضية الفلسطينية بأى ثمن.
تبقى كلمة.. ستبقى مصر السيف والدرع للأمة العربية، وقد التف المصريون جميعا خلف القيادة السياسية والجيش المصرى لحماية أمننا القومى وصون ترابنا الوطنى.. وسوف تكشف الأيام وربما الساعات القادمة أن تنفيذ عملية عسكرية برية فى رفح سيكون بمثابة المسمار الأخير فى النعش اليهودى.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجيش المصرى باختصار غزة الولايات المتحدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
عضو اللجنة العامة بالنواب يكشف أبرز مميزات قانون لجوء الأجانب
أكد النائب سيد سمير، عضو اللجنة العامة بمجلس النواب، أن الدولة المصرية تحتضن ملايين اللاجئين، وتتعامل مع هذا الملف بـ"أخلاقية وإنسانية" كبيرة، فهى الدولة الوحيدة فى العالم التى تستضيفهم ولا تقوم بعمل مخيمات فيها،حيث يوجد لديها لاجئين من 52 دولة فى العالم منصهرين فى أوساط الشعب المصرى.
وقال عضو اللجنة العامة لمجلس النواب، في بيان له، إن مشروع قانون لجوء الأجانب، شهد العديد والعديد من المميزات التى تقدم كافة أوجه الدعم والرعاية والخدمات للاجئين في مصر، وأحقيتهم في الحصول على وثيقة سفر تصدرها وزارة الداخلية بعد موافقة اللجنة الدائمة لشئون اللاجئين، وحظر تسليم اللاجئ للدولة التي يحمل جنسيتها أو دولة إقامته المعتادة، مع حرية في الاعتقاد الديني، ويكون لأصحاب الأديان السماوية منهم الحق في ممارسة الشعائر الدينية بدور العبادة المخصصة لذلك.
وأوضح النائب سيد سمير، أن الدولة المصرية تقدم لهم العديد من الخدمات الإنسانية دون المزايدة بهم والزج بهم فى صراعات سياسية إقليمية،موجهاً لشكر إلي لجنة الدفاع والأمن القومي ومكاتب لجان الشئون الدستورية والتشريعية وحقوق الإنسان والتعليم والخطة والموازنة على جهودهم في المناقشة وإعداد هذا التقرير.