بوابة الوفد:
2025-02-02@18:48:54 GMT

رفح.. المسمار الأخير فى النعش اليهودى

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

غزة خذلها العالم، فهل تخذلها عروبتنا وإسلامنا؟ وقف المجتمع الدولى متفرجا على مذبحة القرن الحديث التى تنفذها إسرائيل برعاية وإنتاج الولايات المتحدة، وتمويل إخوة يوسف لنشاهد هذا الواقع التراجيدى الذى يندى له الجبين وتجف الأحبار فى الأقلام من وصفه، «مجازر، محارق، تدمير، مذابح، مشانق، إبادة جماعية»، كل الموبقات التى أحدثها العالم منذ بدء الخليقة حتى الآن تجمعت فى تلك المشاهد المؤلمة.


السؤال الآن من المسئول عما يحدث فى غزة؟ بالطبع ليسوا الفلسطينيين فهم أصحاب الأرض والقضية والملاك الحقيقيين للوطن، واليهود غزاة احتلوا الأرض وهتكوا العرض ودمروا كل معالم الحياة على أرض مهبط الأنبياء، والإجابة ليس اليهود وحدهم هم المسؤولون، فلا يُسأل قاطع طريق ولا لص لماذا قتلت أو لماذا سرقت، فهذه حياته وتلك أخلاقه، ولكن نحن العرب والمسلمون مسؤولون مسؤولية كاملة عما يحدث.
نعم.. أكثر من 2 مليار مسلم حول العالم يمثلون ربع سكان الكرة الأرضية، بينهم 473 مليون عربى تقع على عاتقهم جميعا المسؤولية الدينية والأخلاقية وصلة الرحم وأولوا القربى، غير المسؤولية التاريخية، فالتاريخ لن يرحمنا والأجيال القادمة ربما صبت علينا اللعنات ولونت صفحاتنا باللون الأسود.
أكثر من 7 عقود مضت ذقنا جميعا خلالها مرارة أفعال الذئب الصهيونى الذى نهش بلادنا وفرق وحدتنا وشتت شملنا ونخر فى عظامنا وهتك خريطتنا وعروبتنا ومازلنا نعامله بأخلاقنا التى لا يعرفها، وهى فى الحقيقة ليست مصدر قوة، بل ضعف وهوان واستسلام فى مواجهة الجبروت الصهيونى.
أمتنا العربية فى ظل جرائم الحرب اليهودية التى ترتكب ضد الغزيين باتت مصابة بانكسار الإرادة والهزيمة النفسية، فمات بداخلنا عرق النخوة وأصبحت أمة ميتة لا حياة فيها، وصدق فينا قول المتنبى:
«مَن يَهُن يسهُل الهوانُ عليه... ما لجُرحٍ بميتٍ إيلام»
أمتنا العربية فى حاجة ملحة لاتخاذ مواقف رادعة وشديدة تتناسب مع ما تشهده غزة من أحداث مأساوية تنذر بتفجير صراع شامل فى الشرق الأوسط قد تمتد آثاره إلى العالم أجمع.. الصمت ليس دائما دليل حكمة، فأحيانا يكون بداية للخرس.
رفح آخر القلاع الحصينة والتى تأوى أكثر من 1.4 مليون نازح من شمال القطاع ووسطه، وتعد البؤرة الأكثر كثافة فى العالم ويعيش أهلها بالخيام فى ظروف إنسانية قاسية، وإذا لم يتحد العالم لوقف اجتياحها من قبل جيش الاحتلال، فسوف يشتعل فتيل الحرب العالمية الثالثة فى بداية حقيقية لنهاية الكون.
وسيبقى قدر مصر صاحبة الوجه الواحد والموقف الواحد منذ اندلاع الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى أنه لا تهجير للفلسطينيين من أراضيهم وأنها ضد حرب الإبادة الشاملة التى يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون، وأنه لا سبيل لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى سوى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
استفزازات إسرائيل المستمرة لمصر تكشف الوجه القبيح للاحتلال وتصريحاته المستفزة بالحديث عن احتلال معبر فيلادلفيا وتجويع مصر للغزيين وأنها تمنع دخول المساعدات، وتحميلها مسؤولية جزئية عن هجوم حماس يوم 7 أكتوبر، تصريحات غير مقبولة وتحريضية ومحاولة لتخريب عملية احتواء الأزمة فى قطاع غزة.
باختصار.. آن الأوان لتنتفض الدماء فى عروق المسلمين والعرب لمواجهة الأفعال الإجرامية التى يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين ووقف المخطط اليهودى لتهجيرهم وتصفية القضية الفلسطينية بأى ثمن.
تبقى كلمة.. ستبقى مصر السيف والدرع للأمة العربية، وقد التف المصريون جميعا خلف القيادة السياسية والجيش المصرى لحماية أمننا القومى وصون ترابنا الوطنى.. وسوف تكشف الأيام وربما الساعات القادمة أن تنفيذ عملية عسكرية برية فى رفح سيكون بمثابة المسمار الأخير فى النعش اليهودى. 


[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجيش المصرى باختصار غزة الولايات المتحدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية

فى عالم يتجه نحو التعددية القطبية واحترام سيادة الدول، يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما زال يعيش فى حقبة مختلفة، حيث يتصور نفسه «حاكماً بأمره» فى شئون دول أخرى. ترامب، الذى يعتقد أن بإمكانه فرض إرادته على الشعوب والحكومات، يغفل حقيقة أساسية: أن العالم لم يعد يتقبل منطق التهديدات والاستعلاء، وأن عهد الاستعمار والهيمنة المطلقة قد ولى منذ زمن طويل.
ترامب، الذى يعمل وفقاً لسياسة «أمريكا أولاً»، يتصرف كأن العالم ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية. لكنه ينسى أن لكل شعب حقاً فى تقرير مصيره، ورفض ما لا يتوافق مع مصالحه الوطنية. الشعوب اليوم ليست مستعدة للخضوع لإملاءات خارجية، خاصة عندما تأتى بشكل تهديدات واستعلاء.
فى قضية غزة، حاول ترامب فرض رؤيته الشخصية على مصر والأردن، متصوراً أن بإمكانه إجبارهما على استقبال لاجئين من غزة. لكن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى كان واضحاً فى رفضه القاطع لهذا الطرح. السيسى أكد أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين، ولن تكون طرفاً فى أى مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. هذا الموقف يعكس إرادة شعبية راسخة، ترفض الانصياع لضغوط خارجية، مهما كان مصدرها.
ترامب، الذى اعتاد أسلوب التهديد، يبدو أنه لم يستوعب بعد أن هذا الأسلوب لم يعد يجدى نفعاً مع الشعوب التى تتمسك بسيادتها وكرامتها. مصر، كدولة ذات تاريخ عريق وإرادة قوية، لن تنكسر أمام تهديدات، ولن تسمح لأحد أن يفرض عليها ما يتعارض مع مصالحها الوطنية.
ترامب، الذى بدأ ولايته الرئاسية بموجة من القرارات المثيرة للجدل، لم يحصد سوى كراهية الشعوب حول العالم. من المكسيك إلى بنما، ومن الدنمارك إلى كولومبيا، توالت ردود الأفعال الرافضة لسياساته التهديدية والاستعلائية.
فى المكسيك، رفضت الحكومة استقبال طائرة محملة بالمهاجرين، وهددت بالتعامل مع الولايات المتحدة بالمثل. وفى بنما، رفض الرئيس خوسيه راؤول مولينو تصريحات ترامب التى طالبت بتبعية قناة بنما للولايات المتحدة، مؤكداً أن بنما دولة مستقلة ولن تقبل أى مساس بسيادتها.
أما فى الدنمارك، فقد رفضت رئيسة الوزراء ميتى فريدريكسن بشكل قاطع أى محاولة لشراء جزيرة جرينلاند، مؤكدة أن «جرينلاند ليست للبيع». وفى كولومبيا، وصف الرئيس جوستافو بيترو ترامب بأنه يمثل «عرقاً أدنى»، ورفض مصافحة «تجار الرقيق البيض»، فى إشارة إلى سياسات ترامب العنصرية.
حتى القضاء الأمريكي، رفض العديد من قرارات ترامب، خاصة تلك المتعلقة بالهجرة والمهاجرين. العالم بأسره، لأول مرة، يتفق على رفض سياسات ترامب، ما يعكس مدى العزلة التى يعيشها الرئيس الأمريكي.
ترامب، الذى يعتقد أنه قادر على فرض إرادته على العالم، يغفل حقيقة أن الشعوب لم تعد تقبل منطق التهديدات والاستعلاء. العالم اليوم مختلف، والسيادة الوطنية لم تعد مجرد شعارات، بل واقع يعيشه كل شعب. ترامب، الذى يحصد العداء من كل حدب وصوب، عليه أن يعيد النظر فى سياساته، وأن يدرك أن العالم ليس ملكاً لأحد، وأن الشعوب لن تقبل بأن تكون مجرد أدوات فى لعبة القوى العظمى.
فى النهاية، العالم يتجه نحو التعددية واحترام السيادة، وترامب، إن أراد أن يترك إرثاً إيجابياً، عليه أن يتكيف مع هذا الواقع الجديد، بدلاً من الاستمرار فى سياسات عفا عليها الزمن.

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات: إطار تنظيمى متوازن لحماية الدول العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعى
  • بغض النظر عن اختلافنا السياسي مع البرهان، يلزمنا جميعا الاعتراف له بالشجاعة
  • السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان
  • دفتر أحوال وطن «٣٠٨»
  • أكثر من نصف مليون مراجعا للمستشفيات الميدانية الأردنية في غزة والضفة خلال الحرب
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • مصممة الأزياء مشيرة إسماعيل: درة أيقونة الموضة العربية
  • غربة اللغة العربية
  • عودة إلى الرماد.. مأساة النازحين في شمال غزة بعد أكثر من عام من الحرب
  • ماذا حدث للنفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟