بوابة الوفد:
2024-11-18@12:58:27 GMT

بايدن يترنح قبل الرحيل

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

الموقف الراهن فى المنطقة هو موقف كاشف، موقف ليس له سوى وصف واحد، وهو أن مصر تقف وحدها أمام النيران المشتعلة على حدودها الشرقية، الجميع يتكلم إلا مصر، التى تعمل على حماية الشعب الفلسطينى فى غزة، وتمنع القضاء عليه وعلى قضيته، وتقدم له المساعدات التى ما زلنا نراها -متجهة من مدينة القاهرة- نحو معبر رفح، ومع ذلك تخرج كلمات كاذبة من ألسنة الأمريكان والإخوان، حول موقف مصر من فتح المعبر أمام المساعدات، حتى أن الرئيس الأمريكى الذى يجب وضعه تحت الحجر الصحي، يخرج علينا قائلًا إنه استطاع إقناع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بإدخال المساعدات!! بل إنه يستمر فى روايته الكاذبة، مُشيدًا بنفسه وذكائه وقدراته الفائقة مؤكدًا أنه لولا تدخله الشخصى ماكانت المساعدات المقدمة للفلسطينيين فى غزة ستمر!! والغريب أن الرجل يقول هذا الكلام رغم أن مصر-وحدها- قدمت 80% من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

. رغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة، فى حين قدم كل العالم 20% فقط من هذه المساعدات، واكتفى البعض بالكلام المُرسل وترك الفلسطينيين وحدهم، ليس معهم سوى الله.. ومصر التى لن تتخلى عنهم أبدًا.
ولم يقل لنا بايدن.. نابغة عصره وأوانه.. من الذى يقوم بضرب رفح منذ أيام بعدما قام بدك غزة وبيوتها على من يقطن فيها.. أليست إسرائيل التى تحميها الولايات المتحدة؟ ولم يقل لنا من قام بمد إسرائيل بأسلحة حديثة لقتل الشعب الفلسطينى الأعزل؟ ومن الذى قال إنه يشجع إسرائيل على الاستمرار فى العمليات العسكرية والعدوان على الفلسطينيين بحجة تحرير الرهائن، وبدلًا من تحريرهم تم قتل أكثر من ثمانية وعشرين ألف فلسطينى بماء بارد؟ ولم يقل لنا نابغة عصره من الذى واجه وقاوم مشروع جنوب أفريقيا لمحاكمة نتنياهو وقادة إسرائيل على جرائم الحرب والمجازر التى ارتكبوها فى حق المدنيين العزل؟ أليست إدارة بايدن والولايات المتحدة رائدة الدفاع عن الحريات فى العالم؟
نعرف أن الرئيس الأمريكى جو بايدن لديه مشكلات صحية، مؤثرة فى قواه العقلية، والعالم كله يعلم ذلك، ومنافسوه فى الانتخابات الرئاسية يرغبون فى الطعن عليه بسبب هذه المشكلات.. ولذلك هو يسعى لإرضاء إسرائيل طمعًا فى مساندة اللوبى الصهيونى.. ولكننا نعرف أيضاً أن ترامب يتقدم عليه فى استطلاعات الرأى وقد يعود للبيت الأبيض، وهو التصور الأقرب للتحقق، وأنصار ترامب يتهمون بايدن دائمًا بأنه يقول كلامًا «أقرب للهذيان ولا يمكن القول بأنه مُتزن».
الاستطلاعات تقول إن 35% من الأمريكيين يعتقدون أن الرئيس السابق ومرشح الرئاسة دونالد ترامب كان سيتعامل مع أزمة أوكرانيا والنزاع بين إسرائيل وحركة حماس بصورة أفضل من خلفه الحالى جو بايدن.. ومنح الأمريكيون بايدن 27% فقط خلال الاستطلاع الذى نظمته شركة «Ipsos » العالمية لحساب شبكة«ABC News».
المُنصف والمحايد يُدرك أن قصف المعبر عدة مرات أدى إلى تعطيل حركة القوافل إلى المعبر، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قال عدة مرات إن مصر تسعى إلى تمرير المساعدات للشعب الفلسطينى الذى ليس له ذنب فيما يحدث من معارك فى القطاع.
كل مُنصف يعرف أن إسرائيل كانت تستهدف الضغط على مصر بمسألة المساعدات، وكانت تساوم على فتح المعبر لغرض وحيد من وجهة نظر إسرائيل وهو طرد الشعب الفلسطينى من غزة، وهذا ما كانت ترفضه مصر وترفضه حاليًا وسوف ترفضه فى المستقبل، لأنه ليس مجالًا للمساومة، فمصر تساعد الشعب الفلسطينى انطلاقًا من مسئوليتها التاريخية، وباعتبارها قوة عربية رئيسية لن تتخلى أبدًا عن قدرها.
بيان الرئاسة المصرية ردًا على أكاذيب الرئيس الأمريكى بشأن المساعدات الإنسانية لم يكن بيانًا للدفاع عن مصر، وإنما هو بيان لتوضيح ما حدث بالفعل أثناء محاولات مصر الدائمة لتمرير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ولا يخفى على أحد ما نُشر فى الصحافة العالمية والقنوات التليفزيونية العالمية بإن إسرائيل هددت فى إحدى المرات بقصف أى مساعدات يتم تمريرها عبر معبر رفح، وقد أدى هذا الأمر إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة ذهب بنفسه إلى المعبر فى محاولة للفت انتباه العالم إلى أن إسرائيل تمنع دخول المساعدات.
يجب أن نُدرك أن الحملة الممنهجة على مصر هدفها الرئيسى والوحيد هو دفع سكان غزة نحو سيناء، للقضاء على المشكلة الفلسطينية للأبد، وانتزاع الأرض المصرية من أصحابها، وهو المشروع الذى لن يتم، لأن لدينا قيادات سياسية وعسكرية نثق فى وطنيتها وفى قدراتها.. وهذه القيادات تحتاج منا أمرًا واحدًا هو التكاتف والتماسك لحماية بلادنا من مُخططات شيطانية شريرة سوف تتحطم على صخرة الوعى وتماسك الجبهة الداخلية.
اللهم احفظ بلدنا من كل سوء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور الشعب الفلسطينى غزة معبر رفح مدينة القاهرة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى الشعب الفلسطینى أن الرئیس

إقرأ أيضاً:

في العيد الـ12 لتجليسه.. طفولة ونشأة البابا تواضروس الثاني

مع حلول الخريف تتساقط أوراق الشجر لتنمو أخرى أكثر نضارة، ومع خريف 1952، وُلد وجيه صبحى باقى سليمان فى المنصورة، فى لحظة كانت فيها أوراق الشجر تتساقط لتفرش الأرض بألوانها الذهبية، وكأن الطبيعة تُعد الأرض لشجرة ستنمو جذورها لتظلل الكنيسة كلها لاحقاً.

نشأ «وجيه» فى كنف عائلة مصرية تقليدية تهتم بالقيم الروحية والدينية، وترعى أبناءها بحب وحرص، فوالده المهندس صبحى، مهندس المساحة، ابن القاهرة، ووالدته سامية، بنت دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس فى الدقهلية، لم يتركا فرصة إلا واستثمراها لغرس القيم الدينية والروحية فى «وجيه» وإخوته، وكأنهما كانا يدركان أنه سيحمل فى المستقبل لقب «البابا الثامن عشر بعد المائة» فى تسلسل بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فقد كانت والدته السيدة سامية تهتم بغرس محبة الله وتعزيز الإيمان فى نفوس أطفالها، وحينما انتقلت الأسرة بين عدة مدن مثل سوهاج ودمنهور، كان رباطهم بالكنيسة يتوطد.

كبر «وجيه»، الصغير الشقى المحبوب، المفعم بروح العمل الجماعى والمسئولية، وهو يحمل طموحاً مبكراً وحباً للمساعدة، ولكنه قد نال نصيبه من الفقد، الذى جاء مبكراً بوفاة والده صباح أول امتحانات الشهادة الإعدادية وكأنما سقطت ورقة من تلك الشجرة التى زُرعت قبل 15 سنة، تحدى الألم ليتفوق فى دراسته، مُكملاً طريقه نحو كلية الصيدلة فى جامعة الإسكندرية.

هناك، فى قاعات الكلية وبين كتب الصيدلة، أبحر «وجيه» فى عالم العلم، محاولاً فهم ما وراء الطب والعلاج، ساعياً أن يكون «ذلك الذى يريح الناس» من أوجاعهم، ولم تكن هذه المرحلة الأخيرة، بل تابع دراسته حتى نال زمالة الصحة العالمية فى إنجلترا عام 1985، ليتعلم مراقبة جودة تصنيع الدواء.

ومع مرور الزمن، وجد نفسه فى خدمة الكنيسة، التى احتضنته صغيراً ليكبر معها ويحمل أثقالها، حتى بات البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

مقالات مشابهة

  • سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (3)
  • قبل الرحيل.. بايدن يمنح أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الأمريكية داخل الأراضي الروسية
  • الترند.. و"حرمة البيوت"
  • سيادة القانون
  • في العيد الـ12 لتجليسه.. طفولة ونشأة البابا تواضروس الثاني
  •  أشرف غريب يكتب: «عاش هنا» ذاكرة البشر والأثر
  • «عودة قوية».. ياسمين عبدالعزيز وهانى سلامة ومحمد سعد لـ«الشاشة الذهبية»
  • المرأة.. ذلك الكاىٔن المحير!!
  • دفتر احوال وطن «٢٩٧»
  • خارج السرب(خارج السرب)