بوابة الوفد:
2024-09-30@19:00:56 GMT

معاهدة السلام

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

هل تلغى مصر اتفاقية السلام الموقعة بينها وبين إسرائيل منذ 40 عاما؟ وزير خارجية مصر سامح شكرى قال إننا مستمرون فى تلك المعاهدة ونعمل على مواصلة الجهود لعلاج الوضع الحالى. لا يخفى على أحد أن تصريحات سامح شكرى طبيعية وفى إطار الأعراف الدبلوماسية التى تتحدث عما هو موجود دون القفز على مأسوف تسفر عنه الأيام القادمة بينما التصريحات المنسوبة لمصادر مصرية رفيعة ونقلتها وكالات أنباء معتبرة تقول إن مصر هددت بتجميد وإلغاء معاهدة السلام فى حال اجتاحت إسرائيل رفح، وأعتقد أنها تصريحات أقرب لموقف مصرى يتكون بهدوء وبدراسة الوضع برمته قبل اتخاذ هذا القرار المصيرى بالطبع اجتياح رفح معناه خرق المعاهدة من جانب إسرائيل ويعطى الحق لمصر فى اتخاذ ما يناسبها تجاه هذا الوضع الخطير.

مصر فى اختبار كبير ودعم شعبى غير محدود للرئيس السيسى والقوات المسلحة المصرية الباسلة، ورغم تسارع الأحداث فإن قرارًا مثل هذا ليس سهلا على إسرائيل قبل مصر.

ولعل الأخبار المتواترة من داخل تل أبيب تقول إن هناك خلافات كبيرة بين نتنياهو وقادة جيشه حول خرق المعاهدة باجتياح رفح وهو ما جعل رئيس أركان الجيش الاسرائيلى يصرح بأن تحويل مصر إلى عدو دائم لا تتحمله إسرائيل. قد تكون الساعات القادمة فاصلة وهناك تحركات كبيرة حتى من داخل مؤسسات ونقابات فى اتجاه دعم القيادة السياسية ودفعها نحو إلغاء تلك المعاهدة، وآخر تلك البيانات البيان الصادر عن نقابة الصحفيين المصريين المطالبة بإلغاء المعاهدة والاتجاه مباشرة نحو الانضمام لجنوب أفريقيا فى الدعوى القضائية المرفوعة فى لاهاى. 

أيام ثقيلة وندعو الله أن يجنب مصر أى مكروه خاصة أن الوضع بالفعل خطير ومخطط إسرائيل بتهجير الفلسطينيين فى مراحله الأخيرة، ولا يقف أمامه سوى الموقف المصرى الرافض جملة وتفصيلا لهذا المخطط. ويبقى السؤال أين الدول العربية وتركيا وإيران مما يحدث، لماذا يتم ترك مصر بمفردها تواجه هذا الوضع الذى ينهى القضية الفلسطينية برمتها؟

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الموقف المصري الجيش الإسرائيلي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي معاهدة السلام

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: إسبارطة الصهيونية وأوهام السلام

«تصعيدٌ من أجل خفض التصعيد» هذا هو التخريج الذي تناقلته وسائل الإعلام لتفسير منطق وأهداف الهجوم الإسرائيلي الأخير ضد لبنان. وذكرتني هذه المقولة السريالية بالمقطع الشهير من رواية جورج أورويل 1984، الذي كان قد عاد إلى الواجهة والأذهان بعيد شيوع خطاب «الحرب على الإرهاب» ومفرداته وهو، أن «الحرب سلام.

الحرية عبودية. الجهل قوة»، لكن ما أود التركيز عليه هو مركزية الحرب في تكوين المجتمع الإسرائيلي، الذي قد لا يفوقه أي مجتمع آخر من ناحية تغلغل عقيدة الحرب في اقتصاده السياسي وثقافته.
وليس من مبالغة البتة في المقولة التي تردد إن إسرائيل جيشٌ يمتلك دولة. يمكن الرجوع إلى كتاب الباحث الإسرائيلي حاييم برشيث – زابنر «جيش لا مثيل له: كيف صنع الجيش الإسرائيلي دولة»، الصادر بالإنكليزية عام 2000، الذي يستفيض في تحليله للموضوع.

كان الجيش وما زال مركز الوجود الإسرائيلي منذ عهد بن غوريون، الذي رأى أن الجيش سينهض بمهمة تكوين الدولة، بينما تحول القومية «المعدن الخام الذي يمثله يهود الغيتوهات إلى ذهب خالص يمثله الجندي الإسرائيلي».

كان برشيث – زابنر قد هاجر مع والديه البولونيين الناجيين من المحرقة إلى فلسطين في عام 1948. ومع أنهما لم يكونا ذوي عقلية استعمارية، حتى إن والده رفض التدرب على السلاح على متن السفينة، لكنهما تآلفا وتطبعا مع المشروع الاستعماري في ما بعد.

يحاجج برشيث – زابنر بأن الخدمة العسكرية في إسرائيل تبدأ حتى قبل الولادة، لأن البنى الاجتماعية معسكرة بشكل تام، وأن أجهزة الدولة والمجتمع تشكّل منظومة سياسية ـ ثقافية ـ عسكرية – صناعية. ويبين ارتباطها بالحقل الأكاديمي أيضاً. وقد نشرت مايا وند كتاباً مهمّاً مؤخراً حول هذا الموضوع عنوانه «أبراج العاج والفولاذ: كيف تحرم الجامعات الإسرائيلية الفلسطينيين من الحرية»، توثّق فيه دور المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية كذراع في مشروع الاستعمار الاستيطاني.

بالعودة إلى مركزية العنف في المجتمع الإسرائيلي، بعد أحد عشر شهراً من الإبادة، هناك مئات اللقطات والأدلة التي سجّلها الجنود الإسرائيليون بأنفسهم، وهم يحتفلون ويتباهون ويتلذذون بالتدمير والعنف الوحشي الذي مارسوه ضد فلسطينيي غزّة.

في الأيام الأخيرة انتشر مقطع من شريط وثائقي عن المستوطنين يظهر فيه عدد منهم وهم يركبون سفينة تجوب البحر قبالة سواحل غزّة ليتفرّجوا عليها وهي تقصف. وتتحدث دانييلا فايس، وهي واحدة من قادة مجموعات المستوطنين عن العودة إلى غزّة واستيطانها وجعلها يهودية، وتظهر أيضاً عضو الكنيست سون هار- ميليخ، متحدثة عن صهيون في غزّة. ويشير الأطفال بسباباتهم إلى غزّة. وقد ظهر أكثر من سياسي إسرائيلي في الأيام الأخيرة يدعو إلى استيطان جنوب لبنان أيضاً.

إسرائيل هي إسبارطة العصر الحديث بامتياز. مجتمع ودولة عمادهما الحرب وقيمها وثقافتها. تساءل أحد المعلقين الإسرائيليين في افتتاحية نشرت في يناير/ كانون الأول 2023. «لماذا لم نكن مستعدين للسابع من أكتوبر/تشرين الأول؟» وكان جوابه: «لأن شعبنا لا يريد أن يصبح نسخة يهودية من إسبارطة».

ويفترض المعلق، مثلما افترض آخرون غيره من الإسرائيليين في السنة الأخيرة، أن إسرائيل كانت، حتى عهد قريب، «أثينا» في مناخها السياسي والثقافي، بكل ما تمثله في المخيال التاريخي (والمؤسطر) من انفتاح وتنوّع وديمقراطية، لكن السابع من أكتوبر أجبرها على أن تكون إسبارطة! ويلتقي هذا الخطاب مع الشعار الترامبي «فلنجعل أمريكا عظيمة ثانية»!

ما هو أفق إسبارطة الصهيونية؟ وما الذي يريده الصهاينة؟ حروب لا تنتهي؟ ومعاهدات سلام مع أنظمة لم تحاربهم أصلاً؟ وهي ليست معاهدات سلام بقدر ما هي اتفاقيات تعاون عسكري واستخباراتي واقتصادي مع الأنظمة، لا مع الشعوب.
لم تبق إسرائيل بلداً مجاوراً لم تقصفه أو تهجم عليه
لم تبق إسرائيل بلداً مجاوراً لم تقصفه أو تهجم عليه، وهي تحتل أراضي سوريا ولبنان وفلسطين، ولم تحدد رسمياً حدودها النهائية حتى اليوم. لم تكن حكومات إسرائيل يوماً جديّة في أي سعي إلى «السلام»، بل حرصت على جعله مستحيلاً بـالمماطلة «خلق حقائق على الأرض»، حتى ابتذلت مفردة «السلام» وأفرغت من دلالاتها. فما معنى السلام من دون عدّالة واعتراف بالحقوق؟

كان واضحاً من البداية وحتى قبلها أن إسرائيل لن تكون «أثينا». كتبت حنّة أرندت في 1948 محذّرة مما ستؤول إليه الأمور: «سيعيش اليهود المنتصرون محاطين بشعوب عربية معادية كلياً، معزولين داخل حدود مهدّدة دائماً.

منغمسين في الدفاع عن النفس إلى درجة يغطي فيها ذلك على كل المصالح والفعاليات الأخرى.. سيتمحور الفكر السياسي حول الاستراتيجية العسكرية.. وسيكون هذا مصير دولة سيظل شعبها صغيرا يفوقه عددياً جيران معادون، مهما استوعبت من مهاجرين وتوسعت حدودها… سينحط اليهود في فلسطين ويصبحون واحدة من تلك القبائل المحاربة التي قال لنا التاريخ الكثير عن أهميتها واحتمالاتها منذ زمن إسبارطة.

ستصبح علاقتهم مع يهود العالم إشكالية، لأن مصالحهم الدفاعية ستصطدم في أية لحظة بمصالح البلدان التي يعيش فيها عدد كبير من اليهود. سينفصل اليهود في فلسطين في نهاية المطاف عن يهود العالم وسيصبحون في عزلتهم شعباً آخر».

في مقالة كتبها بعد أسابيع من حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزّة، تساءل الكاتب والمترجم الأمريكي (اليهودي) إليوت واينبرغر «عمّا إذا كانت إسرائيل جيدة لليهود أصلاً».

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • مسؤول لبناني: الوضع داخل صيدا صعب للغاية مع تدفق الآلاف من النازحين
  • الاعلان عن اضرابات تهدد بشل سير المحاكم من جديد
  • لبيد: إسرائيل تعاني انهيارا في الوضع الاقتصادي بسبب سوء الإدارة
  • ختام مميز وإشادة كبيرة من المشاركين بدورة السلام الثالثه للهبكيدو بالمركز الأولمبي "صور"
  • حفرة بعمق 10 أمتار.. التحقيق مع 4 أشخاص بتهمة التنقيب عن الآثار بالقاهرة
  • خبير يوضح السيناريوهات المحتملة للتصعيد في لبنان بعد اغتيال «نصر الله»
  • وزير الخارجية الروسي: الشرق الأوسط على شفا حرب كبيرة
  • المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
  • الخارجية البيلاروسية: مينسك وموسكو تخططان لتوقيع معاهدة بشأن الضمانات الأمنية
  • إسرائيل: إسبارطة الصهيونية وأوهام السلام