عربي21:
2024-07-01@16:40:34 GMT

من باع غزة لن يقبض ثمنا

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

هي معركة كسر عظم، لا توسط فيها ولا توقف في منطقة بين نصف نصر ونصف سلم أو استسلام. نحصي مع المقاومة شهداءها ونتألم معها ونتعزى ألّا حرية بلا ثمن، لكننا نراقب الباعة والتجار، ونقول من باع غزة لن يقبض ثمنا بل سيقبض مهانة الدهر على جبينه وسيزيد العدو في إهانته وتمريغ كرامته وسيبتزه حتى العظم ولن ينجو إلا من قاوم بشرف.

ومنطلقنا في ذلك أن هذه العدو لا يفهم إلا لغة القوة وقد ذاق الأمرّين في غزة، لذلك فغزة هي من نجت وستحكم نفسها مهما كان الثمن المدفوع.

كانت فرصة للباعة أن يرفعوا الثمن على الأقل

غزة المقاومة قدمت فرصة عظيمة للباعة، وأعني خط التطبيع العربي بمن فيهم أصحاب نصف الموقف المتعاطف دون تأثير فعّال كالجزائر، فرصة انخراط في معركة تغير قواعد العلاقة مع العدو حتى تحت اتفاقيات التطبيع المكتوبة، حيث يوجد هامش ابتزاز للعدو الحاضر في المنطقة والممول الداعم له من بعيد. كانت علاقة إذلال وإرغام وابتزاز منذ أول اتفاقية عقدت مع مصر، منعت مصر وجيشها من التحكم في أرضها وحتى في تجارتها الخارجية. وهي تأويلات مفرطة يفرضها العدو في مضمون الاتفاقية، ويقبل بها الباعة فيخضعون بلا جدال. فكانت حرب غزة فرصة للتنصل من هذه التأويلات وفرض شروط أو رفع الثمن، وليس بالضرورة بإرسال مساعدات لغزة بل يكفي أن تنعكس النتائج على معيشة الشعب المصري أو الأردني.

كان العدو في حالة ضعف ويسهل الضغط عليه، لكن المخزي أن المطبعين سعوا إلى التخفيف عنه وإنقاذه بالاقتطاع من قوت شعب الأردن وشعب مصر وغيرهما ليبقى العدو قويا، وفي ظنهم أنه يستقوي على غزة وحدها لكنهم يَعْمَوْن عن قوته بعد غزة وهي قوة (أو بقية قوة) سيسلطها عليهم كما فعل دوما بلا أدنى درجات الاحترام لمضامين اتفاقيات تسمى اتفاقية سلام. ونحن نتذكر يوما أنه تعمد تزويد الأردن بمياه المجاري في قنوات مياه الشرب.

الغباء المخلوط بالذل

يرسلون للكيان المساعدات ولسان حالهم يقول خلّصنا من غزة بسرعة، ولسان حاله يقول أرسلوا المساعدات ليستقوي جنودي بها فيقتلون إخوتكم ثم أتفرغ لكم. إنهم لا يريدون سماعه يقول الجملة الثانية، لذلك يتذللون له ربما بلا حرص بالغ منه ليقيهم غزة وأهل غزة، لأنهم يعرفون أن بعد هزيمته في غزة سيكون الدور على عروشهم.

أشياء كثيرة كانت ستتغير في بلدانهم؛ منها أن شعوبهم ستغض الطرف عن جرائمهم وسوء إدارتهم للبلدان كما فعلت دائما عندما يتعلق الأمر بفلسطين، ومنها أن الأمريكي كان سيزيد بلا تردد في حجم المساعدات العسكرية والغذائية ويتوقف عن ابتزازهم بعدم شرعيتهم أمام شعوبهم. وهو ثمن سهل قدمته لهم غزة بلحم أطفالها لكنهم يبيعون بيع الذل والمهانة، ونفوسهم تحدثهم بأنهم نجوا من الهزيمة وأن العدو سيدللهم ويقدم لهم رسائل الشكر على الدور الخياني. ولكن هيهات، فهذا العدو يفهم فقط من يصفعه على وجهه فيخشاه وينسحب أمامه ويفكر طويلا قبل أن يعود إلى إيذائه.. قالت لهم غزة اقبضوا بدمي ثمنا من كرامة فقالوا نقبض بذلتنا، ولن يقبضوا إلا الريح السموم.

نتمتع بذلتكم لاحقا

قلوبنا الآن في غزة بين قهر وأمل وقد حالوا دوننا والنصرة بما تيسر، فكم من طبيب منا حزم حقيبته ليعبر معالجا، وكم من كريم متبرع حمّل الأغطية والأغذية فلم تفتح له المعابر.

مجريات المعركة في شهرها الخامس والعدو يتخبط تعطينا ثقة بلا حدود في المقاومة التي تدير معركة كسر فلا تنكسر وتثخن في العدو، لكن أملنا يتسع ليرى الباعة الخونة يبكون هزيمتهم مع العدو الذي دعموه ثم يرتد عليهم نصر غزة ولو بعد حين. لن يتوقف العدو حتى وهو مهزوم عن ابتزازهم وسيبذلون آخر ما لديهم لكي لا يصل نصر غزة إلى عروشهم، لكن مرة أخرى هيهات؛ هذا ليس نصرا في مربع صغير اسمه غزة، هذا نصر تاريخي لن يتوقف أثره حتى يغير المنطقة.

ليس لدينا تصورات محددة عن ذلك خاصة وأننا انتبهنا إلى دور نخب خيانية دعمت الأنظمة وحمتها وبررت لها الخيانة، وهي نخب تسكن مفاصل الدول والأنظمة وهي كامنة كمون السرطان في الجسد، لكن نرى بيقين أن انكسار العدو يقلل من دوره في حماية هؤلاء ولن يكون بإمكانه رد الجميل، بل العكس سيبالغ في الابتزاز ليرمم نفسه أو ما تبقى منه.

ونذهب إلى حد رؤية قول العارف الأكبر بطبيعة العدو، المفكر صاحب الموسوعة اليهودية، عندما تنبه إلى أن رفع كلفة العدو على مموليه ستجعلهم يعيدون التفكير في جدوى بقائه. هذا النصر رفع كلفة العدو على مموليه الغربيين جميعهم، ولعلهم الآن يقيسون جدواه وقد انقلبت فئات كثيرة من شعوبهم عليهم، ولشعوبهم صناديق انتخابية فعالة. وليس من الهيّن أن يصرخ مواطن أمريكي بأنه لن يدفع ضرائب من حر ماله تذهب إلى تمويل قتَلة الأطفال في فلسطين فيما هو يرزح تحت خط الفقر والمرض، هذا تيار ولدته غزة في الغرب وسيكون له صدى بعيد.

لهذا نكتب أن من باع غزة لن يقبض ثمنا لخيانته بل سينهار نظامه وستحاسب الشعوب خونتها في معركة مصيرية، نحتاج فقط أن نخفى جزعنا على غزة الصابرة وأن نتعلم من صبرها بعض الصبر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة التطبيع غزة الاحتلال المقاومة التطبيع مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

معركة الرئاسة في إيران: هل يستطيع بزشكيان الإصلاحي إسقاط جليلي المتشدد؟

تتجه الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة نحو جولة ثانية يوم الجمعة، حيث سيواجه المرشح الإصلاحي الوحيد، مسعود بزشكيان، المرشح المتشدد المناهض للغرب سعيد جليلي.

اعلان

شهدت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأسبوع الماضي، نسبة إقبال منخفضة، مما يعزز الانطباع بأن الجمهورية الإسلامية ومرشدها الأعلى آية الله علي خامنئي يواجهان أزمة شرعية. 

وعلى الرغم من ذلك، نجح المرشح مسعود بزشكيان في الحصول على حوالي مليون صوت أكثر من منافسه سعيد جليلي، مما يشير إلى استمرار تفاؤل الناخبين بإمكانية أن يكون الرئيس الإصلاحي فعالا اقتصاديا ومستعدا للحوار مع الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات.

صورة للمرشح إلى الرئاسة الإيرانية الإصلاحي مسعود بزشكيان إلى جانب صورة للمتشدد سعيد جليلي AP Photo/Vahid Salemi

وسيحتاج بزشكيان، الطبيب الإيراني، إلى بذل جهود مضاعفة لإقناع الكثير من الناخبين الذين تخلفوا عن الإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى.

 استخدمت حملته الانتخابية في الأيام الماضية وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى دعم من شخصيات بارزة مثل وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف والرئيس السابق حسن روحاني.

وعلى الرغم من ذلك، فإن ظريف وروحاني لا يحظيان بشعبية واسعة بين الشباب الإيرانيين مقارنةً بالمتشددين أمثال جليلي، الذين يؤيدون البقاء على إيران معزولة عن الغرب.

صورة للمرشح إلى الرئاسة الإيرانية الإصلاحي مسعود بزشكيانAP Photo/Vahid Salemi

وبحسب شبكة "بلومبرغ"، من الواضح أن سياسات بزشكيان في المجالات الخارجية ستكون محدودة بسبب النفوذ القوي للمرشد الأعلى، ودخول حلفاء إيران مثل حماس وحزب الله في نزاعات إقليمية.

لذلك، قد لا تلقى خططه التي تهدف إلى نهج أكثر ليونة تجاه الولايات المتحدة تأييدا واسعا.

من المتوقع أن تلقى نتائج الانتخابات انتباها واسعا في الدول الكبرى مثل فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث تشهد هذه الدول اهتماما كبيرا ببرنامج إيران النووي وسياساتها الخارجية.

شاهد: الإيرانيون في العراق يدلون بأصواتهم في انتخابات بلادهم الرئاسيةقبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع.. انسحاب اثنين من المرشحين الـ 6 للانتخابات الرئاسية الإيرانيةانتخابات الرئاسة الإيرانية: ما هي مواقف المرشحين من المرأة والحجاب الإجباري؟

وفقًا لباباك كاميار من "يورونيوز"، يرى النقاد أن تسمية مسعود بزشكيان من قبل مجلس صيانة الدستور، هيئة صنع القرار القوية المكونة من 12 عضوًا، لم تكن مجرد صدفة. يعتقدون أن رئاسته قد تكون محاولة من داخل النظام لتجنب الانهيار.

وبناء على هذا الاعتقاد، يرون أنصار "تغيير النظام"، أي المعارضة في البلاد، ضرورة مقاطعة الانتخابات كمخرج لهم.

بزشكيان، الذي شغل منصب وزير في حكومة محمد خاتمي الإصلاحية، نجح في الحصول على حوالي 10.5 مليون صوت في يوم الاقتراع، حيث كانت نسبة الإقبال على الناخبين أقل من 40%، متفوقًا على سعيد جليلي ومتقدمًا إلى الجولة الثانية.

بحسب كاميار، يتعاون الإصلاحيون والمعتدلون في حكومة حسن روحاني بشكل متناسق لجذب الناخبين الذين لم يشاركوا في الدورة الأولى. 

ومع ذلك، لا يزال غير واضح ما إذا كان بإمكانهم إقناع هذه الشريحة للمشاركة في الجولة الثانية ضد منافسهم المتشدد.

وأشار كاميار إلى أن غياب حوالي 37 مليون ناخب مؤهل في يوم الانتخابات أرسل رسالة واضحة تعبر عن استياء واسع بشأن النظام الحالي، بالرغم من أن زعيم الجمهورية الإسلامية وصف كل صوت بأنه دعم للنظام.

المصادر الإضافية • Babak Kamiar

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيران: جولة إعادة للانتخابات الرئاسية بين الإصلاحي بزشكيان والمحافظ جليلي الجمعة المقبل متظاهرون يتجمعون أمام السفارة الإيرانية في لندن يوم الانتخابات الرئاسية الإيرانيون يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية إيران طهران إبراهيم رئيسي حسن روحاني علي خامنئي اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حماس تعيد بناء قدراتها العسكرية وسط القصف المستمر وتوتر في تل أبيب بعد الإفراج عن عدد من المعتقلين يعرض الآن Next أوكرانيا تعرض على السجناء ثمنا باهظا لقاء الإفراج عنهم.. القتال ضد الجيش الروسي يعرض الآن Next الشرطة الفرنسية تحتجز مخرجين فرنسيين شهيرين بتهم اعتداءات جنسية واغتصاب لتسع ممثلات على الأقل يعرض الآن Next الانتخابات التشريعية الفرنسية بدورتها الأولى: الفائزون والخاسرون في باريس يعرض الآن Next استياء في تل أبيب بعد الإفراج غير المتوقع عن مدير مجمع الشفاء الطبي ومعتقلين آخرين اعلانالاكثر قراءة الفرنسيون يصوتون في انتخابات مبكرة استثنائية: رهانات عالية وقلق بالجوار وتوقع تقدم اليمين المتطرف شاهد: مظاهرة حاشدة في كراتشي تطالب بوقف "الإبادة الجماعية" في غزة الانتخابات التشريعية الفرنسية.. فوز لليمين المتطرف وتحالفات مرتقبة للجولة الثانية السياحة في إسبانيا: نعمة أم نقمة؟ احتجاجات في مالقة تطالب بحق السكان المحليين بالسكن اللائق اجتماع حاسم بعد مناظرته الكارثية: بايدن يناقش مع عائلته المضي في الانتخابات أو الانسحاب اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 إسرائيل أوكرانيا غزة الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024 فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الاتحاد الأوروبي فرنسا إيمانويل ماكرون السياسة الفرنسية Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

مقالات مشابهة

  • ولاية سنار.. معركة حاسمة في حرب السودان
  • معركة الرئاسة في إيران: هل يستطيع بزشكيان الإصلاحي إسقاط جليلي المتشدد؟
  • ‏القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني: المقاومة في لبنان ستكبد إسرائيل ثمنا باهظا ردا على أي اعتداء
  • أوكرانيا تعرض على السجناء ثمنا باهظا لقاء الإفراج عنهم.. القتال ضد الجيش الروسي
  • من معركة إلى قتال: تغيير في سياسة إسرائيل ضد غزة
  • 30 يونيو.. والتنمية
  • أمن صبراتة يقبض على مهاجرين غير شرعيين من عدة جنسيات
  • السيسي: شهداء الوطن قدموا حياتهم ثمنا لبقاء الوطن وحمايته
  • حرس الحدود بعسير يقبض على مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهما 35 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر
  • "مستقبل وطن": ثورة 30 يونيو كانت معركة للبقاء على قيد المستقبل