لجريدة عمان:
2024-07-07@01:03:18 GMT

إدارة بايدن وعملية انتقال السلطة

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

بدأت ملامح مستقبل إدارة الرئيس بايدن على المحك مع ظهور تحليلات واقعية من مراكز البحوث الاستراتيجية في واشنطن حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي بايدن يستطيع الدخول في معمعة الانتخابات الأمريكية نحو السباق إلى البيت الأبيض أم أن كاميلا هاريس قد تكون الأوفر حظا في إطار الإصلاحات العميقة للحزب الديمقراطي، وعلى صعيد الدولة الأمريكية العميقة والتي لها نفوذ كبير في مستقبل الدولة الأمريكية وعلى ضوء ذلك فإن الحالة الصحية للرئيس الأمريكي بايدن سوف تشكّل المحور الأساسي في المقاربة السياسية للحزب الديمقراطي والذي يسعى إلى فترة ثانية في البيت الأبيض.

الولايات المتحدة الأمريكية تواجه جملة من التحديات الكبيرة سواء على الصعيد الداخلي حيث المشكلات الاقتصادية وقضايا الهجرة ولعل نموذج ولاية تكساس الجنوبية أعطى مؤشرا خطيرا نحو تفكك الدولة الفيدرالية وأعاد للأذهان الحرب الأهلية القاسية بين الشمال والجنوب قبل إعلان الاستقلال عام ١٧٧٦، كما أن التحديات الخارجية والصراعات والحروب التي يشارك فيها الجيش الأمريكي تضع علامات تساؤل كبرى حيث بدأت عدة جبهات في التصدي للولايات المتحدة الأمريكية وخاصة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة والهزيمة الكبرى التي مني بها الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر من العام الماضي.

وأمام تلك الهزيمة الإسرائيلية المدوية دفعت واشنطن بكل قوتها العسكرية والاقتصادية واللوجستية والاستخباراتية وحتى مشاركة قوات دلتا الخاصة في الحرب بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية حيث صرح الرئيس الأمريكي بايدن ووزير الخارجية بلينكن بأنهم يهود صهاينة وسوف يدعمون الأمن الإسرائيلي. وفي تصوري إن هذا الخطاب الأمريكي المنحاز سبّب مشكلة قانونية وحضارية وإنسانية للدولة الأمريكية حتى من الدول الصديقة لها، وأصبحت واشنطن بعد أكثر من أربعة أشهر من اندلاع الحرب هي جزء من المشكلة من خلال وقوفها عقبة ضد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف المجازر والإبادة الإسرائيلية ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني حيث قامت قوات الاحتلال الصهيوني بمجازر مروعة فاستشهد ما يقارب من ٣٠ ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية في قطاع غزة، حتى المستشفيات لم تسلم من الهمجية الصهيونية، علاوة على استشهاد عشرات الصحفيين والمسعفين وحتى موظفي الأونروا في إطار إبادة جماعية ارتكبها إرهاب الكيان الإسرائيلي والذين يشكلون عصابة لا بد أن تُحاكم في محكمة الجنايات الدولية. كما أشارت محكمة العدل الدولية في حكمها إلى مسؤولية الكيان الإسرائيلي عن قتل الآلاف من المدنيين وعلى ضوء ذلك فإن المشهد السياسي في الإقليم يعدُّ على درجة كبيرة من الخطورة في ضوء انفلات الصراع إلى أبعد من قطاع غزة حيث المواجهة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من جهة وجماعة أنصار الله، والأثر الكبير على قضايا الملاحة والشحن والتجارة الدولية، كما أن المواجهات العسكرية الأمريكية مع الجماعات المسلحة في العراق وسوريا أضاف المزيد من التعقيد السياسي والاستراتيجي على صعيد إدارة بايدن، كما أن الحملة العسكرية للكيان الصهيوني ضد محافظة رفح جنوب قطاع غزة يعد تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري حيث التماس الجغرافي بين رفح وسيناء المصرية، ومن هنا فإن عجز إدارة بايدن عن ترويض نتانياهو ومجموعته المتطرفة يعطي مؤشرا بأن إدارة بايدن هي في أضعف مواقفها وأن الرأي العام الأمريكي بدا يعطي مؤشرات سلبية لإدارة بايدن عند حلول الانتخابات الأمريكية في شهر نوفمبر القادم. ومن هنا فإن الحزب الديمقراطي بدا يتحدث عن مسألة الوضع السياسي للحزب خاصة إذا استطاع الرئيس الأمريكي السابق ترامب تجاوز القضايا والاتهامات المرفوعة ضده والسير كمرشح أساسي للحزب الجمهوري، وعلى ضوء ذلك فإن كاميلا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي بايدن لديها حظوظ كبيرة للانطلاق نحو الساحة السياسية وإعطاء دفعة انتخابية للحزب الديمقراطي وإقناع بايدن بأن مصلحة الحزب هي أولوية قصوى في هذه المرحلة.

وتشير تلك الدراسات الاستراتيجية إلى أن الأشهر الثلاثة القادمة سوف تكون حاسمة فيما يخص مسألة انتقال السلطة من الرئيس الأمريكي بايدن إلى كاميلا هاريس التي تعد الأكثر حظا للدخول في الانتخابات الأمريكية للوصول إلى البيت الأبيض. إن الرئيس الأمريكي بايدن يواجه مشكلات داخلية على صعيد الاقتصاد وعلى صعيد تآكل شعبيته بشكل كبير خاصة في أوساط العرب والمسلمين في ولايات مهمة مثل ولاية ميشيغان التي تعد من الولايات التي قد تحسم السباق الانتخابي، كما أن مشكلة ولاية تكساس أضرّت بالحزب الديمقراطي رغم أن ولاية تكساس هي من الناحية التاريخية ولاية جمهورية، وعلى صعيد الأزمات الإقليمية سجلت أمريكا تراجعا كبيرا على الصعيد الشعبي داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها من خلال موقفها المنحاز ضد الشعب الفلسطيني بل ووقفت حجر عثرة نحو اتخاذ قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف الحرب في قطاع غزة ووقف مجازر الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين والآن في رفح حيث وجود أكثر من مليون ونصف مليون إنسان عُرضة للقصف والهجمات البربرية الصهيونية، وعلى ضوء ذلك فإن الأسابيع القادمة داخل الولايات المتحدة الأمريكية سوف تكون حاسمة سواء على صعيد البيت الديمقراطي ومسألة وضع الرئيس الأمريكي بايدن أو على صعيد مستقبل العملية الانتخابية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تخسر الكثير من الدول العربية وأيضا شعوبها وكان موقفها ينم عن عدم مسؤولية أخلاقية، وأظهرت واشنطن عجزها عن قيادة العالم وأن الأمم المتحدة وتحديدا مجلس الأمن يحتاج إلى إعادة هيكلة وتغيير وأن النظام الدولي الحالي لم يعد صالحا وأن وجود عالم متعدد الأقطاب هو المسار الصحيح نحو إيحاد علاقات متوازنة وحل الخلافات والصراعات بالطرق السلمية ومناصرة القضايا العادلة وفقا للقانون الدولي والشرعية الدولية ولجم عصابة نتانياهو التي تريد إشعال حرب إقليمية كبرى في الشرق الأوسط وربما حربا عالمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الرئیس الأمریکی بایدن إدارة بایدن فی قطاع غزة على صعید کما أن

إقرأ أيضاً:

اعترافات الخلية التجسسية تكشف الدور التخريبي الأمريكي لقطاع الكهرباء

وبحسب اعترافات عضو الشبكة التجسسية الأمريكية هشام الوزير فإن من الذرائع التي كان يسوقها الأمريكيون في هذا الجانب، عدم قدرة الحكومة على توفير استثمارات بالعملة الصعبة لإنشاء محطات كبرى لتوفير احتياجات البلد من الطاقة الكهربائية.

وذكر أن الأمريكيين كانوا يقدمون للحكومة اليمنية مجموعة مستثمرين أمريكيين وأجانب يمتلكون شركات عالمية عابرة للقارات لتتولى توفير الكهرباء في البلاد، بالإضافة إلى الدفع بالبلد نحو الاعتماد على الطاقة المستأجرة، والتي كانت شركة "أجريكو" البريطانية توفرها آنذاك مقابل عقود بالعملة الصعبة تدفعها الحكومة كبديل عن عدم إنشاء محطات وطنية لتوليد الطاقة.

وأشار إلى أن النظام السابق كان منساقا مع التوجه الأمريكي المتعلق بخصخصة قطاع الكهرباء والتعاون مع الأمريكيين والبنك الدولي وغيرهم من الأجانب لتنفيذ ما يسعون إليه، حيث كانت الحكومة آنذاك قد بدأت بتجهيز وإعداد قوانين لخصخصة قطاع الكهرباء، وإتاحة المجال لتمكين الشركات الأمريكية والأجنبية منه.

وأفاد بأن شركة "جينرال إلكترك" الأمريكية كانت تسعى لتتمكن من السيطرة على قطاع الطاقة في اليمن، وكان الأمريكي "رولاند مكاي" ينسق معها بشكل دائم ويسعى لتمكينها من القطاع عبر وزارة الكهرباء من خلال تجنيد وكلاء في الوزارة أو الوزراء ليكونوا تابعين ومنفذين للسياسات الأمريكية.

وذكر أن الأمريكان كانوا يعتمدون على هؤلاء الأشخاص في تمثيل شركة "جينرال إلكترك" وتمثيل مجموعة أمريكية ثانية كانت تسعى للاستثمار في قطاع الكهرباء من خلال إنشاء محطات كهرباء في مناطق عدة مثل معبر بالاستفادة من مشروع الغاز الطبيعي بحيث يتم مد أنبوب للغاز من مأرب إلى معبر لتوليد الكهرباء بنفس الكيفية التي تعمل بها محطة مأرب الغازية، باعتبار أن اليمن يمتلك كميات كبيرة جدا من الغاز تسمح له بالبيع للخارج وتوليد الكهرباء وتوفيرها بأسعار رخيصة، تساهم في إنشاء قطاع صناعي يكون مرتبطا بأمريكا والغرب، ويحصل في نفس الوقت على الطاقة من شركات أجنبية أمريكية وأخرى غربية مرتبطة بالأمريكيين.

وفي سياق المؤامرات الأمريكية على قطاع الطاقة في اليمن، أوضح الجاسوس جميل الفقيه في سياق اعترافاته التي نشرتها الأجهزة الأمنية أن الجانب الأمريكي كان مهتما بمعرفة كافة المعلومات عن المؤسسة العامة للكهرباء، وعن وضع الطاقة الكهربائية في البلد، وكيف يتم تغطية احتياجات المحافظات الشمالية والجنوبية منها.

أعد الجاسوس الفقيه تقريرا للجانب الأمريكي ذكر فيه أن غالبية الكهرباء تجارية ولا ترقى لخدمة المشاريع الكبيرة والعملاقة التي تحتاج إلى طاقة كهربائية عالية، وأن محطات الطاقة كلها تعرضت للاستهداف من قبل تحالف العدوان لذلك يعتمد الناس بشكل كبير على الطاقة الشمسية أو المحطات الكهربائية التجارية المنتشرة في الحارات.

امتد الدور التخريبي الأمريكي إلى كافة قطاعات ومؤسسات الدولة ومنها قطاع المياه الذي كان يحرص الأمريكي على معرفة كل ما يتعلق به من معلومات وتفاصيل بما يمكنه من التدخل لتنفيذ مؤامراته الخبيثة للنيل من الشعب اليمني، واستغلال النقص القائم في الخدمات الأساسية نتيجة العدوان لتأجيج السخط العام لدى المواطن.

وبهذا الشأن زود الجاسوس الفقيه، الضابط الأمريكي "دارين" بالمعلومات التي طلبها عن مؤسسة المياه وخدمات المياه المقدمة والتي أفاده فيها بأن الشبكة الوطنية تغطي تقريبا 30 بالمائة فقط من العاصمة وصنعاء، في حين يعتمد 70 بالمائة من المواطنين على الوايتات والآبار الجوفية للحصول على المياه.

وأكد أن الجانب الأمريكي كان يهتم بالحصول على كافة المعلومات المتعلقة بتدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، لتوظيفها لخدمة أغراضهم وتوجهاتهم التخريبية وإثارة السخط العام، واستهداف اقتصاد البلد وما تبقى فيه من خدمات.

وإلى جانب فساد وعجز الأنظمة والحكومات السابقة أدت المؤامرات الأمريكية على قطاع الطاقة الكهربائية إلى تدمير هذا القطاع الحيوي الذي تعتمد عليه بقية القطاعات الاقتصادية والانتاجية مما جعل البلد يفتقر لكافة مقومات النهوض الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • اعترافات الخلية التجسسية تكشف الدور التخريبي الأمريكي لقطاع الكهرباء
  • زعيم الأقلية بمجلس النواب الأمريكي يعلن عن اجتماع لكبار أعضاء الحزب الديمقراطي لبحث ترشح بايدن
  • بايدن: لا أحد مؤهل للفوز في الانتخابات الرئاسية أكثر مني
  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • «بايدن» يتهرب من الإجابة على سؤال بشأن خضوعه لفحص عصبي
  • مقابلة حاسمة للرئيس الأمريكي قبل الانتخابات الرئاسية.. وصفت بـ«موعد مع الطبيب»
  • «بايدن» يفاجئ الحكام الديمقراطيين بشأن قدرته العقلية: أحتاج إلى النوم
  • ممثل أمريكي: ما تفعله إسرائيل غير أخلاقي وغير قانوني.. وإدارة بايدن متورطة
  • فنان أمريكي: ما تفعله إسرائيل غير أخلاقي وغير قانوني.. وإدارة بايدن متورطة
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون الرئيس الأمريكي بذكرى الاستقلال