كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن تعرض اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان كالتعذيب والخطف عند عودتهم إلى ديارهم، مؤكدا أن النساء العائدات يتعرضن للتحرش الجنسي، وأعمال عنف.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إليزابيث ثروسل في مؤتمر صحفي -اليوم الثلاثاء- بجنيف إن تقرير مكتب حقوق الانسان التابع للمنظمة الأممية "يرسم صورة مثيرة للقلق لمعاناة العائدين لا سيما النساء، وسط تزايد عدد عمليات ترحيل السوريين من دول أخرى".

كما اعتبرت أن ما ورد في التقرير" يدعو للاعتقاد بأن الظروف العامة في سوريا لا تسمح بعودة آمنة وكريمة ومستدامة للاجئين السوريين إلى وطنهم".

ووثق معدو التقرير انتهاكات وتجاوزات ارتكبتها حكومة النظام وسلطات الأمر الواقع، والجماعات المسلحة الأخرى في جميع أنحاء البلاد ومنها "الاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي والمبني على النوع الاجتماعي والإخفاء القسري والاختطاف".

وقالت بعض النسوة في مقابلات إنهن تعرضن "لمضايقات وضغوط لتقديم خدمات جنسية لمسؤولين أمنيين وسلطات من أجل الحصول على وثائق مدنية".

وقالت امرأة عائدة في الغوطة الشرقية في مقابلة خلال إعداد التقرير "تضطر النساء هذه الأيام للقيام بكل شيء من أجل استمرار حياتهن. خاصة إذا لم يكن لديهن مال، فغالبا ما يتعرضن لاستغلال جنسي".

وسلط التقرير الضوء على خطر احتجاز العائدين ذاكرا أن النساء المحتجزات كثيرا ما يتعرضن للوصم بعد ذلك على أساس افتراض تعرضهن لاغتصاب أو اعتداء جنسي، حتى لو لم يحدث ذلك. وقال التقرير "في بعض الحالات يطلقهن أزواجهن وتتبرأ منهن عائلاتهن".

وأفاد التقرير المؤلف من 35 صفحة بأن الانتهاكات التي وثقها في سوريا "ارتكبها أشخاص تابعون للحكومة وسلطات المعارضة وجماعات مسلحة".

بين نارين

وأضاف التقرير "بينما يواجه السكان السوريون بمجملهم مثل هذه الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان يبدو أن العائدين معرضون لهذه المخاطر أكثر من غيرهم" ذاكرا عمليات انتزاع أموال وممتلكات ومصادرة أملاك وحرمان من بطاقات الهوية وغيرها من الوثائق.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك "يثير وضع هؤلاء العائدين تساؤلات جدية حول التزام الدول بالإجراءات القانونية الواجبة وعدم الإعادة القسرية" في إشارة إلى منع إعادة شخص إلى بلده إذا كان يواجه احتمال التعرض للتعذيب أو معاملة سيئة وغير إنسانية أو مهينة.

وأضاف التقرير "بينما يواجه السكان السوريون بمجملهم مثل هذه الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان يبدو أن العائدين معرضون لهذه المخاطر أكثر من غيرهم" ذاكرا عمليات انتزاع أموال وممتلكات ومصادرة أملاك وحرمان من بطاقات الهوية وغيرها من الوثائق.

وأورد التقرير أمثلة على عمليات إعادة قسرية للاجئين سوريين في تركيا ولبنان. وأكد تورك أن أي عودة إلى سوريا يجب أن تكون "طوعية" مع "توفير شروط العودة الآمنة والكريمة والمستدامة".

لكن هذا الأمر صعب تحقيقه في سوريا حيث خلفت الثورة الشعبية التي اندلعت في عام 2011 وقمعها النظام بدموية أكثر من نصف مليون قتيل، وأغرقت أكثر من 90% من السكان في الفقر، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

لكن التقرير أشار إلى أنه رغم ذلك يقرر الكثير من السوريين الذين فروا من بلادهم العودة إليها بسبب الصعوبات الاقتصادية والتجاوزات والمشاعر المناهضة للاجئين التي يواجهونها في الدول التي انتقلوا إليها.

يذكر أنه بعد مرور أكثر من 12 عاما على الثورة الشعبية في سوريا وتحولها لحرب دامية، لا يزال هناك أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في دول مجاورة مضيفة تتزايد ضغوط بعضها لإعادتهم لبلادهم، وجرى ترحيل بعضهم قسرا إلى سوريا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فی سوریا أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: ندعم الفارين من لبنان إلى سوريا في 4 نقاط عبور

أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، أن المفوضية توجد في أربع نقاط عبور إلى جانب السلطات المحلية لدعم الوافدين الجدد من لبنان إلى سوريا.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وكشفت الأمم المتحدة عن عدد الفارين إلى سوريا جراء حرب إسرائيل على لبنان.
أخبار متعلقة حرب لبنان.. وزير الخارجية ونظيره الفرنسي يبحثان المستجداتلبنان.. 10 ملايين يورو مساعدات أوروبية للمتضررينوأشارت إلى أن نحو 100 ألف شخص فروا من لبنان إلى سوريا المجاورة، منذ بداية الحملة الجوية الإسرائيلية المكثفة على لبنان التي أطلقت الأسبوع الماضي.حرب إسرائيل على لبنانويعتقد أن نحو 60% منهم هم من اللاجئين السوريين الذين فروا سابقا إلى لبنان في خضم الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا في 2011.
وأوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الاثنين، أن التقديرات تشير إلى أن حوالي 40% من هؤلاء اللاجئين هم من اللبنانيين.
وتضاعف عدد اللاجئين الواصلين إلى معبر الحدود الشمالي الغربي بالقرب من مدينة حمص السورية، في أعقاب القصف الإسرائيلي لبيروت، ما أدى إلى مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الجمعة.الفارون من حرب لبنان إلى سورياوبينت المفوضية إلى أن معظم الأشخاص يفرون عبر المعبر الحدودي الواقع على بعد نحو 70 كيلومترا جنوب غرب بيروت بالقرب من دمشق.
وذكرت أن عددًا كبيرًا من الأشخاص أمضوا عدة أيام في الانتظار عند المعبر الحدودي، قبل أن توقف سوريا شرط تحصيل مبلغ 100 دولار الذي يطلب عادة من كل سوري عند دخول سوريا.
وتواصل المفوضية وشركاءها توسيع نطاق المساعدات للوافدين الجدد، وتوزيع مواد الإغاثة والأغذية والمياه، بين أمور أخرى، على الواصلين إلى المعابر الحدودية.

مقالات مشابهة

  • وزير الإدارة المحلية والبيئة يبحث مع رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية سبل تطوير التعاون المشترك
  • القومي لحقوق الإنسان وصندوق الأمم المتحدة يناقشان التشريعات المتعلقة بتجريم الزواج المبكر
  • الأمم المتحدة: ندعم الفارين من لبنان إلى سوريا في 4 نقاط عبور
  • الأمم المتحدة: تدفق اللاجئين من لبنان إلى سوريا مستمر بسبب التصعيد
  • رئيس منظمة إرادة يناقش مع مسؤول ملف اليمن والشرق الأوسط لدى المفوض السامي لحقوق الإنسان عددا من الملفات الإنسانية
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان يدين العدوان الصهيوني السافر على الحديدة
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان يدين العدوان الصهيوني على الحديدة
  • إطلاق البرنامج المشترك للأمم المتحدة في إطار المنصة المشتركة اللاجئين وللمهاجرين بمصر
  • الأمم المتحدة تكشف عن عدد النازحين من لبنان إلى سوريا منذ بدء التصعيد
  • مقتل 12 موالياً لإيران في سوريا