لم ترَ وفاء أنور سوى إرادته وعزيمته القوية على تحقيق ما لم يستطعه بعض الأسوياء، فلم يكن الكرسى المتحرك الذى جلس حسين منصور، 27 عاماً، أكثر من أداة تساعده على الحركة، ليبدأ الإعجاب بينهما، وسرعان ما تحول إلى حب تُوِّج بالزواج خلال فترة قصيرة، وإنجاب طفل يشهد على قوة الرابطة بينهما، التى تزوده بالأمل والتفاؤل، وتشجعه على الاستمرار فى نجاحاته.

تعرَّض «حسين»، أثناء عمله مدرب غوص، لحادث مأساوى، بانفجار «تانك الهواء»، ما جعله عاجزاً عن الحركة، بسبب بتر مزدوج فوق الركبة، وكسور فى الجسم، وقطع فى الجمجمة عام 2014، حسب حديثه لـ«الوطن»، وقال: «كنت بشتغل مدرب غوص هواية، بجانب شغلى الأساسى كموظف، لكن اضطريت أسيب الغوص، لأنه مابقاش مناسب لحالتى».

تحدّث ابن الإسكندرية عن الحادث الذى تعرّض له فى أحد جروبات «فيس بوك»، لتشاهده «وفاء» وتقرر الدخول له على الخاص، لمعرفة تفاصيل أكثر عن قصته، والتحديات التى مر بها، ومن هنا بدأ الحديث بين الطرفين، حتى أصبحت مصدر دعم له، وبمرور الأيام تحول الأمر إلى إعجاب، ليولد الحب بينهما، وتابع: «الموضوع ماكانش تعاطف خالص، هى كانت عايزه تشوفنى أحسن، اتكلمنا فترة وحبينا بعض».

قرر «حسين» الارتباط بـ«وفاء» بعد عدة أشهر من التعرف عليها، ليسافر من الإسكندرية إلى الشرقية، ويتقدم لخطبتها بشكل رسمى من والديها، ليتعرفا على بعض أكثر: «دايماً بتشجعنى وكانت ترن عليا الصبح علشان أروح التمارين، والموضوع مابقاش مجرد أصدقاء، لأ حب وارتباط وإعجاب».

لم يكن دعم «وفاء» لـ«حسين» مجرد عطف بسبب إعاقته والتحديات الصعبة التى يواجهها فى حياته، بل سيطرت مشاعر الحب والإعجاب على قلبها، لتوافق على الزواج منه بعد سنة من الخطوبة، وجاءت ثمرة الحب بإنجاب الطفل «يسلم»، البالغ من العمر 6 أشهر: «هى بتحب حسين نفسه، الموضوع مش صعبانيات خالص، لأ ده تشجيع من جواها إن هى عايزانى أوصل، وأحقق كل أحلامى».

«حسين» استطاع أن يجد ذاته فى ممارسة كرة السلة، وبتشجيع زوجته استطاع خوض مباريات عديدة والفوز بها: «بلعب سلة من 4 سنين، والحمد لله بفوز مع الفريق بتاعى، وبناخد ميداليات وجوايز».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحب الزواج التنمر الإعاقة

إقرأ أيضاً:

«كرسي السنوار».. مزار الأطفال لاستكمال مسيرة المقاومة الفلسطينية: سلاما على «يحيى»

في حي تل السلطان بمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، كان هناك مكان وقطعة أثاث مهترئة ذات لون برتقالى لم يتخيل الفلسطينيون أن تكون أثراً مقدساً ودليلاً على شجاعة وبسالة المقاوم الذى ضحى بدمه وروحه فى سبيل تحريرها من المحتل، فالكرسى الذى انتشرت صورته على وسائل التواصل الاجتماعى منتصف شهر أكتوبر الماضى، وشهد جلوس زعيم حركة حماس يحيى السنوار فوقه للمرة الأخيرة قبل أن تستهدفه آلة القتل الإسرائيلية أثناء مواجهته لها، أصبح وجهة لأهالى القطاع خاصة الأطفال الذين يرون فيه القائد الملهم الذى لا يهاب الموت.

وفوق الكرسى الشهير الذى لا يزال فى مكانه فوق ركام منزل عائلة «أبو طه»، الذى تحصن «السنوار» داخل إحدى غرفه، حرص الأطفال الذين أتوا رفقة أهاليهم لإلقاء السلام على شهيد المعركة والوقوف فى رحاب المكان الذى شهد آخر لحظات قائد المقاومة فى الحياة، لم يكن الأمر مقتصراً فقط على صغار السن ولكن اهتمامهم بتفاصيل الموقع وتتبع الأثر وارتداء الزى العسكرى الملطخ بالدماء والإمساك بالسلاح الذى استخرجه ملاك البيت من تحت الأنقاض والحجارة، ونظرة التحدى التى كانت واضحة أثناء التقاط الصور تنبئ بما يفكر به هؤلاء الأشبال.

زكريا محمد، طفل لم يبلغ العاشرة من عمره، نازح من شمال قطاع غزة أمضى 14 شهراً من الحرب داخل الخيام فى مستشفى شهداء الأقصى، بمنطقة دير البلح، وسط القطاع، اتجه إلى المنزل المنشود بمجرد سريان الهدنة وتنفيذ وقف إطلاق النار رفقة عدد من الصحفيين الذين قصدوا المكان للتصوير والتوثيق، ليركض نحو الكرسى الذى تمزقت كسوته ولم يعد باقياً منه سوى بعض الإسفنج المفتت المحشو داخله والحديد، ليجد أن هناك طابوراً من الأطفال ينتظرون دورهم للجلوس على الكرسى والتقاط الصور التى تحاكى جلسة صاحب «العصا».

وقال «زكريا»: «كنت أتوقع أننى الوحيد اللى هكون موجود هنا علشان أتصور على كرسى الشهيد السنوار الله يرحمه، بس اتفاجئت إن فيه أطفال كتير جاءوا لنفس السبب، ووقفت أكثر من نص ساعة عشان أطلع فوق الركام وأتصور واتبسطت كتير إنى ليا صورة وذكرى فى هذا المكان».

التقط الطفل الغزى الصورة بينما كان يرفع بإحدى يديه شارة النصر وبيده الأخرى أمسك بعصا حديدة صغيرة ليحاكى آخر صورة التقطتها الطائرة المسيرة التابعة للاحتلال الإسرائيلى لـ«السنوار» أثناء إمساكه بعصا مشابهة وإلقائها نحوها فى مشهد يجسد تمسكه بخيار المقاومة حتى الرمق الأخير، ليقوم «زكريا» عقب ذلك بحزم أمتعته والعودة رفقة أسرته مع النازحين نحو أراضيهم شمال القطاع.

الطفلة إيمان عزام، 9 أعوام، أحد سكان مدينة رفح هى الأخرى صعدت فوق الركام لتصل إلى الكرسى، بينما كانت عيناها تضحكان وهى تلتقط الصور، وقالت: «كنت كتير مبسوطة، بس أمى وأبى كانوا خايفين عليا وجاءوا معايا على المكان لما صممت أروح أتصور زى رفقاتى لأن الاحتلال كان بيترك قنابل وألغام فى الأماكن اللى بينسحبوا منها، بس الحمد لله اتصورت وما صار شىء».

مقالات مشابهة

  • «كرسي السنوار».. مزار الأطفال لاستكمال مسيرة المقاومة الفلسطينية: سلاما على «يحيى»
  • سامية الجزائري على كرسي متحرك.. صور تثير القلق
  • حزب الله وأمل: للاسراع في إنهاء تشكيل الحكومة
  • قصة تضحية ووفاء
  • بالصور.. عضو مجلس السيادة عبد الله يحيي يخاطب متحرك نمور الصحراء بالولاية الشمالية
  • نهيان بن مبارك: نعيش بالإمارات في سلام وانسجام لأننا نتحاور
  • ريم البارودي علي كرسي الاعتراف مع عمرو الليثي الاثنين المقبل
  • بعد توتر العلاقة بينهما... أمين الكرمة يقدم استقالته من تدريب أولمبيك آسفي والحيداوي يرفضها ويتشبث به
  • الخطيب: نعيش فترة انتقالية للتحول من إدارة الدولة للاقتصاد إلى تمكين القطاع الخاص
  • الأنبا أغابيوس.. 36 عامًا من الخدمة على كرسي إيبارشية ديرمواس ودلجا