حمل ثقيل يتحول لحلم جميل.. «قُفة التنمر» يشيلها «محمد وسارة»: لو مش هتحلم معايا هحلم بنفسي
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
«القُفة أم ودنين يشيلوها اتنين»، يشرح المثل الشعبى نفسه، يشير إلى أن الحمل الواحد حين يتشاركه اثنان فإنه يخف عن كليهما، لكن ليس كل الحمول أثقالاً، فهناك حمول لا يزنها ميزان، حمول النفس والهم، التى تقبع فى قاع النفس البشرية وقد تتحول هذه النفس بسببها إلى جحيم مستعر، إذا استمرت الحمول ولم يزلها أحدهم أو يشارك فى حملها.
دخل «محمد» حِمل «سارة»، فقرر أن يشاركها فيه، يحول الحمل الثقيل إلى حلم جميل، كيف له بهذه القدرة وهو أيضاً لديه حِمله، الذى لا يقل فى وطأته عن حمل «سارة»، لا يقل فى صعوبته عن تحديها ومباراتها اليومية مع نفسها ومحيطها لتجاوزه.. دعونا نجرب إذن، من يحمل حمل الآخر، ومن يحقق حلم الآخر؟
الحسبة غير مستوية، «سارة» أكبر فى السن وأصغر فى الطول، و«محمد»، أصغر فى السن وأطول منها قرابة 45 سم، لكن حملهما مشترك، مجتمع لا يرحم ولا يترك شاردة أو واردة إلا وطالها بالتنمر، فهل تفتح باباً آخر لمزيد من التنمر عليها بالموافقة على الارتباط بمن يصغرها فى السن؟
دار السؤال كثيراً فى خلد «سارة»، شابة فى العقد الثالث من عمرها، عاشت طفولة محفوفة بالمخاطر، كل شىء حولها يهددها، البشر يتنمرون، الرصيف عالٍ، وسائل المواصلات تحتاج لمساعدة، كل شىء يؤدى لمزيد من العزلة، لم تجد نفسها إلا فى كلية الآداب، مروراً بفرقة الفنون الشعبية لقصار القامة، ولا مانع مع الموهبة من ممارسة رياضة، لتصبح غطاسة من قصار القامة، لتواجه سارة كل جرعة تنمر بمزيد من العمل والدأب، بلسان حال يقول: طولى 139 سم، لكن إنجازى يتجاوز الأسوياء. ظلت على الوضع نفسه، بيئة ضاغطة، ونفس واثقة ودعم أسرى، أفضى إلى مزيد من التمكين، أوصدت «سارة» خلال رحلتها باب قلبها، لا تريد مشاعر عطف، لا تروقها نظرات الشفقة أو حتى الانبهار باعتبارها نموذجاً غريباً، لذا لم تعر «محمد» أى انتباه، خلال محاولاته لفت نظرها إليه فى الإجازة الصيفية التى جمعتها به، خاصة أن «محمد» يصغرها بـ9 أعوام كاملة، ورغم أن علاقتهما بدأت قبل 20 عاماً، فإن نظرة الإعجاب فى عين «محمد» كانت مفاجأة لـ«سارة»، واعترافه لها بالحب والرغبة فى الارتباط ظل مصدر خوف لها، قرأت عليه كل مخاوفها وترددها، وأحال «محمد» بإجاباته كل المخاوف إلى أمان واطمئنان.. فبدأت هنا علاقتهما.
عثرة وراء الأخرى واجهها الثنائى، إذ قررا أن يخوضا كل التحديات معاً، وأن يصما آذانهما فى وجه أصوات التنمر، مَن يقول إنه قصير ومن يقول إنها قزمة، من يمنحهما نظرات السخرية فى كل تصرف، حتى وصلا إلى العثرة الكبرى، رفض الأهل زواجهما بسبب فارق السن، لكنها وبحسب وصف محمد «مشكلة للى حبهم مش صادق وعلاقتهم مش حقيقية.. والحمد لله قدرنا نتجاوزها»،
كان يوماً مشهوداً، حين أعلنا الخطوبة، ونشرا الصور، حينها أمسك «محمد» بيد «سارة»، وقال لها رددى معى هذا الهتاف: «إحنا متميزين.. مش خايفين ولا مختلفين» ومع صيحتهما المشتركة، ذابت مشاعر الخوف، لتحل محلها مشاعر الحب والتماسك والشعور بمزيد من الأمان معاً.
فى منزلهما قضى «محمد وسارة» «أحلى الأوقات»، حولا كل مشكلة إلى مفارقة، ووزعا مهام المنزل بينهما حسب الطول، كان لـ«محمد» الغلبة فى أمور كثيرة، وكان لـ«سارة» الأفضلية فى كل المهام التى ترتبط بالإتقان، لا تدهشهما نظرات الجيران ولا المحيطين بهما، اعتادا مواجهتها معاً. قررا أن يعكسا الوضع، أن ينظرا إلى كل شىء حولهما باعتباره هو المختلف، وضعا معايير لحياتهما تبدأ باعتراف «إحنا طبيعيين ومعندناش مشكلة»، وحولا حياتهما إلى محتوى مرئى عبر قناة على اليوتيوب، تبث الأمل لدى كل من يعانون التنمر، وتحكى حكاية أسرة بسيطة سعيدة.. حتى رزقهما الله بنبتة الحب الصافى، طفل لم يكمل بعد شهراً ونصف شهر، قررا تسميته «سليم»، اسماً وصفة، فقد خالف الطفل والديه، وخرج طبيعياً إلى الحياة، يداعب «محمد» «سارة» قائلاً: «مش عارف الواد ده طالع مختلف لمين.. بس هنحبه وبكره إحنا اللى هنتنمر عليه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحب الزواج التنمر الإعاقة
إقرأ أيضاً:
باكستان وأفغانستان.. معبر تورخام الحدودي يتحول إلى ساحة مواجهة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشهد معبر تورخام الحدودي بين باكستان وأفغانستان تصعيدًا خطيرًا في الأعمال العدائية بين البلدين، حيث استمر إطلاق النار والقصف المدفعي لليوم الثالث عشر على التوالي، مما أدى إلى إصابة المنشآت الجمركية على الجانبين وتعطيل حركة التجارة والمسافرين.
وتأتى هذه التطورات في سياق توترات متصاعدة بين البلدين، اللذين تبادلا في السنوات الأخيرة الاتهامات والضربات العسكرية على طول حدودهما المشتركة.
وفقًا لمصادر باكستانية، أدى تبادل القصف المدفعي وإطلاق النار الكثيف إلى وقوع خسائر بشرية ومادية، حيث قتل مدنيان في الجانب الباكستاني، بينما أعلنت السلطات الأفغانية عن مقتل عدد من جنودها خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة الاشتباكات.
كما تسبب العنف المتواصل في توقف الحركة التجارية بشكل شبه كامل، مما أدى إلى تعطل شحنات البضائع القابلة للتلف، وخسائر اقتصادية كبيرة لكلا البلدين.
وصرح رئيس جمعية الجمارك في تورخام، مجيب خان شينوارى، بأن مئات الشاحنات المحملة بالسلع المختلفة لا تزال عالقة على جانبي الحدود، مما يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين يشعر السكان المحليون بقلق متزايد بشأن سلامتهم وسط الانفجارات وإطلاق النار المستمر.
اندلع النزاع الأخير في ٢١ فبراير إثر خلاف حول إنشاء موقع حدودي أفغاني، وهو ما رفضته باكستان واعتبرته انتهاكًا لحدودها.
ويعتبر هذا التوتر امتدادًا للخلافات التاريخية بين البلدين حول قضايا الحدود والمسلحين الذين ينشطون عبر الحدود المشتركة. في السنوات الأخيرة، تبادل البلدان إطلاق النار عدة مرات، واستهدف كل طرف معارضي الآخر على أراضيه، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
كما أدى غياب التنسيق الدبلوماسي الفعّال إلى تفاقم الوضع، حيث تتواصل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بشأن دعم الجماعات المسلحة.
مع استمرار إغلاق معبر تورخام، تتصاعد معاناة التجار والمسافرين. وأكدت "وكالة خاما برس" الأفغانية أن الإغلاق المستمر أدى إلى توقف حركة الأشخاص والتجارة، مما تسبب فى أزمة كبيرة للعمال والتجار الذين يعتمدون على هذا المعبر كمصدر رئيسى لدخلهم.
وذكر ضياء الحق سرهادى، مدير غرفة التجارة والصناعة الباكستانية - الأفغانية المشتركة، أن أكثر من ٥٠.٠٠٠ شاحنة محملة بالبضائع، بما فى ذلك الفواكه والخضراوات، ما زالت عالقة على جانبي الحدود في انتظار إعادة فتح المعبر.
ويعد معبر تورخام أحد أهم الممرات التجارية في المنطقة، حيث يسهل عمليات الاستيراد والتصدير بين باكستان ودول آسيا الوسطى، مما يجعل تعطيله ضربة قوية للاقتصاد الإقليمي.
كما يعانى المسافرون العالقون عند الحدود من ظروف معيشية صعبة، حيث يواجهون نقصًا فى الإمدادات الأساسية وارتفاع تكاليف الإقامة، إضافة إلى غياب الوضوح بشأن موعد إعادة فتح المعبر.
ويشكو المتضررون من غياب الشفافية في تعامل السلطات مع الأزمة، مما يزيد من حالة الإحباط وعدم اليقين.
في الوقت ذاته، تؤدى هذه الظروف إلى تفاقم التوترات الاجتماعية، حيث يشعر السكان المحليون بأنهم يدفعون ثمن الخلافات السياسية والعسكرية بين حكومتي البلدين.
ويؤكد التجار أن استمرار الإغلاق يؤدى إلى تراكم الخسائر الاقتصادية، حيث تعرضت العديد من المنتجات القابلة للتلف بسبب التأخير، مما يعنى خسائر فادحة لأصحاب الأعمال الذين يعتمدون على التجارة الحدودية.
وسط تصاعد الأزمة، دعا مسئولون وخبراء إلى ضرورة تسوية النزاع عبر الحوار والدبلوماسية، محذرين من أن استمرار العنف قد يؤدى إلى تصعيد أكبر يضر بمصالح كلا البلدين.
كما طالبت المنظمات التجارية في باكستان وأفغانستان بضرورة التوصل إلى اتفاق سريع يسمح بإعادة فتح المعبر واستئناف الأنشطة الاقتصادية.
وتشير بعض التقارير إلى وجود محادثات غير رسمية بين مسئولين من الجانبين لبحث سبل التهدئة وإيجاد حل وسط بشأن الخلاف الحدودي، إلا أن هذه الجهود لا تزال تواجه تحديات بسبب غياب الثقة بين الطرفين.
إن الأزمة المستمرة في معبر تورخام تعكس التوترات العميقة بين باكستان وأفغانستان، والتي تتطلب جهودًا جادة لحلها عبر القنوات الدبلوماسية.
فالإغلاق المطول للحدود لا يؤثر فقط على الاقتصاد، بل يزيد أيضًا من معاناة السكان المحليين الذين يعتمدون على التجارة والتنقل بين البلدين.
لذا، فإن التوصل إلى حل مشترك يضمن استقرار الحدود واستئناف الحركة التجارية والإنسانية بات ضرورة ملحة للحفاظ على المصالح المشتركة لكلا الدولتين.
ومن الضروري أن تتحرك القيادات السياسية فى كلا البلدين لإيجاد آلية دائمة لمنع تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلًا، سواء من خلال اتفاقيات حدودية واضحة أو إنشاء قنوات اتصال مباشرة تتيح معالجة الخلافات سريعًا قبل أن تتفاقم إلى مستوى العنف المسلح.
فاستمرار النزاعات بهذا الشكل لا يخدم أي طرف، بل يهدد الاستقرار الإقليمي ويضر بشعوب البلدين الذين يتطلعون إلى الأمن والتنمية بدلًا من الصراعات المستمرة.