ما بعد معرض الكتاب| "أصدقاء وعشاق والشيء الرهيب".. هل الجميع يعرفون "ماثيو بيري"؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
الجميع يعرفون "ماثيو بيري". لا أحد ينسى ذلك الوسيم "تشاندلر بينج" صاحب الدور الشهير في المسلسل الأمريكي الأشهر "Friends"، الممثل الأمريكي الكندي، والمنتج التنفيذي، والكاتب المسرحي، الذي رحل عن عالمنا مؤخرا. لكن من يقرأ الترجمة العربية لمذكراته، والتي نقلتها إلينا مريم عاشور بعنوان "أصدقاء وعشاق والشيء الرهيب"، سوف يدرك أنه لم يقترب بأكثر من الصورة الوسيمة التي تُداري مُعاناة كبيرة.
اشتُهر بيري بشخصية "تشاندلر" الفكاهية، الذي حظي بشعبية كبيرة خلال عرض المسلسل على قناة NBC بين أعوام 1994 و2004 في مواسمه العشرة التي تضمّنت 230 حلقة. وإلى جانب "جنيفر أنستون" و"كورتني كوكس" و"ليزا كودرو" و"مات لوبلان" و"ديفيد شويمر"، صنع "ماثيو بيري" نجاح المسلسل الذي عشقه الملايين في الولايات المتحدة والعالم، خصوصًا من جيل الشباب.
عن الكتاب الذي صدرت ترجمته العربية عن "لغة للنشر والتوزيع"، تقول "مارتا كوفمان"، المؤلفة المشاركة في مسلسل Friends""، إنه "مذكرات واقعية من دون تزييف كُتبت بجرأة وشجاعة. مذكرات تظهر فيها شجاعة ماثيو بيري الكبيرة. فهو يأخذنا في رحلة حول فريندز وإدمانه ومرضه ووحدته وعجزه. لكن في النهاية، يظل هذا الكتاب مليئًا بالأمل في المستقبل. إذا كنت تريد أن تعرف من هو ماثيو بيري حقًا، انسَ مزاحه قليلًا واقرأ هذا".
يمنحك ماثيو بيري في مذكراته نظرة شاملة لحياته، بداية من مرحلة طفولته إلى نجوميته ووصوله إلى الشهرة، ثم تدهور حاله مع الإدمان. يناقش الكتاب معاناته مع الإدمان، ومراحل تعافيه وانتكاساته، ومحاولاته للوصول إلى التعافي واضطراباته ومعاناته النفسية التي لم يتعافَ منها رغم كل الأموال والشهرة التي كان مستعدًا بالتضحية بها مقابل أن يكون شخصًا غير مدمن. كذلك ناقش في مذكراته أفكاره عن الحياة والموت، وكيف نجا كثيرًا من الموت بأعجوبة.
كما قدمت "ليزا كودرو"، التي شاركته بطولة مسلسله الأشهر المذكرات. وفيها قالت: "كيف حال ماثيو بيري؟ منذ أن سُئلت هذا السؤال لأول مرة، وفي مختلف الأوقات، كان دائمًا السؤال الأكثر طرحًا عليَّ على مر السنين، ولكنني أتفهم لماذا طرحه كثير من الناس: إنهم يحبون ماثيو، ويرغبون في رؤيته بخير، مثلي تمامًا. ولكن دائمًا ما كان يستوقفني هذا السؤال من الصحافة، لأنني لم أتمكن من الإجابة بما أردت، فكنت أجيب: "إنها قصته ليحكيها، فأنا لست مكلفة بحكايتها، أليس كذلك؟"
وأضافت: "رغبت في أن أقول: "إنها أمور شخصية وخاصة للغاية وإذا لم تعرفوها من صاحب القصة، فهي ليست إلا نميمة، بالنسبة إليَّ، وأنا لن أنم على ماثيو معكم"، علمًا أنني إذا اخترت ألا أرد مطلقًا قد أحدث جلبة أكثر، فأحيانًا كنت أرد وحسب بـ "أعتقد أنه بخير!". فبهذا لن يحظى بكثير من الضوء عليه، وسيتمتع بقليل من الخصوصية بينما يحاول التعامل مع مرضه. ولكن في الحقيقة، لم أكن على علم حقيقي بحال ماثيو، فكما سيروي لكم في هذا الكتاب، الأمر كان يبقيه سرًا، واحتاج الأمر منه وقتًا طويلًا حتى يتمكن من رواية حكايته براحة وإعلامنا بجزء مما مر به.
خلال كل تلك السنوات لم أحاول أن أتدخل أو أن أواجهه، لأن بمعرفتي القليلة عن الإدمان، عرفت أن تعافيه أمر خارج عن إرادتي، وكم استغرقني الوقت في التساؤل إذا كنت مخطئة حيال عدم التدخل، أو التدخل قليلًا. ولكنني توصلت إلى أن أدركت أن هذا المرض يغذي نفسه بنفسه بلا هوادة، وعازم على البقاء.
لذا ركزت على ماثيو الذي يضحكني بشدة كل يوم، أو مرة في الأسبوع، يضحكني لدرجة الدموع وعدم القدرة على التنفس. كان ماثيو بيري حاضرًا. ماثيو الذكي بشدة، الساحر، اللطيف، الحساس، والعاقل جدًا. هذا الشخص، بكل ما صارعه، كان حاضرًا. كان موجودًا من البداية لرفع معنوياتنا في ليلة تصوير مرهقة من أجل مقدمة مسلسلنا الشهير داخل النافورة، قائلًا: "لا أذكر يومًا أنني كنت في نافورة؟"، "ما هذا، هل نحن مبتلون؟"، "لا أذكر يومًا كنت جافًا!".
وتابعت: "ماثيو كان السبب في ضحكاتنا جميعًا بالنافورة في مقدمة المسلسل مع الأسماء. وبعد مسلسل "فريندز"، لم أقابل ماثيو كل يوم، ولم يخطر في ذهني فكرة صحته. هذا الكتاب هو المرة الأولى التي أعرف فيها منه حقًا عن تعايشه مع إدمانه ونجاته منه. حكى لي ماثيو بعض الأمور، ولكن ليس بالتفصيل هكذا. يدعونا ماثيو في هذا الكتاب إلى عقله وقلبه بصدق، ويكشف كامل التفاصيل. وأخيرًا، لن يحتاج أحد لأن يسألني أو يسأل غيري مجددًا عن حال ماثيو. فسيجيبنا جميعًا عن هذا بنفسه".
"كانت فرصة عظيمة"، هكذا وصفت مترجمة الكتاب مريم عاشور مذكرات ماثيو بيري. تتحدث لـ "البوابة" قائلة إنه في البداية عرضت الدار عليها ترجمة الكتاب التي كانت أول تجربة لها في ترجمة الكتب، وقد تخصصت مسبقًا في الترجمة الصحفية في جرائد عربية ومصرية شهيرة.
تلفت المترجمة الشابة إلى أنها أشد المعجبين بالمسلسل الشهير وبمسيرة ماثيو بيري الفنية، لذا تحمست بشدة لترجمة الكتاب وشعرت بأهمية نقله إلى العربية. وهنا كانت التحديات الكبرى التي واجهتها في أثناء عملية الترجمة هي إيصال معاناته وصعوباته في الحياة بالطريقة الساخرة نفسها التي عبر بها، كذلك نقل اللغة العامية الأمريكية التي كتب بها الكتاب ليستهدف القراء العاديين والجمهور إلى لغة عربية مبسطة.
تقول أيضًا إن الكتاب مليء بالمصطلحات الطبية وأسماء أدوية بعضها في قائمة المخدرات المحظورة وبعضها لا وأحيانًا كان يذكرها بالاسم الدارج لديهم، ما تطلب منها بحثًا كبيرًا للتأكد من دقة الترجمة، كذلك الحال مع وصفه لإجراءات العمليات الجراحية الدقيقة التي أجراها طوال حياته.
تضيف مريم عاشور إن ماثيو بيري كتب الكتاب بالنبرة نفسها لشخصية تشاندلر بينج التي أداها، وكأنه يؤكد ما ذكره في الكتاب أنه هو تشاندلر حقًا، فركزت على أن تنقل حس السخرية لديه نفسه والحفاظ عليه في النص العربي.
وفي بعض الأجزاء، كان ماثيو يريد التأكيد على بشاعة الإدمان والعواقب الوخيمة وهي أيضًا من أهم الفقرات التي أرادت إيصالها بالحس نفسه. فكما حرصت على إيصال الجانب الفكاهي الممزوج بالسخرية في لغة ماثيو بيري، حرصت على إيصال الجانب الحزين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحب الادمان التعافى ماثيو بيري تشاندلر بينج ماثیو بیری هذا الکتاب
إقرأ أيضاً:
مجموعة أصدقاء العمل المناخي الثقافي تعقد حوارها الثاني
عقدت مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ GFCBCA، حوارها الوزاري الثاني رفيع المستوى في COP29 المنعقد بالعاصمة الأذربيجانية باكو.
وكانت المجموعة عقدت اجتماعها الأول في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي استضافته دبي العام الماضي وأعلن رسمياً، عن تشكيل مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ من قبل الرئيسين المشاركين، سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، ومارجريت مينيزيس، وزيرة الثقافة في دولة البرازيل.
ويدعو هذا التحالف، الذي يضم 40 دولة، و25 منظمة حكومية دولية إلى الاعتراف بالدور المحوري للثقافة في السياسات المعنية بالتغير المناخي.
ويهدف إلى دفع الزخم السياسي باتجاه اتخاذ إجراءات عالمية فاعلة، ومتماسكة، ومنسّقة، والاعتراف رسمياً بأهمية الثقافة والتراث في سياسات وخطط ومبادرات المناخ.
وقال الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، إن هذا الاجتماع يشكل فرصة لتبادل الأفكار والاطلاع على أفضل الممارسات والأساليب المبتكرة لدمج الثقافة في سياسات وبرامج المناخ؛ بهدف إرساء إطار قوي للعمل التعاوني وتعزيز التبادل والشراكة بين الشمال والجنوب.
وأضاف أن الوقت حان ليعترف العالم بدور الثقافة كأداة أساسية للتصدي للتغير المناخي، فهي تشكل أحد الأصول التي يجب حمايتها من الآثار السلبية للاحتباس الحراري، وارتفاع منسوب البحار، وغيرها من العوامل التي تؤثر على كوكبنا.
وقال إنه انطلاقاً من الحاجة الملحّة إلى العمل الجماعي الشامل لمكافحة التغيّر المناخي، فإننا نرى الثقافة قوة دافعة تشكل القيم، وتؤثرعلى السلوك، وتلعب دوراً رئيساً في تعزيز حلول المناخ التحويلية، ونتطلع إلى الدور الحيوي الذي ستلعبه المجموعة في زيادة الطموح، وحشد القوى العالمية للعمل معاً، وتعزيز التعاون لدفع التحول في العمل المناخي.
واعتمد الاجتماع على الإنجازات التي حققها العام الماضي، بهدف تعزيز الحوار، وبناء رأي جماعي حول الدور الحاسم الذي تلعبه الثقافة في معالجة مشكلات التغير المناخي وتسريع جهود التكيف العالمية.
وناقش الوزراء سبل تطبيق إطار عمل دولة الإمارات للمرونة المناخية العالمية "2/CMA.5" الذي اعتُمد في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، مع التركيز على حماية التراث الثقافي من آثار المخاطر المرتبطة بالمناخ حيث أبرزت المناقشات إمكانية أن تسهم أنظمة المعرفة التقليدية في تعزيز الاستراتيجيات الرامية إلى صون المفاهيم، والممارسات الثقافية والمواقع التراثية ودعم التكيّف من خلال البنية التحتية القادرة على الصمود في مواجهة التغيرالمناخي.
وشملت المناقشات مبادرات سياسية مرتكزة على الثقافة لتضمينها في تنفيذ خطط التكيف الوطنية “NAP” والمساهمة المحددة وطنياً “NDC”.
كما تناول التحالف أيضاً الحاجة إلى تعزيز تنوّع أشكال التعبير الثقافي من خلال دعم المجتمعات الضعيفة وتعزيز البحث والابتكار في هذا المجال، مؤكدا أهمية تعزيزالتعاون على المستويات المحلية والدولية لدفع العمل الجماعي.
وهدف الحوار إلى إرساء إطار واضح للعمل المناخي المرتكز على الثقافة، وتحديد المبادئ التوجيهية والأهداف والنتائج المتوقعة لهذه المبادرة.
كما أكد الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب، وبين الجنوب والجنوب من خلال تشجيع تبادل المعرفة، وبناء القدرات، والتعاون بين الدول المتقدمة والنامية لتعزيز الحلول المناخية العادلة، بالإضافة إلى ذلك، جرى التأكيد على أهمية جمع البيانات، وتطوير منهجيات لقياس تأثير المبادرات المناخية المرتكزة على الثقافة.