مسرحية حلمك يا شيخ علام، ألفها الكاتب الصحفى «أنيس منصور» حول قانون الصدفة، هذا القانون الذى يفسر أشياء مستبعد حدوثها. ونظرًا لأن هذا القانون لا يتفق مع المنطق، لذلك نميل إلى اعتبار هذه الأشياء فى حالة حدوثها من المعجزات. فكل الأحلام التى جاء بها الشيخ علام من الصعيد لهذه الأسرة القاهرية التى يرتبط بها بقرابة، جاء تفسيرها بأحداث كارثية، الأمر الذى دفع سيدة الأسرة بعد أن ضاقت به ذرعًا أن «عضته فى مؤخرته» ليقول بعد أن تحسس مؤخرته – دون خروج عن النص – «أهى دى اللى ما حلمتش بيها» وتنتهى المسرحية بضحكة عالية جدًا لتطرح سؤالًا هامًا، هل يمكن لهذا الرجل صاحب الاحتمالات الكثيرة فى حالة إذا تحقق شئ من أحلامه بالصدفة بأنه يكون صادقًا فيما طرح من احتمالات، فهذا الرجل يعتمد على نظرية الاحتمالات، فإذا تحققت واحدة بالصدفة هذا لا يعنى أنه كان يقصدها، وإذا عددنا قائمة الأحلام التى طرحها علينا علام ولم يتحقق منها شئ.
لم نقصد أحدًا!
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
في العيد الـ12 لتجليسه.. طفولة ونشأة البابا تواضروس الثاني
مع حلول الخريف تتساقط أوراق الشجر لتنمو أخرى أكثر نضارة، ومع خريف 1952، وُلد وجيه صبحى باقى سليمان فى المنصورة، فى لحظة كانت فيها أوراق الشجر تتساقط لتفرش الأرض بألوانها الذهبية، وكأن الطبيعة تُعد الأرض لشجرة ستنمو جذورها لتظلل الكنيسة كلها لاحقاً.
نشأ «وجيه» فى كنف عائلة مصرية تقليدية تهتم بالقيم الروحية والدينية، وترعى أبناءها بحب وحرص، فوالده المهندس صبحى، مهندس المساحة، ابن القاهرة، ووالدته سامية، بنت دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس فى الدقهلية، لم يتركا فرصة إلا واستثمراها لغرس القيم الدينية والروحية فى «وجيه» وإخوته، وكأنهما كانا يدركان أنه سيحمل فى المستقبل لقب «البابا الثامن عشر بعد المائة» فى تسلسل بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فقد كانت والدته السيدة سامية تهتم بغرس محبة الله وتعزيز الإيمان فى نفوس أطفالها، وحينما انتقلت الأسرة بين عدة مدن مثل سوهاج ودمنهور، كان رباطهم بالكنيسة يتوطد.
كبر «وجيه»، الصغير الشقى المحبوب، المفعم بروح العمل الجماعى والمسئولية، وهو يحمل طموحاً مبكراً وحباً للمساعدة، ولكنه قد نال نصيبه من الفقد، الذى جاء مبكراً بوفاة والده صباح أول امتحانات الشهادة الإعدادية وكأنما سقطت ورقة من تلك الشجرة التى زُرعت قبل 15 سنة، تحدى الألم ليتفوق فى دراسته، مُكملاً طريقه نحو كلية الصيدلة فى جامعة الإسكندرية.
هناك، فى قاعات الكلية وبين كتب الصيدلة، أبحر «وجيه» فى عالم العلم، محاولاً فهم ما وراء الطب والعلاج، ساعياً أن يكون «ذلك الذى يريح الناس» من أوجاعهم، ولم تكن هذه المرحلة الأخيرة، بل تابع دراسته حتى نال زمالة الصحة العالمية فى إنجلترا عام 1985، ليتعلم مراقبة جودة تصنيع الدواء.
ومع مرور الزمن، وجد نفسه فى خدمة الكنيسة، التى احتضنته صغيراً ليكبر معها ويحمل أثقالها، حتى بات البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.