ما بعد معرض الكتاب|"فن الشارع".. حكايات سيد عبد الحميد عن كتابة الراب والموسيقى
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
في كتابه "فن الشارع.. حكايات عن كتابة الراب والموسيقى" هدف الباحث سيد عبد الحميد لتعريف المستمع المصري بفن الراب، بدايته وأسباب انتشاره، وما هي الدوافع التي أدت إلى تصدره المشهد الموسيقي المصري، من خلال قراءة دقيقة في عمق المشاهد الاجتماعية والسياسية المصرية.
وخلال عشرين عامًا سعى عبد الحميد لتحليل المشهد عن قرب، والاشتباك مع مفاهيم الصدارة والجودة والاستمرارية بالاعتماد على ما قدمه الآخرين سابقًا، وما قاله هؤلاء المتصدرون في وقتنا الحالي عن أنفسهم في البداية.
بدأت فكرة الدراسة الصادرة عن "صفصافة للنشر" مع الانتباه لانتشار موسيقى الراب على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الموسيقية المختلفة، وانعكاس هذا على الشارع المصري؛ ومن ثم محاولة تحليل هذا الانتشار وذكر عوامله التي لا يمكن إغفال الاجتماعي والسياسي والثقافي منها.
وتصدر الكتاب سؤال: "أين اختفت الأغنية الكلاسيكية؟ ومتى ظهر بيننا كل هؤلاء النجوم الذين يعدون المجتمع بإحداث طفرة في هذا المجال بالاعتماد على ما قدمه السابقين، في محاولة لتطوير المشهد الغنائي المصري لمجاراة المشهد الغنائي العالمي؟"
يشير الكاتب إلى مشروع كل مغني راب باعتباره تصدر المشهد في وقتٍ ما، وللتأكيد على ارتباط هذه الأغاني بأصحابها باعتبارهم كُتَّاب "لذا لا ينفصل الراب بشكل خاص عن الأدب باعتباره كتابة بشكل مغاير تعتمد بالتأكيد على عوامل موسيقية، تُساهم في خروجها في شكل نهائي كأغنية ولكن صاحبها كاتب يعتمد على موضوع خاص أو عام، ويستخدم آليات كتابة الأدب ليُقدم قصة من خلال قصيدة".
وسعت الدراسة لإيجاد الفكرة القائم عليها مشروع كل مغني راب من خلال الاستقراء -أي إعادة قراءة كل أغنية باعتبارها قصة قصيرة أو تدوينة مهتمة بشأن ما- مع مقاربة المشاهد الموسيقية ببعضها البعض، المصري بالعربي والمشهد العربي ككل بالعالمي من حيث ظروف النشأة والدوافع حتى إلى ما توصل إليه منتجو هذه المشاهد.
في الوقت نفسه، يحتفظ الكتاب بمحليته، ويقارب كل موجة بالتي تبعتها. فمن خلال الموجة الأولى (2003 -2007) ظهر أوائل المغنيين الذين يعتمدون على كتابتهم وإمكانياتهم المحدودة في صناعة الموسيقى ونجحوا في الظهور بشكل خافت، ثم جاءت الموجة الثانية (2009 - 2014) وحملت ظهورًا متجددًا للرواد بعد انقطاع، بالإضافة لظهور أسماء جديدة تحمل أفكارًا أكثر حيوية، نجحت في لفت انتباه أكبر مع بدايات صعود المنصات الموسيقية ومواقع التواصل الاجتماعي بعد الربيع العربي، ثم جاءت الموجة الأشهر والأكثر نضجًا بداية من 2017، حيث بداية صعود وانتشار Trap music كلون موسيقي منبثق من الـ Rap music.
وبينما يحاول الكتاب طرح الأسئلة حول الأسباب، وتحليل الانتشار الذي بدأ منذ سنوات طويلة ببطء ثم ظهر في صورة صدارة، يقف على عتبة المشاريع الفنية ويُحلل أسباب رواج كل مشروع فني بشكل مستقل. تَتبُّع المشهد الاجتماعي والعلامات المُسجلة هو أحد أسباب كتابة هذا الكتاب باعتباره تأريخ لما حدث سابقًا.
يقول عبد الحميد: "منذ البداية، فكرت في الأسباب التي ساهمت في تصدر موسيقى الراب لمشهد موسيقي متعدد وشامل لعدة ألوان مختلفة باختلاف الطبقات الاجتماعية، من خلال البحث والقراءة وتتبع المشهد على مدار ثلاثة أعوام بشكل مكثف ومن قبلهم كمستمع عادي".
يضيف: "وجدت عدة إجابات أسعى لتقديمها في كتاب يمكن للمهتمين بالموسيقى قراءته، والمهتمين بالكتابة التأريخية الرجوع إليه، وللمنشغلين بدراسة أسباب اجتماعية وثقافية وسياسية لحقبة حالية، الاطلاع عليه كونه يهدف لتحليل ما تمت الإشارة إليه باعتباره مجرد ظاهرة. بتعالٍ وعدم تقدير، أكتب في النقد الأدبي ومهتم بالشأن العام بكل جوانبه الاجتماعية والثقافية والسياسية، ولا يمكن إغفال تغير المشهد الموسيقي بسبب تغير في أحد هذه الجوانب، ومن خلال تتبعي للمشهد كمستمع ومهتم، وجدت ارتباطه بكل التغيرات التي تحدث ببطء في كل الجوانب التي سلف ذكرها، لذا من هنا جاءت الفكرة".
وأكد أن الكتابة عن مرحلة البداية والتجريب في الراب وصولًا للصدارة والعملقة، صعبة بسبب ارتباطها بالعديد من السياقات العامة أو الأكاديمية في شؤون الموسيقى "لذلك، اشتبك معها لتبسيط هذا لي وللقارئ المهتم دون إغفال دور صناعه ورؤيتهم الخاصة، ومحاولاتهم المستمرة لصناعة منتج خاص بالرغم من مضايقات الرقابة المستمرة لهم، واتهامهم بإفساد الذوق العام مما يؤدي إلى تعطل مسارهم بشكل مستمر".
ويستهدف الكتاب طبقات متعددة من القراء المهتمين بالشأن الموسيقي أو الاجتماعي، الذي أدى لصعود الراب إلى قمة هرم المشهد الموسيقي، بالإضافة لتقديم تعريفات هامة عن الفوارق الفنية في الألوان المتعددة المتفرعة من موسيقى الراب، يستهدف الكتاب قُراءً وكُتابًا باعتبار كل مغني راب كاتب في الأساس، لذا فإن قراءة الأغنية ليست شيئًا مختلفًا عن قراءة الأدب.
هكذا، "فن الشارع" كتاب ابن بيئته التي أنتجت نجومًا بإمكانيات محدودة؛ لتصدر مشهدًا اعتمد خلال سنوات طويلة على إمكانيات مادية هائلة، وشركات إنتاج أنتجت العديد من القوالب الفنية المفتقرة للقيمة والمعلبة في أغلب مواضيعها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فن الشارع الراب الموسيقى عبد الحمید من خلال
إقرأ أيضاً:
خلال ملتقاها السنوي تحت شعار «شكراً».. «العمل الاجتماعي» تحتفي بالمبادرات الأكثر تأثيرا
نظمت المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي ملتقاها السنوي لعام 2025 تحت شعار «شكرا»، بحضور سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، رئيس مجلس إدارة المؤسسة.
جاء تنظيم الملتقى ليجسد ثقافة التقدير والامتنان باعتبارها إحدى القيم المؤسسية الراسخة، وليؤكد الدور الذي يضطلع به موظفو المؤسسة ومراكزها في خدمة الفئات والمجتمع، وترسيخ رسالة المؤسسة في تمكين الإنسان والتماسك الاجتماعي.واستُهل الحفل بكلمة ترحيبية جسدت أهمية شعار الملتقى، تلاها عرض مرئي حمل عنوان “شكراً” عبّر عن الامتنان للعاملين في المؤسسة والمراكز المتخصصة، وتسليط الضوء على قصص العطاء والعمل الإنساني، وأكد السيد راشد محمد الحمده النعيمي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة أن العمل الاجتماعي هو رسالة إنسانية قبل أن يكون واجباً وظيفياً، وأن ما تقدمه المؤسسة من مبادرات وخدمات يمس حياة الأفراد والأسر ويسهم في تحقيق الاستقرار الأسري والتماسك الاجتماعي والكرامة الإنسانية. وأضاف أن اللقاء فرصة للاحتفاء بمن أسهموا في بناء منظومة اجتماعية متكاملة تخدم الإنسان أولاً، مشيراً إلى أن النجاح يتحقق بالعمل الجماعي وبالجهود الصادقة التي يقدمها الموظفون وشركاء النجاح.شهد الملتقى تكريم نخبة من أقدم موظفي المؤسسة والمراكز التابعة لها تقديراً لمسيرتهم الطويلة وعطائهم المستمر، كما كرمت المؤسسة الجهات الداعمة وشركاء النجاح الذين كان لعطائهم دور محوري في دعم مسيرة المؤسسة والمراكز التابعة لها، ومن بينهم مجموعة شاطئ البحرSEASHORE، صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية، قطر الخيرية، الهلال الأحمر القطري، البنك الدولي الإسلامي، بنك دخان، بنك الريان، البنك الأهلي، مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، موانئ قطر، مركز ماربل الطبي، شركة شِفت، وعلي بن علي لاكجوري.وخلال الملتقى تم تكريم المبادرات الأكثر تأثيراً التي جسدت الإبداع وروح المبادرة في خدمة الفئات والمجتمع، وهي: مبادرة «فرصة» لمركز نماء، ومبادرة «إسهام» لمركز الشفلح، ومبادرة «تمكين جونيورز» لمركز دريمة بالتعاون مع مركز نماء، ومبادرة «ذُخر» لمركز إحسان.واختتم الملتقى بجولة لسعادة الوزيرة والضيوف في أركان القيم المؤسسية والمعرض المصاحب، حيث حرصت المؤسسة على إبراز القيم التي تقوم عليها منظومة العمل الاجتماعي