قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في بيان لها، اليوم الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2024م، إن مليشيا الحوثي تستغل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023م، لتوسيع قواتها لتنفيذ أعمال عدائية، وتستمر من خلال ذلك بتجنيد آلاف الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً، موضحةً أن تجنيد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا هو جريمة حرب.

واستدلت المنظمة، في تقريرها، على إفادات حقوقية ووقائع واعترافات حوثية، منها اعتراف الحوثيين أنهم جندوا آلاف الأشخاص في قواتهم المسلحة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى إفادات نشطاء أكدوا بأن الجماعة المسلحة تجند أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً، مبينةً أن الحوثيين يجندون الأطفال بشكل منهجي في اليمن منذ عام 2009 على الأقل، إلا أن تجنيد الأطفال زاد بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية وسط الأعمال العدائية في غزة.

وقال نيكو جافارنيا، الباحث في شؤون اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: “يستغل الحوثيون القضية الفلسطينية لتجنيد المزيد من الأطفال للقتال المنزلي في اليمن”، مؤكداً أنه "يجب على الحوثيين استثمار الموارد في توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال في أراضيهم، مثل التعليم الجيد والغذاء والمياه، بدلا من استبدال طفولتهم بالنزاع".

وبينت هيومن رايتس ووتش، أنه خلال حديثها مع خمسة نشطاء حقوقيين وأفراد يعملون معهم في منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء اليمن، تبين زيادة كبيرة في تجنيد الأطفال في الأشهر الأخيرة، مشيرةً إلى أن الحوثيين يجعلون الأطفال يعتقدون أنهم سيقاتلون من أجل تحرير فلسطين، لكن ينتهي بهم الأمر بإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في مأرب وتعز، وأنه في الواقع غزة التابعة للحوثيين هي مأرب.

وأكدت أن المليشيات أعلنت افتتاح معسكرات تدريب، وتطوع عشرات الآلاف من الشباب للدراسة العسكرية، و"تم بالفعل تخريج مجموعات عديدة في مختلف محافظات اليمن”، وكان الحوثيون قد أعلنوا أنهم سيشكلون ألوية عسكرية جديدة لتنفيذ توجيهاتهم في 10 أكتوبر، وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، قاموا بتجنيد أكثر من 70 ألف مقاتل جديد، بما في ذلك من محافظات ذمار وصنعاء وصعدة وعمران وحجة والحديدة.

رغم أنه من غير الواضح كم من المجندين الجدد كانوا من الأطفال، قال العديد من النشطاء والخبراء العاملين في قضايا تتعلق بتجنيد الأطفال لـ"هيومن رايتس ووتش"، إن الغالبية العظمى من المجندين تتراوح أعمارهم بين 13 و25 عاما، بمن في ذلك مئات أو آلاف على الأقل من الأصغر سناً من 18 عاما، وتظهر البيانات الإخبارية حول تجنيدهم الأخير والتي نشرتها وكالة أنباء الحوثيين الرسمية، سبأ نت، أشخاصًا يبدو أنهم أطفال.

وقام الحوثيون بتجنيد آلاف الأطفال منذ بدء النزاع في اليمن عام 2014م، وتحققت الأمم المتحدة مما لا يقل عن 1851 حالة فردية لتجنيد الأطفال أو استخدامهم من قبل الحوثيين منذ عام 2010م، بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمات أخرى، قام الحوثيون بتجنيد أكثر من 10 آلاف طفل بين عامي 2014 و2021.

قام الأمين العام للأمم المتحدة بإدراج الحوثيين في قائمته السنوية للجماعات المسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة كل عام منذ عام 2011م وقد أدرجهم في البداية على قائمة الحوثيين بسبب تجنيدهم واستخدامهم للجنود الأطفال، ومنذ عام 2016 أدرجهم أيضًا على القائمة، بقتل وتشويه الأطفال والهجمات على المدارس والمستشفيات.

وأوضحت، أن الحوثيين وقعوا في العام 2022م، خطة عمل مع الأمم المتحدة لإنهاء الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، بما في ذلك تجنيد واستخدام الأطفال في قواتهم، والتزموا بإطلاق سراح جميع الأطفال من قواتهم في غضون ستة أشهر، وأنهم يستخدمون مؤسساتهم الحكومية في جهودهم لتجنيد الأطفال، بما في ذلك وزارات التعليم والداخلية والدفاع، مشيرةً إلى أن جميعها تعمل معاً وينسقون لتعبئة الأطفال وتجنيدهم.

وبحسب التقرير، فإن أنشطة التجنيد الحوثية في المدارس زادت بشكل كبير "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول"، بما في ذلك من خلال الكشافة المدرسية، وانهم يأخذون الطلاب من المدارس إلى مراكزهم الثقافية حيث يلقون محاضرات على الأطفال حول الجهاد ويرسلونهم إلى معسكرات الجيش والخطوط الأمامية، ومن خلال الاستفادة من المؤسسات الرسمية، بما في ذلك المدارس، تمكن الحوثيون من الاستفادة من مجموعة واسعة من الأطفال، واستخدام المرافق التعليمية لأغراض عسكرية.

كما وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام الحوثيين للمساعدات الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها لتجنيد الرجال والأطفال في قواتهم، حيث يحتاج ما لا يقل عن 21.6 مليون شخص في اليمن، أي حوالي ثلثي السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، ويكافح 80 بالمائة من البلاد لتوفير الغذاء والحصول على الخدمات الأساسية، وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

وقال سكان محليون، "إن السبب الرئيسي لإرسال الأسر أطفالها هو موقفها الداعم للقضية الفلسطينية"، وأن المليشيات الحوثية قدمت مؤخراً سلالاً غذائية لأسرة كل مجند حديثاً، وفي تقريرهم لعام 2023، وثق فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن أيضًا توزيع السلال الغذائية هذه.

ويفرض الحوثيون قيودًا وأنظمة غير ضرورية على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، وهو ما يرقى إلى مستوى عرقلة المساعدات الإنسانية، كما منعوا المساعدات من دخول مدينة تعز، التي حاصروها منذ عام 2015، وقيدوا حركة النساء، مما منع العديد من عمال الإغاثة الإنسانية من القيام بعملهم.

وبحسب ما ورد أدت الغارات الجوية المستمرة بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على اليمن إلى زيادة الدعم المحلي للحوثيين، مما عزز قدرة الحوثيين على تجنيد الأطفال، حيث قالت ميساء شجاع الدين، الباحثة في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، لصحيفة واشنطن بوست إن “الحوثيين يربطون هجماتهم في البحر الأحمر بدعم غزة”، وزادت هذه الهجمات من قدرتهم على التجنيد، خاصة في المناطق القبلية الشمالية، فيما قال جعفرنية: “إن مستقبل اليمن يعتمد على أطفاله”، وأضاف: "يثبت الحوثيون أن المستقبل الوحيد الذي يرونه للبلاد هو المستقبل الذي يكون فيه هدف الجميع هو القتال من أجل قضيتهم".

في عام 2023، أفاد فريق الخبراء أيضًا أن "معظم الانتهاكات "تجنيد الأطفال" التي حقق فيها الفريق نُسبت إلى الحوثيين، الذين يواصلون تجنيد الأطفال واستخدامهم، لا سيما في سياق المعسكرات الصيفية"، وقد نص البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، والذي صدقت عليه اليمن في مارس/آذار 2007، على أنه لا يجوز للجماعات المسلحة غير التابعة للدولة، تحت أي ظرف من الظروف، تجنيد الأشخاص دون سن 18 عاماً أو استخدامهم في القتال لأي أعمال عدائية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: هیومن رایتس ووتش تجنید الأطفال الأمم المتحدة من الأطفال الأطفال فی بما فی ذلک فی الیمن منذ عام

إقرأ أيضاً:

نماذجُ من الإجرام الأمريكي في اليمن.. استهدافُ قاعات العزاء والاعراس

وخلال شهر أُكتوبر من الأعوام الماضية، ارتكب العدوان الأمريكي السعوديّ مجازرَ دموية في اليمن، لا تزال آثارها شاهدة إلى يومنا هذا، حَيثُ لا يمكن نسيانها أَو تجاهلها، من أبرزها أم الجرائم، قصف القاعة الكبرى، ومجزرة عرس سنبان.

استهدافُ حفل زفاف في سنبان:

ففي السابع من أُكتوبر للعام 2015م، قام طيران العدوان الأمريكي السعوديّ مساء يوم الأربعاء بالتحليـق فـي أجواء قريـة سـنبان التابعـة لمديريـة عنـس –بمحافظـة ذمـار، أثنـاء ما كان أهالي القريـة يحتفلـون بزفـاف ثلاثـة إخـوة مـن خيـرة شـبابها إلى عـش الزوجيـة وهـم: مؤيـد وأيمـن وعبدالرحمـن، لكن العدوّ كان يتربص بالعرس، مفضّلًا تحويله إلى مأتم، فأطلق صاروخين كانا كفيليـن بتدميـر كُـلّ شـيء، سـقط أحدهمـا فـوقَ منـزل العـرس، والآخـر فـوق خيمتـَي الضيـوف والطبـخ،

ومـا إن اصطـدم الصاروخـان بأهدافهمـا حتـى انبعثـت هالـة ناريـة كبـرى غطـت المنـزل والخيـام، واعتلـى منهمـا الدخـان والشـرار والغبـار وشـظايا كانـت تتطايـر فـي كُـلّ الأجواء حاملـة معهـا أشلاء وأرواح وحيـاة الأطفال والنسـاء والرجـال المحتفليـن فـي العـرس، ومـن لـم تمزقـه الصواريـخ قُتـل بالشـظايا، ومـن لـم تلتهمـه النـار قضـى تحـت ركام المنـزل.

مؤيـد وعروسـه دفنهمـا الـركام، وأُصيبـا بكسـور وشـظايا، وكذلـك أيمـن دفـن تحـت الـركام فـي الممـر قبـل أن يصـل إلى عروسـه التـي سـبقها الصـاروخ، واختطـف شـبابها وحياتهـا قبـل أن يشـاهد أحدهمـا الآخر، أمـا عبدالرحمـن فاحترقـت جثتـه بالقـرب مـن مولد الكهربـاء وتفحمت بجـواره جثـث ضيوفـه وأقربـائه، وعروسـه دفنـت تحـت الأنقـاض وانتشـلت، وقـد خضب فسـتان فرحهـا الأبيض بالدمـاء والغبـار والشـظايا.

والـد العرسـان ووالدتهـم وثلاثـة مـن إخوتهـم قُتلـوا تحـت الأنقـاض، أعمـام وعمـات العرسـان وأخوالهـم وأبناؤهـم وأعمـام وخـالات العرائـس وأقربائهـن، ومـن حضـر معهـن مـن الأطفال، قُتلـوا تحـت الأنقـاض، (٧) نسـاء مـن أهالي العرائـس قتلـن، أجساد احترقـت حَــدّ التفحـم، وأطفال مزقـت الصواريـخ كُـلّ جـزء منهـم، حَـلّ المـوت والدمـار مـكان الحيـاة والإعمـار، هـب النـاس مـن كُـلّ جانـب لانتشال الجثـث وإسعاف الجرحى مـن الأطفال والنسـاء والرجـال، وقضـوا ليلتهـم تلـك مـع صبـاح اليـوم التالـي أجواء المـوت،

49 إنسانًا زغـردت لهـم الطائـرات الحربيـة بالمـوت، معظمهـم أطفال ونسـاء، لـم يبـقَ مـن المنـزل وخيمـة الطباخـة إلَّا بعـضُ الأوانـي والملاعـق والأكـواب التـي كانـت شـاهدةً علـى جرائـم القتـل والاستهتار بحيـاة البشـر.

وقـد بلـغ عـدد الشهداء (٤٩) مدنيًّا بينهـم (٢٣) طفـلًا أما الجرحـى فقـد بلـغ عددهـم (٥٢) جريحـًا بينهـم (٢١) طفـلًا.

استهدافُ مجلس عزاء في الصالة الكبرى بصنعاء:

أما في العام 2016م، وهو من أعوام العدوان الذي شهد مجازر وحشية بحق المدنيين والمنشآت الحيوية والسكنية، ففي يوم السبت، في الثامن من أُكتوبر؛ أقدمـت الطائـرات الحربيـة التابعـة للتحالـف الأمريكي السعوديّ علـى استهداف تجمــع بشــري يقــارب ٢٠٠٠ مدني بالقصــف الجــوي أثنــاء تأديتهــم واجــب العــزاء لآل الرويشـان فـي وفـاة الشـيخ/ علـي بـن علـي الرويشـان أحد أقيـال اليمـن وشـخصياتها الوطنيـة البـارزة والمعروفــة.

أكثر مـن ٢٠٠٠ شـخص حضـروا عـزاء آل الرويشـان فـي الصالـة الكبـرى التـي أعلنـوا للجميـع فـي وسـائل التواصـل أن عزاءهـم فـي وفـاة فقيدهـم سـيقام فيهـا، وهـي مـن أكبر القاعـات الموجـودة فـي العاصمـة صنعـاء، وتقـع فـي مديريـة السـبعين فـي الجهـة الجنوبيـة الغربيـة مـن العاصمـة صنعـاء.

وفـي السـاعة الثالثـة وعشـرين دقيقـة تقريبًا اسـتهدفت الطائـرات الحربيـة التابعـة للتحالـف صالـة العـزاء بالقـرب مـن الجهـة الشـمالية مـن مدخـل الصالـة، حَيثُ كان المئـات مـن المعزيـن بداخلهـا مـا أسـفر عـن سـقوط العشـرات بيـن قتيـل وجريـح، وأثنـاء مـا كان الجرحـى يئنون والمسـعفين يتوافـدون لإنقاذ مـا يمكـن إنقاذه، فـإذا بصـاروخ آخر يسـتهدف الصالـة بمـا فيهـا مـن المسـعفين، وينجلـي الغبـار كاشـفًا السـتار عـن أحد أبشـع الجرائـم فـي التاريـخ المعاصـر سـقط علـى إثرهـا مئـات الضحايـا بيـن قتيـل وجريـح بينهـم عشـرات الأطفال.

استهداف مناحل العسل:

وفي العام 2018 م أقدمـت الطائـرات الحربيـة الصهيو أمريكية علـى استهداف مناحـل العسـل شـرقي منطقـة الجبانـة فـي مديريـة الحالـي بمحافظـة الحديـدة، واستهداف مـلاك هـذه المناحـل أَيْـضًا، حَيثُ شـنت الطائـرات الحربيـة فـي يـوم الاثنين، الموافـق (٨ أُكتوبر ٢٠١٨م) أربع غـارات جويـة اسـتهدفت الأولـى مناحـل العسـل.

وبعـد لحظـات استهدفت الغـارة الثانيـة مالكـي المناحـل أَيْـضًا؛ ما أَدَّى إلى جـرح أحد مالكـي هـذه المناحـل ويدعـى (علـي عايـش كليـب) فقـام البقيـة والذيـن كان عددهـم أربعـة أشخاص وهـم المواطـن (رضـوان جابـر ريـب) وأطفالــه الثلاثــة بأخــذه ومحاولــة الابتعاد عــن المناحــل، وعندمــا ابتعــدوا قرابــة مســافة (٥٠) متــرًا، اســتهدفهم طيران العدوان الأمريكي السعوديّ بغــارة ثالثــة اســتهدفتهم مباشــرة؛ ما أَدَّى إلى قتلهــم جميعًا وتقطعـت أجسادهم إلى أشلاء صغيـرة تناثـرت فـي المـكان، وما هـي إلَّا لحظـات حتـى عـاود الطيـران القصـف بغـارة رابعـة اسـتهدفت مـا تبقـى مـن المناحـل وخـزان الميـاه المجـاور؛ ما أَدَّى إلى تدميرهـا كليًّا وقـد بلـغ عددهـا (١٠٠٠) خليـة مـن النحـل، قـام بعدهـا المواطنـون بتجميـع قطـع الأجساد والأشلاء المتناثـرة فـي أكيـاس والقيـام بدفنهـا.

نازحون تحت القصف:

وفي اليوم الثالث عشر من شهر أُكتوبر 2018م كانـت عقـارب السـاعة تشـيرُ إلى الحاديـة عشـرة تقريبًا قبيـل ظهيـرة يـوم السبت، حيـن اسـتهدفت الطائـرات حافلتـي نقــل علــى متنهــا عــدد كبيــر مــن النازحيــن والمســافرين مــن مديريتــي بيــت الفقيــه وَزبيــد ومديريــات أُخرى مـن مديريـات محافظـة الحديـدة، وقـد تـم اسـتهدف هاتيـن الحافلتيـن فـي الطريـق العـام بمنطقـة المصبريـة بمديريــة جبــل رأس التابعــة إداريًّا لمحافظــة الحديــدة،

وقــد أســفر هــذا الاستهداف عــن استشهاد (١٩) مدنيًّا وجـرح (٣١) آخرين بينهـم (٦) أطفال أغلبهـم نازحيـن أجبـروا علـى تـرك قراهـم ومزارعهـم نتيجـة للمعـارك والقصـف المتواصـل لمناطقهـم مـن قبـل طائـرات وبـوارج العـدوان، ومدرعـات وآليـات المرتزِقـة الـذين جندتهـم الإمارات والسعوديّة، والذيـن يسـتهدفون كُـلّ متحَرّك علـى الأرض، ولا يراعـون حيـاة الأهالي المدنييـن مـن أبناء هـذه المناطـق ولا يكترثـون لسـقوط ضحايـا منهـم، بـل إنهـم يتعاملون معهـم علـى أنهـم أهداف عسـكرية مشـروعة غيـر مباليـن بجميـع القوانيـن الإنسانية وقوانيـن الحـرب، وقواعـد الاشتباك المعمـول بهـا والموقـع عليهـا.

قنابلُ الإجرام:

أما في محافظة مأرب، وكالعادة في بقية المحافظات والتي أمعن تحالف الشر والإجرام في إلقاء قنابله العنقودية المحرمة دوليًّا على مناطق متعددة من أرجاء اليمن؛ وهو الأمر الذي سبّب في كارثة مجتمعية لدى المواطنين وعائلاتهم وخلّف الآلاف من الضحايا المدنيين.

ففي السـاعة الخامسـة مسـاء يـوم الخميـس الموافـق (١ أُكتوبر ٢٠٢٠م) كانـت المواطنـة «حسـناء علـي عامـر» مـع طفليهـا بالإضافة إلى ابـن أخ زوجهـا يعملـون فـي مزرعتهـم الواقعـة بالقـرب مـن منزلهـم الكائـن فـي وادي حبـاب التابـع لمديريـة صـرواح بمحافظـة مـأرب، وأثنـاء مـا كانـت الأم تعمـل فـي المزرعـة وأطفالهـا يلعبـون مـع ابـن عمهـم بالقـرب منهـا، وجـد أحد الأطفال إحدى القنابـل العنقوديـة المحرمـة دوليًّا مـن مخلفـات الطيـران الحربـي التابـع للتحالـف السعوديّ، فقـام بأخذهـا غيـر مـدرك لخطورتهـا فانفجـرت فيهـم مسـفرة عـن مقتـل الطفـل (بـدر محمـد المسـمي) 7 سـنوات وجـرح المواطنـة (حسـناء علـي عامـر) وطفلَيهـا عاصـم عبـد الحميـد المسـمي ٩ سـنوات وذكـرى عبدالحميـد المسـمِّي وصرخـت والدتهـم مسـتغيثة وطالبـة النجـدة، وقـد هـرع إليهـم الأهالي الذيـن كانـوا بالقـرب منهـم وقامـوا بنقلهـم إلى المستشـفى لتلقـي العـلاج.

وتعد هذه الجريمة واحدة من آلاف الجرائم من هذا النوع والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء الآمنين نتيجة لتلك القنابل العنقودية المحرمة، وفي مشاهد متعددة تبرهن حقيقة زيف تلك القوانين الدولية في الحروب والمنظمات الحقوقية التي تحرم هذه القنابل وتغض الطرف عند استخدامها من قبل التابعين لها.

صحيفة المسيرة | أيمن قائد

مقالات مشابهة

  • نماذجُ من الإجرام الأمريكي في اليمن.. استهدافُ قاعات العزاء والاعراس
  • أغلبها ارتكبها الحوثيون.. فريق الخبراء يكشف عن انتهاكات واسعة ضد المدنيين في اليمن بينها التعذيب والهجمات العشوائية
  • كيف حوّلت إيران الحوثيين في اليمن إلى قوة عسكرية فعّالة؟
  • قيادي حوثي منشق يكشف عن تغير وشيك للمعادلة العسكرية في اليمن وبداية العد التنازلي لانقلاب الحوثيين
  • وزير يمني لـ«الاتحاد»: تزايد عمليات تجنيد الأطفال في معسكرات الحوثي
  • البنك الدولي: مصاعب اقتصادية كبيرة في اليمن بسبب ممارسات الحوثيين
  • للقتال مع كييف..التشيك توافق على ضم 60 مواطناً إلى قوات أوكرانيا
  • الحزب الشيوعي السوداني يصدر بيانًا بشأن أحداث لندن  
  • توقع انكماش اقتصاد اليمن.. البنك الدولي: مصاعب اقتصادية كبيرة في اليمن بسبب ممارسات الحوثيين
  • تهديدٌ صارخ لحريّة الصحافة.. "هيومن رايتس ووتش" تحذر من مشروع قانون مكافحة التجسس في تركيا