شركات الطاقة.. هل تعود للواجهة من جديد؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
حظيت شركات إنتاج المياه والطاقة الكهربائية المدرجة في بورصة مسقط بمزيد من الاهتمام خلال الأيام الماضية بعد أن أعلنت شركة الباطنة للطاقة وشركة السوادي للطاقة عن إمكانية توزيع الأرباح مستقبلا بعد أن نجحتا في إعادة تمويل القرض التجاري، وأكدت الشركتان في الإفصاح المنشور على الموقع الإلكتروني لبورصة مسقط بتاريخ 31 يناير الماضي أن أي توزيعات مستقبلية للأرباح مرهونة بتوافر النقد والوفاء بالتعهدات المتفق عليها ضمن مستندات التمويل والتي تتضمن وضع مخصصات كافية لسداد أقساط القروض المتوقعة ونفقات التشغيل.
وتبعا لذلك حظي سهما الشركتين باهتمام كبير من المستثمرين في بورصة مسقط بعد التراجع الحاد للسهمين خلال الأشهر الماضية على خلفية التحديات التي تواجهها شركات الطاقة بعد انتهاء التعاقدات طويلة الأمد مع الحكومة وانتقال القطاع إلى السوق الفورية وتنفيذ مشروعات الربط الكهربائي بين الشبكات الكهربائية في سلطنة عُمان، ومنذ الإفصاح الأخير للشركتين في 31 يناير وحتى تداولات 11 فبراير ارتفع سهم السوادي للطاقة بنسبة 90 بالمائة، من 20 بيسة إلى 38 بيسة، وارتفع سهم الباطنة للطاقة بنسبة 73.7 بالمائة من 19 بيسة إلى 33 بيسة، وشهد السهمان طلبات شراء قوية وبالحد الأعلى المسموح به لارتفاع السهم في جلسة واحدة وهو 10 بالمائة، غير أن طلبات البيع كانت محدودة في ظل تمسّك حملة الأسهم بمحافظهم الاستثمارية، وانعكس الاهتمام الذي حظي به سهما السوادي للطاقة والباطنة للطاقة على أسهم شركات الطاقة الأخرى المدرجة في بورصة مسقط وهو ما دفع أسهم جميع الشركات للصعود مثل سهم سيمبكورب صلالة الذي ارتفع بنسبة 12.5 بالمائة، وسهم بركاء للمياه والطاقة الذي ارتفع بنسبة 11.6 بالمائة، وسهم اس ام ان باور القابضة الذي ارتفع بنسبة 10.6 بالمائة وغيرها من الشركات الأخرى التي سجلت أسهمها صعودا لافتا.
وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان لهذا الإقبال ما يبرره أم لا خاصة أن الشركتين لم تشيرا إلى أي تاريخ محتمل لتوزيع الأرباح ونسبة التوزيع، كما لم يقم مجلس إدارة الشركة باعتماد النتائج المالية لعام 2023، غير أنه من المهم الإشارة إلى أن النتائج المالية الأولية لشركة السوادي للطاقة تشير إلى ارتفاع أرباحها الصافية العام الماضي إلى 14.5 مليون ريال عماني مقابل 12.9 مليون ريال عماني في عام 2022 مسجلة نموا بنسبة 12.5 بالمائة، وارتفعت الأرباح الصافية لشركة الباطنة للطاقة من 12.1 مليون ريال عماني إلى 12.7 مليون ريال عماني مسجلة نموا بنسبة 4.4 بالمائة.
وتشير البيانات المالية حتى سبتمبر 2023 إلى مركز مالي جيد للشركتين فيما يتعلق بحقوق المساهمين التي بلغت بنهاية سبتمبر الماضي 132.4 مليون ريال عماني لمساهمي شركة السوادي للطاقة من بينها 71.4 مليون ريال عماني رأسمال الشركة و50.3 مليون ريال عماني الأرباح المرحّلة، فيما بلغت حقوق المساهمين في شركة الباطنة للطاقة 125.4 مليون ريال عماني من بينها 67.4 مليون ريال عماني رأسمال الشركة و48.4 مليون ريال عماني الأرباح المرحّلة.
تاريخيا، تعدّ الشركتان ضمن الشركات المنتظمة في توزيع الأرباح على المساهمين حتى عام 2022، وكانت توزيعاتهما على مرحلتين خلال العام، الأولى في يونيو والثانية في ديسمبر، وخلال عام 2022 قامت شركة السوادي للطاقة بتوزيع أرباح نقدية بنسبة 2.5 بالمائة أي 2.5 بيسة للسهم في 2 يونيو، ثم قامت في 1 ديسمبر بتوزيع أرباح نقدية بنسبة 5 بالمائة أي 5 بيسات للسهم الواحد، أما شركة الباطنة للطاقة فقد قامت في 1 يونيو 2022 بتوزيع أرباح نقدية بنسبة 2%، ثم في 1 ديسمبر من العام نفسه قامت بتوزيع أرباح نقدية بنسبة 5 بالمائة.
وفي تعليقها على التوقعات المستقبلية قالت شركة الباطنة للطاقة: إن أي تغير في مشهد العرض والطلب على الطاقة في سلطنة عُمان لن يكون له أيّ أثر ملموس على الأداء المالي للشركة لأن الربحية تأتي بشكل أساسي من جاهزية محطتها، في حين قالت شركة السوادي للطاقة إنها تتوقع تقدما ثابتا في الأداء المالي للشركة.
وتشير الحقائق السابقة إلى أن الشركتين تتمتعان بمركز مالي جيد بحسب الإفصاحات المنشورة على الموقع الإلكتروني لبورصة مسقط، غير أن أداء سهمي الشركتين كان سلبيا للغاية نظرا للتحديات التي واجهتها العديد من شركات الطاقة خلال العامين الماضين وهو ما أدى إلى تراجع أسهمها دون القيمة الاسمية للسهم البالغة 100 بيسة، ونود في هذا الإطار التأكيد على ثلاثة جوانب رئيسية تدعم ثقة المستثمرين في البورصة وتعدّ من الدروس المستفادة للصعود الحالي لأسهم شركات الطاقة؛ الأول هو التزام الشركات بالإفصاح والحوار المستمر مع المستثمرين والمساهمين فيها، والثاني قيام المستثمرين بقراءة النتائج المالية للشركات بشكل دائم قبل شراء الأسهم أو بيعها، والثالث هو اهتمام الشركات المشرفة على القطاعات المدرجة في بورصة مسقط ببحث التحديات التي تواجهها الشركات المدرجة في البورصة والتواصل المستمر مع المستثمرين؛ تأكيدا لأهمية البورصة في الاقتصاد الوطني ودورها في تحفيز رؤوس الأموال المحلية والعالمية للاستثمار في السوق العُمانية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ملیون ریال عمانی فی بورصة مسقط شرکات الطاقة المدرجة فی
إقرأ أيضاً:
هل تعطل رسوم ترامب التحول العالمي للطاقة الخضراء؟
تثير سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مخاوف من أن يصبح العمل المناخي ضحية الحرب التجارية، وأن تفقد مشاريع الطاقة الخضراء زخمها اللازم عالميا لتحقيق أهداف المناخ.
فالمخاوف من ركود اقتصادي عالمي طويل الأمد أدت إلى انخفاض أسعار النفط والغاز، مما جعل التلوث أقل تكلفة وصعّب تبرير الاستثمار في البدائل النظيفة مثل السيارات الكهربائية وأنظمة التدفئة منخفضة الانبعاثات، وفق محللين نقلت عنهم صحيفة غارديان.
وعلى رأس تلك المخاوف يأتي قرار ترامب بفرض أشد التعريفات الجمركية على الصين -التي تُعد أكبر مُصنّع لتقنيات الطاقة النظيفة في العالم- وهو ما يهدد بخنق الاستثمارات الخضراء في الولايات المتحدة، ثاني أكبر مُصدِر لانبعاثات الكربون في العالم.
خسارة أميركيةونتيجة ذلك، من المتوقع أن تتخلف الولايات المتحدة عن بقية الدول في تطوير تقنيات الطاقة النظيفة، إذ ستمنعها التعريفات الجمركية من الوصول إلى تقنيات الطاقة النظيفة الرخيصة المطورة في الصين، وفق تحليل غارديان.
واعتبرت ليزلي أبراهامز، نائبة المدير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على دول العالم (وعلقها لاحقا) من المرجح أن تعيق طرح الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة وتدفع البلاد إلى هامش السوق العالمية، بحسب الصحيفة.
إعلانكما من المتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات إلى ارتفاع تكلفة تطوير الطاقة النظيفة وتقلص مشاريعها، لأن الولايات المتحدة تعتمد حتى الآن اعتمادا كبيرا على استيراد تقنيات الطاقة النظيفة.
وقالت أبراهامز إن ذلك سيكون له تداعيات طويلة الأمد على مكانة الولايات المتحدة في سوق الطاقة الخضراء العالمية، مما يعني أنه "سيؤدي إلى فقدان بعض الحصة الأميركية السوقية المحتملة في الخارج".
وفي المقابل، توصل تحليل أجرته منظمة "350" للمناخ إلى أنه رغم ارتفاع التكاليف وانخفاض الاستثمار الأخضر في الولايات المتحدة، فإن الحرب التجارية التي يشنها ترامب لن تؤثر على التحول في مجال الطاقة وتجارة الطاقة المتجددة على مستوى العالم.
وحسب المنظمة، تعد الولايات المتحدة "مجرد طرف ثانوي، وليست لاعبا عالميا" في سباق إنهاء استخدام الوقود الأحفوري.
وأشارت إلى أن 4% فقط من صادرات الصين في مجال التكنولوجيا النظيفة تذهب إلى الولايات المتحدة، في قطاع تجاري شهد نموا في حجم المبيعات بنحو 30% خلال العام الماضي.
مع ذلك، تعد الولايات المتحدة مصدرا لكميات كبيرة من الانبعاثات. لذا، فإن سياساتها تؤثر بشدة على التحول العالمي في مجال الطاقة وكيفية حساب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفق محللين تحدثوا لغارديان.
مزيد من الوقودوذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 10% في استهلاك الكهرباء نتيجةً لازدهار مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وحدها، مما يعني أن الاقتصاد سيحتاج إلى مزيد من الطاقة لدعم زيادة التصنيع المحلي مع تراجع الواردات من الصين.
وفي ظل غياب صناعة طاقة نظيفة متنامية، من المرجح أن يعزز ذلك استخدام الوقود الأحفوري، مما يعني تزايد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
إعلانومن المتوقع أن تستفيد الولايات المتحدة من وفرة الغاز الصخري لديها، غير أنها تخطط لاستخدام المزيد من الفحم في المستقبل. فقد أصدر ترامب 4 أوامر تنفيذية تهدف إلى منع الولايات المتحدة من التخلص التدريجي من الفحم.
واعتبرت منظمات تهتم بالبيئة -نقلت عنها غارديان- أن سعي ترامب لإجبار الولايات المتحدة على استخدام الفحم يقوض مستقبل البلاد وبيئتها.