جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-06@16:20:03 GMT

هل استسلمنا للعدو؟

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

هل استسلمنا للعدو؟

 

راشد بن حميد الراشدي

لم أرَ ولم أسمع عبر مجريات التاريخ ضعفًا مرَّ على أمتنا مثل الذي يحدث اليوم، حيث يبدو أنَّ الجميع استسلم لعدو جاثم على صدر أمة قوامها أكثر من مليار مسلم منذ أكثر من 70 عامًا.

لن يسامحنا التاريخ على إبادة شعب بأكمله والفتك بأهله وإعدامهم أمام مرأى ومسمع الجميع بحجج بني صهيون وأقاويلهم الكاذبة.

أي ذل وأي مهانة وصلنا إليها وكُبِلنا بأصفادها أكثر مما نراه اليوم؟ وأي عار نعيشه اليوم من أيامنا وليالينا العصيبة المظلمة؟ وأي عزة نرجوها بعد ذلك وقد سمحنا لظالم مغرور أن يعتدي على أهلنا وحُرماتنا؟ وأي تقدير ونصر وكرامة ننتظر وقد فرطنا في شبابنا وشجعان الأمة.

اليوم غزة تُباد وبحكم قضائي من ظُلام العالم والحاقدين الفاسدين المفسدين في الأرض الذين عاثوا فسادًا في الأرض، والويل ثم الويل لمن ناصرهم وشايعهم ومشى في طريق ضلالتهم، فهم أخبث أهل الأرض، وهم قتلة الأنبياء والأطفال والشيوخ والنساء منذ الأزل، قبَّحهم الله وأخزاهم.

أين عقلاء أمة الإسلام والعالم وأحرارها من هذه الأفعال المقيتة الوحشية الغاشمة؟ وأين المنظمات والهيئات الماجنة التي تنادي بالحقوق الإنسانية وكرامة الإنسان وترصدها في الشعوب الضعيفة لتُملي عليها شروطها وتستعرض قدرتها وتصمت اليوم على جرائم حرب وصلت رائحتها أقطار السموات والأرض.

اليوم استخدم العدو المحتل كل وسائل الإجرام التي بيديه وبأريحية تامة دون أن يرقب إلًّا ولا ذمّة من الشعوب كلها وبدون خوف أو تردد؛ لأنه ليس هناك رقيب ولا حسيب يخاف منه، فهي نكبة أمة نائمة ضائعة تائهة مستسلمة، وأنظمة وحكومات قُيِّدَت أيديهم وكُبلت أفعالهم وكُمِّمت أفواههم.

كيف نتصالح مع أنفسنا ونحن نرى قصف شعب أعزل لأكثر من 130 يومًا، عاثت كلاب اليهود فيها فسادًا وتقتيلًا لأمة مسلمة مسالمة لا تبتغي سوى عيش كريم في أوطانها.

اليوم نأمل أن تنهض الأمم والشعوب وتعود إلى رشدها وتزمجر وتنتفض ضد عدوها وعدو الله ورسوله في حدث مجلجل سوف يهز- بعزيمة المؤمن- ذلك الكيان الغاصب ويسقط عروش اليهود الطغاة من تحت أقدامهم ويسموهم سوء العذاب بما قدمته أيديهم وأفعالهم النتنة التي ألبست ثوب الباطل على الحق وثوب الذل على العزة فالنصر قادم لا محاله والفجر مشرق برجاله (وإن غدا لناظره قريب بإذن الله).

طفح الكيل وساد الظلام وكُبحت حماسة الأحرار، وبقي المنافقون والمستسلمون في دروب المستبدين في الأرض يسيرون على خطى يهود خائنين لله ورسوله؛ حيث بقيت بوارق الأمل التي سطرها اليوم أبطال غزة الشرفاء، فهم البقية الباقية من شرفاء الأرض وشرفاء المسلمين الذين تعلقت بأفعالهم وتضحياتهم أروح الصالحين التواقين إلى نصر الله وكرامة وعزة البشر، فما أثبتته الأيام من صمت الشعوب على أفعال حفنة من الطغاة سيعود عليهم بالويل الشديد.

أيها المسلمون جاهدوا عن دينكم وكرامتكم وأخلاقكم وارفعوا راياتكم، فلن يَنصُر الإسلام سوى ما نصره من قبل، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والله سينصر عباده الصالحين بإذنه، والأيام دول بين بني البشر، وسيخزي الله الظالمين ويمزق اليهود الكافرين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قورينا.. كيف ساهم الإغريق القدماء في تشكيل ليبيا كما نعرفها اليوم؟

ليبيا – تقرير أذربيجاني: كيف ساهم الإغريق القدماء في تشكيل ليبيا؟

بدايات الاستعمار اليوناني في ليبيا

تناول تقرير إخباري نشره موقع “كاليبار أي زي” الأذري الناطق بالإنجليزية تأثير الإغريق القدماء في تشكيل ليبيا كما هي معروفة اليوم، مشيرًا إلى أن تأسيس المستعمرة اليونانية القديمة قورينا لا يزال أحد الفصول المثيرة للاهتمام في تاريخ الاستعمار اليوناني.

هجرة الإغريق إلى ليبيا

بحسب التقرير، فقد بدأت أولى موجات الاستعمار اليوناني لليبيا في القرن السابع قبل الميلاد، وتحديدًا في عام 630 ق.م، حين قادت مجموعة من سكان جزيرة “ثيرا” (سانتوريني)، بقيادة باتوس أرسطو، رحلة استكشافية للبحث عن أرض جديدة أكثر خصوبة، وسط أوضاع صعبة في موطنهم الأصلي.

دور “أوراكل دلفي” في تأسيس قورينا

واجه الإغريق القادمون من سانتوريني صعوبات كبيرة، من بينها المجاعة والاضطرابات الأهلية، ما دفعهم إلى استشارة “أوراكل دلفي”، الذي نصحهم بتأسيس مستعمرة جديدة، سواء بمفردهم أو بدعم من ملك ثيرا، غرينوس. وبالفعل، انطلقوا في رحلتهم نحو ليبيا.

العودة إلى سانتوريني والفشل الأول

لم ينجح الإغريق في العثور على الأرض الخصبة الموعودة في محاولتهم الأولى، وحين عادوا إلى جزيرتهم واجهوا استقبالًا عدائيًا من السكان، الذين رشقوهم بالحجارة احتجاجًا على فشلهم. ومع تزايد التوتر، قرروا البحث عن تفسير جديد لنبوءة بيثيا، ما دفعهم إلى القيام بمحاولة أخرى لاستكشاف الأراضي الليبية.

العثور على الأرض الموعودة وتأسيس قورينا

في رحلتهم الثانية، نجح المستوطنون اليونانيون أخيرًا في العثور على الأرض الخصبة الموعودة في ليبيا، حيث استقبلهم السكان المحليون بترحيب، ووجهوهم إلى موقع أكثر ازدهارًا لتأسيس مدينتهم، والتي سُمّيت “قورينا”، نسبةً إلى نبع مقدس كان يُعتقد أنه مكرّس للإله أبولون.

مقالات مشابهة

  • ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة.. أسرار الرحمة وكرامة النبي
  • صولة جمال مضيفة حسناء بلا رقيب
  • القضية الفلسطينية بين يد الله وخلفائه في الأرض
  • “وعد الآخرة” في الواقع وعلاقته باليمن وفلسطين
  • أرقام مثيرة للقلق.. تنامي كراهية اليهود في ألمانيا خلال 2024
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟
  • عشرات اليهود يدنسون باحات الأقصى المبارك
  • هل يجوز عمل أكثر من عُمرة في اليوم الواحد؟.. دار الإفتاء تجيب
  • قورينا.. كيف ساهم الإغريق القدماء في تشكيل ليبيا كما نعرفها اليوم؟
  • «المشتري يرجع إلى الخلف».. السماء تشهد ظاهرة فلكية نادرة اليوم