وأنا أهمُّ بدخول دهاليز «معًا نتقدم» في يومه الثاني، شدتني عبارة «صنّاع الأفكار» فتوقفت قليلا مع تلك العبارة التي لا أخفي سرا إن قلت إنني أسمعها وأشاهدها لأول مرة تحت قبة ملتقى تنظمه الحكومة للاستماع إلى صوت المواطن وسبر تجربته ورضاه عن الخدمات المقدمة له في مختلف القطاعات، شدتني كلمة صناعة وأفكار كل على حدة؛ فالأفكار كما كنت أحسب لم ترقَ بعد -خصوصا في بعض أجزاء الوطن العربي الكبير- إلى أن تكون مقبولة فضلا عن أن تكون صناعة تسهم في الناتج المحلي للدولة ويصبح ممتهنها ذا حرفة تدر عليه دخلا جيدا حالها حال الكثير من الوظائف والمهن وربما تفوق تلك الأفكار الإبداعية بكثير الوظائف التقليدية.
سألت من يعنيهم الأمر عن صنّاع الأفكار في هذا المنتدى الذي احتشدت فيه كافة أطياف المجتمع للاستماع والسؤال والحوار عن بعض الشؤون والشجون التي تؤرق الوطن والمواطن فقيل لي بأنها مبادرة أطلقتها الأمانة العامة لمجلس الوزراء ضمن ملتقى «معًا نتقدم» من أجل تمكين طاقات المواطنين وتوجيه ابتكاراتهم وأفكارهم الإبداعية لدعم المشروعات والقرارات والسياسات الحكومية بما يلبّي تطلعات المجتمع ومستهدفات رؤية عُمان ٢٠٤٠، وحُدد لها محوران هما تعزيز الهوية الوطنية والانتماء والمحور الآخر أدوات التواصل بين الحكومة والمجتمع.
ما شدني هو إقبال الناس وخصوصا فئة الشباب على التسجيل في هذه المسابقة رغم قصر مدة إعلانها حيث أشارت الأرقام إلى أن المنصة الإلكترونية للمسابقة شهدت استقبال (461) فكرة مقدمة من قبل (1300) مشارك ضمن الفرق المسجلة، اجتازت (268) فكرة التصفيات الأولية، ترشحت (5) أفكار في كل محور، وتم اختيار الفائز الأول في كل فئة.
خلال المنتدى طرح سؤال الصناعات الإبداعية وموقع سلطنة عُمان على خارطة هذه الصناعة ليجيب سعادة السيد وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة بأنها ركيزة من ركائز الاستراتيجية الثقافية وأن الوزارة تعكف على العمل على خارطة للصناعات الإبداعية وسيتم تدشينها الأسبوع المقبل.
عقب الملتقى بحثت مطولا عما تعنيه «الصناعات الإبداعية» من معنى ومدى اعتناق دول العالم لمفهوم الإبداع الذي يمكن تحويله إلى صناعة منتجة تدر دخلا على الفرد والدولة، فوجدت أنها ترتكز على التراث والفن والإعلام وأن منظمة اليونسكو ضمنت النشر والموسيقى والسينما والمهن الحرفية والتصميم، ضمن هذه الفئة وهي بصفة عامة تختلف من بلد إلى آخر حسب الإرث الحضاري والتاريخي والمعرفي لكل أمة على حدة. وحسب بعض الأرقام التي أعلنتها الأمم المتحدة فإن الاقتصاد الإبداعي في العالم يسهم حتى اللحظة بما يزيد على ٦ في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وبعائدات سنوية تزيد على ٢ تريليون دولار وترفد الدول بما يزيد على ٥٠ مليون وظيفة وتسهم هذه الصناعة في التقليل من عبء توفير الفرص الحكومية وتسهم في تشغيل الكثير من رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
بانتظار الأسبوع المقبل وما سيتم الكشف عنه من تفاصيل خارطة الصناعات الإبداعية في سلطنة عمان والدور الذي يمكن أن تقوم به الحكومة من وضع التشريعات والقوانين والتشجيع على مثل هذا النوع من الاشتغال الفكري والإبداعي وتنمية الإبداع والابتكار في كافة مجالات الفنون والآداب والدور المؤمل من القطاع الخاص والشركات المساندة في تعزيز هذه الصناعة والأخذ بيد الشباب المبدعين ممن قد يتجهون إلى تحويل أفكارهم الإبداعية إلى صناعة تدر عليهم دخلا خصوصا وأن سلطنة عمان تشتهر بتراثها الغني وفنونها المختلفة وطبيعتها الساحرة وإرثها الحضاري الضارب في القدم والتي يمكن تحويل كل تلك الأفكار إلى صناعات إبداعية يمكن أن تكون قوة ناعمة يستفاد منها في تعريف العالم بسلطنة عمان بماضيها وحاضرها ومستقبلها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
اكتشاف ثوري: خارطة انتشار السرطان تقترب من فك اللغز!
شمسان بوست / متابعات:
في اكتشاف جديد قد يساعد في تطوير علاجات فعالة ضد السرطان، كشف فريق من الباحثين عن آلية جديدة تُمكّن الخلايا السرطانية من الانتشار داخل الجسم، مما يمهد الطريق لعلاجات تستهدف هذه العملية وتحد من أخطر أشكال المرض.
الدراسة التي استمرت قرابة 10 سنوات، أُجريت من قبل معهد أبحاث السرطان في لندن (Institute of Cancer Research) بالتعاون مع معهد بارتس للسرطان في جامعة كوين ماري في لندن (Barts Cancer Institute at Queen Mary University of London).
ونُشرت نتائج البحث في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications)، الجمعة.
كيف ينتشر السرطان؟
أوضح العلماء أن انتشار السرطان، المعروف بـالانبثاث (Metastasis)، هو السبب الرئيسي لصعوبة علاجه. خلال الدراسة، قام الباحثون بفحص أنسجة سرطانية من 99 مريضًا مصابين بسرطان الجلد (الميلانوما) وسرطان الثدي، ووجدوا أن الخلايا السرطانية تغير شكلها عند تفاعلها مع الأنسجة المحيطة بها، مما يساعدها على التنقل بسهولة داخل الجسم.
كما لاحظ الباحثون أن الألياف الداعمة للخلايا، المعروفة باسم “المصفوفة خارج الخلية” (Extracellular Matrix)، تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه الخلايا السرطانية خارج الورم الأصلي.
و إذ كانت هذه الألياف في أطراف الأورام موجهة نحو الخارج، مما يشكل “مسارات” تسهّل انتقال الخلايا السرطانية إلى مناطق جديدة، حيث يمكن أن تتكاثر وتشكل أورامًا ثانوية.
ما أهمية هذا الاكتشاف؟
البروفيسورة فيكتوريا سانز مورينو، المتخصصة في بيولوجيا الخلايا السرطانية والانبثاث، والتي قادت الدراسة، قالت:
“لقد كشفنا خريطة الطريق التي تتبعها الخلايا السرطانية للخروج من الورم الأساسي، مما يتيح لها التسبب في أورام ثانوية في أماكن أخرى من الجسم”.
وأضافت في حديثها إلى صحيفة “فاينانشال تايمز” اللندنية: “الآن بعد أن فهمنا هذه الخريطة، يمكننا العمل على استهدافها بطرق مختلفة لمنع السرطانات العدوانية من الانتشار”.
ويشير البحث إلى إمكانية تطوير علاجات تستهدف إنزيمات “ليزيل أوكسيداز” (Lysyl Oxidase)، والتي تلعب دورًا في ربط الألياف الداعمة للخلايا السرطانية. حاليًا.
و يتم اختبار أحد هذه الأدوية كعلاج محتمل لسرطان البنكرياس، وبالتالي قد يؤدي الاكتشاف الجديد إلى توسيع استخدام هذه العلاجات لمكافحة أنواع أخرى من السرطان.
يشار إلى أن أمراض السرطان تعد واحدًا من أكبر التحديات الصحية في العالم، حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية أن المرض أصاب نحو 20 مليون شخص في العام 2022، وأسفر عن ما يقارب 10 ملايين وفاة، مما يعكس الحاجة الملحة إلى مزيد من الأبحاث والتطوير في هذا المجال.