قصفت طائرات ومدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في رفح جنوب قطاع غزة، وفي حين طالبت دول ومنظمات عديدة إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية الوشيكة على المدينة، دعا الرئيس الأميركي تل أبيب لإعداد خطة لـ"حماية المدنيين" قبل انطلاق العملية العسكرية.

والأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن الجيش الإسرائيلي صدّق على خطة عملياتية لشن عملية برية في رفح، التي يعيش فيها مليون و400 ألف فلسطيني معظمهم نازحون من مناطق أخرى في القطاع مثّلت رفح آخر ملاذ لهم.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن الطيران الإسرائيلي شن 4 غارات على شرقي مدينة رفح، بينما استهدفت مدفعية الاحتلال جنوب شرق رفح جنوبي قطاع غزة.

بدوره، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الثلاثاء، إن "رفح مهددة بالاجتياح والدمار مثل بقية المدن والمخيمات، هناك مليون ونصف مليون فلسطيني محاصرون في المدينة".

وتابع "إذا كان لإسرائيل نية للعملية ويبدو أن هناك تصميما للهجوم على رفح فالمطلوب منا جميعا كيفية حماية المدنيين، وتوفير ممرات آمنة لهم للخروج منها، وضمانات أن تكون ممرات آمنة لا يجب الاعتداء عليها".

وأشار المالكي إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة يقتلون بالرصاص والقصف، ومنهم من يقتل جراء الجوع والأوبئة، غزة تتحول إلى منطقة موبوءة ومنطقة كارثية وبحاجة إلى تدخل دولي عاجل.

موقف أممي

وفي سياق متصل، قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الثلاثاء إن إسرائيل لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء منطقة رفح في قطاع غزة سواء بشكل منفرد أو مشترك.

وأضاف بعيدا عن هذا، الأمم المتحدة لا تشارك في إجلاء قسري أو غير طوعي، مشددا على أنه ليست هناك خطة في الوقت الراهن لتسهيل إجلاء المدنيين.

وفي وقت سابق دعا المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي الوكالات التابعة للأمم المتحدة إلى "التعاون مع جهود إسرائيل لحماية المدنيين من حماس وإجلائهم من منطقة حرب يحاول الإرهابيون استخدامهم فيها كدروع بشرية".

من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -اليوم الثلاثاء- من أن الهجوم الإسرائيلي المتوقع على رفح في جنوب القطاع ستكون له "عواقب مدمرة".

وقال إنه يأمل في أن تنجح المحادثات الجارية في تحقيق هدنة في الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة.

وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن عقب مباحثات مع ملك الأردن عبد الله الثاني في البيت الأبيض، إنه لا ينبغي شن عملية عسكرية في رفح دون خطة تضمن أمن المدنيين.

وأوضح أن واشنطن تعارض التهجير القسري لسكان غزة.

تحذيرات دولية

في المقابل، دعت الصين إسرائيل لوقف عمليتها العسكرية في مدينة رفح على جناح السرعة، وحذرت من كارثة إنسانية بالمدينة في حال تواصل القتال.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده طلبت هدنة إنسانية في غزة لكن ذلك لم يحدث، مشيرا إلى أن واشنطن تدفع المنطقة برمتها نحو الكارثة.

من جهته، دان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل الهجمات الإسرائيلية على مدينة رفح، ووصفها بالوحشية والفظيعة، وقال في تغريدة عبر حسابه على منصة إكس -أمس الاثنين- إن "إسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية، هاجمت بوحشية المكان الذي لجأ إليه أكثر من مليون فلسطيني".

وفي ألمانيا أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، عن قلقها البالغ إزاء إعلان إسرائيل عزمها على شن هجوم عسكري كبير على رفح.

أما إيران، فقد حذر وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان من أن الهجمات الإسرائيلية على مدينة رفح ستكون لها عواقب وخيمة على إسرائيل.

بدورها، قالت باكستان إن تل أبيب تنتهك الإجراءات التي أمرت بها محكمة العدل الدولية الشهر الماضي، الرامية إلى حماية سكان قطاع غزة من الإبادة الجماعية، وأعربت عن إدانتها الهجوم الإسرائيلي على رفح.

وفي السياق ذاته، أعرب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان عن قلقه العميق إزاء الاجتياح البري المرتقب للقوات الإسرائيلية في مدينة رفح.

وأشار خان إلى أنه على الرغم من رسائله المستمرة، فإن سلوك إسرائيل وممارساتها لم يتغيرا، وأكد أن مكتبه "يحقق بنشاط في أي جرائم مزعومة بهدف محاسبة منتهكي القانون الدولي".

وأمس الاثنين حذرت منظمة العفو الدولية من خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك يهدد رفح، حيث لا يوجد مكان للمدنيين يذهبون إليه هربا من القصف.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين 28 ألفا و340 شهيدا و67 ألفا و984 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مدینة رفح قطاع غزة على رفح

إقرأ أيضاً:

مجزرة بحي التفاح في غزة والاحتلال يتوغل بحي الشجاعية لليوم الثالث

خلّف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة عشرات الشهداء والجرحى في اليوم الـ20 لاستئناف حرب الإبادة بعد تنصل إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار، فيما واصل جيش الاحتلال توغله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة لليوم الثالث.

وأفادت مصادر طبية للجزيرة بأن 37 فلسطينيا على الأقل استشهدوا جراء القصف الجوي والمدفعي على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم الأحد.

ففي مجزرة بحي التفاح شرقي مدينة غزة، أدت الغارات الجوية والقصف المدفعي على شارع النخيل إلى استشهاد 11 شخصا، منهم 9 أطفال وفقا لما أفاد به مراسل الجزيرة.

وذكر مراسل الجزيرة أن عشرات المصابين يُعالجون على الأرض في المستشفى المعمداني بمدينة غزة بسبب نقص الأَسِرّة.

وفي المنطقة الوسطى بالقطاع، أفادت مصادر طبية باستشهاد 8 أشخاص جراء القصف الإسرائيلي على مدينة دير البلح.

شهداء بخان يونس

وفي جنوب القطاع، استشهد 7 أشخاص بينهم نساء وأطفال جراء القصف الإسرائيلي على منطقة قيزان رشوان بمدينة خان يونس.

كما استشهد 3 فلسطينيين من عائلة واحدة إثر استهداف منزل في حي الأمل غربي خان يونس، وكذلك أدى القصف الإسرائيلي على محيط مدرسة هارون الرشيد غربي المدينة إلى استشهاد شخصين وإصابة آخرين.

إعلان

وفي وقت سابق، قصف الطيران الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي خان يونس، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.

عمليات برية

في الأثناء، تتواصل لليوم الثالث على التوالي العملية العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وجدد محاصرون في الحي مناشدتهم بضرورة إنقاذهم في ظل عشوائية القصف المدفعي، ووسط تخوفات من شح الغذاء والماء.

من جانبها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تدمير آلية عسكرية إسرائيلية بتفجير عبوة شديدة الانفجار من نوع "ثاقب" تم زرعها مسبقا، نهاية شارع مسجد طارق بن زياد في حي الشجاعية.

في الوقت نفسه، تواصل قوات الاحتلال توغلها منذ نحو 18 يوما في المناطق الغربية لمدينة بيت لاهيا شمالي القطاع، وسط إطلاق نار متفرق على خيام الأهالي ومنازلهم.

وكذلك، تجري قوات إسرائيلية عمليات تمشيط واسعة مصحوبة بقصف مدفعي شرقي مدينة بيت حانون في شمال القطاع.

إسرائيل تدمر رفح

في غضون ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن الاحتلال أزال محافظة رفح -جنوبي قطاع غزة- من الخريطة، وحولها إلى منطقة عمليات عسكرية مغلقة.

وأوضح المكتب أن الجيش الإسرائيلي دمر أكثر من 90% من المنازل في رفح بشكل كامل، أي ما يزيد على 200 ألف مبنى تضم أكثر من 50 ألف وحدة سكنية.

كما دمر الاحتلال 22 بئر مياه من أصل 24 بئرا، وأكثر من 85% من شبكات الصرف الصحي.

وجرى تدمير وتجريف 320 كيلومترا من الشوارع بشكل كامل، وإخراج 12 مركزا طبيا عن الخدمة وتدمير 8 مدارس ومؤسسات تعليمية.

مقالات مشابهة

  • مجزرة بحي التفاح في غزة والاحتلال يتوغل بحي الشجاعية لليوم الثالث
  • إضراب عام في الضفة الغربية احتجاجًا على القصف الإسرائيلي على غزة
  • عاجل | مراسل الجزيرة: 46 شهيدا في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة خلال 24 ساعة
  • إسرائيل تدك غزة.. وسكان حي الشجاعية يستغيثون إنقاذهم
  • 60 شهيداً فلسطينياً في غزة خلال يوم واحد والاحتلال يوسّع توغلاته البرية
  • غازي فيصل: إسرائيل تسعى لتحويل سوريا إلى دولة منزوعة السلاح وسط صمت دولي
  • خلال 24 ساعة.. ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة
  • آخر التطورات في غزة - شهداء وإصابات إثر تواصل القصف الإسرائيلي
  • ما علاقة تركيا.. الكشف عن سر القصف الإسرائيلي للقواعد العسكرية السورية
  • تقرير دولي: ليبيا تحقق زيادة طفيفة في إنتاج النفط والمكثفات