إذاعة سلطنة عمان تشارك العالم الاحتفال بيومها العالمي
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
محمد البلوشي:الإذاعة طورت من أدواتها لتصبح مسموعة ومرئية في الوقت ذاته -
يوسف اليوسفي : احتفاء بالدور المهم الذي لا تزال تقدمهُ منذ انطلاقها -
احتفلت وزارة الإعلام اليوم - ممثلة بإذاعة سلطنة عُمان- باليوم العالمي للإذاعة الذي يصادف الثالث عشر من فبراير من كل عام، مشاركةً الإذاعات العالمية هذه المناسبة السنوية، والتي حملت هذا العام شعار «الإذاعة.
وقد انطلق الاحتفال بـ «اليوم العالمي للإذاعة» في عام 2011، بعد أن أعلنت الدول الأعضاء في اليونسكو هذه المناسبة، ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 بوصفه يومًا دوليًا يُحتفل به في 13 فبراير من كل عام.
وبهذه المناسبة استضاف البرنامج الإذاعي «صباح الخير يا بلادي» -الذي يُبث عبر الإذاعة العامة لسلطنة عُمان- سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام، والذي هنَّأ خلاله العاملين في الحقل الإذاعي بشقيه الحكومي والخاص التقليدي والإلكتروني، مؤكدًا سعادته أن دور الإذاعة باقٍ ولم يتزحزح رغم وجود الوسائل الإعلامية البديلة، قائلا: «بالنسبة لوسائل الإعلام، فإنها لا تلغي بعضها، حينما ظهرت الإذاعة قيل إن الصحافة اختفت، ولكن ظلت الصحافة وظلت الإذاعة، وجاء التلفزيون بعد الإذاعة فقالوا إن الإذاعة ستختفي، ولكن ظلت الإذاعة وظل التلفزيون وظلت الصحافة، والآن في هذا العصر وجدت وسائل أخرى مثل البودكاست وقيل إن دور الإذاعة بدأ يتراجع، ولكن على العكس، فالإذاعة طورت أدواتها من خلال استخدام البودكاست وكذلك البث المرئي الإذاعي وأصبحت الإذاعة الآن مسموعة مرئية في الوقت نفسه، وبالتالي أنا أعتقد أن الإذاعة مهمة وخصوصا في أوضاع معينة، مثل الأمطار حيث تصل لكل المستمعين في أي مكان، تصل الرسالة في ظل الأزمات، ومثال ذلك دور الإذاعة في إعصار جونو حيث تعطلت الوسائل الأخرى وقُلعت صحون الاستقبال الموجودة في البيوت بالنسبة للتلفزيون، وبقيت الإذاعة تؤدي دورها ووصلت لكل شرائح المجتمع».
وعما إذا كان يحنّ إلى الإعلام الإذاعي حيث كان سعادته مذيعًا إذاعيًا، قال: «الإذاعة تربي الإعلامي والمذيع، وكثير من المذيعين المعروفين في سلطنة عمان تربوا على يد الإذاعة وتعلموا منها وكانوا نجوم الإذاعة، ثم بعد ذلك عرفوا في وسائل أخرى كالتلفزيون وغيرها، فالعمل الإذاعي هو عمل شيق والحنين لهذا الميكروفون دائما...».
وتابع سعادته قائلا: «لكي تصنع إذاعيا أو إعلاميا يحتاج لك سنوات من التدريب، تبدأ هذه العملية من لجنة اختيار المذيعين، ومن ثم بعد ذلك يتم وضع برنامج تدريبي للذين تم قبولهم، ثم يُلحقون بالحضور في الاستوديو كمذيعين مستمعين، ثم بعد ذلك يبدأون في تقديم بعض الفقرات القصيرة بمشاركة مذيع أقدم منهم، ويهيأ الإعلامي الإذاعي في كل المجالات فيذهب إلى غرفة التحرير الإخباري وإعداد البرامج، وبالتالي يمر على كل عناصر الإنتاج الإذاعي، كذلك تكون هناك مجموعة من الإنتاج الإذاعي يدخل أيضا في غرف المونتاج ويستمع لكيفية تحويل هذا الصوت الخام البعيد عن المؤثرات الصوتية وعن الموسيقى إلى عمل إذاعي جميل..، والجلوس مع المذيعين الأقدم الذين لديهم خبرة يصنع التلقي من جيل إلى جيل، الذي يصنع المذيع».
وحول حصول إذاعة سلطنة عمان والإذاعات العمانية الأخرى على الجوائز الإقليمية، قال سعادة وكيل الإعلام: «بالنسبة للمشاركات الخارجية في المهرجانات سواء كان المهرجان الخليجي للإذاعة والتلفزيون الذي يقام في مملكة البحرين، أو المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون الذي يقام في تونس، يتم الإعداد حقيقة لها إعدادًا جيدًا، أعتقد البداية الحقيقية لأي عمل ناجح هو التدريب الجيد، لدينا مركز تدريبي إعلامي يقوم بإعداد مجموعة من الدورات التدريبية للإعلاميين بصفة عامة، ومن خلالها تم صقل الإعلاميين، ومن خلال الاطلاع على شروط المشاركات وأيضا مجالات المسابقات الإذاعية يتم الإعداد لإنتاج برامج خاصة للمسابقة بإشراف جيد من خلال المسؤولين في الإذاعة والتلفزيون، إذا تحدثنا إجمالا، وبالتالي هذه ثمرة الإعداد والتدريب الجيدين والمواهب الموجودة في إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان، وحققنا في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في البحرين تقريبا 10 جوائز، وفي المهرجان العربي في تونس حققنا حوالي 10 جوائز متفوقين على وسائل إعلام عربية معروفة وراسخة، محققين جوائز ذهبية وفضية، هذا إنجاز كبير يحسب للوزارة».
وفيما يتعلق بدور الإعلام في تصدير الثقافة العمانية وتعزيز الهوية في المجتمع، قال سعادة محمد البلوشي: «الثقافة والهوية والحفاظ عليها والسمت العماني المعروف هذا ظاهرٌ من خلال برامجنا الإذاعية والتلفزيونية، في كثير من البرامج التي تقدمها إذاعة سلطنة عمان، سواء كانت البرامج المعنية بالتاريخ العماني والحضارة العمانية، نجدها تتحدث عن سجل حافل من الإنجازات على مدى التاريخ، وكذلك تتناول شخصيات عمانية كقدوات يقتدي بها العماني، ولدينا برامج وثائقية تلفزيونية عن الثقافة العمانية، وحتى في أعمالنا الدرامية نركز على السمت العماني، وظهور المذيع أيضا على الشاشة بزيه العماني هو تأكيد على الحفاظ على هذه الهوية العمانية الأصيلة، كذلك برامجنا اليوم تستطيع أي أسرة متابعة ما يُقدَم -سواء من إنتاج الوزارة أو تم الحصول عليها من إنتاج خارجي- أن تطمئن إلى المحتوى؛ لأنه يحمل القيم والعادات والتقاليد العمانية ويحافظ عليها، وهناك برامج تركز على الفنون العمانية والأشعار العمانية الشعبية والقلاع والحصون والمواقع الطبيعية العمانية، وللطفل مساحة كذلك حيث يتم استضافة الأطفال مثلا في برنامج (القارئ الصغير) الذي تقدمه إذاعة سلطنة عمان، هذه حقيقة جهود كبيرة قامت بها وزارة الإعلام خلال الإذاعة والتلفزيون لتأكيد وأصالة الهوية العمانية والحفاظ عليها».
واختتم سعادته حديثه في البرنامج قائلا: «المذيع لا يتقاعد ولا يبتعد عن الميكروفون، العمل الإعلامي متواصل وموجود في دم كل إنسان إعلامي ومحب، والشكر موصول مرة أخرى لكل العاملين في الحقل الإذاعي سواء أكان في الإعلام الحكومي أو الخاص».
احتفاء بالدور المهم
واحتفلت إذاعة سلطنة عمان بهذا اليوم عبر مجموعة من البرامج التي خصصت للحديث عن هذه المناسبة في الإذاعة العامة وإذاعة الشباب والإذاعة الإنجليزية، وتم فيها استعراض تجربة إذاعة سلطنة عمان التي انطلقت كشمس مشرقة مع فجر نهضة عمان في عام 1970.
وعن المناسبة قال يوسف اليوسفي مدير عام المديرية العامة للإذاعة: «إن تخصيص يوم عالمي للاحتفال بالإذاعة هو احتفاء بالدّور المهم الذي لا تزال تقدمهُ الإذاعة منذ اختراعها وتطورها واستخدامها للتواصل الجماهيري خلال عقد من الزمان، لذلك هي مناسبة تعكس أهمية وقوة وسيلة الإعلام الأولى والأكثر تأثيرًا، حيث يُظهر هذا اليوم اعترافًا بالدور الكبير الذي تلعبه الإذاعة في تعزيز التواصل البشري وفتح قنوات الحوار بين مختلف شرائح المجتمع، ونشر المعرفة والأفكار العابرة للحدود، حيث تتألق في نشر العلم والأخبار وتقديم محتوى يثري الفكر و يرفه عن النفس عبر الوظائف المتعددة التي تقوم بها الإذاعة عبر عقود، ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة، هذا العام بالتركيز على ثلاثة وظائف رئيسية للإذاعة وهي (التعليم والترفيه والإعلام) واستمرت في أداء هذه الوظائف لمدة قرن من الزمان عبر أكثر من جيل ساهمت خلالها في التعليم والتثقيف ونقل المعرفة ونشر الخبر وتقديم الترفيه، والإذاعة -التي تجاوزت عتبة مئويتها الثانية- بقيت محافظة على مكانتها على الرغم من تسارع عجلة الابتكارات التكنولوجية إلى حد كبير، ولذلك في اليوم العالمي للإذاعة، نشعر بالفخر والاعتزاز بالدور الذي قدمته إذاعة سلطنة عمان على مدى 53 عامًا في تشكيل وعي المجتمع والمحافظة على هويته الوطنية وثقافته الأصيلة وتعزيز تواصله مع العالم الخارجي، فهي ليست مجرد وسيلة إعلامية للمستمتعين، بل هي رفيقتنا جميعا للمعرفة والتعلم، لتسلق قمم الفن والثقافة، والتأمل في جماليات الفنون والموسيقى الكلاسيكية، والتدبر في عظمة الدين والقرآن الكريم، إنها عالم من التنوع والإثراء، ولذا لابد من تحية العاملين في مختلف الإذاعات للجهود التي تبذل لجعل الإذاعة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ورفيقًا حميمًا في جميع دروبنا».
وعن مواكبة الإذاعة للتقنيات الحديثة قال اليوسفي: «تسعى إذاعة سلطنة عمان بكل قنواتها إلى مواكبة هذه التطورات السريعة والمتغيرات الإعلامية العالمية المتلاحقة حتى يبقى صوتها مسموعا حاملا محتوى إعلاميا هادفا متجددا ومتطورا يتم اختياره بعناية لضمان وصوله إلى جميع المستمعين والمتابعين في الداخل والخارج، بما يتوافق مع اهتماماتهم، ويلبي واحتياجاتهم، باستخدام أحدث التقنيات في الإنتاج والبث والحرص الحضور عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال استخدام تقنيات البث المرئي والمباشر، وتعزيز التفاعل مع الجمهور من خلال المنصات الرقمية المختلفة، كما يجري الآن العمل على الاستفادة مما تتيحه تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات العمل الإذاعي».
وأخيرًا تحدث يوسف اليوسفي عن دعم المواهب، إذ قال: «عملت إذاعة سلطنة عمان بجهد واهتمام كبيرين لاستقطاب كفاءات وطنية مبدعة بهدف تطوير محتوى البث الإذاعي والرقمي وتحسين التجربة الإعلامية وتعزيز قيم الابتكار، ولذلك الإذاعة تفتح ذراعيها لدعم المواهب العمانية الشابة التي تمتلك الأدوات المتميزة في العطاء وليس فقط في مجال البرامج الإذاعية بل أيضا في رفع مستوى الدراما الإذاعية من خلال إنتاج أعمال درامية ذات مستوى عالٍ، وبفضل هذه المبادرات، نجحت الإذاعة في استقطاب عدد من الشباب العمانيين في المجال الإذاعي ممن يملكون المهارات والقدرات والإمكانيات اللازمة لبدء مشوارهم في هذا الفضاء الرحب».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الیوم العالمی للإذاعة هذه المناسبة من خلال الذی ی
إقرأ أيضاً:
تلفزيون سلطنة عمان.. وقصة طويلة لبناء الوعي
تحتفل وزارة الإعلام غداً بمناسبة مرور نصف قرن على بدء بث تلفزيون سلطنة عمان في 17 من نوفمبر 1974م، وهو احتفاء بمرحلة طويلة من البناء النوعي تجاوز الجانب العمراني والتطور التكنولوجي إلى بناء الوعي والمعرفة وترسيخ القيم والمبادئ والشعور بالانتماء الوطني وهي الرسائل التي ميزت خطاب تلفزيون سلطنة عمان طوال العقود الخمسة الماضية من عمره. لقد واكب خطاب التلفزيون ورسالته، وفي الحقيقة خطاب الإعلام العماني بكل وسائله ومؤسساته، التحولات الكبرى التي عاشتها عُمان خلال الخمسين سنة الماضية وساهم بوعي تام في بناء الملامح العميقة للشخصية العمانية مع مؤثرات أخرى نابعة من عمق المجتمع العماني عبر تاريخه الطويل.
لا يمكن أن نفهم البناء المعرفي والبناء الوطني والبناء المبدئي للشخصية العمانية وتفاعلها الواعي مع الأحداث والمواقف العربية والإقليمية والتزامها بقضايا أمتها العربية وبالقيم والأخلاق الإسلامية وبعادات وتقاليد المجتمع العماني في معزل عن دور الإعلام، وكان لخطاب تلفزيون سلطنة عمان الدور الأكبر خاصة أنه كان الوسيلة الأكثر شعبية ومتابعة من قبل جميع شرائح المجتمع.
ومن حسن الطالع أن تحتفل وزارة الإعلام بهذه المناسبة المهمة المرتبطة بالجميع وسلطنة عُمان تعيش أياما مجيدة بمناسبة عيدها الوطني الذي تستذكر فيه إنجازاتها الكبرى التي أسست لكل هذه النهضة والتقدم والازدهار.. ويملك تلفزيون سلطنة عمان أرشيفا وطنيا ضخما يؤرخ بالصورة والصوت لكل التحولات التي عاصرتها عُمان خلال العقود الخمسة الماضية وهو أرشيف مرجعي في فهم تلك التحولات والتطور الذي عاشه المجتمع العماني في مختلف المسارات.
وما زال تلفزيون سلطنة عمان ـ الذي تحول إلى عدة قنوات ومنصات إلكترونية تواكب ما يحدث في العالم ـ يقوم بالأدوار نفسها وخاصة تلك المعنية بصناعة الوعي وترسيخ القيم والمبادئ في لحظة يمر فيها العالم بمآزق كبرى تتآكل فيها القيم لصالح دعوات تنافي الفطرة الإنسانية.
وبهذا الفهم للدور الكبير الذي قام به التلفزيون خلال العقود الماضية فإن الاحتفاء يتجاوز وزارة الإعلام ليكون احتفاء وطنيا بمشروع وطني تنويري انعكس تأثيره على البناء العميق للمجتمع وما زال تأثيره مستمرا وإن اختلفت الوسائل الحديثة التي يستخدمها في سبيل ذلك.. فتحية لتلفزيون سلطنة عُمان بكل قنواته وبرامجه التي تساهم في بناء وعينا وترسيخ التزامنا بالقيم الإنسانية والمبادئ التي تأسست عليها عُمان عبر التاريخ الطويل، والتحية موصولة لكل وسائل الإعلام العمانية التي تقوم بالدور التنويري نفسه وبكفاءة عليه والتزام ثابت بالقيم والمبادئ، وكل مناسبة احتفائية مثل هذه المناسبة هي محطة نتطلع منها نحو المستقبل الذي نراه يتشكل بأيدي العمانيين وبإرادتهم القوية ودأبهم الذي لا يلين أبدا.