القوة الخارقة للرياضة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
أنيسة الهوتية
"عَلِموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، عبارة كُنا نتداولها فيما بيننا على أنها حديثٌ شريف، حينما كُنَّا نتعارف على الأحاديثِ بالتناقل الشفوي، إلّا أننا بعد أن توجهنا إلى المعرفة القرائية من الكتب الموثوقة في الأحاديث والتي بدورها أعلمتنا بأنها قولٌ من أقوال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتبه إلى أهلِ الشام بعد فتحه في عهده.
وفي كِلتا الحالتين يجب أن نعترف بأن تلك الرياضات كانت مهمة في وقتها للتعلم، ولازالت وغيرها من الرياضات الجديدة المستجدة في الوقت الحالي مهمة جدًا. وبغض النظر عن الأهمية الأكاديمية للرياضة كمثل أن من فوائدها في الجانب الصحي البدني: تقوي العضلات والعظام، تحسن الدورة الدموية والتمثيل الغذائي، تقلل احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري، ضغط الدم، أمراض القلب وغيرها، بجانب أنها بدون أدنى شك تحافظ على الوزن المثالي ومكافحة البدانة والشيخوخة المبكرة كذلك.
ومن فوائدها في الجانب النفسي: تقلل التوتر والقلق، تعزز الثقة بالنفس، تحسن المزاج، تقاوم الاكتئاب، تساعد على النوم. واجتماعيًا: الرياضة تساهم في تكوين صداقات قوية ومتينة، وبناء علاقات مجتمعية مع مختلف المجتمعات والديانات، وتعزز بقوة الذكاء الاجتماعي والموثوقية.
ونضيف على كل تلك الفوائد، فائدة أنها تحمي الشباب من إدمان المخدرات والكحول وكذلك أغلب العادات الاجتماعية الشبابية السيئة، بجانب أنها كذلك تعمل كمساعد في مراحل العلاج من الإدمان المختلف الأنواع.
وخارج إطار الإدمان والعادات السيئة، أن الرياضة تحتوي غضب الشباب ونشاط ضخ الأدرينالين من الغدة الكظرية إلى الدماغ والعضلات، فيستفرغونها في أنواع الرياضات التي يمارسونها حسب ما يناسب تكويناتهم الجسدية، وكأبسط مثال على منفعة الرياضة لتقنين وتوجيه نشاط الشباب واستخراج غضبهم وطاقاتهم في مجالٍ ينفعهم لتطوير أنفسهم وإضافة بصمة إلى إنتمائتهم الوطنية من قبائل ومدن ودول هو ما أصبحت عليهِ إمبراطورية روما بعد أن توقفت عن إدارة الألعاب الأولمبية والتي كانت قد بدأت في العام 776ق.م كنوع من اختيار جنود معبد الإله زيوس وكان الفائزون يكرمون بتلك المكانة والإعداد لكل دورة كان يأخذ من السنين أربع حتى إذا أتت الدورة الثانية وخسر من كسب في الدورة السابقة أمام الشباب الجُدد تنازلوا عن مكانتهم للفائزين الجُدد، وكان تحديًا ليس بسهل لأن الشباب دائمًا أقوى من حيث متانة العضلات والعظام وكذلك فترة أربع سنوات ليست بقليلة للإعداد، حتى كانت آخرها في عام 393م، وبعدها بجيل واحد فقط وثمانين عامًا مرت وإذا بإمبراطورية روما العُظمى لا تسقط على ركبتيها فقط بل إنما تهوي على رأسها إلى القاع تمامًا في عام 476م، ثم الإعلان عن إنهائها في عام 480م.
وكل ذلك تم من بعد عدة جولات وصولات من الفوضى العسكرية والهجمات من قبل القبائل الجرمانية الشمالية الهمجية بعنف شديد بعد أن توجه شباب روما إلى العيش المريح الممتع بعيدًا عن الانشغال بما يقوي طاقاتهم وعضلاتهم وأدمغتهم، وغرقوا في متعة الحياة الدنيا بمختلف ملذاتها المحرمة، والبذخ والإسراف الذي زاد غضب فئة الشباب الفقراء على غيرهم من الأغنياء واتفاقهم مع الهمج الجرمن لإلغائهم من الوجود دون الاكتراث بأنه سيلغي إمبراطوريتهم من الوجود الذي هم لم يكونوا مرتبطين بهِ عاطفيًا كدولة ينتمون لها لأنها لم تقدم لهم ما يحتاجونه! ولو حتى بإشغالهم في الرياضة لاحتواءِ طاقاتهم وغضبهم العارم.
وخارج دوائر الألمبياد الخمس، وفي زمننا الحالي الرياضي المنجز هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يرفع علم دولته ويشغل نشيده الوطني في دولة أخرى بعد حكومة بلده.
إذن.. الرياضة ليست مجرد ترفيه؛ بل هي العمود الفقري للسياسة، والسياحة، والتجارة، والاقتصاد، والإعلام....إلخ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الرياضة ونظيره الإماراتي يطلقان شارة ماراثون زايد الخيري
أطلق الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، والدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، شارة وفعاليات ماراثون زايد الخيري في نسخته التاسعة، وذلك تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وانطلق الماراثون من أمام البرج الأيقوني بالعاصمة الإدارية الجديدة، وصولاً لمسجد الفتاح العليم، وبمشاركة من فئات عمرية مختلفة، لمسافة 10 كلم للمحترفين والهواة، و4 كلم لأصحاب الهمم.
وشهد الماراثون إقبالاً كبيراً من قرابة أكثر من 50 ألف مشارك من النشء والشباب والمواطنين من مختلف الأعمار لكافة أنواع السباقات، حيث يُخصص العائد من الماراثون لصالح مستشفي 57357، ويُقام الماراثون بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي وتراي فاكتوري، بمجموع جوائز 20 مليون جنيه، بالإضافة إلى " 200 " تذكرة عمرة مزدوجة يتم السحب عليها.
وشارك في الماراثون الفريق الركن محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة المنظمة العليا للماراثون من الجانب الإماراتي، والسفيرة مريم الكعبي، سفيرة الإمارات لدى مصر، المهندس خالد عباس رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، أيمن حقي الرئيس التنفيذي لتراب فاكتوري، إلى جانب مجموعة من الرياضيين والإعلاميين ولفيف من قيادات وزارة الشباب والرياضة.
وأعرب صبحي عن مدى سعادته بتنفيذ ماراثون زايد الخيري في نسخته التاسعة بالتعاون مع دولة الإمارات انطلاقاً من العلاقات الأخوية التى تربط البلدين الشقيقتين مصر والإمارات، مشيراً إلى الرعاية الكريمة للرئيس عبد الفتاح السيسي للماراثون تؤكد حرص سيادته على نشر الرياضة والتوسع في المشروعات التنموية المشتركة مع الدول الشقيقة.
وأشاد الوزير بالإقبال الكبير من قِبل النشء والشباب والمواطنين بمختلف أعمارهم وذوى الهمم على المشاركة في النسخة الحالية في أجواء مبهرة وحالة من النشاط والرياضة والحيوية بالعاصمة الإدارية، لافتاً إلى الدور التنموي الكبير لماراثون زايد الخيري وتخصيص عوائده لصالح الهيئات والجهات والمستشفيات المختلفة لتقديم الخدمات للمواطنين بالمجان.
كما قدم وزير الشباب والرياضة، ونظيره الإماراتي، وسفيرة الإمارات بمصر، الشكر لكل من ساهم في نجاح الماراثون وتنظيمه بصورة عظيمة في أحد أكبر المشروعات القومية الكبرى بالشرق الأوسط ومصر "العاصمة الإدارية الجديدة".
وفور انتهاء السباق، قام الوزيرين المصري والإماراتي رفقه السادة الحضور والضيوف بتكريم الفائزين في السباق.