كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن وجود خطتين تناقشهما دولة الاحتلال الإسرائيلي "سرا" مع الولايات المتحدة، لإنهاء الحرب على غزة، الأولى وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصل إلى هدف محوري لوقف الحرب وهو التطبيع مع السعودية، وأخرى للوزيرين بيني جانتس وجادي آيزنكوت.

ووفقا للتقرير، الذي كتبه المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي، فإن الحرب في غزة وصلت إلى "منعطف حاسم"، و"بات لزاما على صنّاع القرار في إسرائيل أن يضعوا خطة استراتيجية لإنهائها".

رفض إنهاء الحرب نهائيا

ويؤكد بن يشاي أن الخطتين ترفضان تماما مسألة إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل نهائي، وتتمسكان بهدن طويلة من أجل إطلاق سراح الأسرى في غزة، لكن المرونة في خطة "جانتس – أيزنكوت" أكبر، حيث لا يمنعان في هدنة طويلة يتم تمديدها لأشهر طويلة، في سبيل استعادة الأسرى، لكن خطة نتنياهو تعتمد على تصورات لديه بإمكانية تحقيق جيش الاحتلال الإسرائيلي نصرا عسكريا على "حماس" في غزة خلال فترة وجيرة من الآن.

اقرأ أيضاً

حرب غزة.. استطلاع إسرائيلي: 42% من جنود الاحتياط الطلاب يفكرون بترك دراستهم

وذكر بن يشاي أنه "لا اختلافات كبيرة بين الخطتين، باستثناء الجداول الزمنية وحقيقة أن جانتس وآيزنكوت مستعدان من حيث المبدأ للكشف عن موقفهما ومناقشته في مجلس الوزراء كقطعة واحدة، بينما يخشى نتنياهو من رد فعل شركائه في الائتلاف على ذلك".

واستدرك أنه "في الوقت نفسه، يتفاوض نتنياهو سرا حول خطته مع كبار المسؤولين في إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، عادة من خلال ديرمر، وسيكشف عن خطته، أيضا للأمريكيين، في الدقيقة 99" أي قبل موعد تنفيذها بقليل.

النصر "على مراحل"

ووفق بن يشاي، "من المفترض أن تحقق خطة جانتس وآيزنكوت النصر على مراحل، تشمل وقفا طويلا للقتال لمصلحة صفقة الأسرى في غزة".

وقال: "مع أن الخطة تعطي الأولوية لإطلاق سراح جميع الرهائن، فإنها لا تتخلى عن تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية وتحقيق الأمن لسكان الجليل (شمالا على الحدود مع لبنان)"، وفق كلامه.

وأضاف: "لهذا السبب، يقولون لا صريحة لمطلب الالتزام بإنهاء الحرب نهائيًا، كما ينفي جانتس وآيزنكوت الموافقة على صفقة بأي ثمن".

اقرأ أيضاً

بايدن يتحدث عن هدنة 6 أسابيع والملك عبد الله يدعو لإنهاء حرب غزة فورا

أما "الهدف الآخر لخطتهما، فهو الحفاظ على الشرعية والمساعدة العسكرية والسياسية من الحكومة الأمريكية وتعزيزها"، بحسب بن يشاي.

وفي هذا الصدد أشار محلل الصحيفة إلى "إن الإعلان الإسرائيلي عن هدنة طويلة للقتال بغرض تنفيذ صفقة الرهائن، سيخفف بشكل كبير الضغط الداخلي والخارجي على بايدن".

وذكر أن تحقيق بايدن لهذا الهدف الذي يساعده في الانتخابات "لا بد أن يحدث بحلول يونيو/ حزيران المقبل، نحو 5 أشهر قبل انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك بحسب التقييمات السياسية الأمريكية التي أعطيت مؤخرًا لنتنياهو وجانتس بشكل منفصل".

التطبيع مع السعودية

وعن الخطة الثانية، أشار بن يشاي إلى أن نتنياهو "يجري مباحثات سرية مع الأمريكيين حول المبادئ التي ستؤدي بحلول أبريل/ نيسان ومايو/ أيار المقبلين إلى إطلاق سراح المختطفين وإنهاء القتال والتطبيع مع السعودية".

وأضاف: "خوفا من (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش، ينتظر نتنياهو اللحظة الأخيرة"، قبل الكشف عن خطته.

وأشار إلى أن "نتنياهو يعتزم تحقيق أهداف الحرب وتطبيع العلاقات مع السعودية، لكنه يفضل تعريفها بـ'النصر الكامل' الذي يعتقد أنه سيتحقق خلال وقت قصير".

وقال إن نتنياهو "مهتم جدًا بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع المختطفين، إن أمكن قبل شهر رمضان الذي سيحلّ هذا العام في 10 مارس/ آذار تقريبًا، لكن في هذه اللحظة لا يبدو ذلك ممكنا بسبب المطالب التي طرحتها حماس، والتي لا ترغب في التنازل عنها والتي هي غير مقبولة بنظر إسرائيل".

اقرأ أيضاً

الخارجية الأمريكية: الوصول لاتفاق هدنة في غزة لايزال ممكنا

هزيمة "مأمولة" لحماس

وأضاف بن يشاي: "يأمل نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت تحقيق هزيمة عسكرية كاملة لحماس والقضاء على (زعيمها في غزة يحيى) السنوار وقيادة الحركة في غزة، أو تحييدهما من خلال الاستيلاء على رفح، قبل شهر رمضان أو خلاله".

وادّعى أن "دخول رفح، حتى لو لم يؤدِّ على الفور إلى تصفية السنوار، سيلين قيادة حماس ويسمح بصفقة 'معقولة' لإطلاق سراح الرهائن، كما أنها ستمكن من اتخاذ قرارات من موقع قوة في اليوم التالي، بما في ذلك محور فيلادلفيا وفي الشمال".

وأشار إلى أنه "لهذا السبب فهو (نتنياهو) يحث رئيس الأركان هرتسي هليفي على استكمال تفكيك حماس في خان يونس وبدء الاستيلاء على رفح".

واستدرك: "لكن هاليفي يؤكد أنه لا يزال يحتاج إلى وقت لإنهاء العمل في خانيونس، وبضعة أسابيع أخرى لتنفيذ خطة إخلاء رفح من سكان غزة المليون الذين وجدوا فيها مأوى قبل أن يناور الجيش الإسرائيلي فيها، وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري أيضا التوصل إلى اتفاق مع المصريين".

ورأى أن نتنياهو "قد يعرض خطته في ربيع هذا العام، حوالي أبريل ومايو المقبلين، وهو الوقت الذي يبدو أن صفقة المختطفين ستكون فيه على قدم وساق".

وقال: "بحلول هذا الوقت، من المحتمل أن تنتهي المرحلة الثالثة من القتال العنيف في غزة وسننتقل إلى المرحلة الرابعة - السيطرة الأمنية على قطاع غزة من داخل الأراضي الإسرائيلية ومن داخل 'المنطقة الأمنية'، والتي تمثل فعليًا نهاية الحرب في الجنوب" أي غزة.

اقرأ أيضاً

خطة فرنسية لإنهاء القتال بين حزب الله وإسرائيل.. والجماعة: غزة أولا

تطبيع السعودية

وأضاف بن يشاي: "في ذلك الوقت، يأمل نتنياهو أن يتم التوصل أيضا إلى اتفاق بشأن تطبيع العلاقات مع السعودية، التي، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر، أبلغت الأمريكيين بالفعل بأنها مستعدة لذلك وأيضا للمشاركة في إعادة تأهيل غزة".

وتابع: "بحسب هذه التوقعات التي تتقاسمها واشنطن ونتنياهو، فإن الوسيط الأمريكي عاموس هوكستين سيحقق بحلول ذلك الوقت أيضاً تقدماً كبيراً نحو تسوية دبلوماسية تُبقي حزب الله بعيداً عن الحدود وتتجنب حربًا محدودة في لبنان".

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة وقف الحرب خطة نتنياهو بيني جانتس جادي آيزنكوت حماس غزة مع السعودیة اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير: حماس تعود بقوة في غزة

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن هناك تقديرات جديدة تشير إلى أن قوات حركة "حماس" في قطاع غزة تصل إلى ما بين 12 و23 ألف مقاتل، مشيرة إلى تقارير تفيد بأن الحركة تعود بقوة من خلال تجنيد قوات جديدة.

وقالت جيروزاليم بوست في تقرير تحت عنوان "قوات حماس تعود بقوة في قطاع غزة"، إن المعلومات التي حصلت عليها جيروزاليم بوست تفيد بأن الأعداد مؤخراً كانت أقرب إلى حوالي 12 ألف مقاتل، في وقت أصبح التقلب الشديد في الأعداد أكثر وضوحاً مقارنة بالأرقام السابقة التي كان قد نشرها الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في المرة الأخيرة أنه قتل ما بين 17 ألفاً و20 ألف مقاتل من حماس والجهاد خلال الحرب. وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدى الأشهر الـ15 الماضية كانت الفجوة بضعة آلاف بين بيانات الجيش الإسرائيلي ونتانياهو، مما ألقى بالشك على تلك التقديرات.
وفي يونيو (حزيران)، قال الجيش الإسرائيلي إن ما بين 14 ألفاً و16 ألف مقاتل من حماس قد أصيبوا، فيما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن أكثر من 6 آلاف من سكان غزة اعتقلهم الجيش أثناء الحرب، وما زال ما لا يقل عن 4300 منهم قيد الاحتجاز، وفي أقصى تقدير أعيد 2200 إلى غزة، لأنهم اعتبروا أقل خطورة. 

اشتباكات جنين اختبار حاسم للسلطة الفلسطينيةhttps://t.co/LQrhu5d6qK pic.twitter.com/GBCuNOvV39

— 24.ae (@20fourMedia) January 2, 2025   أرقام الجيش غير دقيقة

ونظراً لأن الجيش الإسرائيلي قال في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إن حماس كانت تعد 25 ألفاً، فإن الأرقام لا تقترب من المعادلة، ما لم نأخذ في الاعتبار أن حماس قد جندت قوة جديدة بالكامل تقريباً، لتحل محل قوتها القديمة بالكامل.
وهناك ترجيح آخر، بأن قوة حماس قبل الحرب لم تكن 25 ألفاً مثلما قال الجيش الإسرائيلي، بل ربما كانت 30 ألفاً، أو حتى 40 ألفاً، وهو الأمر الذي أشارت إليه صحيفة "واشنطن بوست" في أحد تقاريرها، بأن الرقم 40 ألفاً هو الأكثر دقة.

مقتل 10 في ضربة إسرائيلية جديدة على مخيم المواصي جنوب غزةhttps://t.co/qcWHnMI9PA

— 24.ae (@20fourMedia) January 2, 2025  التنقل بين المدنيين

وأشارت جيروزاليم بوست، إلى أن الأرقام المنشورة يبدو أنها تتناقض مع تلك الواردة في الإحاطات العسكرية الأخيرة للصحافيين، والتي أشارت إلى أن جزءاً كبيراً من شمال غزة قد تم تطهيره من المقاتلين، مشيرة إلى أن تقديرات الجيش الإسرائيلي أكثر محدودية، نظراً لأنه في فترة ما تم تهجير معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتم إجلاؤهم وتنقلوا عدة مرات في هذه الحرب، فإنه من الصعب التمييز بين المقاتلين والمدنيين.

كما نقلت عن "واشنطن بوست"، أن الأعداد الإجمالية لا تزال غير واضحة، ولكن مؤهلات مقاتلي حماس الجدد الذين يتلقون الأسلحة أدنى بكثير  من أولئك الذين كانوا  يقاتلون خلال الحرب، نظراً لأن العديد منهم قاصرون غير مدربين. 

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري يكشف حالة نتنياهو الصحية بعد عملية استئصال البروستات
  • اعلام عبري: نتنياهو سيعقد مشاورات بشأن صفقة تبادل الأسرى.. الجمعة
  • إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي سيطر على سد المنطرة جنوب غربي سوريا
  • إعلام عبري يكشف حالة نتنياهو الصحية بعد عملية استئصال البروستات والأخير يغرّد على "إكس"
  • حماس: تخاذل المجتمع الدولي عن وقف العدوان الإسرائيلي وصمة عار
  • تقرير: حماس تعود بقوة في غزة
  • إعلام عبري: حماس تحقق عودة كبيرة في غزة وتجند عناصر جددا
  • إعلام عبري: حماس تحقق عودة كبيرة في غزة وتجند عناصر جدد
  • شاهد | النخبة داخل كيان العدو: وقف الحرب على غزة الخيار الوحيد لوقف صواريخ اليمن
  • إعلام عبري: “اليمنيون” ينتقلون الى المرحلة الثانية من حربهم على “إسرائيل”