مشروع قرار أميركي يُصنف أعمال “الدعم السريع” في دارفور “إبادة جماعية”
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة تعلن التزام بلادها بالدفع لتشكيل حكومة مدنية، يعتزم مجلس الشيوخ الأميركي التصويت، الأربعاء، على مشروع قرار مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يصنف أفعال قوات "الدعم السريع" في إقليم دارفور غرب السودان على أنها "إبادة جماعية".
تأتي الخطوة بعد أيام من إعلان السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، التزام الولايات المتحدة بالدفع لتشكيل حكومة مدنية في السودان.
وتقدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بن كاردن، والعضو الديمقراطي الأول فيها جيم ريش، بالإضافة إلى كل من السيناتور الجمهوري تيم سكوت، والديمقراطي كوري بوكر، بمشروع قرار يعتبر أعمال قوات الدعم السريع، والفصائل المتحالفة معها في دارفور ضد المجتمعات غير العربية أعمال "إبادة جماعية".
وكانت السفيرة جرينفيلد، قالت في حديث للإذاعة الوطنية العامة الأميركية NPR، السبت، إنه "على العالم التنبه إلى الصراع المروع في السودان، الذي تسبب بالموت والدمار على الشعب".
وأضافت أن الخطوة الأهم الآن هي "إقناع قائد الجيش (السوداني عبد الفتاح البرهان)، وقائد قوات الدعم السريع (محمد حمدان دقلو) بالجلوس على طاولة المفاوضات مع المدنيين للبحث عن حل سلمي".
وأودت الحرب التي اندلعت في أبريل العام الماضي، بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بحياة الآلاف، وفق خبراء الأمم المتحدة، الذين قالوا إن العدد يشمل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص قتلوا في مدينة واحدة بإقليم دارفور غرباً، وإلى جانب تدمير البنية التحتية للبلاد، نزح ملايين الأشخاص، داخل البلاد وخارجها.
وتسبب النزاع بكارثة إنسانية، إذ يحتاج حوالي 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليوناً يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي، وفق بيانات الأمم المتحدة.
تدابير عاجلة
ويدعو مشروع القرار، الذي حصلت "الشرق" على نسخة منه، حكومة الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات عاجلة، والعمل مع المجتمع الدولي لحماية المدنيين، وإقامة ممرات إنسانية آمنة، وجعل مجلس الأمن الدولي يفرض حظراً على الأسلحة في إقليم دارفور، والتوّسط لتحقيق وقف لإطلاق النار، ونزع سلاح الأطراف المتحاربة.
كما يدعو القرار إلى "توثيق الأعمال الوحشية، وأعمال الإبادة الجماعية من خلال إنشاء آلية تعمل نشر هذه الوثائق بشكل منتظم، ودعم المحاكمات والتحقيقات الجنائية الدولية، لمحاسبة قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها".
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ"الشرق"، إن "الولايات المتحدة تعمل مع شركاء إقليميين ودوليين للضغط على القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع للمشاركة في مفاوضات مباشرة، لإنهاء القتال في السودان فوراً، وتأكيد التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام دون عوائق، لتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين"، مشيراً إلى أنه لا يوجد حل عسكري مقبول للصراع في السودان.
ولفت المتحدث باسم الخارجية إلى أن "إمكانية تعيين مبعوث خاص للسودان، تخضع لدراسة من قبل الإدارة".
بعد أشهر من ضغوط الكونجرس.. واشنطن تتجه لتعيين مبعوث خاص للسودان
تعتزم وزارة الخارجية الأميركية تعيين الدبلوماسي توم بيريلو مبعوثاً خاصاً جديداً للسودان، بعد أشهر من مطالبة مشرعين بتوظيف مسؤول لديه القدرة على حل المشكلات.
وتعتزم وزارة الخارجية الأميركية تعيين الدبلوماسي توم بيريلو مبعوثاً خاصاً جديداً للسودان، وذلك بعد أشهر من مطالبة مشرعين ديمقراطيين وجمهوريين بتوظيف مسؤول لديه القدرة على حل المشكلات، ومنع واحدة من أكبر دول إفريقيا من الانزلاق في حرب أهلية، وتجنب إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وفي ديسمبر الماضي، قدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الديمقراطي بن كاردين، والنائب الجمهوري جيم ريش، قراراً يدعم الدعوات لتعيين مبعوث خاص رفيع المستوى للمساعدة في إنهاء الصراع بالسودان.
https://asharq.com/politics/80139/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%81%D9%88%D8%B1-%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9/
واشنطن- الشرق/هبة نصر
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الأمم المتحدة فی السودان
إقرأ أيضاً:
نزوح 15 ألف عائلة من المالحة في شمال دارفور جراء المعارك
الخرطوم - نزحت "15 ألف عائلة" من منازلها بمدينة المالحة، شمال إقليم دارفور غربي السودان، جراء المعارك بين الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه المعروفة باسم القوة المشتركة وقوات الدعم السريع، بحسب منظمة الهجرة الدولية.
وأفادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان الإثنين أن موجة النزوح تمت خلال 48 ساعة، بين الخميس والجمعة الماضيين. وأضافت أن النازحين فروا إلى أماكن أخرى في المنطقة نفسها، وأن الوضع ما زال "متوترا".
أكدت قوات الدعم السريع الخميس أنها سيطرت على المالحة الواقعة على سفح جبل على بعد 200 كلم من الفاشر، عاصمة شمال دارفور. وقالت في بيان إنها "حاصرت العدو" الذي قالت إنها أوقعت في صفوفه أكثر من 380 قتيلا.
وذكر ناشطون ومصادر إغاثية أن عملية السيطرة على المالحة أسفرت عن مقتل 45 مدنيا على الأقل.
وتستمر المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع حول مدينة الفاشر، العاصمة الوحيدة التي ما زالت تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور الشاسع بينما يسيطر الدعم السريع على معظم مناطقه.
أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على المالحة في الوقت الذي أحرز فيه الجيش السوداني تقدماً في الخرطوم وإعلانه السيطرة على القصر الجمهوري ومنشآت حيوية أخرى.
والمالحة هي إحدى المدن الواقعة في أقصى شمال الصحراء الواسعة بين السودان وليبيا، وتعتبر، وفقاً لمصادر محلية وإغاثية، نقطة حيوية على طريق إمدادات قوات الدعم السريع، إلا أن المنطقة الصحراوية تشهد هجمات متكررة من قبل القوة المشتركة لقطع خطوط الإمداد منذ نهاية 2024.
ويرى محللون أن قوات الدعم السريع عازمة على إحكام قبضتها على دارفور بعد النجاحات التي حققها الجيش في وسط السودان.
وفيما يعاني السودان من أزمة إنسانية حادة جراء الحرب دفعت السودانيين إلى حافة المجاعة، تشتد المعاناة في شمال دارفور، مع إعلان المجاعة في ثلاثة من مخيمات اللجوء في الفاشر. وتتوقع الأمم المتحدة أن تمتد المجاعة إلى خمس مناطق أخرى، تتضمن عاصمة الولاية، بحلول أيار/مايو.
Your browser does not support the video tag.