سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة تعلن التزام بلادها بالدفع لتشكيل حكومة مدنية، يعتزم مجلس الشيوخ الأميركي التصويت، الأربعاء، على مشروع قرار مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يصنف أفعال قوات "الدعم السريع" في إقليم دارفور غرب السودان على أنها "إبادة جماعية".

تأتي الخطوة بعد أيام من إعلان السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، التزام الولايات المتحدة بالدفع لتشكيل حكومة مدنية في السودان.



وتقدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بن كاردن، والعضو الديمقراطي الأول فيها جيم ريش، بالإضافة إلى كل من السيناتور الجمهوري تيم سكوت، والديمقراطي كوري بوكر، بمشروع قرار يعتبر أعمال قوات الدعم السريع، والفصائل المتحالفة معها في دارفور ضد المجتمعات غير العربية أعمال "إبادة جماعية".

وكانت السفيرة جرينفيلد، قالت في حديث للإذاعة الوطنية العامة الأميركية NPR، السبت، إنه "على العالم التنبه إلى الصراع المروع في السودان، الذي تسبب بالموت والدمار على الشعب".

وأضافت أن الخطوة الأهم الآن هي "إقناع قائد الجيش (السوداني عبد الفتاح البرهان)، وقائد قوات الدعم السريع (محمد حمدان دقلو)  بالجلوس على طاولة المفاوضات مع المدنيين للبحث عن حل سلمي".

وأودت الحرب التي اندلعت في أبريل العام الماضي، بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بحياة الآلاف، وفق خبراء الأمم المتحدة، الذين قالوا إن العدد يشمل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص قتلوا في مدينة واحدة بإقليم دارفور غرباً، وإلى جانب تدمير البنية التحتية للبلاد، نزح ملايين الأشخاص، داخل البلاد وخارجها.

وتسبب النزاع بكارثة إنسانية، إذ يحتاج حوالي 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليوناً يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي، وفق بيانات الأمم المتحدة.

تدابير عاجلة

ويدعو مشروع القرار، الذي حصلت "الشرق" على نسخة منه، حكومة الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات عاجلة، والعمل مع المجتمع الدولي لحماية المدنيين، وإقامة ممرات إنسانية آمنة، وجعل مجلس الأمن الدولي يفرض حظراً على الأسلحة في إقليم دارفور، والتوّسط لتحقيق وقف لإطلاق النار، ونزع سلاح الأطراف المتحاربة.

كما يدعو القرار إلى "توثيق الأعمال الوحشية، وأعمال الإبادة الجماعية من خلال إنشاء آلية تعمل نشر هذه الوثائق بشكل منتظم، ودعم المحاكمات والتحقيقات الجنائية الدولية، لمحاسبة قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها".

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ"الشرق"، إن "الولايات المتحدة تعمل مع شركاء إقليميين ودوليين للضغط على القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع للمشاركة في مفاوضات مباشرة، لإنهاء القتال في السودان فوراً، وتأكيد التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام دون عوائق، لتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين"، مشيراً إلى أنه لا يوجد حل عسكري مقبول للصراع في السودان.

ولفت المتحدث باسم الخارجية إلى أن "إمكانية تعيين مبعوث خاص للسودان، تخضع لدراسة من قبل الإدارة".

بعد أشهر من ضغوط الكونجرس.. واشنطن تتجه لتعيين مبعوث خاص للسودان

تعتزم وزارة الخارجية الأميركية تعيين الدبلوماسي توم بيريلو مبعوثاً خاصاً جديداً للسودان، بعد أشهر من مطالبة مشرعين بتوظيف مسؤول لديه القدرة على حل المشكلات.

وتعتزم وزارة الخارجية الأميركية تعيين الدبلوماسي توم بيريلو مبعوثاً خاصاً جديداً للسودان، وذلك بعد أشهر من مطالبة مشرعين ديمقراطيين وجمهوريين بتوظيف مسؤول لديه القدرة على حل المشكلات، ومنع واحدة من أكبر دول إفريقيا من الانزلاق في حرب أهلية، وتجنب إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وفي ديسمبر الماضي، قدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الديمقراطي بن كاردين، والنائب الجمهوري جيم ريش، قراراً يدعم الدعوات لتعيين مبعوث خاص رفيع المستوى للمساعدة في إنهاء الصراع بالسودان.

https://asharq.com/politics/80139/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%81%D9%88%D8%B1-%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9/

واشنطن- الشرق/هبة نصر

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

مالك عقار: العقوبات الأميركية ضد البرهان «كيدية» تستهدف «وحدة السودان»

ندد نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، مالك عقار، الأحد، بالعقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ووصفها بأنها «كيدية» تستهدف وحدة السودان.

ودعا لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، الشعب السوداني، لمزيد من التماسك وتوحيد صفوفه حتى لا تنهار البلاد، وفقاً لإعلام «مجلس السيادي الانتقالي» الذي يرأسه البرهان.

وقال عقار إن «القرارات الأميركية ليست جديدةً على السودان، وعايشها منذ عام 1999، ولم تفلح في تفكيك وانهيار الدولة السودانية، بل زادت من اللحمة الوطنية والتماسك الشعبي والتفافه حول قيادته».

واتهم عقار «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، التحالف السياسي الأكبر المناهض للحرب، بالترويج لـ«الانتهاكات الأخيرة» التي نسبها الجيش السوداني لأفراد من صفوفه، ورأى أن «تقدم» تستهدف «زعزعة الأمن وزرع الفتنة بين السودان وأشقائه»، حسب زعمه.

وأكد نائب رئيس «السيادي» أن الحكومة السودانية عازمة على اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يثبت تورطه في أي انتهاكات، مشيراً إلى أن لجنة التحقيق في أحداث «كمبو طيبة» شرعت في إجراء التحقيقات اللازمة لإنفاذ القانون.

وفرضت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس الماضي، عقوبات على البرهان، وقالت وزارة الخزانة إن الجيش السوداني بقيادته ارتكب «هجمات مميتة بحق المدنيين، وشن غارات جوية على المدارس والأسواق والمستشفيات، كما أنه يتحمل المسؤولية عن المنع المتعمد لوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين واستخدام الغذاء بوصفه سلاحاً في الحرب».

وجاءت العقوبات الأمريكية على البرهان، بعد أسبوع واحد من عقوبات مماثلة فرضتها على الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» قائد «قوات الدعم السريع» التي تخوض صراعاً مع الجيش السوداني في حرب أهلية مستمرة منذ عامين.

وقبيل ساعات من صدور العقوبات، أكد البرهان أن الجيش السوداني يرحب بأي عقوبات تُفرض عليه «إذا جاءت في خدمة البلاد»، وفق قوله.

وفي الثامن من يناير (كانون الثاني) الحالي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على «الدعم السريع» والميليشيات التابعة لها بارتكاب «جرائم إبادة جماعية» و«تطهير عرقي» في إقليم دارفور، غرب السودان، في أثناء الصراع المسلح مع الجيش السوداني.

وكانت الحكومة السودانية، بقيادة البرهان، رحبت بالعقوبات على «الدعم السريع»، وحثت بقية دول العالم على اتخاذ خطوات مماثلة، واتخاذ موقف صارم ضد ما سمته «المجموعة الإرهابية» لإجبارها على وقف الحرب.

وسبق وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على عدد من المسؤولين السودانيين، شملت الأمين العام للحركة الإسلامية، علي أحمد كرتي، وقائد منظومة الصناعات الدفاعية بالجيش، ميرغني إدريس، وقائد عمليات «الدعم السريع» (عثمان عمليات)، والقائد الميداني بـ«الدعم السريع» علي يعقوب، الذي قُتل في معارك مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور قبل عدة أشهر.

نيروبي: الشرق الأوسط: محمد أمين ياسين  

مقالات مشابهة

  • هيئتان طبيتان: 20 قتيلا و21 جريحا برصاص “الدعم السريع” في ولايتي شمال دارفور (غرب) والجزيرة (وسط)، فيما لم تعقب على الفور قوات الدعم السريع
  • مالك عقار: العقوبات الأميركية ضد البرهان «كيدية» تستهدف «وحدة السودان»
  • السودان.. مقتل 88 من قوات «الدعم السريع» شمال دارفور
  • قائد ثاني قوات الدعم السريع يشارك في معارك محور الصحراء
  • احتدام المعارك بين الجيش والدعم السريع في دارفور والخرطوم
  • إصابة 5 شُرطيين في دارفور جراء عملية انتحارية نفذها مسجون
  • ظهور عبد الرحيم دقلو في دارفور ومناوي يكشف مخططه وتفاصيل معركة “محور الصحراء”
  • شاهد.. القائد الميداني للدعم السريع “جلحة”: “الشفشافة” ما تابعين لينا ولا تابعين للبرهان.. قاموا بسرقة راجمة تابعة لنا بمدينة مدني وأرغب في تنظيمهم بمرتبات ثابتة
  • انقطاع الكهرباء عن شرق السودان بعد قصف من الدعم السريع
  • مبعوث أمريكا الى السودان يحذر الدعم السريع من غارات بطائرات من دون طيار