هل ينجح نتنياهو في عرقلة التوصل لصفقة تبادل أسرى؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
واشنطن- عقب لقائه ملك الأردن أمس الاثنين غرد الرئيس الأميركي جو بايدن على منصة "إكس" بالقول "أعطيكم كلمتي، أنا أعمل ليلا ونهارا لإعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم، وتخفيف الأزمة الإنسانية، وإنهاء التهديد الإرهابي، وإحلال السلام في غزة وإسرائيل، وسلام دائم مع دولتين لشعبين".
وجاءت تصريحات بايدن "الطموحة" في وقت تعقدت فيه سبل التوصل إلى صفقة جديدة لإطلاق الأسرى عقب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي اقتراحا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق النار لمدة 135 يوما يتضمن تبادلا مرحليا للمحتجزين والأسرى من الجانبين، وانسحاب قوات الاحتلال في نهاية المطاف من غزة.
وقبل إجراء جولة جديدة من المفاوضات بالقاهرة اليوم الثلاثاء يشارك فيها مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري وقادة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمصرية وصف نتنياهو تصورات حماس للصفقة بأنها "وهمية".
وأكد نتنياهو أن الحرب لن تنتهي حتى يتم "تدمير" الحركة، وأنه لن يقبل أي اقتراح يسمح لها بالاحتفاظ بالسيطرة على أي جزء من قطاع غزة، حسب زعمه.
تقدم كبيروقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحفيين عقب إجراء مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو مساء أول أمس الأحد إنهما تحدثا بالتفصيل بشأن عملية عسكرية تلوح في الأفق في مدينة رفح في غزة، مشيرا إلى حديثهما عن صفقة محتجزين محتملة أخرى مع حماس حققت "تقدما كبيرا".
وتحتفظ حركة حماس بقرابة 130 محتجزا وأسيرا إسرائيليا، بينهم 8 أميركيين، وسيُعد الإفراج عنهم انتصارا دبلوماسيا للرئيس بايدن هو في أشد الحاجة إليه، لكن تنفيذ توغل بري إسرائيلي لمدينة رفح سيُفشل المساعي الهادفة للتوصل إلى صفقة جديدة.
وذكرت قناة "الأقصى" التلفزيونية -التي تديرها حماس- أول أمس الأحد نقلا عن مصدر قيادي في الحركة أن "الهجوم على رفح يعني تدمير المفاوضات المستمرة منذ أسابيع"، وأن "نتنياهو يحاول التهرب من التزامات صفقة التبادل من خلال ارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح".
وتؤكد حماس أنها لا تزال تطالب بأن يتضمن أي اتفاق محتجزين وقفا شاملا لإطلاق النار من شأنه أن ينهي الحرب في غزة ويؤدي إلى جهود إعادة الإعمار ورفع الحصار، لكن إسرائيل تقول إنها لن تلتزم بإنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق.
وأقر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -قبل أيام- بأن واشنطن ستواصل الضغط للتوصل إلى هدنة مؤقتة لوقف القتال والإفراج عن المحتجزين، وأن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به.
تفاؤلومع عدم استعداد كل من نتنياهو وحماس لتقديم تنازلات يستمر العدوان الإسرائيلي مع الاقتراب من حدوث توغل إسرائيلي لمدينة رفح التي تستضيف حاليا ما لا يقل عن 1.4 مليون نازح فلسطيني.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن تركيز إسرائيل عملياتها البرية على رفح يمكن أن "يضاعف الكابوس الإنساني مع عواقب إقليمية ضخمة لا يمكن توصيفها".
وفي الوقت ذاته، عبر وزيرا خارجية قطر والولايات المتحدة -كل على حدة- عن تفاؤلهما بشأن ما اعتبرته الدوحة ردا إيجابيا بشكل عام من حماس على اقتراح صفقة المحتجزين.
وأفاد بلينكن بأنه يعتقد أن الصفقة لا تزال في متناول اليد رغم تعليقات رئيس نتنياهو السابقة التي رفض فيها عرض حماس المضاد.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي بختام جولته الأخيرة في المنطقة "أتيحت لنا الفرصة لمناقشة -مع الحكومة الإسرائيلية- الرد الذي أرسلته حماس على الاقتراح الذي وضعته الولايات المتحدة وقطر ومصر للإفراج عن المحتجزين المتبقين وتمديد الهدنة الإنسانية".
وأضاف "ما يمكنني قوله لكم هو إنه في حين أن هناك بعض الأمور الواضحة غير المؤثرة في رد حماس فإننا نعتقد أنه يخلق مساحة للتوصل إلى اتفاق، وسنعمل على ذلك بلا هوادة حتى نصل إلى هناك".
عقبة نتنياهوبدوره، يعتبر روبرت هاوس الخبير القانوني في جامعة نيويورك أن الاتفاق يعني إنهاء الأعمال العدائية، وأن هذا سيؤدي إلى إجراء انتخابات في إسرائيل، والتي تعني إنهاء الحياة السياسية لنتنياهو، لذلك لن يوافق أبدا على وقف الحرب.
كما هاجم مارتن إنديك -وهو مسؤول ملف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والخبير حاليا في مجلس العلاقات الخارجية- نتنياهو.
وقال في تغريدة له على منصة "إكس" إن "إصرار نتنياهو على النصر المطلق على حماس ورفضه شروطها لتبادل المحتجزين وتقليله من أهمية إعادتهم كلها تشير إلى أنه لم يعد يبحث عن صفقة مع الحركة".
في الأثناء، تناشد عائلات أولئك الذين لا يزالون محتجزين وأسرى رئيس الوزراء الإسرائيلي الموافقة على صفقة التبادل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: هناك تقدم بخصوص صفقة تبادل الأسرى ونسعى لإعادة جميع المختطفين
إسرائيل – صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الاثنين، بأن الجهود بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس” تتقدم، مؤكدا أنه “نسعى إلى إعادة جميع المختطفين”.
وقال نتنياهو: “أود أن أطلعكم بحذر على أنه يوجد تقدم في محادثات صفقة الأسرى، لا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر، سنواصل العمل دون توقف لإعادة الجميع”، مشيرا إلى أنه “لن أكشف عن بنود وتفاصيل صفقة التبادل الجديدة”.
وأضاف: “نحن جميعا في حرب على 7 جبهات وهناك جبهة ثامنة مع المحكمة الجنائية الدولية”.
وقال متحدثا عن الهجوم الأخير على اليمن: “في الأيام الأخيرة، أمرنا الجيش الإسرائيلي بالهجوم على أهداف إستراتيجية للحوثيين في عملية دقيقة”.
وأضاف: “هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة. دمرنا أهداف إرهابية مهمة يستخدمها الحوثيون، والمبدأ الذي وضعناه بسيط للغاية – من يحاول المساس بنا، نحن نضربه بقوة غير محدودة”.
وتطرق نتنياهو إلى احتلال الجيش الإسرائيلي للمنطقة العازلة في سوريا، في ظل الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل، وقال “لن نسمح لأي كيان إرهابي أن يثبت وجوده على بعد مسافة قريبة منا، هذه القصة انتهت. نحن نغير وجه الشرق الأوسط، وتسلسل النجاحات يثير إعجابا هائلا في منطقتنا وفي العالم كله”.
وادعى نتنياهو أن إصراره على عدم إنهاء الحرب هو الذي قاد إسرائيل إلى “النصر الكامل”.
وأضاف أن المقترحات لإنهاء الحرب لم تكن ستؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى، “بل كانت ستؤدي إلى انتصار هائل ليس فقط لحماس، بل أيضا لإيران وللمحور الشرر بأسره”.
المصدر: RT