بعد عودتها للغة العرب.. هل انتهت العلاقة بين مالي وفرنسا إلى الأبد؟
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن بعد عودتها للغة العرب هل انتهت العلاقة بين مالي وفرنسا إلى الأبد؟، بعد عودتها للغة العرب هل انتهت العلاقة بين مالي وفرنسا إلى الأبد؟محمد العربي20 7 2023 آخر تحديث 20 7 202312 50 PM بتوقيت مكة المكرمة في .،بحسب ما نشر الجزيرة نت، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات بعد عودتها للغة العرب.
بعد عودتها للغة العرب.. هل انتهت العلاقة بين مالي وفرنسا إلى الأبد؟محمد العربي20/7/2023-|آخر تحديث: 20/7/202312:50 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
في بقعة منسية غرب أفريقيا يسكنها أغلبية مسلمة تفوق 90%، أدلى الناخبون الماليون بأصواتهم في يونيو/حزيران الماضي على مشروع دستور جديد يعوَّل عليه لتغيير الواقع السياسي الهش الذي تغرق فيه البلاد منذ انقلاب المجلس العسكري على الرئيس "باه نداو" قبل ما يقرب من ثلاث سنوات. ورغم تأكيد العقيد "أسيمي غويتا"، زعيم الانقلاب الذي نصّب نفسه رئيسا مؤقتا، أن الاستفتاء الدستوري الذي نظمته مالي بضغط من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، وحصل على موافقة 97% من أصوات الشعب، يُعَدُّ خطوة حاسمة نحو إعادة البلاد إلى الحكم المدني، تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية في فبراير/شباط عام 2024، فإن كل هذه الأمور لا تكفي لضمان مستقبل ديمقراطي هادئ للبلاد، فقد لا يحدث التغيير السياسي رغم الوعود الكثيرة التي قد تقطعها المؤسسات العسكرية، لكنَّ شيئا واحدا رغم كل شيء يبدو أنه قد يتغير للأبد، هذا الشيء المحوري هو علاقة "باماكو" بـ"باريس".
يأتي هذا الاستفتاء الجديد بعد أقل من عام على طرد القوات الفرنسية من البلاد، حاملا وجها جديدا يكرس لقطيعة تامة مع فرنسا، مُستعمِر الأمس الذي فرض على البلاد هوية علمانية، ودس اللغة الفرنسية لتكون اللغة الرسمية لمالي المسلمة التي كانت حتى الأمس القريب رهينة لهذا التوجه الفرنكفوني الذي يسيطر على 29 دولة في فضاء أفريقيا الفسيح. خفضت التعديلات الدستورية درجة اللغة الفرنسية من لغة رسمية إلى لغة عمل، لصالح اللغات الأم التي منها العربية، كما مهدت الطريق لإمكانية إلغائها في المستقبل القريب.
سقط عرش فرنسا في باماكو بين ليلة وضحاها، وأصبح يُنظر إلى مالي على أنها تلك الدولة القادرة على قيادة ربيع أفريقي مناهض لفرنسا تمتد عدواه لبقية دول الساحل والصحراء، خصوصا أن الجيل الجديد لم يعد يرى في الوجود الفرنسي الذي صنع أغلب الماضي القريب لدول شمال وغرب أفريقيا سوى وجهه المُستعمِر، وأمام هذه الحقيقة لم يعد بإمكان باريس أن تظل محتفظة بزمام الحاضر والمستقبل في مربع سيطرتها السابق، ويبدو أن البداية قد تكون من مالي.
حضارةٌ عربية ولسانٌ أعجميلم يكن غريبا أن تكون المواد المتعلقة بالهوية في مسودة الدستور، وهي علمانية الدولة، وهيمنة اللغة الفرنسية، أكثر المواد إثارة للجدل في أوساط النخبة التي طالبت بانتزاع الإرث الاستعماري للعهد الفرنسي من أحشاء المواد الدستورية التي تغلغل فيها منذ عقود، فرغم استقلالها منذ عام 1960، ظلت مالي الجديدة منفصلة عن هوية الأجداد، خاصة مع إقرار دستور عام 1992 الذي حافظ على استمرار الإرث الاستعماري من خلال علمنة الدولة، وجعل الفرنسية هي اللغة الأم في بلد مسلم ينطق بالعربية التي تبصم على حضور قوي في جُل حضارته وتاريخه القريب، بصمة ترويها مُخطوطات وشواهد صيغت بلغات محلية كانت العربية تتقدمها في أحيان كثيرة، بحكم الدين الإسلامي الذي يدين به أغلب سُكان مالي منذ أكثر من ألف عام، حين وصل الإسلام إلى غرب أفريقيا عبر التجارة، والرحالة العرب في القرن التاسع الميلادي.
على جانب آخر بعيد عن أروقة السلطة، نشأت أجيال أخرى من الطبقة المتوسطة والفقيرة تشعر بانفصام واضطراب الهوية، وتعاني إلى جانب وضع اقتصادي مُزرٍ من عدم الاعتراف بشهاداتها الجامعية في الكليات والجامعات العربية، في مقابل فتح أبواب الوظائف الحكومية وتعيين الخريجين الذين تلقوا تعليما باللغة الفرنسية. ورغم دمج المدارس العربية التي تربو على الألف مدرسة في النظام التربوي الحكومي، وحصولها على اعتراف رسمي منذ عام 1986، فإنّ اندماج هؤلاء الشباب في سوق العمل يتوارى أمام تفرّد حاملي الثقافة الفرنسية ولسانها ممن حصلوا على دعم مالي وسياسي سخي، وبل وحكومي رسمي منذ عام 2003، مقابل أصحاب اللسان العربي في وطنهم الأم.
دام هذا الوضع لسنوات طويلة، لكن في ظل متغيرات كثيرة جرت على السطح في الداخل والخارج، وفجأة ودون سابق إنذار، بدأ النفوذ الفرنسي يتلاشى في غرب أفريقيا مع وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خصوصا مع دخول مُنافسين كبار للمنطقة وعلى رأسهم روسيا والصين وتركيا، إلى جانب أخطاء ارتكبتها باريس في شمال وغرب أفريقيا، بدأ برهانها الخاطئ في ليبيا بدعمها لخليفة حفتر، مرورا باضطراب علاقتها مع الجزائر إثر أزمات دبلوماسية متلاحقة، وصولا إلى مالي التي كانت في الماضي ملعبا فرنسيا خالصا، قبل أن يتعرض سفيرها للطرد أواخر يناير/كانون الثاني العام الماضي 2022، في واقعة مثَّلت أوضح هزيمة لبلد الجنرال ديغول منذ خروجها من غرب أفريقيا. لم يقف النزيف الفرنسي عند هذا الحد، فبعد هذه الأزمة الدبلوماسية بأيام، خرج رئيس الحكومة في حوار مع وكالة "الأناضول" التركية للتأكيد أن مالي باتت تعتبر كل ما يحمل صبغة فرنسية بمنزلة العدو المباشر لها، المهدد لأمنها واستقرارها.
ورغم صعود النخبة الجديدة التي قادت الانقلاب في مالي أواخر عام 2021، وأخرجت مالي من الوصاية الفرنسية على الأصعدة الأمنية والعسكرية والسياسية، فإن التغيير الشامل لم يكن سهلا ولا خالصا في معاداته لكل ما هو فرنسي، فرغم أن التعديلات الأخيرة أطاحت باللغة الفرنسية من بين اللغات الرسمية للبلاد، فإن لجنة التعديلات في الوقت نفسه تجاهلت صوت الشارع، وأبقت على علمانية الدولة، في وقت تشهد فيه البلاد من أسفل إلى أعلى عملية تغيير واسعة، وطفرة غير مسبوقة في الإقبال على دراسة اللغة العربية خاصة في المدن الكبرى كالعاصمة باماكو، مقابل عزوف واضح عن تعلم الفرنسية، حيث يُنظر إلى لغة العرب من بين كل اللغات المحلية في مالي على أنها الأشد ارتباطا بالدين الإسلامي، وبالتالي فإن هيمنتها ستقود لتقويض العلمانية الفرنسية ذات يوم.
كيف تكرست القطيعة؟تنتهي قصة هزيمة فرنسا في أهم معسكراتها في منطقة الساحل الأفريقي، بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبر
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس اللغة الفرنسیة غرب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
«بذرة القمر».. إصدار جديد لمركز أبوظبي للغة العربية عن مشروع كلمة
صدر عن مشروع "كلمة" للترجمة بمركز أبوظبي للغة العربية، قصة مصوّرة للأطفال بعنوان "بذرة القمر"، من تأليف ورسوم الكاتبة التشيكية، كاترينا ماتسوروفا، وترجمة الدكتور هاني محمد حافظ.
تأخذنا مؤلفة "بذرة القمر"، في رحلة مكتوبة ومرسومة مع الشقيقتين (نولا وتولا)، تبدو نولا حالمة وطموحة ومتميزة، فجميع الحيوانات من نوع حاملي السلال، يجمعون النباتات، أما نولا وتولا فيجمعان الأحجار النادرة والجميلة.
تنظر نولا إلى القمر، إنه حجر جميل، تتمنى أن تحمله، فهنا لا يتوقف طموح نولا عند الإنجازات الصغيرة، بل تحلم بإنجاز ونجاح كبير.
وفي رحلة الحياة يحتاج المرء لمن يساعده ويدعمه ويقدم له النصيحة، وهنا يأتي دور شقيقتها تولا، فبالرغم من أنها تعلم أن الوصول للقمر وحمله مستحيل، إلا إنها تدعم نولا وتفكر معها في طريقة للوصول إلى القمر.
وهنا يأتي دور الأصدقاء المخلصين، فيحاول ذكر الدود الضخم مساعدتهما للوصول إلى القمر، لكنه يفشل، ولكن شكرًا أيها الصديق، يكفي أنك حاولت المساعدة.
بدأ اليأس والحزن يتسللان إلى نولا، ولكن تولا تقف لجوارها وتشجعها على المواصلة والمحاولة، ما أجملك تولا، تحبين الخير للجميع.
بعد أن تلقت نولا الدعم من تولا، يبدآن في التفكير في طرق مختلفة للوصول للقمر، يحاولان معاً، يفشلان، ويحاولان مرة ومرة، ومرات عديدة، فالوصول للحلم لا تكفيه محاولة واحدة.
اقتربت نولا وتولا من تحقيق الحلم والوصول للقمر وحمله، لتكتشفا أن القمر حجر كبير وضخم لا يستطيعان حمله. لقد كانت نولا تراه صغيرًا جدًا وهى على الأرض. لقد اكتسبت نولا معلومة جديدة في حياتها، ورأت القمر عن قرب، وعلمت أنه كبير، ورغم فشلها في حمله، إلا أنها نجحت في التعرف عليه عن قرب.
عادت نولا وتولا للأرض، وأثناء نزولهما تصلهما المكافأة على سعيهما لتحقيق الحلم، لقد وقعت بذرة من القمر في سلة نولا، وسرعان ما نبتت منها شجرة عظيمة وأوراقها متعددة الألوان، وتضيء بالليل مثل القمر تمامًا.
أصبحت شجرة نولا مثار إعجاب جميع الحيوانات، قرر بعضهم أن يجمع أشياء أخرى إلى جانب النباتات. لقد غيرت نولا تفكير الحيوانات، فسعوا للبحث عن أشياء جديدة، وأحلام جديدة، وتأكد للجميع أن تحقيق الأهداف والأحلام يتطلب السعي والتفكير والدعم من الأصدقاء.
ومن خلال ما استعرضناه من تفاصيل تلك القصة، نستطيع أن نؤكد على أن الكاتبة والفنانة كاترينا ماتسوروفا، قد نجحت في عرض الحكاية من خلال العديد من اللوحات البسيطة والمعبرة عن الفكرة، رسمت مشاعر الحزن والفرح والإصرار على تحقيق الحلم، اختارت الألوان المبهجة والمعبرة التي يحبها الأطفال، وأن المترجم نجح في أن ينقل ينقل لنا عوالم تلك القصة ببراعة.
"بذرة القمر"، تُحفز الأطفال - من خلال الكلمة والرسم - على التعلم والسعي لتحقيق الأحلام والأهداف وعدم اليأس، وحسن اختيار الأصدقاء، وتؤكد ضرورة وجود الدعم النفسي والمعنوي من الأهل والأصدقاء للطفل.