طالب العاملون في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) بالوقف الفوري للحرب على غزة، وألزموا -في بيان نشر على الإنترنت- إدارة المهرجان باتخاذ موقف قوي ضد الاعتداء على الحياة الفلسطينية.

وجاء موقف العمال ردا على بيان إدارة المهرجان التي أصدرت بيانا في 19 يناير/كانون الثاني الماضي قالت فيه "تعاطفنا مع جميع ضحايا الأزمات الإنسانية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى"، مضيفين أننا "نتخذ موقفا حازما ضد جميع أشكال التمييز، ونلتزم بالتفاهم بين الثقافات".

قيود حرية التعبير

وكانت مجموعة من عمال الدورة الـ74 بمهرجان برلين السينمائي -الذي يعقد في العاصمة الألمانية في الفترة من 15 إلى 25 فبراير/شباط الجاري- قد نشرت بيانا على شبكة الإنترنت دعت خلاله قيادة المهرجان إلى تبني موقف حاسم وواضح من الحرب على غزة، كما دعت إلى الوقف الفوري للحرب.

وبدأ البيان العمالي بالهجوم على الجمود الذي يسيطر على المؤسسات الثقافية الألمانية و"القيود الحالية المفروضة على حرية التعبير".

وعبر البيان عن رغبة العمال في الارتقاء بالمهرجان إلى مستوى أعلى بالتعبير عن الوقوف ضد الهجوم على الحياة الفلسطينية، وأوضح أن "منصة دولية مثل مهرجان برلين ونحن من خلال أدوارنا كمبرمجين ومستشارين ومشرفين وميسرين وأصحاب مساحات جنبا إلى جنب مع المزيد من العاملين في المهرجان يمكننا بل ويجب علينا التعبير عن معارضتنا الهجوم الحالي على الحياة الفلسطينية، إننا ننضم إلى حركة التضامن العالمية للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والدعوة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن".

ووقّع على الرسالة 30 عاملا في "برليناله"، بدءا من أعضاء لجنة الاختيار لأقسام المهرجان المختلفة إلى المشرفين وممثلي اتصالات الضيوف، كما أطلق نموذج على شبكة الإنترنت لتوقيع باقي العاملين في المهرجان.

الحوار بشأن الحرب

يقول عمال برليناله "بينما نعترف بالمحاولات المعزولة والصغيرة لخلق مساحة للتبادل فإننا نتوقع أن ينخرط برنامج مهرجان هذا العام مع اللحظة الحالية من خلال إقامة مساحات للحوار بمبادرته الخاصة وتوسيع مداها، ونحن لم نجد أي مبادرات تدعو المتخصصين والجماهير إلى مناقشة منظمة بطريقة تسمح بلقاء طويل بين الجميع".

مظاهرة ضد العنصرية من المشاركين في المهرجان بدورة سابقة (الجزيرة)

ويقيم مهرجان "برليناله" فعالية تحت اسم "البيت الصغير" على هامش المهرجان في الفترة من 17 إلى 19 فبراير/شباط الجاري، ويمكن للزوار من خلالها "إجراء حوار مفتوح حول الحرب في إسرائيل وغزة" بحسب البرنامج، وذلك "بدلا من ساحة البلدة الكبيرة التي توفر مساحة أكبر لأي شخص مهتم بإجراء مناقشة".

وندد بيان عمال مهرجان برلين بممارسات القتل والهجوم على الصحفيين والمدنيين في غزة قائلا "بينما يشهد العالم خسارة لا يمكن تصورها في أرواح المدنيين في غزة -بمن في ذلك أرواح الصحفيين والفنانين والعاملين في مجال السينما- فضلا عن تدمير التراث الثقافي الفريد فإننا بحاجة إلى مواقف مؤسسية أقوى".

وأضاف "نتوقع أن يتخذ المهرجان موقفا يتوافق مع المواقف المتخذة ردا على الأحداث الأخرى التي ضربت المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة".

إلغاء دعوة المتطرفين

وكان المهرجان قد واجه ردود فعل عنيفة بسبب دعوة حزب "البديل من أجل ألمانيا" المتطرف لحضور حفل افتتاح المهرجان في 15 فبراير/شباط، وبعد احتجاجات واسعة النطاق أعلن المهرجان في الثامن من الشهر نفسه أنه سحب الدعوة.

ووقع 250 شخصا من العاملين في صناعة السينما بألمانيا بيانا يدين الدعوة، ولكنه حذف وفقا لموقع "ديدلاين" بسبب الخوف من رد فعل الحزب وانتقام الموقعين على البيان، كما تناولت عدد من الصحف الألمانية الدعوة، منتقدة إياها.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر عدد من الممثلين والكتاب والمخرجين الألمان عن سخطهم، وعلى عكس موقف الفنانين وصناع السينما أيدت وزيرة الثقافة الألمانية كلوديا روث الدعوة، وقالت للصحفيين المحليين إن الدعوة أُرسلت بناء على "اقتراح" من مكتبها.

وقال المهرجان في بيان في ذلك الوقت "لقد أوضح الخطاب الحالي مرة أخرى تماما مدى كون الالتزام بمجتمع حر ومتسامح والوقوف ضد التطرف اليميني جزءا من عقيدة المهرجان"، مضيفا أنه اتخذ القرار "من أجل عقود من الزمن ظل فيها مهرجان برلين ملتزما بالقيم الديمقراطية وضد جميع أشكال التطرف اليميني".

وكانت إدارة المهرجان قد كشفت عن الأفلام الـ20 المختارة للمسابقة الرسمية، وأعلنت أن فيلم الافتتاح المهرجان هو "أشياء صغيرة مثل هذه" المقتبس من رواية للكاتبة الأيرلندية كلير كيغان صدرت عام 2021.

ويحصل المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي على "الدب الذهبي" الفخري لإنجازه مدى الحياة خلال مهرجان هذا العام، وستترأس الممثلة المكسيكية لوبيتا نيونغو لجنة التحكيم الدولية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مهرجان برلین المهرجان فی

إقرأ أيضاً:

مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية يعلن انطلاق دورته الخامسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى خطوة جديدة تؤكد تطور المهرجان وحرصه على التوسع المستمر فى رؤيته وأنشطته، أعلنت إدارة مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، برئاسة الناقد السينمائى الدكتور ياسر محب، عن إنطلاق فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان في الفترة من ٢٦ إلى ٣٠ مايو ٢٠٢٥، بقلب العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة متميزة من صناع السينما من أكثر من ٧٥ دولة من الدول الأعضاء بمنظمة الفرنكوفونية.

مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية

وحول تغيير موعد إقامة المهرجان من نوفمبر وديسمبر، كما جرت العادة في الدورات الأربع السابقة، إلى شهر مايو، صرّح الدكتور ياسر محب رئيس المهرجان، قائلاً : "القرار جاء بعد دراسة دقيقة للمشهد السينمائى الدولى، حيث لاحظنا أن تزامن إقامة المهرجان فى ديسمبر مع عدد من الفعاليات السينمائية الكبرى محليًا وعالميًا، كان يؤدى إلى تزاحم فى الفعاليات السينمائية فى فترة زمنية قصيرة، وسط تقاطع فى مشاركة عدد من الأعمال والسينمائيين بالكثير من المهرجانات فى ذات التوقيت، مما يحدّ من فرص توهج كل حدث فنى وسينمائى، كل على حدة."

وأضاف: "نقل المهرجان إلى شهر مايو يمنح مرونة أكبر فى استضافة وتقديم المزيد من العروض الأولى لأفلام بارزة، ويُسهم فى حضور أسماء سينمائية وازنة، كما يتيح للمهرجان أن ينطلق ويتوسع فى أنشطته بعيدًا عن الزحام الموسمى المعهود."

مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية النسخة الخامسة 

جدير بالذكر أن مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية يحمل منذ بداياته هوية سينمائية عالمية تنطلق من القاهرة، حيث نجح المهرجان، منذ إنطلاقه عام ٢٠٢١، فى ترسيخ مكانته كمنصة فريدة تُعنى بالأفلام الناطقة بالفرنسية وبمختلف الأعمال والتيارات السينمائية المنتجة من الـ ٨٨ دولة الأعضاء بمنظمة الفرنكوفونية، مع تُشجيع الحوار الثقافى بين الشعوب من خلال الفن السابع.

وتأتى الدورة الخامسة لتؤكد هذا النهج، مع توسع أكبر فى البرنامج الفنى للمهرجان، وإضافة تظاهرات وأنشطة جديدة تتناول قضايا إنسانية معاصرة، مثل تأثير المكان على المبدعين وقضايا الهجرة والهوية وتمكين المرأة وتغير المناخ والتسارع التكنولوچى الذى بات يغير من أدوات صناعة السينما ومبدعيها.

هذا، وتعمل إدارة المهرجان هذا العام على تأكيد رؤيتها الفنية المنفتحة وتوسيع قاعدة شركائها الإقليميين والدوليين، من خلال التعاون مع عدد من المعاهد الثقافية والسفارات وهيئات دعم السينما الفرنكوفونية، مما يفتح المجال أمام إطلاق مبادرات تعليمية، وورش عمل تدريبية لصنّاع الأفلام الشباب.

كما يقدم مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية دعوة مفتوحة لعشاق السينما، ويُرحّب بجمهوره من مختلف الأعمار والإهتمامات، من خلال دورة حافلة بالعروض النوعية واللقاءات المفتوحة، مؤكدًا أن السينما لا تزال الوسيلة الأسرع والأرقى لفهم العالم، وتجاوز الفوارق بين الشعوب.

ويعد مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية أول مهرجان سينمائى متكامل يعنى بالسينما والثقافة الفرنكوفونية بشكل رسمى مستقل فى مصر، يقام تحت إشراف الدولة ووزارة الثقافة المصرية، ويختص بالأعمال السينمائية الناطقة بالفرنسية أو المنتَجة فى بلدان أعضاء بالمنظمة الدولية للفرنكوفونية.. حيث يهدف المهرجان إلى تعزيز الحوار الثقافى ودعم الإنتاج المشترك، مع تسليط الضوء على القضايا الإنسانية من خلال عدسات وإنتاجات الفن السابع.

مقالات مشابهة

  • مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية يعلن انطلاق دورته الخامسة
  • يونان يفوز بجائزتين في مهرجان هونغ كونغ السينمائي الدولي
  • نقيب الصحفيين العراقيين يثمن جهود قبول ومشاركة العراق في مهرجان كان السينمائي بدورته المقبلة
  • جامعة بنها تتألق في مهرجان حلوان الترويحي وتحصد 17 ميدالية
  • 9 أفلام يابانية في مهرجان أفلام السعودية
  • محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات
  • الصندوق الثقافي يشارك في مهرجان بكين السينمائي الدولي
  • مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يكرم الفنانة الكبيرة لبلبة
  • مهرجان كان السينمائي ينعى فاطمة حسونة بعد استشهادها في غزة
  • ريم صفية: مشاركتي في مهرجان كان السينمائي أضاف لي كممثلة.. فيديو