عربي21:
2025-02-01@07:59:14 GMT

بداية ونهاية

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

"الأمور واضحة ولا يمكن ولا يجب التعويل على هكذا حكومات أنشئت لغايات محددة؛ ليس من بينها الدفاع عن أرضها إن احتلت يوما ما، بل استدعاء من يحررها مقابل احتلال مدفوع الأجر يدوم لعقود وأجيال"..

كان هذا جزءا من مقالي المنشور في ذات الموقع "عربي21" بتاريخ السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 أي بعد شهر من عملية طوفان الأقصى وكان بعنوان "لماذا لن يدافع العرب عن فلسطين".

. وباختصار مر شهران ونيف ولم يتحرك العرب دفاعا عن فلسطين، ويبدو لي وأنا كلي يقين مع الأسف أنهم لن يفعلوا حتى وإن امتلكوا القدرات التي تمكنهم من ذلك، فليست لديهم الرغبة. فحب فلسطين وحب الصهاينة لا يجتمعان في قلب واحد أبدا، وجماعتنا قد ماتوا عشقا في هوى الصهاينة حتى أنك تدرك أن قلوبهم تكاد تنفطر حزنا كلما طال أمد الحرب؛ ليس حزنا على الضحايا والشهداء من الأطفال والنساء الفلسطينيين بل على قتلى العدو من الجنود والضباط الصهاينة.

مر شهران ونيف ولم يتحرك العرب دفاعا عن فلسطين، ويبدو لي وأنا كلي يقين مع الأسف أنهم لن يفعلوا حتى وإن امتلكوا القدرات التي تمكنهم من ذلك، فليست لديهم الرغبة. فحب فلسطين وحب الصهاينة لا يجتمعان في قلب واحد أبدا، وجماعتنا قد ماتوا عشقا في هوى الصهاينة
لفت نظري في زيارة ملك الأردن عبد الله بن الحسين للولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام قوله إن ما جرى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 يتنافى مع تعاليم الإسلام الحنيف، ولا أدري لماذا لم يستحضر مجازر الصهاينة منذ السابع منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم، ثم عن أي إسلام يتحدث وجيرانه يقتلون وإخوانه في العروبة والدين يتم تهجيرهم وقصف مدنهم وقراهم على بعد فراسخ من حدود بلاده؟

قبل أيام معدودة صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه هو من أمر بفتح معبر رفح رغم معارضة "الرئيس المكسيكي" عبد الفتاح السيسي، وهي المرة الثانية التي يصرح بايدن بمثل هذه التصريحات التي تدين النظام المصري وتضعه في قفص الاتهام، تماما كما فعل المحامي الخاص بالكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية فقال بصوت مسموع إن مصر هي التي تغلق المعبر وليس "إسرائيل"، فهاجت الدنيا وماجت وما لبثت أن هدأت بعد أن أقسم الجنرال بأنه لو فعل ذلك (الحصار) هيروح من ربنا فين؟ وبالتالي يجب على الجميع تصديقه وتكذيب بايدن والكيان الصهيوني، رغم أن الجميع يعلم علم اليقين أن قلب الجنرال ينبض بحب الصهاينة وعقله يفكر بالعبري وينصاع تماما للتعليمات وإلا فالعاقبة معروفة.

مرت أكثر من ثلاثة أشهر على اجتماع القمة العربية- الإسلامية المشتركة التي عقدت في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وكان من بين قراراتها كسر الحصار ووقف الحرب وإعداد ملف بالجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال من أجل تقديمه للمحكمة الدولية، ويبدو أن من يقوم بإعداد الملف لا يجيد الرصد ولا يجيد التدوين أو أن الملف جاهز والرغبة غائبة!

يمضي الوقت والمقاومة على الثغور صامدة رغم قسوة الهجوم وضراوة الحرب المدعومة عالميا من أمريكا وأوربا وعربيا؛ بالصمت المخزي والضوء الأخضر لنتنياهو كي يقوم بالمهمة نيابة عن الدول العربية التي لا يجتمع في قلبها حب الصهاينة وحب المقاومة ولا حب أمريكا وحب الإسلاميين على وجه الخصوص.

كل الأصوات المنددة بالحرب على غزة والتي تسمعها عبر شاشات التلفزة أو عبر فضاء منصة إكس (تويتر) هي أصوات مصطنعة، تم تجهيزها وتعليبها قبل الحرب من أجل امتصاص غضب الشارع، والشيء الوحيد غير المصطنع والحقيقي هو المقاومة التي فاجأت الجميع وأطالت زمن الحرب وأذاقت العدو بعض بأسها على قلة إمكانياتها، لا شيء حقيقي سوى صور ومشاهد المقاومين وهم يقتحمون الوغى غير آبهين بالسياسة والسياسيين وغير عابئين بثرثرة النخب التي تخلت عن ضمائرها لصالح الدرهم والدينار والدولار (حسب المصدر).

ثمة مفارقة عجيبة بين عالم الواقع وعالم الخيال، في عالم الواقع ترى المقاومة وهي تصمد وتذيق العدو نصيبه من العذاب وترى جثث المعتدين تنقل عبر البر والجو، وتسمع وتشاهد صراخ عائلات الجنود والضباط القتلى والمصابين ومظاهرات عائلات الأسرى، وفي عالم الخيال ترى من يتحدث عن دعم عربي إغاثي كبير من أجل فلسطين، ولكننا في عالم الواقع لا نرى هذه الإغاثة تدخل إلى غزة، بل نراها مكدسة في شوارع مدينة العريش ومطارها في انتظار التعليمات والتفتيش قبل دخولها.

في عالم الواقع يتم تهجير الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الجنوب الشرقي، وربما إلى الضفة الغربية من مدينة رفح تحت أعين وبصر الجميع، وفي عالم الخيال نسمع تصريحات قوية عن الخط الأحمر والخط الأزرق وتهديدات ووعيد بعدم الوقوف صامتين إذا ما تم التهجير؛ فإذا به يحدث وإذا بالخيام تنصب، وإذا بصحيفة وول ستريت جورنال (WSJ) تذكر نقلا عن مسؤولين مصريين قولهم إن مصر ستشرف على إقامة 24 ألف خيمة ومستشفيات ميدانية في جنوب غربي غزة، من أجل تهجير الفلسطينيين لحين الانتهاء من الحرب على الشعب في غزة، كما طلب الجنرال بعد أيام من عملية طوفان الأقصى.

في عالم الواقع يتم تهجير الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الجنوب الشرقي، وربما إلى الضفة الغربية من مدينة رفح تحت أعين وبصر الجميع، وفي عالم الخيال نسمع تصريحات قوية عن الخط الأحمر والخط الأزرق وتهديدات ووعيد بعدم الوقوف صامتين إذا ما تم التهجير
كل الخطوط الحمراء التي تحدث عنها قادة العرب تم تجاوزها، وتبين لي وللجميع أنها أشبه بـ"أحمر الشفاه" الذي تستخدمه النساء في الزينة أو الماكياج كما يقولون، فلا الحصار تم كسره ولا الحرب تم وقفها ولا رفح تم استثناؤها من الغزو، ولا المعونات دخلت ولا المصابون نُقلوا كي يتم علاجهم في مستشفيات العرب، بل يجري الحديث عن نقل ابنة المليشياوي السيناوي إبراهيم العرجاني لمستشفى هداسا في القدس لعلاجها بعد أن فشل الطب المصري في علاجها (والعهدة على الراوي).

يبدو لي أننا بصدد انتهاء حقبة مريرة ومظلمة من تاريخ العرب الحديث، حقبة لم يشهد التاريخ لها مثيلا ولا نظيرا في سوء المنظر وقبح المخبر، فلم يعد المرء يعرف على وجه الدقة إن كان حكام العرب مسلمين حقا أو عربا حقا، أم هل ينتسبون لعالم البني آدمين فعلا وصدقا؟

صدقوني وأنا الذي عشت قرابة ستة عقود فوق ظهر هذه البسيطة أنني كلما حاولت البحث عن شيء أدافع به عن النخب العربية أجدني في نهاية المطاف عاجزا عجزا تاما عن تأكيد ما قد أظنه أنه موقف مشرف لهم تجاه أي قضية، فهؤلاء الحكام هم صنيعة الغرب وهم أبناؤه البررة، وهم لا ينتسبون إلى عالمنا لا نسبا ولا حسبا ولا أي شيء يربطهم بنا، تماما كما لا تربطنا بالغرب صلة سوى صلة المحتل بالشعوب المحتلة.

نحن في نهاية حقبة لم تنته، فما زلنا تحت نير الاحتلال ويحكمنا ويتحكم فينا وكلاء المحتل الذين يتحدثون العربية بلكنات مختلفة، وإن استمر الحال فأخشى أن يحكمنا من لا يجيد مطلقا التحدث باللغة العربية ولا بلكنة أهل بلده.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه رفح المقاومة غزة غزة المقاومة العالم العربي رفح الدعم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عالم الخیال إلى الجنوب السابع من من أجل

إقرأ أيضاً:

ترمب يعلن الحرب على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية

#سواليف

وقع #الرئيس_الأميركي #دونالد_ترمب أمرا تنفيذيا يتضمن إجراءات لمحاسبة #المؤسسات_التعليمية على #مظاهرات_طلابية #داعمة_لفلسطين، قائلا إن سياسة واشنطن الآن هي “مكافحة معاداة السامية بقوة”.

وقال ترمب إن الأمر التنفيذي يوجه باتخاذ تدابير إضافية لتعزيز مكافحة معاداة السامية في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2003 (طوفان الأقصى).

وأضاف أن “هجمات 7 أكتوبر أطلقت موجة غير مسبوقة من التمييز المعادي للسامية خاصة في مدارسنا وحرم جامعاتنا”.

مقالات ذات صلة وفد من جامعة اليرموك يلتقي لجنة التربية في مجلس النواب لبحث أزمة الجامعة المتفاقمة 2025/01/30

وتابع ترمب أن “الطلاب اليهود واجهوا موجة لا هوادة فيها من التمييز والحرمان من الوصول إلى مناطق ومرافق في الحرم الجامعي”، مشددا على أن “الفشل في مكافحة معاداة السامية غير مقبول وينتهي اليوم”.

دعوة نتنياهو
وقال الرئيس الأميركي “يجب أن تكون سياسة بلادنا هي مكافحة معاداة السامية بقوة باستخدام جميع الأدوات القانونية المتاحة والمناسبة”، مضيفا “تجب مقاضاة أو ترحيل أو محاسبة مرتكبي المضايقات والعنف المعادي للسامية”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلقى دعوة من الرئيس الأميركي لزيارة البيت الأبيض الثلاثاء المقبل الموافق الرابع من فبراير/شباط، وفق ما أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وأكد مسؤول في الإدارة الأميركية أن ترامب دعا نتنياهو إلى لقائه في البيت الأبيض مطلع الأسبوع المقبل لمناقشة “كيفية جلب السلام لإسرائيل والمنطقة”.

كما قال موقع أكسيوس الأميركي -قبل أيام نقلا عن 3 مسؤولين إسرائيليين- إن ترمب أوعز إلى وزارة الدفاع (البنتاغون) بإنهاء التعليق الذي فرضته إدارة سلفه جو بايدن على إمدادات القنابل التي تزن ألفي رطل (نحو طن) إلى إسرائيل.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن 1800 من هذه القنابل من طراز “إم كيه (مارك) 84” -والتي كانت مخزنة في الولايات المتحدة- ستحمّل على سفينة لإرسالها إلى إسرائيل خلال الأيام المقبلة.

مقالات مشابهة

  • ما الصلاة التي يجوز فيها ترك القبلة؟ عالم أزهري: في هذه «الصلوات فقط»
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • فتح ممر نتساريم.. عودة سكان غزة إلى الشمال بين الزيارة المؤقتة ونهاية الحرب
  • أوكرانيا تكشف "حصيلة قتلى وجرحى" الجيش الروسي منذ بداية الحرب
  • ترمب يعلن الحرب على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • الدكتور جمال شقرة: الصهاينة وراء تغيير الوضع الديموغرافي في فلسطين|فيديو
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر حريصة على منع تهجير الفلسطينيين منذ بداية الحرب على غزة
  • أوكرانيا تكشف عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي منذ بداية الحرب