رافائيل غروسي: الطاقة النووية لا تسعى لأن تكون المصدر المهيمن
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
- دولة الإمارات أصبحت نموذجاً يُحتذى في مجال الطاقة النووية -الطاقة النووية أداة مهمة لخفض نسب الكربون بمزيج الطاقة العالمي
دبي: الخليج
قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الطاقة النووية لا تسعى لأن تكون مصدر الطاقة المهيمن في العالم، وإنما تشكل عنصراً مستقراً ومنظماً ضمن خليط ذكي ومتكامل من مصادر الطاقة.
جاء ذلك خلال جلسة حملت عنوان «هل نتجه نحو مصادر لا متناهية للطاقة؟»، حاورته خلالها بيكي أندرسون، من شبكة CNN، ضمن فعاليات «القمة العالمية للحكومات 2024»، التي تستضيفها دبي خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير الجاري، تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل».
الإمارات نموذج ملهم
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP 28»، الذي استضافته دولة الإمارات مؤخراً، لعب دوراً حاسماً في عدة جوانب، كان من بينها الطاقة النووية، حيث تم التأكيد على ضرورة تسريع استخداماتها.
وأضاف: «إن دولة الإمارات نموذج يحتذى به في هذا المجال؛ إذ تمكنت خلال فترة زمنية قصيرة من بناء القدرات والهياكل المؤسسية اللازمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واليوم تشكل الطاقة النووية 25% من إجمالي الطاقة المستخدمة في البلاد، ووفقاً لما فهمته من محادثاتي مع ممثلي حكومة الإمارات، هناك نية لزيادة هذا الجهد».
ثمار طويلة الأمد
وأفاد غروسي بأن الطاقة النووية هي واحدة من الأدوات المهمة لتخفيض نسب الكربون في مزيج الطاقة العالمي، وهذا هو السبب في رؤية الاستثمارات المتزايدة في الصين والهند وروسيا ومصر وتركيا أيضاً.
وأشار إلى أن بعض المشاريع النووية قد واجهت تأخيرات بسبب مشاكل محددة في تلك المشاريع، وليس بسبب عيوب جوهرية في تكنولوجيا النووية نفسها، لكن الرواية الأوسع بشأن الطاقة النووية يجب أن تأخذ في الاعتبار ثمارها طويلة الأمد لأمن الطاقة والاستدامة البيئية.
واعتبر أن «مساهمة الطاقة النووية في مزيج طاقة مستدام ومرن يمكن أن يدعم الجهود العالمية للتخفيف من تغيّر المناخ حتى القرن المقبل، وهذا يؤكد أهمية بناء شبكات طاقة لا تلبي فقط الأهداف المناخية الفورية، لكن تضمن أيضاً صحة واستقرار الكوكب على المدى الطويل».
ونوه غروسي بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست لديها مصالح تجارية، أو أجندة سياسية، وكل ما يهمها هو القيام بعملها بالتأكد من أن الطاقة النووية تُستخدم بشكل سليم وآمن.
مجالات متعددة
وقال غروسي إن التكنولوجيا النووية لا تسهم فقط في إنتاج الطاقة؛ بل وفي مجالات الطب، والزراعة، وإدارة المياه، وهذا يسلط الضوء على تنوعها وإمكانياتها في مواجهة بعض أكبر التحديات العالمية.
وأوضح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن التقنيات النووية تلعب دوراً رئيسياً في تشخيص وعلاج العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان، كما أن التقنيات مثل الأدوية الإشعاعية والعلاج بالإشعاع حاسمة في الطب الحديث، وتُقدم الأمل والعلاجات التي تنقذ حياة الملايين حول العالم.
ولفت إلى أن التكنولوجيا النووية تعمل على تطوير المحاصيل المقاومة للجفاف، خاصة في المناطق المعرضة للجفاف وتغيّر المناخ، كما تسهم في الزراعة المستدامة وأمن الغذاء، وأشار إلى أن التقنيات النووية تساعد على إدارة المياه من خلال تقييم ومراقبة وحفظ مواردها.
محطة زابوريجيا
وفيما يتعلق بمحطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية، قال غروسي إن الوكالة الأممية تلعب دوراً حاسماً في التخفيف من المخاطر وتوفير معلومات دقيقة بشأنها، نظراً لموقعها بالقرب من خطوط المواجهة للصراع المستمر بين القوات الأوكرانية والروسية.
ورأى أن وجود الوكالة هناك يعمل كنوع من الردع ضد المزيد من الهجمات أو الأعمال التي قد تُعرّض سلامة وأمن المنشأة النووية للخطر، كما أنها تعمل على توفير الدعم الفني للحفاظ على التشغيل الآمن للمحطة، وللحد من الأضرار المحتملة بسبب الأعمال العسكرية في المنطقة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات الدولیة للطاقة الذریة الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
تعاون إماراتي هندي سريلانكي لتحويل “ترينكومالي” السريلانكية إلى مركز إقليمي للطاقة
وقعت وزارة الاستثمار في دولة الإمارات، ووزارة البترول والغاز الطبيعي الهندية ووزارة الطاقة في سريلانكا، مذكرة تفاهم ثلاثية للتعاون في تطوير مدينة ترينكومالي السريلانكية لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة في منطقة جنوب آسيا، والإسهام في تعزيز أمن الطاقة في سريلانكا.
وقّع على مذكرة التفاهم كل من معالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار بالدولة، وفيكرام ميسري، السكرتير الدائم بوزارة الخارجية الهندية، وك.ت.م. أوديانغا هيمابالا، السكرتير الدائم لوزارة الطاقة في سريلانكا.
وترسي مذكرة التفاهم إطاراً للتعاون في تطوير العديد من مشاريع البنية التحتية والطاقة في ترينكومالي، بما في ذلك تجديد وتطوير مزرعة خزانات ترينكومالي، ومبادرات إمداد وقود السفن، وتطوير مشروع مصفاة جديدة.
وكلفت الإمارات والهند وسريلانكا وكالاتها المُعتمدة – وهي على التوالي مجموعة موانئ أبوظبي، وشركة النفط الهندية المحدودة، وشركة بترول سيلان – بإنشاء مشروع مشترك للإشراف على تنفيذ مشروع المصفاة.
وتشمل المذكرة أيضاً إنشاء خط أنابيب ثنائي الاتجاه لنقل البترول بين الهند وسريلانكا بما يسهم في تعزيز القدرات اللوجستية الإقليمية وضمان أمن الوقود.
وقال معالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، إن هذه المذكرة تؤكد التزام الإمارات بالشراكات الإقليمية الإستراتيجية التي تساهم في تعزيز العلاقات الدبلوماسية، وحفز المرونة الاقتصادية طويلة الأمد، وتطوير البنية التحتية المستدامة.
وأضاف، أن الإمارات ستعمل مع الشركاء في الهند وسريلانكا على إطلاق إمكانات ترينكومالي لتصبح بوابة رئيسية للطاقة والخدمات اللوجستية في منطقة جنوب آسيا.
من جانبه، قال فيكرام ميسري، السكرتير الدائم بوزارة الخارجية الهندية، إن هذه المبادرة تمثل خطوة محورية تُضفي بعدًا إستراتيجيًا حقيقيًا على العلاقات بين الهند والإمارات، وتهدف إلى تعزيز شراكتهما مع سريلانكا، مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم تؤكد التزام دولة الإمارات بالتعاون مع الشركاء الدوليين لتمكين علاقات التعاون الإستراتيجية التي تحقق النمو والازدهار على المدى الطويل.
وأشار ميسري إلى أن الإمارات تؤكد، من خلال إسهامها في تطوير البنية التحتية الإقليمية وتعزيز أمن الطاقة، دورها المحوري في دعم الاستقرار الاقتصادي والتقدم المشترك عبر الحدود.وام