الذكاء الاصطناعي لن يتمكن قريباً أن يحل مكان الإنسان تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لتكون أكثر أماناً وفعالية

دبي: «الخليج»

قال يان ليكون، الحائز جائزة Turing، ونائب الرئيس وكبير علماء الذكاء الاصطناعي في Meta، إن الذكاء الاصطناعي لن يتمكن قريباً من أن يحل محل الإنسان في إدارة وتحليل وقيادة الأنشطة الاقتصادية والحياتية في قطاعات الأعمال المختلفة.

وأوضح، خلال جلسة حوارية ضمن أعمال اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2024، حاوره فيها نيت لانكسون محرر التكنولوجيا العالمية في Bloomberg، أن الخبراء والعلماء في مجال تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي يحتاجون الكثير من الوقت والجهد للعمل على إنشاء الإعدادات التقنية المطلوبة للانتقال بقدرات تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مستوى منافس للإمكانيات البشرية.

وقال «ليكون» إن «مستوى القدرات الإدراكية لدى (عقل الذكاء الاصطناعي) في المرحلة الحالية يقل عن مستوى القدرات الإدراكية لدى القطط والكلاب، وهي بالتالي لا تزال بعيدة كثيراً عن مستوى الذكاء البشري وقدراته الإدراكية».

وشرح «ليكون» أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تمتلك القدرات الإدارية أو التخطيطية التي يمتلكها العقل البشري، فضلاً عن السرعة والدقة في اختيار الإجراء المناسب في الوقت المناسب في تحليل وإدارة المسائل المعقدة، مضيفاً أن تلك القدرات مقومات جوهرية في صنع العقل العلمي والنقدي والتحليلي، وهي قدرات لا تزال محتكرة للعقل البشري.

وشرح «ليكون» أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في كتابة النصوص والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بشتى مجالات العلوم والتي تتسبب حالياً في قلق وتخوف عند الإنسان بأنها ستحل مكانه وتجرده من امتيازاته ككائن مبدع وخلاق، لا يمكنها أن تفعل ذلك، لأنها لا تستطيع أن تقوم بتوفير المعلومات وشرحها وصياغتها بالذكاء والإبداع والتحليل الذي يصنعه عقل الإنسان، وذلك لأنها ليست إلا أدوات صماء، ليس لها القدرة على الفهم والربط والخلق الإبداعي والفكري الذي يتمتع به العقل البشري.

وناقشت الجلسة التي حملت عنوان «هل سيقودنا الذكاء الاصطناعي إلى نهاية العالم»، إمكانات الثورة التكنولوجية الأخيرة كسلاح ذي حدين، وما إذا كانت هناك تهديدات وجودية حقيقية قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على العالم ككل نتيجة التطور الفائق السرعة في الأنظمة التقنية والتكنولوجية والتي على رأسها أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وأوضح «ليكون» في رده على هذا التساؤل أن سبب التطوير المستمر لأنظمة الذكاء الاصطناعي لا يرجع للتسابق مع العقل البشري، بل يفرضه واقع التطور التكنولوجي والتقني في قطاعات الأعمال والاقتصاد المختلفة.

وأكد أن التفاعل مع العالم الرقمي والتقني خلال المرحلة المستقبلية متوسطة المدى ستكون من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وهو ما يتطلب تطويرها لتتناسب مع احتياجات ووظائف وتخصصات الأنظمة العاملة في كل القطاعات، وبما يكفل انسجامها مع الثقافات والحاجات والنظم القيمية والمجتمعية المتعددة.

وتابع: المرحلة المقبلة ستفرض أيضاً ضرورة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لتكون أكثر أماناً وفعالية، حيث إنها ستكون جزءاً أساسياً في تكوين البنية التحتية لشبكات الاتصالات والإنترنت المستخدمة في إدارة حياة الإنسان والأعمال.

وأكد «ليكون»، أن هناك حاجة كبيرة لكثير من العمل على إنتاج أنظمة ذكاء اصطناعي تمتلك أعلى مستويات الأمان والفعالية لأنها تدخل في تشغيل وتطوير وزيادة كفاءة كل الأجهزة المهمة والمحورية في حياة الإنسان، والتي من أهمها الهواتف والحواسيب وأجهزة الاتصالات ووسائل النقل مثل الطائرات والمركبات، فضلاً عن دورها في صنع الأجهزة المستخدمة في البحوث العلمية والتقدم التكنولوجي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات أنظمة الذکاء الاصطناعی العقل البشری

إقرأ أيضاً:

رغم تفوقه في البرمجة.. نماذج الذكاء الاصطناعي تخفق في التاريخ

على الرغم من تميز الذكاء الاصطناعي في بعض المهام مثل البرمجة أو إنشاء البودكاست، إلا أنه يُظهر ضعفًا واضحًا في اجتياز اختبارات التاريخ المتقدمة، وفقًا لدراسة حديثة.  

         

 

GPT-4 وLlama وGemini: نماذج لغوية فشلت في تقديم إجابات دقيقة



قام فريق من الباحثين بتطوير معيار جديد لاختبار ثلاث نماذج لغوية ضخمة رائدة: "GPT-4" من أوبن إي آي، و"Llama" من ميتا، و"Gemini" من جوجل، في الإجابة عن أسئلة تاريخية. يعتمد هذا المعيار، المعروف باسم "Hist-LLM"، على قاعدة بيانات التاريخ العالمي "Seshat"، وهي قاعدة بيانات شاملة للمعرفة التاريخية. 

النتائج التي تم تقديمها الشهر الماضي في مؤتمر "NeurIPS" المرموق، كانت مخيبة للآمال. حيث حقق أفضل نموذج، وهو "GPT-4 Turbo"، دقة بلغت حوالي 46% فقط، وهي نسبة بالكاد تفوق التخمين العشوائي.  


اقرأ أيضاً.. هل يتفوق "O3" على البشر؟ قفزة جديدة تُعيد تعريف الذكاء الاصطناعي

 

وأوضحت "ماريا ديل ريو-تشانونا"، إحدى المشاركات في الدراسة وأستاذة علوم الحاسوب في جامعة كوليدج لندن: "الاستنتاج الأساسي من هذه الدراسة هو أن النماذج اللغوية الكبيرة، رغم إمكانياتها المذهلة، لا تزال تفتقر إلى الفهم العميق المطلوب للتعامل مع استفسارات تاريخية متقدمة. يمكنها التعامل مع الحقائق الأساسية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتحليل العميق على مستوى الدكتوراه، فهي غير قادرة على الأداء المطلوب بعد". 

 



أخبار ذات صلة وداعاً للكلمات المفتاحية.. الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف البحث في ويندوز 11 مدير عام مركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي لـ«الاتحاد»: توظيف الذكاء الاصطناعي

القصور في الفهم العميق



 

من الأمثلة التي فشل فيها النموذج، سؤال عن استخدام الدروع القشرية في فترة معينة من مصر القديمة. أجاب "GPT-4 Turbo" بنعم، بينما الحقيقة أن هذه التقنية لم تظهر في مصر إلا بعد 1500 عام.  

يرجع هذا القصور، وفقًا للباحثين، إلى اعتماد النماذج على بيانات تاريخية بارزة، مما يصعّب عليها استرجاع المعلومات النادرة أو الأقل شهرة.

كما أشار الباحثون إلى وجود أداء أضعف للنماذج في مناطق معينة، مثل إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يبرز التحيزات المحتملة في بيانات التدريب.


اقرأ أيضاً..  الذكاء الاصطناعي يفك شيفرة أصوات الطيور المهاجرة


 

التحديات المستمرة



وأكد "بيتر تيرتشين"، قائد الدراسة وأستاذ بمعهد علوم التعقيد في النمسا، أن هذه النتائج تُظهر أن النماذج اللغوية لا تزال غير بديل عن البشر في مجالات معينة. ومع ذلك، يبقى الأمل في أن تسهم هذه النماذج في مساعدة المؤرخين مستقبلاً. يعمل الباحثون على تحسين المعيار بإضافة بيانات من مناطق غير ممثلة بشكل كافٍ وتضمين أسئلة أكثر تعقيدًا.  

واختتمت الدراسة بالقول: "رغم أن نتائجنا تسلط الضوء على المجالات التي تحتاج إلى تحسين، إلا أنها تؤكد أيضًا الإمكانيات الواعدة لهذه النماذج في دعم البحث التاريخي". 

 

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • نظرية جديدة لتفسير آلية اختزان الذكريات في العقل البشري
  • سامسونج Galaxy S25 Ultra.. الريادة في الذكاء الاصطناعي ومستقبل الهواتف الذكية
  • الذكاء الاصطناعي في المسرح
  • تقرير لـ «جي 42» و«إيكونوميست إمباكت» يسلّط الضوء على جاهزية الذكاء الاصطناعي
  • سعر iPhone SE 4.. أرخص آيفون يدعم الذكاء الاصطناعي
  • رأس المال البشري على رأس الأولويات.. اجتماع لتطوير قدرات المصريين
  • الدقيقة بـ 200 جنيه.. لماذا يشتري الذكاء الاصطناعي فيديوهاتك المحذوفة؟
  • رغم تفوقه في البرمجة.. نماذج الذكاء الاصطناعي تخفق في التاريخ
  • المخاطر الحقيقية في سباق الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي: مرموش يلعب 25 مباراة مع السيتي ويُسجل 15 هدفاً!