ذات الضفائر العنَّابة (10)
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
مُزنة المسافر
ماذا لو قفز الأطفال؟
وحملهم الهواء الطيَّب.
نحو ماجدالينا.
وشاهدوا ضفائرها الجديدة.
المزينة بالشرائط والخرائط.
أنهم يشتاقون إليها بشدة.
وإلى كل قصة.
ترويها وتخبرها عن الأجداد.
والأصحاب.
بالطبع إنها قادرة على القول.
ياللهول!
لم تصدق ذات الضفائر العنَّابة.
أن جدائلها قد تعرف عليها الأطفال.
ولحقوا بها.
ورغبوا أن يخبروها.
كلمات السعادة.
وأن يسعدوا يومها المرهق.
ويكون صباحها ومسائها.
قصصها وحكاياها.
التي تسكن المرطبانات الرطبة.
في كل ربيع.
بديع.
هل سيطير الأطفال في الهواء من جديد؟
ليأتوا إليها في كل صباح ومساء.
وهل سيخبرهم الهواء الطيَّب؟
أنه دائماً سيحملهم نحوها.
وهل ستدرك ذات الضفائر العنَّابة شوق الأطفال إليها؟
ولحكايها الحلوة.
اللذيذة كالكرزات.
وهل ستعيش ذات الضفائر العنَّابة فوق شجرة ما؟
كالبارونة التي تقطن الممالك الشجرية.
وهل ستلقي بالكرزات من هناك؟
وهل سيكون معها الشطار؟
ليروا العالم المتحرك في خفة غريبة من هناك.
مثل السحب السابحة في غرابة.
وابتهاج.
والجراد الغارق في الأسراب.
والسائل عن الحقول والفصول.
وهل سيعرفون أن ماجدالينا قد طارت الآن في الهواء؟
وتأبى أن تخرج من الخفة.
وأن تعيش بين طيور الكناري التي تسكن أعشاشاً سليمة.
وهل سيعرف النسر العظيم الذي يطير فوق بلادنا؟
أن ماجدالينا قد صارت في الهواء.
وطفت طفوها الغير معتاد.
مع الأطفال.
وعومها الآن هو ليس عوم الخيالات.
بل هو عوم النعيم بالهواء العليل.
وهطول الفرح.
لها وللأطفال الحالمين.
الراغبين في فهم القصص.
والسير نحو الحُلم.
والنوم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ناهد السباعي تحبس دموعها على الهواء: أمي ارتاحت لما توفت
لم تستطع الفنانة ناهد السباعي حبس دموعها أثناء استضافتها مع الإعلامية لميس الحديدي، وذلك عندما تم عرض جزء من حوار قديم أجرته الإعلامية معها برفقة والدتها الراحلة ناهد فريد شوقي على هامش فعاليات مهرجان الجونة قبل سنوات.
وعلقت ناهد قائلة: "أمي كانت بمثابة ابنتي، ولكن بعد رحيلها اكتشفت أنني كنت أعتمد عليها في كل شيء. أصبحت أعاني من مشكلات في النوم والعمل، وأي قرار كنت مترددة بشأنه كنت أستشيرها فيه. على سبيل المثال، وقت عرض مسلسل هبة رجل الغراب كنت مترددة في قبوله، لكنها شجعتني على خوض التجربة. حتى في أبسط الأمور، مثل اختياراتي في الملابس، كنت أعتمد على رأيها؛ فإذا قالت إن قطعة ما ليست جميلة، لم أعد أراها جميلة في عيني فورًا ولا أشتريها."
وأشارت خلال لقائها في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، تابعت ناهد قائلة: "كانت أمي ذكية جدًا، مثقفة، وتفهم الأمور بعمق. حتى أصدقائي كانوا يجلسون معها لأخذ رأيها في أمورهم، فما بالك بي، ابنتها؟!"
وقالت: "أصبحت أزور المقابر كثيرًا، وأحيانًا تحدث معي أمور غريبة، فإذا قال لي أحدهم كلامًا يشبه كلام أمي، أعتبره رسالة شخصية منها لي."
استذكرت ناهد السباعي الفترات الصعبة التي عاشتها بعد فقدان والدها وشقيقها، قائلة: "عندما توفي أبي وأخي، كنت أنا وأمي نحاول تجاوز الألم بقراءة الكتب والقيام بأشياء تريحنا نفسيًا. الآن، أمارس نفس الأمور، لكن فقدان الأم مختلف تمامًا عن أي فقد آخر."
وأضافت بتأثر: "أمي ارتاحت بعد وفاتها، فقد كانت مريضة جدًا، وكنا نخفي الأمر عن الجميع حتى عن الأقارب، لأنها لم تكن تريد أن يعرف أحد مدى تدهور حالتها."
وتابعت: "حين رحلت، قلت لنفسي إنها ارتاحت، وكنت أشعر أنها كانت ترغب في اللحاق بابنها، لكنها كانت تخبرني أنها تريد أن تذهب، بينما كنت أنا أنانية وأرغب في بقائها معي، لأنني كنت أشعر أنني سأضيع بدونها. صحيح أنني كنت أتواصل معها كثيرًا عبر مكالمات الفيديو عندما كنت بعيدة، لكنني لم أرَ أشياء كثيرة، وأعتقد أن الله كانت له حكمة في ذلك، فقد منعني من رؤية لحظاتها الأخيرة رحمةً بي."
وعن النصائح والرسائل التي تركتها والدتها لها، قالت ناهد: "أمي كانت مثقفة جدًا وتحب القراءة، وكانت تنهي كل كتاب في أسبوع. تركت لي رسائل في كل كتاب قرأته، فقد اعتادت أن تدون ملاحظاتها في الهامش، لذا أجدها في كل شيء، وأشعر بوجودها في كل موقف أواجهه."