هذه العقبات الخمس الكبرى في الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب بغزة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن المفاوضات غير المباشرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة التي لم تنقطع، على الرغم من وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للشروط التي وضعتها حركة حماس الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بـ "الوهمية".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من خلال وسطاء، من مصر إلى الولايات المتحدة مرورا بقطر، مازالت المفاوضات مستمرة عبر الوسائل الإلكترونية وفي القاهرة.
وكتب المعلق بصحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هرئيل: "هناك مجال للمناورة"، مبديًا تفاؤلا غير عادي بشأن زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى القاهرة للقاء الوفود المصرية والقطرية وربما حتى الإسرائيلية.
لكن هذه المفاوضات، حتى لو كانت من أجل وقف مؤقت لإطلاق النار لا تنهي الاحتلال الإسرائيلي لغزة، ولا تزال تواجه تحديات كثيرة، كما شهدنا في أحدث جولة من المفاوضات بشأن الشروط ورفض الاتفاقات بين إسرائيل وحركة حماس خلال الأسابيع الأخيرة.
وذكرت الصحيفة أنه بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء الاجتياح البري لقطاع غزة، فإن إسرائيل لم تحقق بعد أهدافها بالكامل ولا يبدو أنها ستحققها. ورغم مستوى الدمار الذي لحق بمساحة تبلغ 365 كيلومترا مربعا، فإن الجيش الإسرائيلي لم يحتلها بالكامل ولم تطأ أقدام قواته بعد بعض مخيمات اللاجئين في وسط غزة وفي رفح، المدينة الحدودية مع مصر.
بالإضافة إلى ذلك، لم تقض الغارات على كبار قادة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني. ويتذكر الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، على شاشة التلفزيون، أن الإسرائيليين "حددوا هدفا للقضاء على الطبقة السياسية والقيادية العسكرية لحركة حماس عند دخولهم". وأكد في الرابع من فبراير/شباط أن "هذه الإجراءات لم تكن ناجحة حتى الآن".
وفي الواقع، لم يشمل الاقتراح الأول للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، الذي تم إعداده في باريس في نهاية كانون الثاني/يناير من قبل ممثلين عن الولايات المتحدة وقطر ومصر، أي مطلب إسرائيلي بمغادرة القادة العسكريين للحركة المسلحة الفلسطينية غزة إلى المنفى في بعض الدول العربية.
وينص اتفاق باريس الأدنى على هدنة إنسانية على ثلاث مراحل. تبدأ الفترة الأولى لمدة ثلاثة أسابيع وتستمر في المجمل 135 يوما، وذلك وفقا لوكالة رويترز للأنباء. وخلال كل هذه الفترات، سيتم إطلاق سراح مجموعة من الرهائن الإسرائيليين البالغ عددهم 132 الذين تحتجزهم حماس والذين ما زالوا على قيد الحياة. ووفقا للجيش الإسرائيلي، قُتل حوالي 32 شخص لأسباب مختلفة، معظمهم بسبب القصف، وسيتم تسليم جثث الذين ماتوا في الأسر. وفي المقابل، سيتم إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.
إلى جانب هذا الاتفاق الأولي، لا تزال هناك خمس عقبات رئيسية أمام إنهاء الحرب:
1.تطالب حماس بإطلاق سراح ما لا يقل عن 1500 أسير فلسطيني، وهو رقم مبالغ فيه في رأي المجلس الوزاري الإسرائيلي. وقبل بدء الحرب، كان هناك 4763 أسيرا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية، لكن عددهم تضاعف منذ ذلك الحين. ومن بين الأشخاص الذين يؤمل إطلاق سراحهم مروان البرغوثي، أحد قادة فتح، المنافسة لحماس، الذي قضى 22 سنة خلف القضبان. وثلث الذين تم الإفراج عنهم كان محكوما عليهم بالسجن المؤبد. أما بالنسبة لأولئك الذين سيواصلون قضاء عقوباتهم أو هم في الاعتقال الإداري، تطالب حماس بتحسين ظروف سجنهم.
2.تريد حماس أن تؤدي هذه الهدنات الإنسانية المتسلسلة الثلاث إلى وقف نهائي لإطلاق النار. في المقابل، يرفض نتنياهو القيام بذلك لأنه يريد أن يكون له مطلق الحرية في استئناف الهجوم إذا رأى ذلك ضروريا. وقد أخبر الوسطاء القطريين والمصريين حماس أنه عندما تنتهي هذه الهدنات، فإن الضغوط الدولية سوف تجعل من المستحيل تقريباً على الحكومة الإسرائيلية العودة إلى الحرب.
3.تطالب حماس الجيش الإسرائيلي بالسماح، في المرحلة الأولى، بالتنقل بحرية داخل غزة، وبعودة مليون ونصف مدني إلى الشمال المدمر، وأخيرا انسحابهم من القطاع بأكمله. لكن الحكومة الإسرائيلية مستعدة فقط لسحب جيشها من المراكز الحضرية الرئيسية.
4.تريد حماس من إسرائيل أن تمنع زيارة اليهود، برفقة الجيش، إلى المسجد الأقصى، حيث سمحت لهم الحكومة الإسرائيلية بهذه الزيارات ابتداء من سنة 2003، ويعتبر المسلمون هذه الزيارات بمثابة استفزاز. وأطلقت حماس على هجوم السابع من تشرين الأول /أكتوبر اسم "طوفان الأقصى".
5.تطالب حماس أيضا بفتح جميع حدود غزة لدخول المساعدات الإنسانية عبرها قبل إعادة إعمار القطاع، وهو ما قد يستغرق ثلاث سنوات على الأقل. ومن جانبها، ترغب إسرائيل في فرض سيطرتها على ما يدخل غزة برًا لمنع إدخال الأسلحة عبر معبر رفح مع مصر. وبالتوازي مع ذلك، سيتعين على تل أبيب والقاهرة الاتفاق على الكيفية التي سيتمكن بها الإسرائيليون من مراقبة الأنفاق، المغلقة الآن، بين شبه جزيرة سيناء وغزة، التي جلبت حماس من خلالها الأسلحة إلى غزة. ومن الممكن إعادة فتح معبر إيريز الحدودي بين إسرائيل والقطاع، مؤقتا ولكن بأي حال من الأحوال لا يمكن لليد العاملة الفلسطينية العودة للعمل هناك بحسب السلطات الإسرائيلية.
الهجوم على الجيب الأخير
بالتزامن مع المحادثات الجارية في القاهرة، أمر نتنياهو يوم الجمعة جيش الاحتلال بتقديم خطة مشتركة إلى المجلس الوزاري الاسرائيلي لإجلاء 1.7 مليون لاجئ من غزة بالقرب من رفح والقضاء على الكتائب الأربع لحماس التي يُزعم أنها متحصنة في تلك المدينة الحدودية. لكن المهمة مستحيلة لأن هؤلاء المدنيين ليس لديهم مكان يذهبون إليه ولا وسيلة للسفر.
بيّنت الصحيفة أن الأمر بشن الهجوم الكبير الأخير يعني أنه، بين النصر الكامل الواضح وإعادة الرهائن، اختار نتنياهو الأول. ربما يكون هذا هو القرار المفضل لأغلبية حكومته المكونة من وزراء متشددين، ولكن ليس من قبل الرأي العام. ويكشف الاستطلاع الذي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، والذي نُشر الأسبوع الماضي، أن 51 بالمئة من الإسرائيليين يعطون الأولوية لإنقاذ الرهائن، في حين يفضل 36 بالمئة فقط القضاء على حماس.
من جهته، لم يحدد نتنياهو متى يجب أن يبدأ الجيش تنفيذ هذا الأمر. وتمثل رد الفعل الوحيد للحركة الفلسطينية في إصدار بيان تعلن فيه أن أي "عدوان عسكري واسع النطاق" من شأنه أن يضع حدا فوريا لأي مفاوضات.
أضافت الصحيفة أن الصحافة الإسرائيلية لم تحدد تاريخ بدء الهجوم المعلن، لكنها أشارت إلى أنه يجب أن يكتمل بحلول العاشر من آذار/مارس، عندما يبدأ شهر رمضان. ومنذ أعلن نتنياهو نيته الاستيلاء على رفح، تعرض لانتقادات شديدة من الغرب والعالم العربي، نظرا لأن الاستيلاء على تلك المدينة الأخيرة من شأنه أن يسبب مجزرة. وقد تجاوز عدد القتلى 28 ألفا، حسب وزارة الصحة في غزة.
ومن جانب آخر، كتب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على موقع "إكس"، يوم السبت، أن "توسيع العمليات العسكرية إلى رفح سيشكل تهديدا خطيرا لحياة أكثر من مليون لاجئ فلسطيني في المنطقة وسيزيد من الكارثة الإنسانية".
واستنكر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، التصعيد العسكري الإسرائيلي في رفح الذي يهدف إلى "طرد الفلسطينيين من أراضيهم". وهذا بالضبط ما تخشاه مصر: أن يهرب عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين من التفجيرات، ويقتحموا نقاط التفتيش في رفح ويدخلوا إلى سيناء.
وفي محاولة لمنع حدوث ذلك، حذر نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي من أنه سيعلق معاهدة السلام مع إسرائيل إذا اقتحم جيشها رفح وتسبب في رحيل أعداد كبيرة من المدنيين، وذلك حسب صحيفة وول ستريت جورنال. ولا ينبغي أن يُقلق هذا التعليق نتنياهو كثيرا، لأن مصر لن تعيد بأي حال من الأحوال فتح ملف الصراع مع إسرائيل.
وفي الختام، أبرزت الصحيفة أنه على الأرض، اتخذ السيسي إجراءات وقائية أخرى مثل تركيب كاميرات على الجانب المصري من تلك الحدود يمكن من خلالها توقع النزوح البشري. كما قام ببناء جدار خرساني يبلغ ارتفاعه ستة أمتار، يعلوه سياج من الأسلاك الشائكة، لمنع الدخول الجماعي للفلسطينيين. وعلى عكس سوريا أو الأردن أو لبنان، لم ترحب مصر باللاجئين الفلسطينيين إلا نادرا منذ قيام إسرائيل في سنة 1948.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة حماس مصر الاحتلال رفح مصر احتلال حماس غزة رفح صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تطالب حماس الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
مع صمود المقاومة.. نتنياهو: نريد أي اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان
بيروت - رويترز
أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبعوثين أمريكيين اثنين اليوم الخميس بأن قدرة إسرائيل على مواجهة تهديدات لأمنها من لبنان وإعادة النازحين إلى الشمال من العوامل الرئيسية في أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان.
وجاء حديث نتنياهو بعد فترة وجيزة من هجوم شنته جماعة حزب الله اللبنانية على بلدة المطلة في شمال إسرائيل وقالت السلطات الإسرائيلية إنه أودى بحياة خمسة أشخاص، بينهم مزارع إسرائيلي وأربعة عمال أجانب، بينما قُتل مدنيان آخران جراء إصابتهما بشظايا قرب بلدة كريات آتا.
وأعلنت بيروت استشهاد ستة من العاملين في القطاع الصحي في سلسلة هجمات إسرائيلية على جنوب لبنان.
ونقل مكتب نتنياهو عنه قوله للمبعوثين الأمريكيين "القضية الرئيسية ليست الأعمال الورقية الخاصة بهذا الاتفاق أو ذاك، إنما قدرة إسرائيل وإصرارها على إنفاذ الاتفاق وإحباط أي تهديد لأمنها من لبنان".
ويزور المبعوثان الأمريكيان بريت مكجورك وآموس هوكستين إسرائيل لتقديم دفعة جديدة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار في لبنان وقطاع غزة.
وقالت مصادر لرويترز في وقت سابق إن المحادثات ستركز على هدنة مدتها 60 يوما للسماح بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي يقضي بسحب مقاتلي حزب الله من جنوب نهر الليطاني.
وتأتي الدفعة الدبلوماسية وسط احتدام للقتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران، والذي يحدث بالتوازي مع حرب إسرائيل في غزة على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). ودمرت الحرب الإسرائيلية في غزة مناطق كبيرة من القطاع الفلسطيني وتسببت في أزمة إنسانية.
واتهم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إسرائيل بارتكاب "شكل من أشكال الإبادة الجماعية" بهجومها الطاحن على شمال غزة، وهو الاتهام الذي تنفيه إسرائيل، ودعا لبنان إلى حل أزمته السياسية المستمرة منذ فترة طويلة.
وقصفت إسرائيل مناطق في محيط بعلبك في شرق لبنان لليوم الثاني على التوالي بعد إصدار أوامر بالإخلاء للسكان.
وشن الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء غارات جوية مكثفة استهدفت حزب الله في مدينة بعلبك، المشهورة بمعابدها الرومانية، وحولها.
وشوهدت عشرات السيارات تغادر المنطقة مسرعة بعد أمر الإخلاء الإسرائيلي اليوم، ولا تزال أعمدة الدخان الأسود تتصاعد من بلدة دورس حيث دمرت غارة إسرائيلية أمس مخزونات وقود تابعة لحزب الله، بحسب الجيش الإسرائيلي ومصدر أمني لبناني.
ولجأ آلاف إلى بلدة دير الأحمر ذات الأغلبية المسيحية هربا من العنف، حيث قال رئيس اتحاد بلديات دير الأحمر جان فخري إن السلطات تواجه صعوبة في توفير حتى لو جزء صغير من الاحتياجات وإن بعض الناس قضوا الليل في سياراتهم.
وأضاف "ما فينا نكمل هيك".
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ستة من العاملين في القطاع الصحي استشهدوا وأُصيب أربعة آخرون في ثلاث هجمات منفصلة بجنوب لبنان اليوم الخميس، وهو ما يرفع إجمالي عدد الشهداء والجرحى من العاملين الصحيين إلى 178 و279 على الترتيب منذ بدء الهجمات الإسرائيلية قبل أكثر من عام.
وقال حزب الله إنه شن عدة هجمات صاروخية ومدفعية على قوات إسرائيلية قرب بلدة الخيام في جنوب لبنان اليوم الخميس.
وهذا هو اليوم الرابع على التوالي من القتال داخل بلدة الخيام وفي البلدات المحيطة بها. وتضم البلدة واحدة من أكبر التجمعات الشيعية في جنوب لبنان.
وقال رئيس بلدية الوزاني الواقعة على الحدود اللبنانية إنه ناشد السلطات لإجلاء أكثر من 20 شخصا، أغلبهم من النساء والأطفال، حوصروا في تبادل لإطلاق النار، لكن السلطات اللبنانية قالت إن إسرائيل لم ترد على مناشدته. وتقع بلدة الوزاني جنوبي الخيام.
وأضاف رئيس البلدية أحمد محمد لرويترز أنه يواصل مطالبته بمساعدتهم لكن الأمر يبدو "وكأننا في غابة. لا أحد يسمع".
وقال مصدر مطلع على تفكير الجماعة لرويترز إن حزب الله يستهدف إبقاء القوات الإسرائيلية خارج بلدة الخيام لمنعها من تفجير المنازل والأبنية، كما حدث على نطاق واسع في بلدات حدودية أخرى.
ويقول حزب الله إن مقاتليه منعوا إسرائيل من احتلال أي قرى جنوبية بصورة كاملة أو السيطرة عليها، بينما تقول إسرائيل إنها تنفذ عمليات برية محدودة تهدف إلى تدمير البنية التحتية للجماعة.