كشفت تقارير سودانية وإيرانية متطابقة أن القيادتين السودانية والإيرانية تتجهان بخطى حثيثة لفتح صفحة جديدة في العلاقات، وسط توترات إقليمية متصاعدة بين طهران وداعميها من جهة، وواشنطن وحلفائها من جهة أخرى، وحرب يخوضها الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ أبريل/ نيسان 2023.

ووفق تقرير لوكالة "الأناضول"، رصدته "عربي21"، فقد تمثلت آخر خطوات التقارب في زيارة امتدت يومين أجراها وزير الخارجية السوداني علي الصادق إلى طهران في 5 فبراير/ شباط الجاري، بوصفه أول وزير في بلاده يزور إيران بعد 8 سنوات.



وقد استقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وزير الخارجية السوداني مرحبا برغبة الخرطوم في إحياء العلاقات مع طهران واعتبر ذلك "أساسا لتعويض الفرص الضائعة وتوفير أخرى جديدة".

وأكد الرئيس الإيراني دعم طهران لـ"إرساء حكومة قوية في السودان وسيادته"، معتبرا أن "إعادة فتح السفارتين في طهران والخرطوم وتبادل السفراء يمهدان الأرضية المناسبة لإحياء وتطوير علاقات البلدين".

الترحيب بعودة العلاقات من أعلى مستويات الدولة الإيرانية، قوبل بتأكيد سوداني من وزير الخارجية الذي أعلن استعداد بلاده "لاستعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع إيران".

وفي الزيارة ذاتها، أعرب وزير الخارجية السوداني خلال لقائه نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن أسفه لـ"توقف العلاقات بين البلدين" مؤكدا "إرادة الخرطوم الجادة في تعزيز وتطوير الأواصر مع طهران بمختلف المجالات".

يذكر أن السودان وخلال حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير (1989 ـ 2019)، كانت قد قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، ردا على اقتحام محتجين لسفارة السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، بعد أن أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر مع مدانين آخرين، بتهمة الإرهاب.

وقبل قطع العلاقات بين البلدين كانت العلاقات بين الخرطوم وطهران وثيقة، وكانت الأخيرة مصدرا وموردا للأسلحة إلى الخرطوم منذ تسعينيات القرن الماضي، كما تضمنت العلاقات آنذاك اتفاقيات تعاون عسكرية ودفاعية بالإضافة إلى مشاريع مشتركة.

بدأ جبل القطيعة بين البلدين في الذوبان بعد نحو 3 أشهر من تعرض السودان لحرب مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، إثر خلافات بشأن دمج قوات الأخيرة في المؤسسة العسكرية الرسمية.

ففي يوليو/ تموز 2023، التأم أول لقاء بين وزيري خارجية السودان وإيران على هامش اجتماع وزراء خارجية دول "حركة عدم الانحياز" بالعاصمة الأذربيجانية باكو، وأعلن الوزيران في ذلك اللقاء "استئنافا وشيكا للعلاقات بين البلدين"، ليعلنا رسميا في 9 أكتوبر/ تشرين الأول من العام ذاته، قرار استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد قطيعة 7 سنوات.

بعد ذلك الوقت، وعلى هامش القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بالرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، التقى الرئيس الإيراني برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وبحثا تعزيز العلاقات بين البلدين.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، حربا مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل وما يزيد على 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

وفي 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، جمدت الخرطوم عضويتها في الهيئة الإفريقية الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا "إيغاد" التي كانت ترعى جهودا لحل الأزمة عبر محاولة عقد لقاء مباشر بين البرهان وحميدتي.

الخرطوم أرجعت التجميد إلى ما قالت إنه "تجاهل المنظمة لقرار السودان، الذي نُقل إليها رسميا بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخص الوضع الراهن في السودان".

و"إيغاد" منظمة حكومية إفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، وتتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم دولا من شرق إفريقيا هي: السودان وجنوب السودان وإثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وجيبوتي وإريتريا.

وفي الآونة الأخيرة، تداولت تقارير صحفية دولية منها ما نشرته "بلومبرغ" أنباء عن تزويد طهران الجيش السوداني بطائرات مسيرة قتالية جرى استخدامها في الحرب ضد قوات الدعم السريع، دون تأكيدات رسمية من البلدين بهذا الشأن.

ويحظى السودان بإطلالة على البحر الأحمر بطول يقارب 800 كلم، وهو ما جعله محورا للتنافس الإقليمي والدولي على تشغيل موانئه.

وتضامنا مع غزة التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، عاقدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.

ومنذ مطلع العام الجاري، يشن تحالف تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.

ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيديا لافتا في يناير الماضي، أعلنت الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السودانية العلاقات التقارب إيران إيران السودان علاقات تقارب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع وزیر الخارجیة العلاقات بین بین البلدین

إقرأ أيضاً:

«شرق النيل» في قبضة الجيش السوداني

البلاد – الخرطوم
أحكم الجيش السوداني سيطرته على منطقة شرق النيل وجسر المنشية، الذي يربط وسط الخرطوم بهذه المنطقة، وسط تراجع لقوات الدعم السريع.
وقالت مصادر عسكرية إن الجيش أحرز تقدماً في أحياء النصر، الهدى، ومرابيع الشريف، مع استمرار المواجهات في القادسية، فيما بثّ سلاح المدرعات صوراً تُظهر تقدم وحداته نحو وسط الخرطوم، بينما تعهّد اللواء نصر الدين عبد الفتاح، قائد منطقة الشجرة العسكرية، بتحقيق النصر والوصول إلى القصر الجمهوري وجزيرة توتي خلال شهر رمضان.
وعلى الصعيد الإنساني، حذرت غرفة طوارئ شرق النيل من تفاقم الأوضاع بسبب نزوح آلاف الأسر، مطالبة المنظمات الإنسانية بتقديم مساعدات عاجلة لتوفير الغذاء، المياه، والرعاية الطبية.
وفي ولاية شمال دارفور، أعلن الجيش تنفيذ أربع غارات على مواقع الدعم السريع بمحيط الفاشر، موقِعاً عشرات القتلى والجرحى. وأشار إلى استهداف المدينة بالمسيّرات والمدفعية، فيما تتواصل الاشتباكات العنيفة مع الدعم السريع، الذي يسيطر على أربع من ولايات دارفور الخمس.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، خلفت المعارك أكثر من 20 ألف قتيل و15 مليون نازح، وفق تقديرات الأمم المتحدة، بينما أشارت دراسات أميركية إلى أن العدد قد يصل إلى 130 ألف قتيل. ومع اتساع رقعة القتال إلى 13 ولاية، تتزايد الدعوات الدولية لوقف الحرب ومنع كارثة إنسانية تهدد ملايين السودانيين.

مقالات مشابهة

  • السامرائي يبحث مع سفير الكويت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها
  • «شرق النيل» في قبضة الجيش السوداني
  • ولد الرشيد يستقبل وزير خارجية ألبانيا ويؤكدان على تعزيز الشراكة بين البلدين
  • وزير الشؤون الاجتماعية يبحث مع سفير إندونيسيا تعزيز العلاقات بين البلدين
  • العراق بقلب العاصفة.. تقارب واشنطن وموسكو يحرج طهران ويدفعها لـ4 خيارات
  • بالصور | الحداد يزور تونس لبحث التعاون العسكري بين البلدين
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» آلاف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» ألف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • أنور قرقاش ونائب وزير الخارجية الإيراني يبحثان العلاقات بين البلدين
  • برلماني إيراني لـبغداد اليوم: لم نتسلم أي مقترح للتفاوض مع أمريكا