عربي21:
2025-02-08@18:45:47 GMT

هل الدعاء لأهل غزة ومقاومتها يبرئ ذمتنا؟!

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

بينما يشن العدو الهمجي عدوانه على ما تبقى من مساحة قطاع غزة؛ فيصب جام إجرامه ووحشيته على مدينة رفح ونواحيها بوحشية لا تقل عما كان في شمال القطاع ووسطه، وأمام العجز والقهر اللذين يقطعان أكباد المخلصين من أبناء الأمة، تثور كثير من الأسئلة حول المطلوب الممكن من المخلصين والمؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، فيثور السؤال حول الدعاء لأهل القطاع ومقاومته، وإن كان الدعاء كافيا أمام العجز والإبعاد القسري عن الحدود.

.

لا شك بأن الدعاء مخ العبادة والله يحب الدعاء والإلحاح فيه؛ فلا بأس بإمطار أهلنا في غزة بالدعاء آناء الليل وأطراف النهار؛ فذلك بعض ما يمكن أن نقدمه لهم، والاستهانة بالدعاء خطأ كبير ونقص في الوعي والإيمان، لكن الدعاء وحده لا يكفي؛ فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه رأى إبلا قد فشا فيها الجرب، فسأل صاحبها عن إهماله علاجها، فقال: عندنا عجوز تدعو لها بالشفاء، فقال له: "هلا جعلت مع الدعاء شيئا من القطران"؟

لا بد من الأخذ بالأسباب، ولا بد، والحالة هذه، من استعراض ما يمكننا القيام به للانتصار لأهلنا والتخذيل عنهم، في اللحظة التي تنزف فيها دماؤهم على مذبح العهر السياسي الغربي اللعين، والتواطؤ العربي المشين
إذا لا بد من الأخذ بالأسباب، ولا بد، والحالة هذه، من استعراض ما يمكننا القيام به للانتصار لأهلنا والتخذيل عنهم، في اللحظة التي تنزف فيها دماؤهم على مذبح العهر السياسي الغربي اللعين، والتواطؤ العربي المشين..

أولا، وقبل كل شيء: علينا ألا ننسى وقائع وأصداء طوفان الأقصى، ما حدث وما يحدث في غزة من العملية التي قام بها رجال المقاومة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ومن ثم تصديهم لقوات الاحتلال المتوغلة في القطاع، ووحشية العدو وإجرامه بحق المدنيين، والدعم الغربي للكيان، وأن ننقله للأجيال القادمة، وندونه في كتبنا وكتاباتنا بكل أجناسها، من مقالة ودراسة وقصة وقصيدة ومسرحية، وتغريدة، وما إلى ذلك، وألا نمل من عرض ما حدث بكل الوسائل الممكنة في كل وسيلة إعلامية ممكنة.

ثانيا: أن نركز على جرائم الاحتلال ونكشفها للعالم، وأن نتعمد تكرار العبارات والمصطلحات الإجرامية ونتحدث بها ونكتب عنها ونصورها، من مثل: الإبادة الجماعية.. جرائم الحرب.. الفاشية الصهيونية.. المذابح الوحشية.. الغطرسة الصهيونية.. التطهير العرقي.. الفصل العنصري، التمييز العنصري.. قتل الأطفال والنساء، الحرب الوحشية.. الإرهاب الصهيوني.. التطرف الديني.. المعايير المزدوجة، وغيرها من المصطلحات التي يجب أن تحفر عميقا في ضمير البشرية..

ثالثا: أن نستمر في المقاطعة، فقد بدأت أصداؤها تظهر في الصحف الأمريكية والأوروبية، لكبير أثرها. ولا أريد هنا أن أكرر المعلومات حول خسارة كثير من الشركات العالمية التي تمول الكيان الصهيوني؛ مثل ماكدونالدز وستاربكس وغيرهما؛ فقد خسرتا المليارات باعترافهما، وخصوصا في أسواق تركيا وإندونيسيا وماليزيا ومعظم الدول العربية وعلى رأسها مصر والأردن وليبيا.. ومما يثلج الصدر ما نشاهده في البقالات من رفض الأطفال لكثير من أنواع الحلويات والألبان المحلاة، حيث يدققون فيما يشترون، ويرفضون كل ما له صلة بالشركات العالمية مثل نستلة وشركات الكوكا والبيبسي وما شابه.. ومن الطرائف أن تقرأ على جدران محلات كارفور في بعض الدول العربية عبارة: نحن مع المقاومة الفلسطينية، وضد الكيان المحتل؛ لكنك إذا دخلت محلات كارفور، بالكاد تجد بعض المتسوقين، في حين تجد المتاجر الأخرى الكبرى مزدحمة بالمتسوقين..

المقاطعة آتت أكلها، والتقليل من شأـنها إما جهل وإما تآمر على القضية الفلسطينية. وعليه، فلا بد من الاستمرار في المقاطعة إلى الأبد، وعلى أصحاب رؤوس الأموال المخلصين أن يستثمروا أموالهم في بدائل مشابهة لتلك الشركات المقاطَعة من قبل مؤيدي القضية الفلسطينية
إذا فالمقاطعة آتت أكلها، والتقليل من شأـنها إما جهل وإما تآمر على القضية الفلسطينية. وعليه، فلا بد من الاستمرار في المقاطعة إلى الأبد، وعلى أصحاب رؤوس الأموال المخلصين أن يستثمروا أموالهم في بدائل مشابهة لتلك الشركات المقاطَعة من قبل مؤيدي القضية الفلسطينية؛ تشجيعا للمقاطعين على استمرار المقاطعة، إضافة إلى كون ذلك استثمارا مجديا للمستثمر الذي سيحل مكان هذه الشركات الممولة للكيان المحتل. وأيضا لا بد من الإشادة بمستوى أداء شريحة من الشباب الواعي الذي قام بتصنيف الشركات التي تتعاطى مع الكيان، بشكل رائع ومنظم يستحق التقدير.

رابعا: التبرع بالمال لأهلنا المنكوبين، وألا نستهين بالقليل، فالقليل حين يتراكم يصبح كثيرا، ولنا أن نتخيل لو أن كل عربي ومسلم تبرع بدولارين أو ثلاثة فقط كم سيكون الناتج الذي يمكن أن يدفع باتجاه تحسين الأوضاع في غزة، والقضاء على الجوع والحرمان، علما بأن هناك تطبيقات مأمونة للتبرع، وهناك وسائل لا يعدمها الراغب في التبرع؛ لإيصال تبرعه إلى المستحقين.

خامسا: ألا نتوقف عن الخروج في التظاهرات وأن نحث أهلنا والمقربين على المشاركة فيها؛ ففي حين بدأت الشعوب العربية تتقاعس عن المشاركة في التظاهرات؛ نجد في دول الغرب ما يحيل إلى الدهشة من تظاهرات ضخمة تهز الأرض تحت أقدام الحكومات. إذا فالمسألة ليست فورة دم سرعان ما تهدأ؛ بقدر ما هي مبدأ وموقف يجب ألا يتراجع ولا يتوقف. ولعل التظاهرات الضخمة من أهم ما يمكن فعله هذه الأيام على وجه التحديد، لا سيما ورفح تتعرض لأسوأ حالة إجرامية يمكن تصورها.

سادسا: الحرب الإلكترونية أو ما يطلق عليه "حرب الميديا" لا تقل أهمية عن التظاهرات، بل إن أثرها يستمر طويلا على عكس التظاهرات، ويكتب في صفحات التاريخ؛ فعلى كل من يمتلك قلما حرا أن يكتب وينشر وينشئ محتويات رقمية ذات قيمة ومعنى وتأثير، ولا ينبغي لنا التقاعس عن مثل هذه الإنجازات الحضارية عالية المستوى والتأثير، لا سيما حين نستطيع الكتابة بأكبر عدد من اللغات الحية لإيقاظ مزيد من ضمائر الشعوب.

كل ما أتمناه أن نصل إلى درجة من الوعي والإنجاز الذي يصب في صالح القضية وأبناء شعبنا الصابر الصامد في قطاع غزة والضفة الغربية التي تتعرض يوميا للبطش والإجرام الصهيوني
سابعا: أن نُظهر -بكل وسيلة ممكنة- تعاطفنا وتأييدنا واندماجنا المعنوي والمادي مع أهلنا في قطاع غزة؛ وأن نتواصل معهم كلما أتيح لنا ذلك، أو نترك لهم رسائل التعاطف المودة في نوافذ رسائلهم، ودعمهم معنويا وإشعارهم بأننا معهم بكل ما نستطيع؛ فذلك مما يعزز صمودهم، ويقوي عزائمهم، ويشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم.

ثامنا: أن نحرص على نقل الأخبار التي ترفع المعنويات إلى منصات التواصل الاجتماعي، وأن نحذر وسائل الإعلام المغرضة، وخصوصا إعلامَ الدول العربية المطبعة مع المحتل، وإعلام العدو الصهيوني والمحطات المتآمرة في الغرب، وفضحها بكل الوسائل الممكنة.

تاسعا وأخيرا، أن نستمر في صَلاتنا ودعائنا، فرب دعوة صادقة يكتب الله لها القبول، وتصيب العدو في مقتل، وليقم كل منا بالتخلي عن معصية أو ذنب أو عادة سيئة، موجهين بركة ذلك لأهلنا في غزة، مع الإلحاح في الدعاء..

كل ما أتمناه أن نصل إلى درجة من الوعي والإنجاز الذي يصب في صالح القضية وأبناء شعبنا الصابر الصامد في قطاع غزة والضفة الغربية التي تتعرض يوميا للبطش والإجرام الصهيوني..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة غزة دعم المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة قطاع غزة لا بد من ما یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

المؤتمر: بيان الخارجية أكد رفض مصر أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية

قال الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، ان موقف مصر بكل مؤسساتها ثابت وراسخ حيال القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق في حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، ورفض التهجير جملة وتفصيلا.

وأشاد النائب الأول لحزب المؤتمر، ببيان وزارة الخارجية المصرية الذي أكد على الموقف الثابت والراسخ للدولة المصرية في الوقوف ضد أي طرح أو تصور يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري أو الطوعي، قائلا:" مصر بكل مؤسساتها ترفض التهجير، والشعب المصري قيادة وشعبا يرفضون التهجير تحت أي مسمى، والجميع يقف خلف القيادة السياسية لمنع تصفية القضية.

وأكد الدكتور السعيد غنيم، أن مصر سبق وحذرت من اتساع دائرة الصراع في المنطقة بسبب الحلول العسكرية، واليوم ومع دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرفوضة رفضا قاطعا بشأن التهجير تُعيد المنطقة لمربع الصفر مرة أخرى، وهذا ما أكده بيان وزارة الخارجية المصرية بشأن التداعيات الكارثية التي قد تنجم عن هذا السلوك غير المسؤول، وتأثيره على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأشار النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إلى أن هذا الطرح المرفوض جملة وتفصيلا من قبل الرئيس الأمريكي، ينذر بعودة الحرب مرة أخرى، وهو ما يؤدي إلى إشعال الوضع الإقليمي والدولي ويهدد جهود تحقيق السلام، داعيا كل القوى الدولية والإقليمية للعمل على تطبيق حل الدولتين باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق سلام عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • حزب الاتحاد يستضيف حلقة نقاشية حول القضية الفلسطينية
  • إيهاب عمر: مصر الدرع التاريخي والأول عن القضية الفلسطينية
  • إيهاب عمر: مصر هي الدرع التاريخي والأول عن القضية الفلسطينية
  • «مصر أكتوبر»: مصر تقف بالمرصاد ضد محاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • «خبير»: مصر شاركت في أكثر من حرب للدفاع عن القضية الفلسطينية «فيديو»
  • المؤتمر: بيان الخارجية أكد رفض مصر أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية
  • مصر: نرفض أي طرح من شأنه تصفية القضية الفلسطينية
  • مصر: نرفض التهجير ولن نشارك في تصفية القضية الفلسطينية
  • «إذا وعد أخلف».. كيف كشفت القضية الفلسطينية الوجه الآخر لـ ترامب؟!
  • حنان مطاوع: القضية الفلسطينية وجع مستمر ولن نقبل بالتهجير