يمانيون:
2024-07-03@23:54:20 GMT

11فبراير 2011 ثورة سلمية ناجحة أم انقلاب عسكري فاشل؟!

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

11فبراير 2011 ثورة سلمية ناجحة أم انقلاب عسكري فاشل؟!

عبد العزيز البغدادي

لا يمكن أن نبدأ ببناء دولة لليمن الموحد تعبر عن تطلعات كل اليمنيين بدون التسليم بضرورة وأهمية أن تكون دولة المواطنة المتساوية وأن يدرك من يديرها أهمية الأسئلة الجريئة التي تضع الجميع- وبالذات من هم في موقع المسؤولية المباشرة- في المواقع الأولى في كل سلطات الأمر الواقع، والمسؤول الحقيقي هو من يملك القدر الكافي من الإحساس بالمسؤولية وأن السلطة بالفعل لا بالكلام مغرم لا مغنم !.


ومن المعلوم والبديهي في الفكر الدستوري والسياسي المعاصر أن الشعب- أي شعب- هو صاحب الحق في السلطة والثروة ، وأن السلطة هي الركن المتحرك من أركان الدولة : (الإقليم – الشعب – السلطة ) أي القابل للتغيير وأنها أداة بيد الشعب يستخدمها في إدارة مصالحه وفق قواعد ولاية شغل الوظيفة العامة ، وأبرز وظائفها : الحفاظ على سيادة الدولة الموحدة وتنظيم مواردها وتنميتها والحفاظ عليها وفقاً للدستور الذي يضم القواعد والمبادئ التي تبين شكل الدولة وسلطاتها وينظم العلاقة بينها وأوجه الارتباط والتنسيق والفصل بينها ، وبديهي أن الشعب هو مالكها وصاحب الحق في تغييرها إما بصورة أصلية عن طريق الانتخابات، حسب مقتضيات الدستور ، أو بصورة استثنائية عن طريق ما يسمى بالشرعية الثورية ، وأي ثورة لكي تكون مشروعة لا بد أن يتوفر فيها شرطان رئيسيان :
الشرط الأول: أن تكون تعبيراً عن إجماع أو ما يشبه الإجماع الشعبي بأن الظلم قد استفحل والسلطة قد زاد جورها وأن النظام السياسي يعيق بالفعل التداول السلمي للسلطة ويسعى إلى توريثها والانقلاب على أسس الشرعية الدستورية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة.
الشرط الثاني : أن يكون التغيير نحو الأفضل عن طريق الشرعية الثورية سريعاً وحاسماً ويؤدي إلى استقرار الأوضاع وكسب التأييد الشعبي الأكيد والواضح لمسار الثورة ، وأن يتبين سعي السلطة الثورية إلى إعادة الحياة إلى مسارها الطبيعي ، وإلى الحياة الدستورية واحترام مبدأ سيادة القانون والترتيب السريع لإجراء انتخابات حرة ونزيهة على مستوى كامل الوطن، لأن التكامل بين أركان الدولة جوهر شرعية ومشروعية النظام السياسي، ولا جدوى من أي ثورة لا تؤدي للتغيير نحو الأفضل فهذا معيار التفرقة بين الثورة والانقلاب، بالإضافة إلى ارتباطها بشكل واضح وصادق بإرادة الشعب ومصالحه.
الانقلاب يعتمد فقط على تغيير النظام السياسي باستعمال القوة والعنف والاستيلاء على السلطة دون اكتراث بما يؤدي إليه هذا العمل من نتائج سلبية على وحدة البلاد أو يصيب مصالح المواطنين الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية وغيرها من أضرار ويمس حياتهم ، وما تتعرض له البلاد من مخاطر ، وبمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لماعرف بثورة الشباب 11فبراير 2011م، أعتقد أن من واجب كل من شارك فيها مراجعة ما حدث بشجاعة ومسؤولية وتقييم مسار الحلم بالثورة وما رافقها من أخطاء ومخاطر ومؤآمرات مستمرة حتى اللحظة أدت إلى سرعة احتوائها من قبل دول لا تطيق مسمى الثورة ، ولا تؤمن بالنظام الجمهوري من الأساس، أبرزها السعودية التي سارعت إلى تبني إنتاج المبادرة التي أطلق عليها الخليجية وعملت على تفخيخ البلد من الداخل والعدوان عليه باسم دعم الشرعية ، وكيف تحولت الثورة التي رفعت السلمية شعاراً لها بسرعة من أحلام عريضة ذات آفاق رحبة متعددة المعالم والألوان ، إلى انقلاب أو انقلابات متداخلة أشبه بالكوابيس نتج عنها ما نشهده من تشظٍ وانفلات جعل التجربة الثورية اليمنية ضمن التجارب الأكثر بؤساً بين مثيلاتها في الأقطار التي تشمل ما عرف بثورات الربيع العربي.
ينبغي تقييم ما تم ونقده بصدق وموضوعية فنقد التجارب السياسية والثورية تستفيد منها الشعوب والسلطات الدستورية والثورية المعبرة عن إرادة الشعوب في التحرك لتجاوز الأخطاء وتجنبها مستقبلاً وانتقاء الأسس السليمة لبناء الدولة وسلطاتها بحيث تكون دائماً معبرة عن إرادة الشعب ومصالحه المشروعة.
ويعتقد البعض أن التغيير عن طريق الشرعية الثورية يستوجب بالضرورة استخدام القوة لإحداثه وهو اعتقاد خاطئ بالتأكيد لأن استخدام القوة سواء بقصد تغيير النظام أو بهدف تطبيق القانون لا يكون إلا في حدود الضرورة القصوى وبالحد اللازم لتحقيق القصد والهدف الذي استخدمت من أجله ، ومن يتجاوز ذلك يتحمل المسؤولية المدنية والجنائية عن فعله، ولهذا نجحت كثير من الثورات عن طريق التحركات السلمية المعبرة عن قوة الضغط الشعبي (الاعتصامات – والإضرابات ، والعصيان المدني، في جنوب أفريقيا والهند وغيرهما من البلدان واستقرت الأوضاع فيها بفضل الوعي بأهمية الثورات المدنية السلمية ، أما الحركات والتحركات المسلحة لتغيير الأنظمة بالقوة فغالباً ما تكون نكأً لجراح لا تندمل وحروباً وأحقاداً لا تنتهي، ولو تغير النظام لفترة قصيرة فإنها ليست سوى انقلابات لا علاقة لها بمعنى الثورة مهما أطلقنا عليها من أوصاف.
حين تكون الثورة أنشودة تعشق الأزهار ترديدها
حين تصبح ترنيمة تهدهد بها الأمهات أطفالهن في ليالٍ مقمرة
حينها فقط يكون للثورة معنىً يعشقه الجميع
وتحتضنه القلوب قبل العيون والعقول.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: عن طریق

إقرأ أيضاً:

ثورة ٣٠يونيو عمادها شعبها

ستظل ثورة ٣٠يونيو خالدة فى قلب كل مصري؛ فهى ثورة الكرامة والوطنية المصرية التى تجرى فى دماء شعب مصر الأصيل، فقد خرجت طوائف الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣م لتصحيح المسار وتمردا على حكم فئة طاغية باغية كادت أن تجرف البلاد إلى موارد الهلاك والضياع.

خرج أبناء مصر فى هذا اليوم المجيد لتسطير ملحمة وطنية عظيمة عمادها شعبها ؛ فقد كان أبناء مصر الأوفياء على قلب رجل واحد، وامتلأت بهم الميادين والشوارع ليعلنوها صريحة ومدوية لا لحكم جماعة إخوانية إرهابية.


وقد خرج من بين صفوف أبناء مصر الأوفياء رجل حمل على عاتقه مع أبناء شعبه لواء تصحيح المسار قبل أن تنجرف مصر إلى مرحلة اللاعودة، ومن غير فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى يستطيع حمل تلك المسؤولية الوطنية فى ظرف تاريخى استثنائي، فقد حمل روحه على كفيه فداء لمصر وشعبها، ولتخليص مصر من براثن جماعة مارقة لا ترى إلا نفسها دون مراعاة لحقوق البلاد والعباد.


إن ثورة ٣٠يونيو بدلت وغيرت تاريخ مصر المعاصر وخلقت لأبناء مصر الأوفياء مسارات وطنية جديدة وفريدة قائمة على الاصطفاف والوحدة واللحمة بين أبناء الوطن مصر.
ولقد فضحت تلك الثورة أكاذيب وأباطيل جماعة مارقة كادت أن تعصف بالبلاد، فالثلاثون من يونيو ثورة تصحيح وثورة استعادة كرامة شعب، ومهدت تلك الثورة لإعادة بناء اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب المصرى لبناء دولة قائمة على المؤسسات.
إن يوم ٣٠ يونيو بات عيدا قوميا ووطنيا لكل مصرى ومصرية، وحق لكل مصرى أن يفخر به ويباهى خاصة إذا نظر كل واحد منا إلى مجريات الأمور و الأحداث فى الدول المجاورة لنا فى المنطقة وكيف حافظت تلك الثورة المجيدة على تراب ووحدة أرض مصر من التفكك والضياع.
فانهصوا يا مصريين لتلبية نداء مصر للعمل والبناء والارتقاء يدا بيد وكتفا بكتف.
حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء وتحيا مصر.

مقالات مشابهة

  • هل هي ثورة على حكم الإخوان.. أم ثورة مضادة لثورة يناير؟!
  • ثورة ٣٠يونيو عمادها شعبها
  • في ذكرى النكسة المزدوجة.. 30 يونيو و3 يوليو 2013
  • مصر: الشعب بين غشم النظام وخرس النخبة
  • نجوم الفن يتصدرون المظاهرات للدفاع عن حضارة وتاريخ وثقافة مصر.. حسين فهمى: الفن قبل الثورة كان رايح فى داهية.. كريم عبدالعزيز: قامت لتوحيد المصريين.. يسرا: أجمل مشهد فى حياتى
  • "ثورة 30 يونيو إرادة شعب" إحتفالية بمركز إعلام الفيوم
  • خبير عسكري: جيش الاحتلال يتخبط والمقاومة تثبت قدرتها على الرد
  • بالموسيقى والفنون التشكيلية.. "قصور الثقافة" تحتفل بذكرى 30 يونيو بالمحلة
  • مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار قرب حرم جامعة سينسيناتي الأمريكية
  • أمين عام جامعة الدول العربية يكشف سر عدم وصفه 25 يناير 2011 في مصر بـ"الثورة"