بلومبيرغ: أميركا تضيق الخناق على نفط روسيا باستهداف أسطول الظل
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
توقف جزء مما عُرف باسم "أسطول الظل" الذي تستخدمه روسيا لنقل نفطها تحت وطأة العقوبات الأميركية، في إشارة إلى أن الإجراءات الغربية الأكثر صرامة بدأت في إحداث آثار ملموسة على موسكو، حسبما ذكرت "بلومبيرغ".
تأثير العقوباتوفشل نحو نصف الناقلات الخمسين التي بدأت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات عليها في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في تحميل الشحنات منذ إدراجها في القائمة، وفقما تتبّعته بلومبيرغ.
وكانت أحدث ما تم استهدافه الناقلة "إن إس ليدر" التابعة لشركة "سوفكومفلوت" الروسية، وقد تراجعت عن استكمال رحلة وهي أمام سواحل البرتغال عندما أدرجت الولايات المتحدة الجهة المالكة لها ضمن العقوبات.
وفرضت مجموعة السبع سقفا لسعر برميل النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل في ديسمبر/كانون الأول 2022، وكان الهدف منه الحفاظ على تدفق النفط الروسي وفي الوقت نفسه حرمان الكرملين من العائدات.
وأتبعت المجموعة الإجراء بفرض حدود قصوى على أسعار المنتجات المكررة بعد شهرين، لكن نظام العقوبات تعرض لانتقادات شديدة العام الماضي عندما وجدت موسكو حلولا بديلة، واستمرت بعض الشركات الغربية في نقل النفط منها، وهذا الأمر لم يكن من المفترض أن تفعله بمجرد تداول البراميل فوق الحد الأقصى المحدد.
لكن الولايات المتحدة ردت بتكثيف العقوبات والتحقيق في الانتهاكات المحتملة للحد الأقصى للسعر، مما دفع عددا من مالكي الناقلات اليونانية إلى التوقف عن نقل هذه الشحنات.
كانت النتيجة تضخم تكاليف الشحن والنفط الروسي الذي يتم تداوله بتخفيضات أكبر مقارنة بالمعايير الدولية، وفقًا لمنظمات بما في ذلك وكالة الطاقة الدولية.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن أسعار النفط في البلاد صارت أرخص.
ولم يتضح بعدُ كامل التأثير، فقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوباتها على دفعات.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على 50 ناقلة منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق بلومبيرغ.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أشارت بلومبيرغ في تقرير لها إلى أن الغرب يسعى لإحباط حلول روسيا للالتفاف على العقوبات، في حين أفادت اليونان -أكبر دولة تمتلك ناقلات نفط في العالم- بأنها عاجزة عن منع أنشطة الشحن السرية للنفط قبالة سواحلها.
وبحسب التقديرات، نقلت السفن اليونانية 20% من جميع شحنات النفط الروسية في الفترة منذ بداية 2023 إلى أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وما يقرب من ثلث صادراتها من خام الأورال الرئيسي، وفقًا لبيانات الشحن.
ونقل أسطول الظل نحو 45% من النفط الروسي في 2023، وفق تقديرات سابقة لبلومبيرغ.
ونقل أصحاب الأساطيل المحلية وأساطيل الظل بشكل جماعي أكثر من 70% من شحنات النفط الروسي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، مما سمح لموسكو بالحفاظ على سيطرتها على صادراتها وزيادة الأسعار تدريجيًا.
مراجعة وتعميمومن المقرر أن تتم مراجعة الحد الأقصى لسعر النفط الروسي وفق نظام العقوبات هذا الشهر، مما سيتطلب من مالكي السفن وشركات التأمين طلب مزيد من التفاصيل حول المبلغ الذي يدفعه التجار فعليًا مقابل البضائع، وتكاليف الشحن.
ونشرت شركات التأمين تعميمات خلال الأسابيع الأخيرة تفيد بأن غطاءها لن يكون صالحًا ما لم تتلق شهادات الامتثال للحد الأقصى للسعر الذي يتضمن تكاليف إضافية مفصلة.
ووقت كتابة التقرير، ارتفع سعر برميل خام الأورال لأقرب تسليم 0.33% إلى 73.02 دولارا، وفق بيانات "تريدنغ إيكونومكس"، في حين ارتفع سعر برميل خام برنت 1.06% إلى 82.87 دولارا للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الأميركي 1.13% إلى 77.78 دولارا للبرميل، وفق بيانات "سي إن بي سي".
جاء ذلك، وسط مخاوف من أن يؤدي التوتر في الشرق الأوسط لتعطل الإمدادات، لكن عدم اليقين بشأن وتيرة التخفيضات المحتملة للفائدة الأميركية وتأثير ذلك على طلب الوقود حدّ من هذه المكاسب.
في سياق متصل، قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص اليوم الثلاثاء إن سوق النفط في حالة جيدة ومستقرة إلى حد ما، مضيفًا أنه يرى اقتصادًا عالميا قويًا هذا العام ستكون له انعكاسات إيجابية على الطلب، حسبما نقلت عنه رويترز.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: النفط الروسی
إقرأ أيضاً:
ترامب: أمريكا لا ترغب في تصعيد العقوبات ضد روسيا
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة لا تسعى في المرحلة الحالية إلى استخدام الضغط أو تشديد العقوبات على روسيا، مشيرًا إلى أن هناك حوارًا جاريًا بين الطرفين.
جاءت تصريحات ترامب ردًا على سؤال من الصحفيين بشأن احتمالات تشديد العقوبات الأمريكية على موسكو، حيث قال: "حسنًا، لدي بالفعل وسيلة ضغط.. لكنني لا أريد التحدث عن وسيلة الضغط هذه، لأننا الآن نتحدث مع الروس".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن التصريحات الصادرة عن موسكو اليوم تحمل نبرة إيجابية إلى حد كبير، ولذلك يفضّل عدم مناقشة مسألة الضغط والعقوبات في الوقت الراهن.
موقف موسكو من إنهاء الأزمة الأوكرانيةمن جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو منفتحة على المقترحات المتعلقة بإنهاء الأعمال القتالية، لكنها تشترط أن يؤدي ذلك إلى سلام دائم وإزالة الأسباب الجذرية للأزمة. وأعرب بوتين عن تقديره لاهتمام ترامب الكبير بتسوية النزاع في أوكرانيا، لكنه شدد على أن أي مفاوضات بشأن إنهاء الصراع ستعتمد على التطورات الميدانية.
وأشار بوتين إلى أن جميع الخطط العسكرية الموضوعة في مقاطعة كورسك وعلى الجبهات الأخرى سيتم تنفيذها بالكامل، ما يعكس إصرار موسكو على تحقيق أهدافها الميدانية قبل أي اتفاق سياسي.
موقف وزارة الخزانة الأمريكية من العقوبات
على الرغم من تصريحات ترامب، فإن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أكد يوم الخميس أن الولايات المتحدة لن تتردد في تشديد العقوبات على روسيا إلى أقصى مستوى ممكن، إذا تطلب الأمر ذلك. ويأتي هذا التصريح في ظل استمرار المواجهات في أوكرانيا، ما يعكس تباينًا في مواقف الإدارة الأمريكية بين الرغبة في الحوار مع موسكو والتهديد بتصعيد الضغط الاقتصادي عليها.
التوازن بين الحوار والضغطتعكس هذه التطورات تردد الإدارة الأمريكية بين خيارين: الأول هو متابعة المفاوضات مع موسكو لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية، والثاني هو الإبقاء على سياسة الضغط عبر العقوبات الاقتصادية. ويبدو أن ترامب يحاول تحقيق توازن بين الاثنين، حيث يُبقي على خياراته مفتوحة وفقًا لمسار المحادثات الجارية مع الكرملين.
وفي الوقت الذي تبدي فيه روسيا استعدادها للنقاش حول إنهاء الأعمال القتالية، فإنها لا تزال تربط ذلك بضرورة تحقيق مكاسب ميدانية وضمانات أمنية، وهو ما يجعل أي تقدم في المفاوضات مرهونًا بالوضع العسكري على الأرض والتوجهات السياسية للجانبين.