هل يمكن لصفقة مقاتلات إف-16 إحياء الشراكة التركية الأمريكية؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
بعد تصديق البرلمان التركي، في يناير/ كانون الثاني الماضي، على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أصبحت تركيا في طريقها لتلقي 40 طائرة مقاتلة من طراز "إف-16" (F-16) أمريكية الصنع وتسعة وسبعين مجموعة من أدوات التحديث في صفقة بقيمة 23 مليار دولار، مما يثير تساؤلا بشأن إمكانية إحياء الشراكة بين البلدين.
تلك القراءة طرحها ألبير جوشكون، في تحليل بمؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولي (Carnegie) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "انعدام الثقة الكامن برز طوال المفاوضات، وتراجعت أنقرة وواشنطن مرارا قبل أن يتفقا". وقبل يومين، وافق الكونجرس الأمريكي على الصفقة.
وتابع: "في نهاية المطاف، تراجعت تركيا (بعد اتهامات من أنقرة لستوكهولم بالتساهل مع جماعات كردية معادية) ووافقت على المضي قدما في الصفقة، وبغض النظر عن مصارعة الذراعين في الخلفية، فإن النتيجة هي اختراق أظهر أنه لا يزال بإمكان أنقرة وواشنطن التوصل إلى نتيجة مقبولة للطرفين، ما يمثل تقاربا نادرا في عصر مضطرب في العلاقات الثنائية".
وأردف أن "علاقات تركيا والولايات المتحدة شهدت تاريخيا صعودا وهبوطا، لكن العقد الماضي كان سيئا بشكل خاص، واحتلت الخلافات حول السياسة تجاه سوريا واستحواذ تركيا على نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 والعقوبات الأمريكية على تركيا، عناوين الأخبار".
اقرأ أيضاً
الكونجرس الأمريكي يوافق على طلب بيع طائرات إف-16 لتركيا
تحوط متبادل
"وترتكز النظرة العالمية التي توجه القيادة التركية على افتراض مفاده أن النظام العالمي الحالي، الذي يقوده الغرب، ينهار من الداخل"، كما زاد جوشكون.
واعتبر أن "هذا المنظور ليس فريدا، فهو سائد في (دول) الجنوب العالمي، لكن الفارق هو أن تركيا عضو في الناتو، وجزء لا يتجزأ من المؤسسات الغربية".
وأردف: "ومثلها مثل القوى الناشئة الأخرى، بدأت تركيا في التحوط في رهاناتها عبر اختيار المسار الأوسط من خلال سياسة خارجية مرنة بدلا من الاعتماد على تقاربها الافتراضي مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، مما أدى إلى النظر إلى أنقرة باعتبارها حليفا غير متشابه في التفكير".
و"في غضون ذلك، قامت الولايات المتحدة أيضا بالتحوط من خلال تعميق تعاونها مع الجهات الفاعلة الإقليمية البديلة مثل اليونان ورومانيا، وحدت إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن من مشاركتها رفيعة المستوى مع تركيا"، بحسب جوشكون.
اقرأ أيضاً
أردوغان: بريطانيا وأمريكا تحاولان تحويل البحر الأحمر لبركة دماء
تعاون دفاعي
جوشكون رجح أنه "بعد صفقة بيع طائرات F-16، يمكن أن تبدأ العلاقة في التغير نحو الأفضل. وإنهاء عرقلة تركيا لعضوية السويد في الناتو يعد انتصارا لإدارة بايدن وسيخفف بعض الضغوط السياسية على أنقرة".
وأضاف أن "الصفقة تعتبر استثمارا كبيرا لتركيا وفرصة مربحة للولايات المتحدة، وتحمل إمكانية إحياء التعاون الدفاعي الثنائي، وهو الأمر الذي كان بمثابة حافز تقليدي للشراكة وحمايتها من الصدمات".
وتابع أنه "بغض النظر عن مدى التباعد بينهما، فإن البلدين حليفين منذ فترة طويلة ولديهما مصلحة قصوى في منع حدوث قطيعة كاملة في علاقتهما (...) وينبغي على البلدين البناء على الزخم الحالي، مع الاعتراف منذ البداية بأن الأمر لن يكون سهلا لسببين".
والسبب الأول، وفقا لجوشكون، هو أنه "سيكون هناك مفسدون. فوسط هذه اللحظة المتفائلة، ظهرت أنباء من مصادر روسية عن زيارة رئيس روسيا (المنافس الاستراتجي للولايات المتحدة) فلاديمير بوتين المرتقبة إلى تركيا، لتذكير المتابعين بالقوى المختلفة المؤثرة وشهية أنقرة لتحقيق التوازن في سياستها الخارجية والحفاظ على علاقات ثابتة مع موسكو (يُقال إن الزيارة تم تأجيلها)".
وزاد بقوله: "ثانيا، أي جهد لا يتضمن إعادة تصور الشراكة في ظل عقلية أكثر مرونة وتطلعا إلى المستقبل لن يكون كافيا، وستظل هذه العلاقة مليئة بالأزمات في المستقبل المنظور".
و"تحتاج تركيا والولايات المتحدة إلى تبني مستوى أقل من الطموح لشراكتهما التي تنطوي على قدر أقل من الانسجام والمطبات العرضية ولكن مسارها ثابت ومتبادل المنفعة"، كما ختم جوشكون.
اقرأ أيضاً
واشنطن بوست: أردوغان انتزع 3 تنازلات غربية لتمرير انضمام السويد للناتو
المصدر | ألبير جوشكون/ كارنيجي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا أمريكا مقاتلات إف 16 السويد الناتو شراكة
إقرأ أيضاً:
مباحثات أمريكية إماراتية بشأن تعزيز الشراكة والسلام في المنطقة
مباحثات الجانبين الأمريكي والإماراتي تناولت جهود ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، وتعظيم فرص التنمية خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
التغيير: وكالات
عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مباحثات مع نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، تناولت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتطويرها بما ينعكس إيجاباً على المصالح المشتركة، وتعزيز السلام بالشرق الأوسط.
وقال الرئيس الأمريكي في تغريدة على منصة إكس: استقبلتُ الليلةَ بحفاوةٍ مستشارَ الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في لقاءاتٍ وعشاءٍ مع عددٍ من كبار المسؤولين الأمريكيين.
وأضاف: وقد أبرزت الأمسيةُ الروابطَ العريقةَ وأواصرَ الصداقةِ بين بلدينا. فلطالما كانت الإماراتُ والولاياتُ المتحدةُ شريكتينِ في العملِ على إحلالِ السلامِ والأمنِ في الشرقِ الأوسطِ والعالم، كما شملت المناقشاتُ سبلَ تعزيزِ شراكتِنا من أجلِ النهوضِ بمستقبلِنا الاقتصاديِّ والتكنولوجيِّ.
فيما قالت وكالة أنباء الإمارات (وام)، إن المحادثات تناولت الجهود المبذولة لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، وحرص البلدين على مواجهة التحديات الراهنة، وتعظيم فرص التنمية والازدهار، وخاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والطاقة والتعاون الاستثماري المشترك.
واجتمع مستشار الأمن الوطني الإماراتي، بعدد من قادة ورؤساء شركات عالمية، لبحث سبل بناء وتطوير شراكاتها مع الإمارات، ودار خلال هذه اللقاءات حوار معمق حول مستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في تسريع عجلة النمو المستدام، وتعزيز الابتكار عالمياً، وتطوير البنية التحتية الرقمية، والارتقاء بالتعاون الصناعي وتحسين الإنتاجية وجودة الحياة.
وأكد أن الإمارات “قطعت شوطاً مهماً في تهيئة بنيتها التحتية واقتصادها للاستفادة من التطورات العالمية المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، في ظل ما يشهده العالم من تحول غير مسبوق تقوده التكنولوجيا المتقدمة، الأمر الذي سيعيد هيكلة الاقتصادات بشكل قائم كلياً على الابتكار والإبداع”.
وأكد الشيخ طحنون، تطلّع الإمارات إلى مواصلة تعزيز علاقتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة من خلال “تعزيز شراكتهما، وتسريع الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية والصناعات والطاقة والرعاية الصحية، كون هذه المجالات تمثل ركائز أساسية للنمو والازدهار”.
واجتمع الشيخ طحنون بن زايد بوزير الخزانة، سكوت بيسينت، وبحث معه أوجه التعاون المشترك في مختلف الجوانب الاقتصادية والمالية، وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين.
وأشار خلال الاجتماع، إلى أن الإمارات والولايات المتحدة “تربطهما علاقات استراتيجية وتعاون كبير بين أسواق المال والأعمال”، لافتاً إلى “الفرص الكبيرة في كلا البلدين، ما يعزز من شراكتهما، ويفتح أمامها آفاقاً أوسع، خاصة في مجال الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي”.
كما التقى الشيخ طحنون بنظيره الأمريكي، مايك والتز، وأجرى معه محادثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر المستجدات والتطورات في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
يشار إلى ان مستشار الأمن الوطن الإماراتي يقوم بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، يعقد خلالها اجتماعات رسمية مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وأقطاب الشركات العالمية، لبحث وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية والتكنولوجية.
الوسومالشرق الأوسط الشيخ طحنون بن زايد الولايات المتحدة الأمريكية دولة الإمارات العربية المتحدة دونالد ترامب