دراسة أسترالية: شباك العنكبوت..خزانات للمعلومات الجينية
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تغزل العناكب شباكها الحريرية لصيد الذباب والفرائس الصغيرة الأخرى، ولكنها أيضًا تصطاد بذلك ثروةً من الحمض النووي من البيئة المحيطة بها، وهو مورد خفي أفاد علماء أستراليون بأنّه يمكن استخدامه لتتبع الحيوانات المهددة بالانقراض ومراقبة الأنظمة البيئية.
وكشفت شباك العنكبوت التي جُمِعت من موقعين حول مدينة بيرث غرب أستراليا (في حديقة حيوانات بيرث ومحمية "كاراكاميا") عن التوقيع الجيني لـ 93 حيوانًا، بما في ذلك حيوانات الكنغر، والكوالا، والفيلة الأسيرة، والحمير الوحشية، وفقًا لدراسة نُشِرت في مجلة "iScience" بتاريخ 30 يناير/كانون الثاني.
قد تكون شباك العنكبوت وسيلة مفيدة لمراقبة الحيوانات الموجودة حولنا، بحسب ما ذكره المؤلف المشارك في الدراسة، جوشوا نيوتن، وهو طالب دكتوراه في كلية العلوم الجزيئية والحيوية بجامعة "كيرتن" بالقرب من بيرث.
وقال نيوتن في بيان صحفي: "هذه الشباك، التي غالبًا ما يتم تجاهلها في دراسات التنوع البيولوجي، أثبتت أنّها خزانات للمعلومات الجينية"، مضيفًا: "مع ضرورة وجود كميات ضئيلة فقط من الحمض النووي للتعرف إلى الحيوانات، فإنّ هذه الطريقة الرخيصة وغير الاجتياحية يمكن أن تغير قواعد اللعبة بشأن كيفية استكشاف وحماية التنوع البيولوجي البري لدينا".
وتترك جميع الكائنات الحية وراءها أجزاء من الحمض النووي على شكل خلايا جلدية، أو شعر، أو سوائل جسدية، وتُعرف هذه المادة الوراثية بالحمض النووي البيئي أو "eDNA".
وتمكن العلماء من رصد الحمض النووي الحيواني في الهواء.
واستخرجت دراستان نُشرتا في عام 2022، الحمض النووي لحيوانات متعددة من عينات الهواء التي جُمِعت من حديقة حيوانات "كوبنهاغن" في الدنمارك وحديقة حيوانات "هامرتون" في المملكة المتحدة، لإثبات المفهوم.
وتأخذ الدراسة الأسترالية الفكرة خطوة إضافية إلى الأمام، إذ تلغي الحاجة إلى أي معدات، مثل المراوح، أو مرشحات الهواء، لجمع العينة.
وأجمع مؤلفو الدراسة على أنّ الشباك "منتشرة في كل مكان وفي العديد من البيئات الطبيعية والبشرية المنشأ، وتتواجد في مجموعة من الموائل الدقيقة في جميع أنحاء العالم، واختيرت بشكلٍ طبيعي لتكون بمثابة مصائد لزجة".
وعلاوةً على ذلك، من السهل جدًا جمع شباك العنكبوت، وفقًا لما ذكره نيوتن.
وبالفعل، أحدثت التقنيات التي تنطوي على الحمض النووي البيئي (eDNA) تأثيرًا كبيرًا في مختلف مجالات البحث العلمي.
ويَستخدم علماء الآثار الحمض النووي البيئي الموجود في تربة الكهوف لفهم الشعوب البشرية القديمة، بينما كشف الحمض النووي البيئي المُستَخرج من قلب الأرض القطبية الشمالية عن مناطق تجوّل فيلة الماموث وحيوانات العصر الجليدي الأخرى في الماضي.
وأكّدت الأستاذة في قسم علم الأحياء في جامعة "يورك" بكندا، إليزابيث كلير، والتي قادت واحدة من دراسات عام 2022 حول استخراج الحمض النووي البيئي أنّها أعجبت بفكرة استخدام شباك العنكبوت.
وشرحت كلير، التي لم تشارك في البحث الحالي، عبر البريد الإلكتروني أنّه "أمر غير اجتياحي بشكلٍ رائع (إلا إذا كنت العنكبوت نفسه). أنا لست متفاجئة على الإطلاق من أن الأمر يعمل".
الكائنات الكبيرة والصغيرةوفي حديقة حيوانات بيرث، تراوحت أحجام الكائنات التي رُصِدت عبر هذه التقنية من قرد القشة القزم إلى الفيل الآسيوي.
وفي الموقعين، أي حديقة الحيوانات ومحمية "كاراكاميا"، تمكن الفريق من رصد حيوانات تتمتع بسلوكيات وأساليب حياة متنوعة، بما في ذلك الأبوسوم الشجري كث الذيل، والحيوانات التي تعيش على اليابسة مثل الزرافات، والأنواع الليلية، والحيوانات ذات الفراء، والريش، والقشور، وأخرى تتمتع بجلدٍ عار.
ورصد الفريق ضعف عدد الكائنات في حديقة الحيوانات (61) مقارنةً بالغابات (32).
وقال المؤلفون إنّ هذا الاختلاف قد يكون ناجمًا عن زيادة فرص كشف الكائنات لزيادة مستوى كثافتها في حديقة الحيوانات.
وأشارت الدراسة إلى أنّ الأنواع المختلفة من شباك العنكبوت التي جُمِعت قد تؤثر أيضًا على أنواع وكمية الحمض النووي الذي جُمع.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث البيئة الحمض النووي الحياة البرية دراسات حدیقة حیوانات فی حدیقة
إقرأ أيضاً:
بلدية أبوظبي تُنجز أعمال إعادة التأهيل الشامل في حديقة بينونة
أنجزت بلدية مدينة أبوظبي، من خلال قطاع عمليات البلديات الفرعية – مركز بلدية المدينة، أعمال إعادة التأهيل الشامل لحديقة بينونة في جزيرة أبوظبي، بهدف تطوير مرافقها وفقاً لأعلى المعايير العالمية، وتعزيز المظهر الحضاري للحديقة، وإبراز قيمتها الجمالية، لتلبّي احتياجات الزوّار من مختلف الأعمار وتُسهم في إسعادهم.
وحرصت بلدية مدينة أبوظبي على إعادة تأهيل حديقة بينونة وتطويرها تطويراً شاملاً، لتوفير بيئة ترفيهية متكاملة تناسب جميع أفراد المجتمع، مع توفير مرافق حديثة تشمل مناطق ألعاب الأطفال ومسطحات خضراء ومناطق الشواء، إضافة إلى مراعاة احتياجات أصحاب الهمم، ما يُسهم في تحسين تجربة الزوّار، وتعزيز التفاعل المجتمعي والمظهر الحضاري للإمارة، وتحقيق معايير الاستدامة وجودة الحياة للجميع.
وتضمَّنت أعمال تطوير الحديقة إزالة النافورة القديمة، وإعادة تأهيل المنطقة بزراعة الزهور وطبقة تغطية التربة، لتعزيز عناصر التجميل الطبيعي وزيادة المساحات الخضراء في الحديقة، وإعادة التأهيل الشامل لمسارات الممشى والممرات في الحديقة بطول 3,000 متر.
أخبار ذات صلةوتضمَّنت أعمال التطوير أيضاً إنشاء خمس مناطق ألعاب رملية ومطاطية للأطفال، وإضافة 14 لعبة، منها اثنتان لأصحاب الهمم، وإنشاء ملعب لرياضة تنس الريشة، وتركيب لوحات إرشادية وتوجيهية داخل الحديقة، وتركيب إنارة زِينة، وصيانة جميع أعمدة الإنارة في الحديقة، وإنشاء ست مناطق مخصَّصة للشواء، وإعادة تأهيل شامل للمسطحات الخضراء ودورات المياه في الحديقة.
وتواصل بلدية مدينة أبوظبي جهودها في تطوير الحدائق والمنتزهات العامة، والمرافق الترفيهية، والمماشي الرياضية، وحدائق الأحياء السكنية، لتلبية احتياجات أفراد المجتمع وتطلُّعاتهم ضمن بيئة آمنة تضمن سلامة مرتاديها.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي