سواليف:
2025-07-05@23:18:56 GMT

من كلّ بستان زهرة (61)

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT

من كلّ بستان زهرة (61)

#ماجد_دودين

قال الشَّافِعيُّ في توقيرِ النَّاسِ واحترامِهم عِندَ الخَطَأِ:

تَعمَّدْني بنُصحِك في انفِرادي وجَنِّبْني النَّصيحةَ في الجَماعَه

مقالات ذات صلة التاريخ سيكتب في رفح 2024/02/13

فإنَّ النُّصحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوعٌ من التَّوبيخِ لا أرضى استِماعَه

وإن خالَفْتَني وعَصَيتَ أمري فلا تجزَعْ إذا لم تُعْطَ طاعَه

قال العُلَماءُ: أحقُّ النَّاسِ بعدَ الخالِقِ المنَّانِ بالشُّكرِ والإحسانِ، والتِزامِ البِرِّ والطَّاعةِ له والإذعانِ: مَن قَرَن اللهُ الإحسانَ إليه بعبادتِه وطاعتِه، وشُكرَه بشُكرِه، وهما الوالِدَان؛ فقال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان: 14].

وعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ العَمَلِ أفضَلُ؟ قال: الصَّلاةُ لوقتِها. قال: قُلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قال: بِرُّ الوالِدَين. قال: قُلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ)).

صِلةُ الرَّحِمِ من أفضَلِ الطَّاعاتِ التي يتقَرَّبُ بها العبدُ إلى رَبِّه، وقد أمر اللهُ تعالى بها، وبَيَّن أنَّ وَصْلَها موجِبٌ للمثوبةِ، وقد ورد الحثُّ على صلةِ الرَّحِمِ فيما لا يُحصى من النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ، ولم يَرِدْ لها ضابطٌ؛ فالمعَوَّلُ على العُرفِ، وهو يختَلِفُ باختلافِ الأشخاصِ والأحوالِ والأزمنةِ، والواجِبُ منها ما يُعَدُّ به في العُرفِ واصلًا، وما زاد فهو من الإحسانِ والتَّفضُّلِ والمَكرُمةِ، وأظهَرُها معاودتُهم، وتفقُّدُ أحوالِهم، وزيارتُهم، والكلامُ الطَّيِّبُ، وإعانتُهم على الخيرِ، وبذلُ الصَّدَقاتِ في فُقَرائِهم، والهدايا لأغنيائِهم. قال اللهُ تعالى: يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1] ففي هذه الآيةِ أخبر اللهُ سُبحانَه بأنَّه خلَق النَّاسَ من نفسٍ واحدةٍ، وأنَّه بثَّهم في أقطارِ الأرضِ، مع رجوعِهم إلى أصلٍ واحدٍ، وذلك لتَعطِفَ قلوبُ النَّاسِ بعضِهم على بعضٍ بالإحسانِ، ولترقيقِ بعضِهم على بعضٍ، وقَرَن سُبحانَه الأمرَ بتقواه بالأمرِ ببِرِّ الأرحامِ والنَّهيِ عن قطيعتِها؛ ليؤكِّدَ هذا الحَقَّ، وأنَّه كما يلزمُ القيامُ بحَقِّ اللهِ تعالى بإحسانٍ، كذلك يجِبُ القيامُ بحقوقِ الخَلقِ -والأقربينَ منهم خاصَّةً- بإحسانٍ؛ فالقيامُ بحُقوقِهم هو من حَقِّ اللهِ عزَّ وجَلَّ الذي أمَر به ، وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ليس الواصِلُ بالمكافِئِ، ولكِنَّ الواصِلَ الذي إذا قُطِعَت رَحِمُه وصَلَها)) ، أي: إذا أساء إليه أقارِبُه أحسَنَ إليهم ووصَلَهم، وهذا من بابِ الحثِّ على مكارمِ الأخلاقِ).

من أجَلِّ أنواعِ الإحسانِ: الإحسانُ إلى من أساء إليك بقَولٍ أو فعلٍ؛ قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت: 34 – 35].

ومن كانت طريقتُه الإحسانَ، أحسَنَ اللهُ جَزاءَه: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [الرحمن: 60.

ذكَر الهَرَويُّ أنَّ من منازِلِ إيَّاك نعبدُ وإيَّاك نستعينُ (الفُتُوَّةَ)، وقال: (هي على ثلاثِ دَرَجاتٍ: الدَّرجةُ الأولى: تَركُ الخُصومةِ، والتَّغافُلُ عن الزَّلَّةِ، ونِسيانُ الأذيَّةِ. والدَّرَجةُ الثَّانيةُ: أن تُقَرِّبَ مَن يُقصيك، وتُكرِمَ من يُؤذيك، وتعتَذِرَ إلى من يجني عليك؛ سماحةً لا كَظمًا، ومودَّةً لا مُصابرةً!) .

قال ابنُ القيِّمِ في ذلك: (هذه الدَّرَجةُ أعلى ممَّا قَبْلَها وأصعَبُ؛ فإنَّ الأُولى تتضَمَّنُ تركَ المقابلةِ والتَّغافلَ، وهذه تتضَّمَنُ الإحسانَ إلى من أساء إليك، ومعامَلَتَه بضِدِّ ما عاملك به، فيكونُ الإحسانُ والإساءةُ بَينَك وبَينَه خِطَّتَينِ، فخِطَّتُك: الإحسانُ. وخِطَّتُه: الإساءةُ.

وفي مِثلِها قال القائِلُ:

إذا مَرِضْنا أتيناكم نعودُكم

وتُذنِبون فنأتيكم ونعتَذِرُ

ومن أراد فَهْمَ هذه الدَّرَجةِ كما ينبغي فلْيَنظُرْ إلى سيرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع النَّاسِ يَجِدْها بعَينِها).

زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ ورِبحُه غيرُ مَحضِ الخَيرِ خُسرانُ

أحسِنْ إلى النَّاسِ تَستعبِدْ قُلوبَهُمُ فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ

من جاد بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطِبةً إليه والمالُ للإنسانِ فتَّانُ

أحسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقدِرةٌ فلن يدومَ على الإنسانِ إمكانُ

الصَّلاحُ بغَيرِ إصلاحٍ لا يعصِمُ الأمَمَ مِن الهَلاكِ:

قال تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود: 117].

وسألَت زَينبُ بنتُ جَحشٍ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: ((يا رسولَ اللهِ، أفنهلِكُ وفينا الصَّالِحونَ؟ قال: نعَم، إذا كثُر الخَبَثُ)).

قال القُرطُبيُّ: (فأمَّا إذا كثُر المُفسِدونَ وقلَّ الصَّالِحونَ، هلَك المُفسِدونَ والصَّالِحونَ معَهم، إذا لم يأمُروا بالمعروفِ، ويكرَهوا ما صنَع المُفسِدونَ).

(فكثرةُ الخَبَثِ مُؤذِنةٌ بالهلاكِ، وهذا يعني أنَّه يجِبُ مَنعُ هذا الخَبَثِ حتَّى لا يحُلَّ بالمُسلِمينَ الهلاكُ).

إنَّ المكارِمَ كُلَّها لو حُصِّلَت رجَعَت بُجملتِهـا إلى شيئَينِ

تعظيمُ أمرِ اللهِ جلَّ جلالُـه والسَّعيُ في إصلاحِ ذاتِ البَينِ

عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: ((خَطَّ لنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَطًّا، ثمَّ قال: هذا سبيلُ اللَّهِ، ثمَّ خَطَّ خطوطًا عن يمينِه وعن شِمالِه، ثمَّ قال: هذه سُبُلٌ مُتفَرِّقةٌ، على كُلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثمَّ قرأ: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ))، وفيه: إشارةٌ إلى أنَّ سبيلَ اللَّهِ وَسَطٌ، ليس فيها تفريطٌ ولا إفراطٌ، وسَبيلُ أهلِ البِدَعِ ما يلي إلى جانِبٍ فيه تقصيرٌ أو غُلُوٌّ.

تقومُ مصالحُ الدُّنيا والآخرةِ على الاعتِدالِ والتَّوسُّطِ؛ فإنَّ السَّرَفَ في كُلِّ شيءٍ مُضِرٌّ بالجسَدِ ومُضِرٌّ بالمعيشةِ، ويؤدِّي إلى الإتلافِ، فيَضُرُّ بالنَّفسِ؛ قال ابنُ القَيِّمِ: (فالنَّومُ والسَّهرُ والأكلُ والشُّربُ والجِماعُ وغيرُ ذلك، إذا كانت وسَطًا بَيْنَ الطَّرفَينِ المذمومينِ كانت عَدلًا، وإن انحرَفَت إلى أحَدِهما كانت نقصًا وأثمَرَت نقصًا).

الاعتِدالُ والوَسَطيَّةُ على خمسةِ أضرُبٍ:

وَسَطيَّةٌ في الاعتقادِ: بلُزومِ السُّنَّةِ واجتنابِ البِدعةِ، وعَدَمِ الخَوضِ فيما سَكَت عنه السَّلَفُ، والتَّوسُّطُ بَيْنَ الفِرَقِ المتطَرِّفةِ.
وَسَطيَّةٌ في القولِ: بحفظِ اللِّسانِ، وتَركِ فُضولِ الكلامِ إلَّا من خيرٍ.
وَسَطيَّةٌ في الفِعلِ: بالاقتصادِ وعَدَمِ المبالغةِ أو التَّقصيرِ.
وَسَطيَّة في الأخلاق: بالوقوف بَيْنَ مذمومين، فالشَّجاعة بَيْنَ الجبن والتَّهور.
وَسَطيَّةٌ في عبوديَّةِ القَلبِ: كأن يكونَ بَيْنَ خوفٍ يحجُزُه عن المعاصي، ورجاءٍ يحمِلُه على الطَّاعاتِ.

قال تعالى واصِفًا عبادَه المُحسِنين بالتَّجاوُزِ والعَفوِ عن النَّاسِ: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134]. قال ابنُ كثيرٍ: (فقَولُه: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ أي: لا يُعمِلون غَضَبَهم في النَّاسِ، بل يَكفُّون عنهم شَرَّهم، ويحتَسِبون ذلك عِندَ اللهِ عزَّ وجَلَّ، ثمَّ قال تعالى: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ أي: مع كفِّ الشَّرِّ يَعْفون عمَّن ظلَمَهم في أنفُسِهم، فلا يبقى في أنفُسِهم مَوجِدةٌ على أحَدٍ، وهذا أكمَلُ الأحوالِ؛ ولهذا قال: وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ فهذا من مقاماتِ الإحسانِ).

الرِّفقُ محبوبٌ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ، وإنَّه ما كان في شيءٍ إلَّا زانَه، ولا نُزِع مِن شيءٍ إلَّا شانَه؛ ففيه الحثُّ على أن يكونَ الإنسانُ رفيقًا في جميعِ شُؤونِه، رفيقًا في معاملةِ أهلِه، وفي معاملةِ إخوانِه، وفي معاملةِ أصدقائِه، وفي معاملةِ عامَّةِ النَّاسِ، يَرفُقُ بهم؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ رفيقٌ يحِبُّ الرِّفقَ؛ ولهذا فإنَّ الإنسانَ إذا عامَل النَّاسَ بالرِّفقِ يجِدُ لذَّةً وانشِراحًا، وإذا عامَلَهم بالشِّدَّةِ والعُنفِ نَدِم، ثمَّ قال: ليتَني لم أفعَلْ، لكِنْ بَعدَ أن يفوتَ الأوانُ، أمَّا إذا عامَلَهم بالرِّفقِ واللِّينِ والأناةِ انشَرَح صدرُه، ولم يَندَمْ على شيءٍ فَعَله.

قال الشَّافِعيُّ:

قالوا: سَكَتَّ وقد خُوصِمْتَ قُلتُ لهم

إنَّ الجوابَ لبابِ الشَّرِّ مِفتاحُ

والصَّمتُ عن جاهِلٍ أو أحمَقَ شَرَفٌ

وفيه أيضًا لصَونِ العِرْضِ إصلاحُ

إنَّ الهَدِيَّةَ حُلوةٌ كالسِّحرِ تجتَلِبُ القُلوبـــــــــا

تُدني البغيضَ من الهَوى حتَّى تُصَيِّرَه قَريبَا

وتُعيدُ مُضطَغَنَ العَداوةِ بَعدَ نُفرتِــــــه حبيبَا

كانت العَرَبُ توصي بناتِها بما يوجِبُ الأُلفةَ، فتقولُ للواحِدةِ: (كُوني له أرضًا يكُنْ لك سماءً، وكُوني مِهادًا يكُنْ عِمادًا، وأَمَةً يَكُنْ عَبدًا، وفِراشًا يَكُنْ مَعاشًا، ولا تَقْرَبي فيَمَلَّكِ، ولا تَبْعُدي فيَنساكِ، ولا تُعاصيه شَهْوَتَه، وعليكِ بالنَّظافةِ، ولا يَرَ مِنكِ إلَّا حُسنًا، ولا يَشَمَّ إلَّا طِيبًا، ولا يَسمَعْ إلَّا ما يَرضى، ولا تُفْشي سِرَّه فتَسقُطي مِن عَينِه، ولا تَفْرَحي إذا غَضِبَ، ولا تَغْضَبي إذا فَرِحَ)

إنَّ الأمانةَ فضيلةٌ ضَخمةٌ، لا يستطيعُ حَملَها الرِّجالُ المهازيلُ، وقد ضرب اللهُ المثَلَ لضخامتِها، فأبان أنَّها تُثقِلُ كاهِلَ الوجودِ، فلا ينبغي للإنسانِ أن يستهينَ بها أو يُفَرِّطَ في حقِّها؛ قال اللهُ تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب: 72] ، والظُّلمُ والجَهلُ آفتانِ عَرَضتا للفِطرةِ الأُولى، وعُنِيَ الإنسانُ بجهادِهما، فلن يَخلُصَ له إيمانٌ إلَّا إذا أنقاه من الظُّلمِ: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ … [الأنعام: 82] ، ولن تخلُصَ له تقوى إلَّا إذا نقَّاها من الجهالةِ: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر: 28] ؛ ولذلك بعد أن تقرأَ الآيةَ التي حمَّلَت الإنسانَ الأمانةَ تجِدُ أنَّ الذين غلَبَهم الظُّلمُ والجهلُ خانوا ونافَقوا وأشركوا؛ فحَقَّ عليهم العِقابُ، ولم تُكتَبِ السَّلامةُ إلَّا لأهلِ الإيمانِ والأمانةِ: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب: 73].

عن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (لا تَغُرُّني صلاةُ امرئٍ ولا صومُه، من شاء صام، ومن شاء صلَّى، لا دينَ لِمن لا أمانةَ له). وقال رَضِيَ اللهُ عنه أيضًا: (من أدَّى الأمانةَ وكَفَّ عن أعراضِ المُسلِمين فهو الرَّجُلُ) .

وقال أيضًا: (لا تَنظُروا إلى صيامِ أحَدٍ ولا صلاتِه، ولكِنِ انظُروا إلى صِدقِ حَديثِه إذا حدَّث، وأمانتِه إذا ائتُمِن).

(إنَّ تربيةَ الأولادِ وتهذيبَهم وتعليمَهم أمورَ الدُّنيا والدِّينِ أمانةٌ يجِبُ أداؤُها؛ فتوجيهُ الأولادِ للمعالي، وتربيتُهم على الفضيلةِ، وتعويدُهم على البِرِّ والأخلاقِ الحميدةِ وطَلَبِ الرِّزقِ من وجوهِ الحلالِ، وتعليمُهم الصَّلاةَ والصِّيامَ والزَّكاةَ: أمانةٌ؛ فاللهُ جَلَّ وعلا يقولُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم: 6]، وقد أوضَح النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم أمانةَ تربيةِ الأولادِ في قولِه: ((ألا كُلُّكم راعٍ وكُلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه … إلخ)) الحديث) . وقال ابنُ عُمَرَ لرجُلٍ: (أدِّبِ ابنَك؛ فإنَّك مسؤولٌ عن ولَدِك: ماذا أدَّبْتَه؟ وماذا عَلَّمْتَه؟ وإنَّه مسؤولٌ عن بِرِّك وطواعيَتِه لك).

عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اشترى رجلٌ مِن رجُلٍ عَقَارًا له، فوجَد الرَّجُلُ الذي اشترى العَقَارَ في عَقَارِه جَرَّةً فيها ذَهَبٌ، فقال له الذي اشتَرى العَقَارَ: خُذْ ذهَبَك مِنِّي؛ إنَّما اشتريتُ منك الأرضَ، ولم أبْتَعْ منك الذَّهَبَ! فقال الذي شَرى الأرضَ: إنَّما بِعتُك الأرضَ وما فيها! فتَحاكما إلى رجُلٍ، فقال الذي تَحاكَما إليه: ألَكُما وَلَدٌ؟ فقال أحدُهما: لي غلامٌ، وقال الآخَرُ: لي جاريةٌ، قال: أنْكِحوا الغُلامَ الجاريةَ، وأنْفِقوا على أنفُسِكما منه، وتَصدَّقا)) .فالرَّجُلُ الأوَّلُ اشترى عَقَارًا من الرَّجُلِ الثَّاني، والعَقَارُ هو الأرضُ وما يتَّصِلُ بها من البناءِ والأشجارِ، فلمَّا وجَد الذَّهبَ تورَّع عنه وعدَّه أمانةً، فرَدَّه إلى البائِعِ، لكِنَّ البائِعَ قال: إنَّما بِعتُك الأرضَ وما فيها، ولَمَّا رأى القاضي (صِدقَ نيَّتِهما ونصيحةَ كلِّ واحدٍ منهما لصاحِبِه، راعى جانِبَ كُلٍّ منهما في ذلك) ، فأمَرَهما أن يزَوِّجا ابنَ هذا لابنةِ ذاك.

مِن وصايا لُقمانَ لابنِه: (يا بُنيَّ، زاحِمِ العُلماءَ برُكبتَيك، وأنصِتْ إليهم بأُذُنَيك؛ فإنَّ القلبَ يحيا بنورِ العُلماءِ كما تحيا الأرضُ الميِّتةُ بمطرِ السَّماءِ)

مِن الخطأِ أن يظُنَّ المرءُ أنَّه مَعفوٌّ مِن الإثمِ إن حضَر مجالِسَ الباطِلِ مُنصتًا لِما يُقالُ فيها دونَ إنكارٍ أو اعتِزالٍ؛ كحضورِ المجالِسِ التي تُنتهَكُ فيها حُرُماتُ الدِّينِ، أو يُستهزَأُ فيها بالمُؤمِنينَ؛ فالمُستمِعُ شريكُ القائِلِ إذا لم يُنكِرْ عليه، قال اللهُ تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا [النساء: 140] ، (يعني: وقد نزَّل عليكم أنَّكم إن جالَسْتُم مَن يكفُرُ بآياتِ اللهِ ويستهزِئُ بها وأنتم تسمعونَ فأنتم مِثلُه، يعني: فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحالِ مِثلُهم في فِعلِهم؛ لأنَّكم قد عصَيْتُم اللهَ بجُلوسِكم معَهم، وأنتم تسمَعونَ آياتِ اللهِ يُكفَرُ بها ويُستهزَأُ بها، كما عصَوه باستهزائِهم بآياتِ اللهِ؛ فقد أتَيتُم مِن معصيةِ اللهِ نَحوَ الذي أتَوه منها؛ فأنتم إذًا مِثلُهم في رُكوبِكم معصيةَ اللهِ، وإتيانِكم ما نهاكم اللهُ عنه) ، وقال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام: 68] ، فيجبُ أن يُنزِّهَ الإنسانُ سمعَه كما يُنزِّهُ لسانَه، وقد أنشَد بعضُهم:

فسمعَك صُنْ عن سماعِ القبيحِ كصونِ اللِّسانِ عن النُّطقِ بهْ

فإنَّك عندَ سمــــــــاعِ القبيـــــحِ شريكٌ لقائِلِـــــــه فانتبِـــــــهْ

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ماجد دودين قال تعالى فی معاملة علیه وسل قال ابن ى الله هم على

إقرأ أيضاً:

خطبتا الجمعة بالحرمين: ما أحوج الشعوب للأمن والسلام والرشاد.. ومن واظب على ذكر الله تعالى أشرقت عليه أنواره وتوافدت عليه خيراته

ألقى الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال: في زمان كشفت الفتن فيه قناعها، وخلعت عذارها، لا يندّ عن فهم الأحوذي، ولا يشذّ عن وعي الألمعي، استشراف الحوادث وتفحص الأحداث، فالتأمل والتدبر في حوادث الأيام وتعاقبها مطلب شرعي، وأمر إلهي، قال جل وعلا: {لقد كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، وإن استهلال عام هجري جديد ليذكرنا بأحداث عظيمة جليلة، كان فيها نصر وتمكين، وعز للمرسلين والمؤمنين، تبعث في النفس التفاؤل والأمل، وحسن الظن بالله مع إتقان العمل، إنها قصة موسى -عليه السلام-، وهجرة المصطفى سيد الأنام -عليه أفضل صلاة وأزكى سلام-، ويوم عاشوراء ذلك اليوم الذي أنجى الله فيه نبيه موسى -عليه السلام- من فرعون وملئه.
ولفت الشيخ السديس النظر إلى أن الله -عز وجل- أوحى إلى موسى وهارون -عليهما السلام- ليذهبا إلى فرعون لدعوته إلى التوحيد والإيمان، وهذا درس عظيم في الدعوة إلى الله تعالى، وهو أن يلتزم الداعي إلى الله الرفق واللين والحوار، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فخرج موسى ببني إسرائيل وتبِعهم فرعون وجنوده، فنظر بنو إسرائيل إلى فرعون قد ردِفهم، وقالوا: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}، فكان الرَّدُّ الحازم من موسى -عليه السلام-: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}، وهذا درس آخر في اليقين وحسن الظن بالله، موصيًا فضيلته بإحسان الظن بالله، والأخذ من تلك القصص والأحداث والأنباء الدروس والعبر والإثراء، وأنه على قَدْرِ اليقين الراسخ والإيمان الثابت لنبي الله موسى -عليه السلام- كانت الإجابة الفورية: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}، فأغرق الله فرعون وقومه جميعًا، وكان ذلك في يوم عاشوراء، فكانت نعمة عظيمة على موسى ومن آمن معه من بني إسرائيل، فصام موسى -عليه السلام- هذا اليوم شكرًا لله تعالى، وصامه بنو إسرائيل، وهكذا تحقق النصر المبين والعاقبة للمتقين.
وبين الشيخ السديس أن في حدث الهجرة النبوية ما يُقرّر هذه السنة الشرعية والكونية: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}. قال أبو بكر -رضي الله عنه-: “والله يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لأبصرنا”، فقال -عليه الصلاة والسلام- بلسان الواثق بنصر ربه: “يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا”. إنه اليقين بنصر رب العالمين، ولهذا كان من أهمية هذا الحدث العظيم أن أجمع المسلمون في عهد عمر -رضي الله عنه- على التأريخ به اعتزازًا بالهوية الدينية والتاريخية والوطنية، مما ينبغي اقتفاء أثره والاعتزاز به فنحن أمة لها تاريخ وحضارة ورسالة على مر الأيام وتعاقب الأعوام.
وأوضح فضيلته أن منهج المسلم عند حلول الفتن الاتجاه إلى الله بالدعاء، وكثرة التوبة والاستغفار، وعدم الخوض فيما لا يعنيه، ورد الأمر إلى أهله. والإسلام يدعو إلى نبذ العنف وتحقيق الوئام، والتفرغ للبناء والإعمار، والتنمية والإبهار والبعد عن الخراب والفساد والدمار، فما أحوج الشعوب إلى نبذ الحروب، وما أحوج البلاد والعباد إلى الأمن والسلام والرشاد. وفي قصة نبي الله موسى -عليه السلام- وهجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنموذج عملي متكامل للنجاة من الفتن بالتمسك بشرع الله تعالى، وحسن الظن به، وجميل التوكل عليه.
وقال فضيلته: “فموسى ومحمد -عليهما السلام- حتى في لحظة الانتصار أدَّيا حقَّ الشُّكرِ لربِّ العالمين، فكانا يصومان هذا اليوم -يوم عاشوراء- شكرًا لله على عظيم نِعْمَتِهِ”. وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “قَدِمَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- المدينةَ فرأَى اليهودَ يصومونَ يومَ عاشوراءَ فقال لهم: “ما هذا اليومَ الذي تَصومونهُ”؟ قالوا: هذا يومٌ صالحٌ، هذا يومٌ نَجَّى اللهُ فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى -عليه السلام-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أنا أحق بموسى منكم”، فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصومه.
* وفي المسجد النبوي الشريف ألقى خطبة الجمعة فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير المسلمين وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، من تمسك بأسبابها نجا.
وقال فضيلته: ذكر الله تعالى رواء الأرواح وشفاء الجراح وعلامة الصلاح وداعية الانشراح وعين النجاح والفلاح قال جل وعز: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. ومن واظب على ذكر الله تعالى أشرقت عليه أنواره، وفاضت عليه آثاره، وتوافدت عليه خيراته، وتواصلت عليه بركاته. والذكر هو الزّاد الصالح والمتجر الرابح، والميزان الراجح، فضائله دانية القطوف، وفوائده ظاهرة جليّة بلا كسوف.
ومضى فضيلته قائلًا: وقد أمر الله عباده بكثرة ذكره وتسبيحِهِ وتقديسِهِ، والثناءِ عليه بمحامدِهِ، وجعل لهم على ذلك جزيل الثواب وجميل المآب قال جل وعزّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}. وعن عبدالله بن بسر -رضي الله عنه-: أنَّ رجلًا قَالَ: يَا رسولَ الله، إنَّ شَرَائِعَ الإسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَليَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيءٍ أَتَشَبثُ بِهِ، فقَالَ: «لا يَزالُ لِسَانُكَ رَطبًا مِنْ ذِكْرِ الله» أخرجه الترمذي. فاذكروا الله في البيع والشراء والأخذ والعطاء والعلن والخفاء والصباح والمساء وعلى وجه الأرض وفي جوّ السماء.
وأشار فضيلته إلى أن الذكر يرضي الرحمن ويطرد الشيطان ويقوي الإيمان ويبدد الأحزان ويمنح النفوس الطمأنينة والسكينة والأمان.. والذّكر يزيل الوحشة ويذيب القسوة ويذهب الغفلة وينزل الرحمة ويشفي القلوب.. قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: “لكل شيء جلاء وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل”. والذكر غياث النفوس الظامئة، وقوت القلوب الخالية، ونور الدروب الشائكة، وبه تستجلب الخيرات والبركات، وتستدفع الكربات والنقمات، وبه تهون الفواجع النازلات والحوادث المؤلمات، فما ذكر الله عز وجل في مصيبة إلا هانت، ولا في كربة إلا زالت.
وأبان إمام وخطيب المسجد النبوي في ختام الخطبة أن الأجور المترتبة على الذكر عظيمة، لا يعبِّر عن عظمتها لسان، ولا يحيط بها إنسان.. مطالبًا فضيلته المسلمين بالمحافظة على الأدعية والأذكار الصحيحة الواردة في الأحوال المختلفة، والإكثار من ذكر الله تعالى في كل حين وأوان.

مقالات مشابهة

  • رسالة لشباب اليوم..
  • أحداث المعجرة التى وقعت يوم عاشوراء.. الأزهر يوضحها
  • ماذا حدث يوم عاشوراء؟.. 5 مشاهد عجيبة لا يعرفها كثيرون
  • سعة ورحمة.. يسري جبر يحدد سبب تعدد الطرق الصوفية
  • ماذا يحدث لمن واظب على ذكر الله؟.. خطيب المسجد النبوي: ينعم بـ10 أرزاق
  • خطيب المسجد النبوي: الذكر يرضي الرحمن ويطرد الشيطان ويقوي الإيمان
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما أحوج الشعوب للأمن والسلام والرشاد.. ومن واظب على ذكر الله تعالى أشرقت عليه أنواره وتوافدت عليه خيراته
  • خطبة الجمعة من المسجد النبوي
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة الحدود الشمالية