42 عاماً على الإضراب الشامل… الجولان سوري الهوى والهوية
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
الجولان السوري المحتل-سانا
“المنية ولا الهوية”، شعار أطلقه أهلنا في الجولان السوري المحتل منذ صدور قرار الاحتلال الإسرائيلي بضم الجولان في الـ 14 من كانون الأول عام 1981، حيث أكدوا رفضهم وتمسكهم بهويتهم العربية السورية، ومواصلة مقاومة كل إجراءات الاحتلال حتى عودة الجولان كاملا إلى الوطن.
القرار الباطل قوبل برفض دولي واسع، وبعد ثلاثة أيام على صدوره اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 497 الذي يؤكد هوية الجولان العربية السورية، ويعتبر قرار الضم ملغى وباطلاً، ولا أثر قانونياً له.
نضال أهلنا ضد القرار الباطل بلغ ذروته بإعلانهم الإضراب الشامل في الـ 14 من شباط عام 1982 الذي شكل محطة مفصلية في نضالهم ضد الاحتلال، منذ أن دنس تراب الجولان عام 1967، وفور إعلان الإضراب فرض الاحتلال حصاراً عسكرياً، وحظر تجوال على قرى وبلدات الجولان، ومنع وصول المواد الغذائية وقطع الكهرباء، في محاولة للتعتيم على ما يجري وعزل الأهالي عن العالم الخارجي، واعتقل العشرات منهم بعد حملات دهم واسعة للمنازل، للضغط عليهم وإجبارهم على إنهاء الإضراب.
أبناء الجولان الذين لم يتجاوز عددهم حينها الـ 13 ألفاً قابلوا الحصار الذي فرضه 25 ألفاً من قوات الاحتلال بثبات وصمود على أرضهم، وواصلوا المقاومة، حيث خاضوا خلال فترة الإضراب مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال كان أهمها معركة الهوية في الأول من نيسان عام 1982، بعد أن اقتحمت قرى الجولان ونكلت بأهلها، في محاولة فاشلة لإخضاعهم ليضطر كيان الاحتلال بعد أكثر من 6 أشهر من الإضراب إلى الاستجابة لمطالب أبناء الجولان والتراجع عن مخططاته العنصرية لفرض “الهوية الإسرائيلية” عليهم.
واليوم وبعد 57 عاماً على احتلال الجولان، يواصل أهلنا تصديهم لكل المخططات الإسرائيلية العدوانية التهويدية، رغم القمع والتنكيل والتي كان آخرها إفشالهم في حزيران الماضي المخطط الاستيطاني لإقامة توربينات هوائية على أراضيهم الزراعية في منطقة الحفاير شرق قرية مسعدة، بذريعة توليد الكهرباء من طاقة الرياح، في حين إن الهدف الحقيقي الاستيلاء على الأراضي وتهجير أهلها.
وفي تصريح لمراسل سانا، أوضح الأسير المحرر حسن فخر الدين أن الذكرى تأتي هذا العام والمنطقة بأكملها تعيش ظروفاً خاصة، جراء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، مبيناً أن إحياءها سيقتصر على تنفيذ إضراب يشمل كل مرافق الحياة في الجولان، ورفع علم سورية في ساحات القرى التي كانت ولا تزال على مدى عقود طويلة الشاهد الأكبر على إسقاط مشاريع الاحتلال.
هشام شعلان أشار إلى أنه منذ بداية الاحتلال وقف أبناء الجولان سداً منيعاً لمواجهته مدافعين عن ترابهم، وجاء الإضراب الشامل في عام 1982 تتويجاً لهذا النضال الذي بدأ في عام 1967 وأثبت أبناء الجولان خلاله أنه لا بديل عن الهوية العربية السورية، وأنهم لن يرضخوا مهما بلغت وحشية الاحتلال.
الشيخ نزيه محمود شدد على أن أبناء الجولان على مر التاريخ قاوموا كل الاحتلالات التي مرت على سورية من العثماني إلى الفرنسي وصولاً إلى الإسرائيلي، وقدموا مئات الشهداء والأسرى دفاعاً عن ثرى الجولان وانتمائه لسورية، مؤكدين أنه مهما طال ليل الاحتلال سيبقى الجولان عربياً سورياً.
وتؤكد سورية باستمرار أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال وكل مخططاته الاستيطانية باطلة، وأن عودته كاملاً إلى الوطن آتية لا محالة، وأنها لن تألو جهداً في سبيل هذه العودة بجميع السبل التي يكفلها القانون الدولي، باعتباره حقا أبدياً لا يسقط بالتقادم.
حق سورية أكدته قرارات مجلس الأمن الدولي 242 و338 و497 بأن الجولان عربي سوري، وأن إجراءات “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال باطلة، وعليها الانسحاب الكامل منه حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967، كما تجدد الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا اعتماد قرارات تؤكد هوية الجولان العربية السورية وتطالب “إسرائيل” بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
عطا فرحات
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: العربیة السوریة
إقرأ أيضاً:
سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العين الثالثة لهذا الممثل؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بالنسبة للممثل الهندي، تشابال بهادوري، آخر رجل معروف بلعبه أدوارًا نسائية في المشهد المسرحي الشعبي البنغالي،تقمص الشخصية يستوجب الجانب العملي والآخر الطقوسي.
كان بهادوري يضم يديه معًا كما لو أنّه يُصلّي قبل وضع مساحيق التجميل، ورسم حواجبه، وتثبيت الرموش، وارتداء حمّالة الصدر، والشعر المستعار، والمجوهرات الذهبية.
وكان وضع "العين الثالثة" على جبهته بمثابة اكتمال لطلّته وتحوّله إلى "شيتالا"، إلهة الأمراض الهندوسية، ضمنًا الجدري.
ووثّقت صورة شهيرة للناشر والمخرج، نافين كيشور، هذه اللحظة بالذات، رفع خلالها الممثّل ذراعه وحدّق بتحدٍ خلف الكاميرا.
وكان كيشور الشخص الذي جلب قصة بهادوري إلى العالم من خلال فيلمه الوثائقي الشهير بعنوان "لعْب دور الإلهة: قصة تشابال بهادوري" في العام 1999.
وقال كيشور لـCNN في مقابلة بالفيديو: "حتى تلك اللحظة، هو رجل يتحوّل إلى امرأة. ومع العين الثالثة، يتحوّل إلى الإلهة".
وبهادوري متقاعد، في منتصف الثمانينيات من عمره الآن، وكان يُعتبر آخر مقلّدي النساء في الـ"جاترا"، وهو تقليد مسرحي موسيقي متنقل في الأجزاء الناطقة بالبنغالية، شمال شرق الهند، وبنغلاديش.
وعند انضمامه إلى فرقة الـ"جاترا" في خمسينيات القرن العشرين، كان الرجال يقدّمون العروض بشكل روتيني بلباس الـ"ساري" والمكياج عوض الممثلات.
وأتى بهادوري من عائلة من الممثلين، ويستخدم الاسم المسرحي تشابال راني، وأصبح شخصية بارزة في مشهد مسرح كولكاتا.
لكن وجد بهادوري صعوبةً متزايدة في تأمين وظيفة بعدما بدأت المزيد من النساء في المشاركة بالـ"جاترا" خلال ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم.
وبحلول الوقت الذي التقى فيه بكيشور، الذي كان يدير مطبوعة عن المسرحيات آنذاك، كان الممثل قد بلغ الستينيات من عمره، ولم يكن يؤدي سوى عدد قليل من العروض في العام مقابل ما يعادل دولارًا واحدًا في الليلة.
التقط الناشر والمصوّر سلسلة من الصور بالأبيض والأسود لبهادوري فيما يرتدي زيّه.
ورآها أحد أمناء متحف وبيعت لاحقًا.
وأعطى كيشور الأرباح لبهادوري، الذي جاء إليه لاحقًا للبحث عن عمل، كما أنّه عرض عليه الطهي أو حتى صنع القهوة لأجله.
واستذكر كيشور الموقف قائلاً: "كنت أبكي بسبب عجزي.. لأنّني رأيته كنجم، وفكرت: لماذا قد أقوم بإعطائه وظيفة في مطبخ؟ ".
وأضاف: "من ثم خطر ببالي أن جميع أصدقائنا في قطاع التلفزيون ووسائل الإعلام يريدون قصصًا ترفيهية من هذا النوع، لكن لم يكن أحد مهتمًا برعايتها. لذا، فكرت، ماذا لو أنفقت المال وصنعت فيلمًا وثائقيًا؟"
"أزلني من عقلك"تحضيرًا لفيلمه، نظّم كيشور جلسة تصوير أخرى مع بهادوري في منزل الممثل، وكانت بالألوان هذه المرة.
وقال كيشور: "لم تشمل جلسة التصوير إلا هو وأنا فحسب، لذا كان الأمر طبيعيًا. لا توجد أي لمسات للتعديل أو أي شيء من هذا القبيل. هذا جزء من الطريقة التي ألتقط بها الصور.. كان هناك محادثة طوال الوقت".
وأثناء حديثه مع CNN من دار رعايته في كولكاتا، استذكر بهادوري الأجواءً المريحة أيضًا.
وقال الممثل المتقاعد في مقابلته: "أخبرني نافين أن أنسى أنه كان يلتقط صوري. وقال لي: أزلني من عقلك. افعل ما تقوم به كما تفعل دومًا. لا تنظر إلى الكاميرا".
وتُقدِّم الصور الناتجة لمحة حميمة عن حرفة الممثل.
وأصبحت العديد منها موجودة حاليًا في المعرض الجديد للمتحف الوطني للفنون الآسيوية التابع لمؤسسة "سميثسونيان"، والذي يُدعى: "Body Transformed: Contemporary South Asian Photographs and Prints".
وتم تكرار هذه الطقوس لاحقًا كمشاهد افتتاحية لفيلم "Performing the Goddess"، التي تتمحور حول الممثل، وتبلغ مدتها 44 دقيقة، يروي فيها بهادوري قصصًا من حياته ومسيرته المهنية.
ويتكون الفيلم في الغالب من لقطات للمقابلة، ويناقش فيها تجاربه المسرحية عن قرب، مثل تعرّضه للاختطاف من قِبل رجال كانوا مقتنعين بأنّه امرأة، إلى دراسة سلوكيات نساء بيوت الدعارة في منطقة الضوء الأحمر بكولكاتا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ سيرة بهادوري الذاتية للمؤلف سانديب روي ستصدر في ديسمبر/ كانون الأول، وستكون بعنوان: "تشابال راني، آخر ملكة للبنغال".
وعُرض الفيلم الوثائقي في مهرجانات الأفلام عند صدوره، مع عرضه على شاشات التلفزيون الهندي منذ ذلك الحين، بينما عُرضت الصور التحضيرية في متاحف مختلفة، مع بيعها لدى درا "سوزبي" للمزادات في العام 2007، قبل أن يستحوذ عليها عليها متحف "سينسيناتي للفنون".