تزداد معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية لليوم الـ130 على التوالي، تزامنا مع تهديدات الاحتلال بشن عملية عسكرية واسعة في محافظة رفح أكبر أماكن النزوح، وسط استمرار إغلاق معبر رفح، الذي يسمح بمرور أعداد بسيطة من الجرحى والمسافرين عبر "التنسيقات".

وتتلخص فكرة التنسيق بدفع مبالغ مالية عبر وسطاء للجانب المصري، وهي التي أصبحت عالية جدا خلال الحرب، من أجل السفر عبر معبر رفح البري وتجاوز أعداد المسجلين الرسميين خلال الفترات العادية، أو السفر الاستثنائي حال إغلاقه أو تقييد الحركة عبره خلال الحرب الحالية.



"تشييك" من الاحتلال على الأسماء
وعلمت "عربي21" من أكثر من وسيط، أن كشوفات السفر المحدودة التي يتم نشرها من الجانب المصري، يتم التشييك عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يقرر من المسموح أو الممنوع له بالسفر.

وتحدثت "عربي21" مع مسافرين أو مواطنين حاولوا السفر عبر معبر رفح، مقابل دفعهم مبالغ مالية ضخمة، ليتنسى لهم مغادرة قطاع غزة خلال الحرب المستمر هناك.

ويقول وسيم (اسم مستعار): "إنه دفع أكثر من 20 ألف دولار من أجل سفر زوجته وأولاده إلى مصر، وأن السفر قبل ذلك وعن طريق التنسيقات كان لا يتجاوز الـ1500 في الأيام العادية قبل الحرب".


ويضيف وسيم لـ"عربي21": "فضلت البقاء في غزة مع الاطمئنان على عائلتي في الخارج، بسبب القصف وانعدام الغداء والعلاج، لكن المقابل الذي خرجوا به خيالي، حسبنا الله ونعم الوكيل".

بدوره، يكشف ضياء (اسم مستعار) وهو من العالقين في مصر من قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إنه انتظر لأسابيع طويلة فقط من أجل تسجيل بعض أفراد أسرته، من المضطرين للسفر من أجل عدم خسارة فرص عملهم.

ويقول ضياء لـ"عربي21": "أقاربي خسروا بيوتهم وأملاكهم في القصف الإسرائيلي، وأرادوا الحفاظ على مصدر دخلهم مع شركة دولية، لذلك فهم يريدون السفر من أجل استئناف العمل".

ويكشف أنهم "سيدفعون أكثر من 15 ألف دولار من أجل السفر فقط، فضلا عن الإقامة وشراء مستلزمات أساسية لأنهم خسروا كل شيء في غزة".

ويشير إلى أنه ذهب إلى مكتب لشركة "هلا" المزدحم جدا أكثر من مرة بهدف التسجيل للسفر وإتمام التنسيق، وقضى هناك أكثر من 6 ساعات فقط من أجل إنجاز المعاملة، قائلا: "أقل واحد من الموجودين كان سيدفع 5 آلاف دولار لسفر الشخص الواحد".

ويذكر أنه وقع على إقرار يفيد بعدم استراد المبلغ بالكامل، حال لم يتم التنسيق بنجاح وأن هناك احتمالية للقبول أو الرفض.





من ناحيتها، تكشف فداء (اسم مستعار) أن تكاليف السفر الباهظة لا تقتصر على دفع 5 آلاف دولار للشخص الكبير وألفين ونصف للشخص الصغير فقط، بل إنه يتم طلب مبالغ إضافية خلال المرور من مراحل السفر المختلفة.

وتضيف فداء لـ"عربي21": "دفعت 5 آلاف في البداية عن نفسي، وفي المعبر تم طلب ألف دولار أخرى، لقاء طباعة كشف وبعض المستندات وبعض شيكات العبور، وغيرها من المسميات التي لا أعرفها".

وتفيد بأنه "وصل المبلغ الإجمالي الذي دفعته عن نفسي إلى سبعة آلاف، وثلاثة آلاف ونصف عن طفلي، والتكاليف الإضافية لم أحصل على إيصالات مقابلها أو سندات بالدفع، وصراحة كنت خايفة أجادل أو أرفض أو حتى أطلب وصل بالمبالغ خشية أن يرجعوني أو أتبهدل بالطريق".

وفي حالة أخرى، تكشف ليلى (اسم مستعار) أنها سافرت برفقة جميع أفراد عائلتها، وبعضهم بدون جوازات سفر حتى دون أي مقابل مادي.

وتقول ليلى لـ"عربي21": "والدي لديه معارف قوية مع ضباط ولواءات في مصر، ومن بداية الحرب تلقيننا وعودا بالسفر دون نتيجة، كانوا يقولون لنا بدنا نقسمهم على فوجين السيدات والأطفال أولا ثم الرجال والشباب فرفضنا".


وتوضح أنه "ظل والدي يحاول البحث عن الواسطات حتى تحدث مع لواء كبير كان يعرفه، ووعده بالسفر قريبا ضمن فوج واحد، وبالفعل سافرنا دون دفع أي مبلغ، لكن بواسطة قوية"، بحسب تعبيرها.

يذكر أن النظام المصري نفى في كانون الأول/ يناير الماضي ما وصفه بـأنه "أكاذيب روجت لها بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، بشأن تحصيل رسوم إضافية على المسافرين في معبر رفح".

وقال رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات، ضياء رشوان، إن "بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، قد تداولت في الأيام الأخيرة ادعاءات كاذبة تتعلق بما يتم تحصيله من رسوم على المسافرين عبر منفذ رفح من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، معتمدة على مصادر مجهلة وفردية ودون أي توثيق لها".

ونفى رشوان "مزاعم التحصيل الرسمي لأي رسوم إضافية على القادمين من غزة، وكذلك ادعاءات تقاضي أي جهة غير رسمية لأي مقابل مادي نظير العبور إلى الأراضي المصرية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال معبر رفح التنسيقات المصري الحرب مصر الاحتلال معبر رفح الحرب التنسيقات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معبر رفح أکثر من من أجل

إقرأ أيضاً:

باحث: المستوطنون يعتبرون قتل الفلسطينيين عبادة (فيديو)

قال الدكتور سمير التقي، باحث في معهد الشرق الأوسط للدراسات، إنّ الحكومة الإسرائيلي انتقامية تشجع المستوطنين على التخريب، مشددًا على أنه لولا الموقف المصري والقيادة المصرية في مواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين لما جرى إفشالها.

الأمم المتحدة: نحو 1.9 مليون شخص نزحوا في قطاع غزة إعلام إسرائيلي: حماس متمسكة ببند أساسي يمنع إقرار التهدئة في غزة المستوطنين يعتبرون قتل الفلسطينيين عبادة

وأضاف التقي، في مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ المستوطنين يعتبرون أن قتل الفلسطينيين عبادة، وأنهم ينفذون بذلك وصايا لاهوتية، مشددًا على أن هذا الأمر مرتبط بثقافة عميقة يتم الدفع تجاهها منذ فترة طويلة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وجعل حياتهم فيها مستحيلة.

 الحدود الشمالية مع لبنان

وتابع الباحث في معهد الشرق الأوسط للدراسات: «الحكومة الراهنة بعد أن كُبلت يداها وصلت إلى طريق مسدود في غزة، وتدرك أنها إذا اتجهت إلى الحدود الشمالية مع لبنان، فهي ستدخل في حرب ليست متأكدة من أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تدعمها فيها كما يجب». 

جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي، أعلن سابقًا، "السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بشكل كامل"، مؤكدا أن قواته تقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة.

وحسب وكالة سبوتنيك، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إنه "قتل 20 مسلحا وعثر على 3 أنفاق خلال عملية السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح"، مؤكدا أن "معبر كرم أبو سالم مغلق وسيعاد فتحه عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك".

من جهتها، أعلنت هيئة المعابر في غزة، "توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى القطاع من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم"، مؤكدة إغلاق معبر رفح بسبب وجود الدبابات الإسرائيلية داخل المعبر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس شرقي مدينة رفح الفلسطينية. يأتي ذلك بعدما قرر "مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية العسكرية في رفح للضغط على حماس لتحرير الأسرى وتحقيق أهداف الحرب، مع إرسال وفد للقاء الوسطاء في القاهرة لبحث التوصل إلى صفقة مقبولة".

وكان اللواء سيد الجابري الخبير الاستراتيجي ورئيس حزب المصري، قال إن الطرف الثاني في حرب غزة هو شعب قُهر وطُرد من أرضه ومُحتل منذ 75 عامًا، ولديه رغبة أكيدة في التحرر.

وأضاف "الجابري" خلال حواره مع الإعلامي الدكتور محمد الباز ببرنامج "الشاهد" المُذاع على قناة "إكسترا نيوز": "كل القرارات التي صدرت لصالح القضية الفلسطينية الطرف الآخر لا يحترمها".

وتابع: "لكي تتحرر الشعب تحتاج أن تدفع الثمن لأن مفيش حاجة هتتحرر ببلاش، في المنطقة العربية لدينا تجربة الجزائر التي ممكن أن يقتضي بها شعوب أخرى".

وأوضح أن تجربة الجزائر دفعت الثمن مليون شهيد، متابعًا: "أعتقد أن هذا هو الموجود والمترسخ اليوم في الإنسان الفلسطيني، رغم كل المآسي لكنه لديه رغبة دفينة قوية في تحرير نفسه، وهذه هي المرة هي الفرصة التاريخية للشعب الفلسطيني لتحرير نفسه والوصول إلى حل الدولتين ولكي يصل إلى ذلك يجب أن يقدم الفاتورة وتم تقديم الفاتورة بأرواح الشهداء والجرحى والأطفال والدمار البربري الذي نراه"، مؤكدًا أن الفاتورة غالية لكن يجب دفعها.

مقالات مشابهة

  • شهادات خاصة بالجزيرة لنازحات سودانيات يواجهن الجوع والمرض
  • الفلسطيني للشؤون الاستراتيجية: البنية التحتية في قطاع غزة دمر منها أكثر من 80%
  • المركز الفلسطيني للشئون الاستراتيجية: البنية التحتية في قطاع غزة دمر منها أكثر من 80%
  • لم نعد نشعر بالأمان.. سوريون في تركيا خائفون من تداعيات تسريب بياناتهم
  • رئيس المركز الفلسطيني للشؤون الاستراتيجية: جيش الاحتلال يذل اليوم في غزة (فيديو)
  • ضبط 2962 مخالفة متنوعة خلال حملات تموينية على الأسواق والمخابز في البحيرة
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب معارك سنار
  • بعد موجة من العنف.. تداعيات سلبية على السوريين في تركيا والشمال السوري
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين (فيديو)
  • باحث: المستوطنون يعتبرون قتل الفلسطينيين عبادة (فيديو)