الثلاثاء, 13 فبراير 2024 3:21 م

.

المصدر: المركز الخبري الوطني

إقرأ أيضاً:

سقوط سوناك

لم تكن الانتخابات العامة فى بريطانيا مجرد انتخابات عادية مثل التى كانت تحدث فى كل دوره.. لكنها كانت انتخابات تاريخية سواء فى نتائجها أو فى الأحداث التى أحاطت بها.

سقط رئيس الوزراء الفاشل وزعيم حزب المحافظين ريتشى سوناك وتعرض حزب المحافظين لضربة قاصمة بعد خسارته الفادحة للانتخابات وتحقيق نتيجة تعد الأسوأ منذ 200 عام.

أنهى حزب العمال 14 عامًا من سيطرة المحافظين على السلطة، وحقق فوزًا ساحقًا شمل معظم الدوائر الإنتخابية.. وأنهى كير ستارمر رئيس الوزراء الجديد حقبة شهدت سيطرة 5 قيادات من المحافظين على حكم البلاد.

وصفت «البى بى سى» الساعات التى سبقت إعلان النتيجة بأنها من أكثر الساعات الحافلة فى تاريخ السياسة البريطانية.

ووصفت فوز حزب العمال بالفوز الساحق وهزيمة المحافظين بالهزيمة التاريخية وفى رأيى أن هذه العبارات هى تعبير دقيق لنتيجة حصل فيها حزب العمال على 412 مقعدًا مقابل 122 للمحافظين.

ووصف روبرت باكلاند، الوزير المحافظ السابق الذى فقد مقعده الأمر بأنه «كارثة انتخابية» بالنسبة للمحافظين.

لم أقتنع يومًا برئيس الوزراء ريتشى سوناك وتوقعت فشله من اليوم الأول لولايته، وقلت وقتها إن بريطانيا خسرت بوريس جونسون الذى اعتبره أفضل من تولى إدارة بريطانيا خلال الحقبة الأخيرة.

كان سوناك صاحب أداء ضعيف وشهد الاقتصاد البريطانى تراجعًا كبيرًا فى عهده وانخفض حجم الوظائف وخسر العمال بعض مكاسبهم وتفاقمت أزمة اللاجئين وغاب الدور البريطانى على الساحة الدولية واكتفى بأن يكون تابعًا للولايات المتحدة.. حتى موقفه من الحرب على غزة كان موقفًا مشينًا.. لم يفعل كما فعل ماكرون فى فرنسا.. فموقف أوروبا الداعم لإسرائيل يعد من الثوابت لكن هناك ثوابت أخرى تتعلق بتجريم المجازر والإبادة الجماعية والتهجير القسرى والعقاب الجماعى وغيرها من الجرائم التى ترتكبها قوات الإحتلال الإسرائيلى كل يوم.. سقط سوناك ومعه حزبه فى موقفهم من الحرب على غزة، بينما نجح ماكرون فى تعديل موقفه بتحوله إلى دور الوسيط الداعى إلى التهدئة حتى لو ظاهريًا واستضاف جولة من المفاوضات التى حضرتها فصائل المقاومة.

كان سوناك شريكًا لإسرائيل فى حربها على غزة وداعمًا للمجازر وحرب والإبادة بلا وازع من دين أو ضمير أو حتى إنسانية.. وظل ثابتًا على موقفه حتى آخر يوم له فى السلطة.

غزة كانت حاضره فى الانتخابات البريطانية ولم يتوقف تأثيرها على السقوط المدوى لسوناك والمحافظين.. لكن امتد أيضًا ليشمل قيادات فى حزب العمال، حيث فقد خمسة من وزراء حكومة الظل مقاعدهم البرلمانية لصالح مرشحين مستقلين دخلوا الانتخابات تحت مظلة غزة وكانوا فى السابق أعضاء فى حزب العمال.. ليس هذا فحسب بل إن هناك وزيرين عمالين فى حكومة الظل نجحوا بصعوبة بسبب موقفهم من الحرب على غزة.. أما الملاحظة المهمة فهى تتمثل فى تراجع أصوات حزب العمال فى الدوائر التى فيها ناخبون مسلمون بنسبة 11 فى المائة.

سقط سوناك وخرج وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة وتصدع المحافظين بعد هزيمة قاسية ومروعة، وجاء ستارمر ومعه حزب العمال.. وبقيت غزة حرة أبية تقاوم المحتل الغاصب الذى بات يبحث عن صفقة، وتفرض نفسها على أى حدث فى أى مكان.

 

مقالات مشابهة

  • أول قرار للرجل
  • سقوط سوناك
  • مجلس الحكومة يتدارس 4 مشاريع مراسيم
  • تعيين 26 معيد من خريجي كلية الزراعة بسوهاج خلال احتفالية تخرجهم …. اعرف السبب؟
  • لميس الحديدي تشيد بمؤتمر رئيس الوزراء اليوم
  • جرّ رئيس مجلس النواب البريطاني إلى كرسيه عنوة بعد انتخابه.. ما القصة؟ (شاهد)
  • مجلس النواب يصادق على مشروع قانون تصفية ميزانية 2022
  • مجلس النواب يصادق بالإجماع على قانون تنظيمي يتعلق بالتعيين في المناصب العليا
  • “أولوية”.. تصريح جديد من رئيس الوزراء بشأن تجديد الخطاب الديني
  • تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني المغربي