بعد اقتراب القتال من الإذاعة والتلفزيون.. الحرب تهدد ذاكرة ووجدان الشعب السوداني
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
أنشئت الإذاعة السودانية في الأول من إبريل 1940 عندما كان السودان تحت الاستعمار الإنجليزي، وكان افتتاح الإذاعة بالقرب من حي (البوستة) بأم درمان قبل أن يتم نقلها إلى المبني الحالي للهيئة بشارع النيل بام درمان.
التغيير: الخرطوم: علاء الدين موسى
يوما بعد يوم تسلب الحرب المشتعلة في السودان موروثه السياسي والثقافي والتاريخي ويفقد السودانيون هويتهم باستمرار النزع القائم بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
حالة من الخوف تسود أوساط المهتمين بالموروث السوداني بمختلف أصعدته مع اقتراب المعارك في مناطق الهيئة القومية للإذاعة السودانية التي تحوي مبانيها جزءا كبيرا من التاريخ السوداني.
وأطلقت نقابة الصحفيين السودانيين نداء عاجلا لطرفي النزاع بضرورة الحفاظ على ذاكرة الشعب السوداني وابعادها من دائرة القتال.
واعتبرت نقابة الصحفيين أن اقتراب القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من مباني الإذاعة والتلفزيون يزيد من خطورة تدمير أو إتلاف أرشيف يقترب عمره من المئة عاما، ويمثل إرثا سياسيا، وثقافيا، واجتماعيا، للأمة السودانية.
سمع وبصرأنشئت الإذاعة السودانية في الأول من إبريل 1940 عندما كان السودان تحت الاستعمار الإنجليزي، وكان افتتاح الإذاعة بالقرب من حي (البوستة) بأم درمان قبل أن يتم نقلها إلى المبنى الحالي للهيئة بشارع النيل بأم درمان، وبعد إنشاء التلفزيون في عام 1962 إبان حكم الرئيس السوداني الأسبق، إبراهيم عبود، شكلا ثنائيا وأصبحت الإذاعة والتلفزيون بماثة السمع والبصر للشعب السوداني، وذاكرته التي يعتمد على في استرجاع تاريخه القديم الذي سطره الرعيل الأول من السياسيين والأدباء.
مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بأم درمانكان افتتاح الإذاعة بالقرب من حي (البوستة) بأم درمان قبل أن يتم نقلها إلى المبنى الحالي للهيئة بشارع النيل
أصبحت الإذاعة والتلفزيون محطة أنظار السياسيين والعسكريين الطامعين في السلطة الذين يمنون أنفسهم بإذاعة بيانهم الأول عبر الإذاعة بعد إحكام السيطرة عليها منذ انقلاب عبود وحتى انقلاب البرهان على الحكم المدني في أكتوبر 2021.
وفي حرب 15 أبريل سيطرة قوات الدعم السريع على مباني الإذاعة والتلفزيون وحولتها إلى ثكنة عسكرية ومكان لاحتجاز المدنيين، وحاولت بث برامجها عبرها، وأيضا عملت حكومة الأمر الواقع على إنشاء إذاعة في مدينة بورتسودان التي تعتبر العاصمة البديلة للسودان.
تهديد إرث الأمةويتخوف مراقبون أن تؤدي حرب 15 إبريل إلى تدمير مباني الإذاعة والتلفزيون والتي تهدد هذا الإرث السوداني العظيم، في ظل انقطاع شبكات الاتصال وعدم وجود رقابة على أطراف النزاع.
وبحسب اولئك المراقبون فإن طرفي النزاع لا يهم ذلك الإرث وكل طرف منهم يحاول الانتصار في المعركة حتى وإن كان ذلك على حساب تاريخ الشعب السودان.
يقول مدير البرامج بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون السابق، السر السيد، إن محو ذاكرة الشعب السوداني المسموعة والمرئية، يجب أن يصنف ضمن جرائم الحرب الثقافية.
وأكد السيد لـ (التغيير)، أن كل ما أنتجته الإذاعة والتلفزيون من مواد ثقافية وسياسة ودينية وفكرية ودعوية مهددة بالتلف إذا لم يتحاش أطراف النزاع القتال داخل مباني الهيئة.
السر السيدمدير البرامج السابق بالهيئة:محو ذاكرة الشعب السوداني المسموعة والمرئية، يجب أن يصنف ضمن جرائم الحرب الثقافية.
وأشار إلى أن المواد الموجودة في مباني الإذاعة والتلفزيون تعاني من سوء التخزين وعدم وجود تكيف لانقطاع التيار الكهربائي من المبني لفترة طويلة من الزمن.
فيما شدد مدير البرامج على أن المنتوج الثقافي يعد أحد مهددات الأمن القومي السوداني لأن المكتبة بها مواد مهمة وخطيرة، ووجه نداء لأطراف النزاع والشعب السوداني بأن ينهض لحماية موروثة المسموع والمرئي قبل فوات الأوان.
زيادة المخاوفبدوره، يشفق الإعلامي والناقد مصعب الصاوي، على أرشيف مكتبات الإذاعة والتلفزيون والإنتاج السينمائي داخل مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بأم درمان.
ويقول الصاوي لـ (التغيير)، تزداد مخاوفي يوما بعد يوم وأنا أشهد تدمير معالم ومؤسسات أخرى ذات قيمة فنية ومعمارية وعلمية مثل مكتبات الجامعات ومراكز البحوث وأبرزها مكتبة البروفيسور محمد عمر بشير بالجامعة الأهلية بأم درمان والتخريب الذي طال المتحف القومي بالخرطوم.
ويضيف، قيمة أرشيف مكتبات الهيئة أنه أضخم محتوى سمعي وبصري معاصرا إذ كان تأسيس الإذاعة في العام 1940، وأقرب أرشيف معاصر ورقيا له أرشيف (هولت) أو محفوظات السودان.
وتابع: “هذا لا يعني أن الأرشيف بدأ في ذلك العام بل حوى أسطوانات ومواد صوتية سجلت في مصر في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي”.
توثيق الحياة السودانيةوأكد الصاوي، أن أرشيف الإذاعة يضم المحتوى الفني والموسيقى والغناء والدراما والأحاديث أي البرامج وهذا القسم وثق للحياة السودانية في المجالات السياسية والاجتماعية والروحية والتراث والشخصيات العامة.
وأوضح أن الأرشيف السياسي وثق كل مراحل التطورات والأحداث السياسية داخل السودان وخارجه وتفاعلاتها في السودان ومحيطه منذ فجر الاستقلال وإلى يوم الناس هذا.
مصعب الصاويإعلامي وناقد: هذه المكتبات تحتوي على كنوز من المعارف والعلوم والفنون
ولفت الإعلامي والناقد إلى أن ذات المحتوى متوفر في التلفزيون مع تعديل في البدايات حيث بدأ التلفزيون مطالع الستينيات عهد الجنرال إبراهيم عبود ولكنه أضاف إلى مكتبته الفترات السابقة من وحدة أفلام السودان والتي تعد أهم وحدة توثيق بصري وتسجيلي أسسها الإنجليز ولعلها بدأت أولا كوحدة فوتوغرافية داخل الجيش.
ويقول الصاوي إن وحدة أفلام السودان نشطت في تسجيل كل وجوه الحياة السودانية ومعالمها وملامحها وأحداثها واهتم الفريق عبود بها ووثق من خلالها لكل المشاريع التي تم افتتاحها أو وضع حجر الأساس لها في زمانه.
وأشار إلى أن هذه المكتبات تحتوي على كنوز من المعارف والعلوم والفنون منها على سبيل المثال لا الحصر تفسير العلامة عبد الله الطيب للقرآن الكريم بالعامية السودانية وتسجيلاته للتلفزيون ومنها ثوابت البرمجة الإذاعية حقيبة الفن وربوع السودان.
بجانب ذهبيات الموسيقى والغناء وروائع المديح السوداني وأصوات العلماء والأدباء والمفكرين والفنانين والرواة الشعبيين وقصصهم وإشعارهم ومسامراتهم التي يستنطقهم فيها الباحث الراحل الطيب محمد الطيب.
ذاكرة الأمةوشدد الصاوي، على أن الإذاعة والتلفزيون ظلت على الدوام ساحة للمحبة والإبداع والسلام يستظل بها أهل السودان في كل أجزاء الوطن تقدم خدماتها لهم جميعا لأتفرق بين أحد منهم بل تخاطبهم على أساس المواطنة.
جانب من توثيق الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيونودعا الأطراف المتصارعة أن تظل هذه الأماكن بعيدة عن أتون الصراع لأنها تمثل السودانيين جميعا، كما دعا المنظمات الأممية كـ (اليونسكو) والإقليمية مثل الـ (أليسكو) للتدخل لحماية هذا التراث وصونه لأنه ذاكرة أمة ووجدان شعب.
الوسومآثار الحرب في السودان الإذاعة السودانية الإذاعة والتلفزيون الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الإذاعة السودانية الإذاعة والتلفزيون الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حرب الجيش والدعم السريع الشعب السودانی الشعب السودان بأم درمان
إقرأ أيضاً:
مناشدة الى طرفي القتال في السودان ونصيحة
مناشدة الى طرفي القتال في السودان ونصيحة : (ارفعا ايديكما عن السلاح واجعلا من شهر شعبان تمرين روحي جاد لتدخلا به إلي شهر رمضان المبارك ، شهر جني الثمار التي وضعت بذرتها في رجب وتتم سقيتها في هذه الأيام فلا تضيعوا الفرصة والوقت يمضي سريعا !!..
الشيء المؤسف والذي يدعو إلى الحزن والاسي أن الطرفين المتحاربين مسلمين ويرفع كل منهما السلاح في وجه أخيه والقتال بينهما مستحر مثل اللهب ويهللان ويكبران بأصوات داوية كلما أوقع أحدهما خسائر فادحة في الاخر والضحايا من المواطنين الأبرياء يفوق عددهم أضعاف أضعاف القتلي والمصابين من الجند في هذا الطرف أو ذاك !!..
كلنا نذكر الحرب العراقية الإيرانية وقد كانت مدمرة بمعني الكلمة ... هل كانت هذه الحرب اللعينة تدور بين مسلم وكافر ام بين مسلم ومسلم وفي هذه الحالة هل تمعنت الأمة الإسلامية في كتابها المنزل علي سيد الرسل والأنبياء سيدنا محمد عليه افضل الصلاه واتم التسليم وفيه العلاج الناجع لمثل هذه الأزمة أو الفتنة وكان وبمقتضي الآيات الكريمة التي تشير إلى الحل أن تتدخل الأمة وتمنع تدهور الوضع وإذا بغت طائفة علي الأخري ورفضت الرجوع الي الحق ففي هذه الحالة يمكن للأمة أن تحارب الطائفة الباغية حتي تفيء الي أمر الله سبحانه وتعالي .
وعجزت الأمة الإسلامية عن تدارك هذا الإشكال الضخم في حياة المسلمين واستلم المهمة أهل المكر والدهاء من الكفرة الصليبيين ووجدوا فرصتهم وصارت لهم الدول العربية تبعا ومن يومها بدأ الانفراد ببلادنا العربية والمسلمة الواحدة تلو الأخري وفي حرب غزة تمت نكبة جديدة بالفلسطينيين وفي السودان تحولت بلادنا الحبيبة الي لا دولة يتدفق إليها السلاح من اين ؟! لا ندري والحرب كل فجر يوم جديد تزداد شراسة والضحية المواطن والعالم يتفرج علينا وكأننا سيرك هندي أو مسرح للعبث واللامعقول والدول العربية والإسلامية منها من شارك في اذيتنا بكل برودة اعصاب ويضحكون علينا بكراتين الإغاثة التي لا تصل وبوابل من الادانات والشجب التي ليس من ورائها طائل وهكذا الأمة العربية والإسلامية والعالم ادمنوا الفرجة علينا ونحن في أشد حالات الضعف تنكر لنا الأصدقاء والجيران قبل الأعداء .
قبل أن يطل علينا شهر رمضان المبارك وقد بدأت ملامحه بقدوم شهر شعبان هذا الشهر الذي ينبغي علي كل مسلم أن ينظف فيه قلبه من الشحناء وان يملأه باوكسحين التوبة ويزيل منه السواد والغل والحسد وان ينظفه تماما من أي أسباب للشرك وان يتمرن بقوة لشهر رمضان المبارك شهر جني الثمار والجوائز وان يكثر من عمل الخيرات ويترك المنكرات ويكثر من الصوم فيه ويكثر من تلاوة القرآن الكريم ويتصدق ويترك لهذه البذرة التي ضمتها تربة شهر رجب أن تأخذ حظها من الري في شعبان لتعطي ثمارها في شهر التوبة والغفران .
وعليه نناشد وننصح الطرفين المتقاتلين أن يهللا ويكبرا بحق وحقيق وفي وقار وخشوع وان يكفا فورا عن مقاتلة بعضهما البعض ما داما معا يشهدان بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونبارك لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حلول شهر شعبان حيث يبدأ العمل الجاد استعدادا لشهر رمضان شهر التراويح والذكر والتسبيح وشهر المساكين .
ايها المتحاربان اوقفا هذا العبث وثوبا الي رشدكما وانتما الاثنان تدينان بدين الإسلام الخالد والذي يدعو إلي التسامح والحكمة والموعظة الحسنة !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com