الدبلوماسية بين الشريعة والقانون (4) “العصر الأول للإسلام”
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) _ تمكن النبي محمد ﷺ أن يؤسس الدولة الإسلامية وفق لنظام القانون الإسلامي، سواء داخليًّا أم خارجيًّا، بشكل يضاهي الدول المعاصرة له مثل الدولة الرومانية والدولة الفارسية، وكانت واحدة من مكونات هذه الدولة الإسلامية وجود نظام دبلوماسي متطور.
فكانت واحدة من المهمات الدبلوماسية الهامة التي قام بها النبي محمد ﷺ، هي العمل على توحيد كثيرًا من القبائل العربية، التي كانت قبل ذلك متناحرة ومتفرقة وليس لها نظام دولي مثل أقرانها من الدول الأخرى.
ثم جاءت المهمة الدبلوماسية الأخرى بالغة الأهمية وهي تعريف وإعلام الأمم الأخرى بالإسلام، وكان ذلك عن طريق وسائل دبلوماسية تهدف إلى إيصال محتوى الإسلام وجوهره وغايته بسهولة وطريقة مناسبة لكل مخاطب.
وكان هذا يعني أن ليس كل واحد مؤهلًا للقيام بهذه المهمة وأدائها بالشكل المطلوب، وإنما الأمر يتطلب مواصفات خاصة يشترط أن تكون في المبعوث الدبلوماسي أو الرسول كما كان يطلق عليه حينذاك. ولذا اختار النبي محمد هؤلاء الرسل ممن تتوفر فيهم الشروط اللازمة، الواجب توافرها في المبعوث الدبلوماسي، بكل حيادية بعيدًا عن أي معايير أخرى، مثل معيار الأسبقية في الدخول في الإسلام، أو ما قدمه من أجل الإسلام ..الخ.
وكانت الشروط الواجب توافرها في هذا الرسول كثيرة أولها كونه على دراية كاملة وشاملة بمحتوى الإسلام ، ولديه القدرة على تعريف الأخر به بكل سهولة ويسر وشكل مناسب مع كل مخاطب، وإيصال المذكرة الدبلوماسية بشكل احترافي، وأيضًا يشترط أن يكون يجيد لغة القوم المبعوث إليهم، إضافة إلى صفات أخرى يجب أن يتحلى بها مثل الصبر، والفصاحة، والعلم، والحكمة وحسن التصرف، وحسن المظهر.
وهنا كان من مكونات النظام الدبلوماسي أيضا، تحديد من ينغي أن يخاطب أولا بالإسلام، هل الأمم صاحبة الأديان السماوية والمتطورة أم الأمم الأخرى؟
فكان النظام الدبلوماسي يعمل على أن البداية في المخاطبة بالإسلام تكون مع الأمم المتطورة صاحبة الأديان السماوية، فعلى سبيل المثال أرسل النبي محمد، عمرو بن أمية الضميري الي النجاشي ملك الحبشة، وحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر، ودحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ملك الروم، وعبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك الفرس، ومبعوثين دبلوماسيين آخرين من النبي محمد إلى أسقف نجران، وزعماء يهود خيبر وملوك عمان والبحرين واليمن… وغيرهم من الكثير.
وكانت حينذاك الدبلوماسية أحد السُبل والوسائل الهامة في تحقيق الإسلام لأهدافه ونقطة تحول في سياسته الخارجية مع الأمم والقبائل الأخرى، تظهر بما لا يدع مجالًا للشك حكمة ودراية واحترافية النبي محمد صلي الله عليه وسلم في تعاملاته الدبلوماسية التي أدارها .
مراجع للمقال :
الباحث علي بن حافظ بن سالم الوادعي، فقه الدعوى في رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم، رسالة ماجستير ، عام 1426 هجرية.
د سعيد عبدالله حارب المهدي، العلاقات الخارجية للدولة الإسلامية، الناشر مؤسسة الرسالة ، طبعة أولى عام 1995م.
د خالد الشرقاوي السموني، مقال بعنوان العمل الدبلوماسي في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، موقع الكتروني ( المنال )
د سعيد أبو عبادة، العلاقات الدبلوماسية في عهد النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، شبكة معا الالكترونية ، مقال منشور بتاريخ 31/ 3/ 2016.
يسعدني التواصل وإبداء الرأي
[email protected]
Tags: النبي محمددولة النبوةﷺالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: النبي محمد النبی محمد
إقرأ أيضاً:
سوق ناقلات النفط العملاقة حول غرب أفريقيا تشهد ركودًا.. وآمال على “أوبك+”
مقالات مشابهة الإعلام البيئي لمواجهة تغير المناخ.. عقبات وحلول أمام الجزائر (مقال)
ساعة واحدة مضت
الآن.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على عربساتساعتين مضت
ما حقيقة وجود طوارئ مناخية؟.. وزير كندي أسبق يتحدث عن “صنم زائف”ساعتين مضت
سعر مثقال الذهب اليوم في العراق 21 تتراجع نسبيًا مع بدء التعاملات3 ساعات مضت
“قرار رسمي” تحديد اسعار تذاكر مباراة العراق والاردن 2024 النهائية بعد أنباء عن زيادتها3 ساعات مضت
الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة تتصدر أولويات حكومة حزب العمال3 ساعات مضت
تشهد سوق ناقلات النفط العملاقة بمنطقة عبر طريق غرب أفريقيا حالة ركود، وسط زيادة العرض وضعف الأسواق الرئيسة المنافسة.
ولم تنجح أسعار رحلات الناقلات عبر طريق غرب أفريقيا، حتى الآن، في تحقيق انتعاش مستدام من أدنى مستوياتها التي شهدتها خلال أشهر الصيف من عام 2024، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تحديثات القطاع.
وأشارت المصادر المطّلعة في السوق إلى زيادة العرض من حيث الحمولة، ومستويات استفسارات الشحن الأقل من المتوقع، وضعف في أسواق الخليج العربي والخليج الأميركي الرئيسة.
يأتي ذلك على الرغم من التوقعات واسعة النطاق بأن سوق ناقلات النفط العملاقة ستشهد مدة أكثر نشاطًا في الربع الرابع من عام 2024
تقييم أسعار الشحنقامت شركة بلاتس Platts، التابعة لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights، بتقييم الشحن على مسار غرب أفريقيا-الشرق الأقصى لحمولة 260 ألف طن عند ( 54.5 نقطة) حسب الميزان العالمي (Worldscale) في الأول من نوفمبر/تشرين الأول الجاري.
يأتي ذلك بانخفاض عن أعلى مستوى له مؤخرًا عند (63.5 نقطة) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتُعدّ هذه الأسعار أقرب إلى المستويات التي شوهدت خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، عندما كانت سوق الناقلات تشهد هدوءًا موسميًا في الصيف.
ناقلة النفط العملاقة أخيليس – الصورة من بلومبرغوقال أحد وسطاء سوق ناقلات النفط العملاقة في لندن: “كانت الأمور هادئة، والسوق تبدو متزعزعة، لكنني متردد في تقييم الأمور بشكل صحيح”.
يأتي هذا التراجع على الرغم من التوقعات الواسعة النطاق بزيادة نشاط سوق ناقلات النفط العملاقة في الربع الرابع من عام 2024، والزيادة الأخيرة في تكلفة الشحن بناقلات من طراز سويس ماكس عبر طريق غرب أفريقيا.
وقامت منصة بلاتس بتقييم البضائع على مسار غرب أفريقيا-المملكة المتحدة لحمولة 130 ألف طن عند (95 نقطة) في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بانخفاض عن ذروتها عند (105 نقاط) في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في المقابل، ارتفعت الأسعار بشكل كبير عن أدنى مستوى لها في الربع الثالث عند (72.5 نقطة) الذي سُجّل في 26 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال وسيط ثانٍ لناقلات النفط العملاقة، مقيم في لندن: “أنا أقلّ ثقة في أن نهاية العام ستكون جيدة حسبما كنا نعتقد، ما لم تزد دول أوبك الإنتاج وتسحب التخفيضات الصارمة، وفي هذه الحالة قد نواجه ارتفاع أسعار العقود الآجلة مع انخفاض سعر النفط إلى أدنى مستوياته”.
واتفق وسيط ثالث لناقلات النفط العملاقة في لندن مع هذا الرأي، على الرغم من أنه أشار إلى وجود احتمال تأجير العديد من الشحنات الإضافية المنتجة نتيجة لسياسة تخفيضات تحالف أوبك+ على أساس عقد الشحن، وهو ما سيكون له تأثير محدود بمستويات الطلب في سوق ناقلات النفط العملاقة الفورية.
ناقلة النفط العملاقة جارلي- الصورة من بلومبرغمستويات استفسارات الشحنعلى الرغم من المشاعر الهبوطية السائدة حاليًا، زعم مالك سفينة مقيم في أوروبا أن مستويات استفسارات الشحن في قطاع ناقلات النفط العملاقة ما تزال صحية، وأن السوق تبدو أكثر هدوءًا مما هي عليه في الواقع، حيث تجري تسوية العديد من التثبيتات المرتقبة.
وقال مالك السفينة “يجري إصلاح السفن، ولكن هناك نشاط محدود على السطح، ما يضع بعض الضغوط الهبوطية الطفيفة على الأسعار”.
وأضاف: “يحاول المستأجرون التحكم في الأسعار، إذا لم تُظهر مستويات النشاط الكاملة للسوق، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف المشاعر”، وفقًا لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.
ناقلات النفط العملاقة في ميناء كوربوس كريستي بولاية تكساس الأميركية – الصورة من رويترزوأضاف مالك السفينة نفسه أن سوق ناقلات النفط العملاقة في الخليج العربي شهدت ما يقرب من 28-30 شحنة خلال الشهر الماضي، ولم يُبَلَّغ إلّا عن جزء منها، بينما في الخليج العربي، تُتداوَل 30% -40% فقط من جميع تجهيزات ناقلات النفط العملاقة إلى السوق الأوسع، مع إصلاح الباقي بشكل خاص، أو على أساس عقد شحن البضائع.
وبالنسبة لبقية الربع الرابع، قال وسيط ناقلات النفط العملاقة في أوروبا، إن زيادة متواضعة في الأسعار ممكنة بسبب ارتفاع الطلب على النفط في الشتاء ومقاومة المالكين، وأشار إلى أنه من غير المرجّح أن تصل السوق إلى أعلى مستوياتها التي سُجلت في الربع الأول من عام 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.Source link ذات صلة