بشكل عنصري.. إسرائيل تقدم لمصر مقترحاً لتهجير سكان مدينة رفح
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
قدمت الحكومة الإسرائيلية إلى مصر مقترحاً لإجلاء وتهجير سكان مدينة رفح إلى مدن مكونة من خيام واسعة، قبل الهجوم العسكري الإسرائيلي المزمع على المدينة جنوب قطاع غزة، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين أن الاقتراح يتضمن إنشاء 15 مخيماً يحتوي كل مخيم على نحو 25 ألف خيمة، في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة.
وأضافت الصحيفة أن مصر المتاخمة لمعبر رفح ستكون مسؤولة عن إقامة المخيمات والمستشفيات الميدانية في الخيام، فيما لم تعلّق حكومة القاهرة على ما نقلته الصحيفة بعد بشكل رسمي.
مصر مستعدة لكل السيناريوهات
في سياق متصل أفادت قناة القاهرة الإخبارية، الاثنين، بأن مصر تتابع الموقف في مدينة رفح الفلسطينية و"مستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات".
ونقلت القناة المقربة من السلطات المصرية هذا الموقف عن مصدر رفيع المستوى لم تُسمِّه ودون تفاصيل أكثر، وسط تصعيد إسرائيلي وإعلان شن عملية عسكرية جديدة على رفح المتاخمة للحدود المصرية.
وردّ وزير خارجية مصر سامح شكري سابقاً، الاثنين، في مؤتمر صحفي على أنباء تعليق اتفاقية كامب ديفيد مع الجانب الإسرائيلي، قائلاً: "لقد حافظت مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل على مدار الأعوام الـ40 الماضية، التي جرت بموجبها إقامة العلاقات بين البلدين، ودائماً ما تحافظ مصر على التزاماتها ما دام الأمر تبادلياً بين الطرفين".
وأفادت وكالة أسوشيتد برس وصحيفتا نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال الأمريكيتان قبل يومين بأن القاهرة "حذّرت من إمكانية تعليق معاهدة السلام إذا أرسلت إسرائيل قوات إلى رفح الفلسطينية".
تركيا تعلق والأمم المتحدة ترفض طلب إسرائيل
في هذا الصدد اعتبرت الخارجية التركية ان هدف الضربات الإسرائيلية على رفح تهجير السكان الفلسطينيين من أرضهم.
الى ذلك قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الاثنين، إن المنظمة لن تشارك في عملية التهجير القسري للفلسطينيين في رفح، وأنه لا يوجد ملاذ آمن في قطاع غزة لنقلهم إليه.
وردا على سؤال حول احتمال مشاركة الأمم المتحدة في عملية الإجلاء هذه، أكد دوجاريك على ضرورة "الاحترام الكامل للقانون الدولي وحماية المدنيين".
وأضاف "لن نشارك في التهجير القسري للسكان في الوضع الحالي، لا يوجد أي مكان آمن في غزة".
وشدد على أنه "لا يمكن إعادة المواطنين إلى مناطق تملؤها الذخائر غير المنفجرة، ناهيك عن عدم وجود مأوى يلجأون إليه"، في إشارة إلى المناطق الشمالية والوسطى في قطاع غزة التي شهدت دمارا هائلا.
واستنكر دوجاريك شح المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، لافتا إلى أن المخزون الحالي "قد يكفي لبضعة أيام فقط".
وكان دوجاريك قد أكد الأسبوع الماضي على ضرورة "حماية" مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى رفح، مشددا على أن الأمم المتحدة "لن تؤيد بأي حال من الأحوال التهجير القسري الذي يتعارض مع القانون الدولي".
جاء ذلك عقب مطالبة المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي، وكالات الأمم المتحدة بالتعاون بخصوص خطة يقوم الجيش بتطويرها لإجلاء المدنيين من رفح جنوب قطاع غزة.
وأضاف أن القرارات التي تتخذها الأمم المتحدة والممثلون الدوليون يمكن أن تحمي المدنيين الآن.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الجمعة بأن الجيش الإسرائيلي صادق على عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاستعدادات لعملية في رفح بدأت قبل أسابيع والجيش وافق بالفعل على خطة تتضمن ضرورة إجلاء النازحين الفلسطينيين.
وكثفت قوات الإحتلال الإسرائيلية استهدافاتها لمدينة رفح جنوب قطاع غزة فيما تجددت الاشتباكات في مدينة غزة شمالا.
ومع دخول الحرب على غزة شهرها الخامس يستمر القصف الإسرائيلي لمختلف مناطق القطاع مع تزايد المؤشرات حول التوصل لاتفاق يفضي إلى هدنة جديدة وإطلاق الأسرى.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الأمم المتحدة جنوب قطاع غزة مدینة رفح
إقرأ أيضاً:
العدوان الإسرائيلي سلب من أعمار سكان غزة 35 عاما
توصلت دراسة حديثة إلى أنه بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسبتمبر/أيلول 2024 انخفض متوسط العمر المتوقع في قطاع غزة إلى النصف تقريبًا مقارنة بمستويات ما قبل الحرب.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة بنسلفانيا بقيادة الدكتور ميشيل جيلو وفريق من الباحثين الدوليين، ونشرت في مجلة لانسيت The Lancet الطبية.
وتوصل الباحثون إلى أن متوسط العمر المتوقع انخفض من متوسط ما قبل الحرب البالغ 75.5 عامًا إلى 40.5 عامًا خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى سبتمبر/أيلول 2024.
وكان الانخفاض في متوسط العمر المتوقع أعلى لدى الرجال، إذ انخفض من 73.6 عامًا قبل الحرب إلى 35.6 عامًا، مقارنة بالنساء اللواتي انخفض متوسط أعمارهن من 77.4 عامًا قبل الحرب إلى 47.5 عامًا.
وقد حسب المؤلفون 3 سيناريوهات لمتوسط العمر المتوقع:
السيناريو الأول، استنادًا إلى التعداد الرسمي للوفيات من وزارة الصحة في غزة، باستثناء العدد التقديري للأفراد الذين تم الإبلاغ عن فقدهم أو وجودهم تحت الأنقاض، يقدر متوسط العمر المتوقع بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسبتمبر/أيلول 2024 بـ40.5 عامًا.
السيناريو الثاني، استنادًا إلى الوفيات التي كانت معلومات التعريف الكاملة عنها متاحة، يقدر متوسط العمر المتوقع بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسبتمبر/أيلول 2024 بـ44.4 عامًا.
إعلانالسيناريو الثالث، استنادًا إلى التعداد الرسمي للوفيات من وزارة الصحة في غزة، بما في ذلك الحد الأدنى للعدد التقديري للأفراد الذين تم الإبلاغ عن فقدهم أو وجودهم تحت الأنقاض، حيث يقدر متوسط العمر المتوقع بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسبتمبر/أيلول 2024 بـ36.1 عامًا.
يسلط المؤلفون الضوء على أن أيّا من السيناريوهات لا يشمل التأثيرات غير المباشرة للحرب على الوفيات، مثل الافتقار إلى الوصول إلى الرعاية الصحية وسوء التغذية.
وكانت كشفت تغطية مفصلة نشرتها "الجزيرة صحة" عن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للقطاع الصحي في قطاع غزة بشكل ممنهج، ما بين تدمير المنشآت وقتل الأطباء والعاملين الصحيين.
القطاع الصحي يحاول النهوض
وأعلن مستشفى العودة في قطاع غزة عن بدء العمل في إنشاء مستشفيات وعيادات ومراكز صحية للرعاية الأولية في مناطق عدة بالقطاع، لمعالجة آثار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة وتداعياته، واستهدافه المنظومة الصحية وتدمير عدد من المستشفيات.
وقال رأفت المجدلاوي، المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية في غزة، إن الجمعية التي تتبع لها مستشفيات العودة ستعمل على إنشاء مراكز صحية لتقديم خدمات الرعاية الأولية للنازحين العائدين إلى شمال قطاع غزة.
وأوضح في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أن الجمعية ستعمل على إنشاء 12 مركزا جديدا للرعاية الصحية الأولية في شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه، لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين الفلسطينيين، وللنازحين العائدين إلى مدنهم ومنازلهم، وهو ما سيرفع عدد مراكز الرعاية التابعة للجمعية إلى 19 مركزا.
ونوّه بأن الجمعية تعمل على إعادة ترميم مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة، وهو المستشفى الوحيد الذي استمر في تقديم خدماته منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلانوأكد المجدلاوي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت منذ اللحظات الأولى للعدوان استهداف المنظومة الصحية الفلسطينية في قطاع غزة، فشنت حوالي 520 هجوما على المرافق الصحية العاملة في قطاع غزة، و148 هجوما على سيارات الإسعاف، و1000 هجمة على العاملين الإنسانيين في المجال الصحي، وهو ما أدى -وفق حديثه- إلى استشهاد 860 عاملا في المجال الصحي، واعتقال 262 كادرا صحيا، بالإضافة إلى اعتقال 89 مريضا من داخل المستشفيات.
وشدد المجدلاوي على أن قوات الاحتلال خالفت كل الأعراف والمواثيق الدولية، وقامت باستهداف المستشفيات العاملة في قطاع غزة، وهو ما أدى إلى تدمير وإخراج 50% منها عن الخدمة والبالغ عددها 36 مستشفى، في حين أصبحت المستشفيات الباقية تعمل بشكل جزئي بسبب الأضرار البليغة والكبيرة التي أصابتها، بالإضافة إلى حرمانها من الإمدادات اللوجستية والطبية التي تمكّنها من القيام بواجباتها.
غزة أخطر مكان في العالم للأطفال
قالت وكالة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف أمس السبت إن الحرب في غزة كانت مدمرة بالنسبة للأطفال حيث قتل فيها أكثر من 13 ألف طفل فلسطيني، فضلا عن إصابة نحو 25 ألفا، كما نقل أكثر من 25 ألفا آخرين إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية.
وقال نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريكي، في الآونة الأخيرة لمجلس الأمن: "كونك طفلا، فإن غزة هي أخطر مكان في العالم يمكن أن تكون فيه".
وتابع "أطفال غزة لم يختاروا هذه الحرب، ومع ذلك فقد دفعوا الثمن الأكبر".
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يوم الخميس أنه من بين 40 ألفا و 717 جثة فلسطينية تم التعرف عليها حتى الآن في غزة، كان ثلثها – 13319 – لأطفال. وقالت الوكالة يوم الجمعة إن هذه الأرقام صادرة عن وزارة الصحة في غزة.