فلسطينيون: ما حدث في رفح مجزرة وكأن بركانا ضرب المنطقة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
على مدى ساعة كاملة شهدت مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، أعنف قصف وعمليات عسكرية منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفجر الاثنين، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية والبوارج البحرية والمدفعية غارات مكثفة ومتزامنة تجاه منازل ومساجد في رفح، لتخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى ودماراً هائلاً خاصة في مخيم يبنا وسط المدينة.
ويقف إمام مسجد الهدى عائد أبو حسنين، على أنقاض المسجد الذي دمره الجيش الإسرائيلي في مخيم يبنا، ويقول: "كانت صدمة كبيرة، فقد استيقظنا منتصف الليل على أصوات القصف والاشتباكات العنيفة، والاهتزازات وكأن زلزالا ضرب المنطقة".
ويتابع أبو حسنين بنبرة حزينة، للأناضول: "القصف حول المسجد إلى ركام، ودمر المنازل الملاصقة والمحيطة ما أسفر عن استشهاد نحو 12 مواطنا".
وتسبب القصف بتدمير جدران المسجد وواجهته، واكتسى المكان باللون الأسود الناجم عن الاحتراق بعد الاستهداف، وتصاعد الدخان من الأنقاض.
ويقول الشاب محمد أحمد (18 عاما) للأناضول: "ما حدث أشبه بزلزال مدمر، فالمنطقة تحولت فجأة إلى دمار والدخان يتصاعد من كل مكان، وكأن حممًا بركانية انفجرت".
ويضيف: "علت أصوات النساء والأطفال الخائفين من القصف، وسادت حالة من الخوف أجواء المنزل والمنطقة بأسرها، والجميع كان يظن أن العملية العسكرية البرية على المدينة قد بدأت".
ويشير إلى تحطم زجاج المنازل والمباني المجاورة ما زاد من حالة الهلع، في ظل ارتفاع أصوات طائرات الاستطلاع والحربية، إضافة إلى أصوات الاشتباكات بين المقاومة والجيش الإسرائيلي.
الفلسطينية فاطمة قشطة (45 عاما) بدت علامات الصدمة على وجهها بينما قالت بنبرة غاضبة: "نحن مدنيون لماذا يقصفونا؟! سقف البيت كاد يسقط على رؤوسنا ونحن نيام".
وتضيف قشطة لمراسل الأناضول: "مجزرة كبيرة ارتكبها الاحتلال في رفح خلال ساعة واحدة، أكثر من 80 شهيدا ومئات الإصابات وكلهم كانوا نائمين لا ذنب لهم".
وفي المنطقة المستهدفة كان مصطفى أبو سليمة (39 عاما) يقوم بمساعدة أطفاله بإزالة الركام من منزله المكون من طابقين، بعدما أصبحت جدران المنزل مكشوفة للشارع بفعل القصف.
ويقول أبو سليمة عن الحدث للأناضول: "تفاجأنا بالقصف، فحاولت الخروج لمعرفة ماذا يجري، لكن صواريخ الطائرات الإسرائيلية كانت أسرع، فبدأت أجزاء من الطابق العلوي بالسقوط علينا".
ونجا أبو سليمة هو وأطفاله بأعجوبة من موت محقق، ويقول عن ذلك: "ساعة كاملة عشناها بخوف شديد ورعب، بعدما أيقظتنا أصوات الصواريخ والطائرات".
وشن الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين، سلسلة غارات عنيفة على مناطق مختلفة في المدينة، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، في تجاهل واضح لتحذيرات دولية من عواقب اجتياح المدينة المكتظة بالنازحين.
ومنذ 7 أكتوبر، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الاثنين "28 ألفا و340 شهيدا و67 ألفا و984 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة إسرائيل بتهمة "جرائم إبادة" للمرة الأولى منذ تأسيسها.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنسانية
وتزداد المعاناة ليلا، لا سيما على الأطفال، وسط نقص كبير في وسائل التدفئة.
24/11/2024