أشرف عبدالعزيز ما أن كُللت المساعي لوقف الحرب بتشكيل تنسيقية القوى المدنية (تقدم) وتزعمها رئيس الوزراء السابق د.عبدالله حمدوك ، حتى وحاولت العديد من القوى لعب دور لحل الأزمة السودانية الماثلة ، في وقت ظلت فيه (الكتلة الديمقراطية) تحرض الجيش على مواصلة الحرب وعدم الوصول إلى أي تفاهمات مع الدعم السريع من شأنها وقفها، وظنت أن وجود قياداتها في بورتسودان وولوغهم في الفساد مع نهازي الفرص من قيادات النظام البائد يكفي لتحقيق التماسك والاستمرار في (اللغف) على حساب معاناة الشعب السوداني.

من ما لايدع مجالاً لشك أو إرتفاع عقيرة المظان أن ما يسمى بالكتلة الديمقراطية هي الجناح السياسي لإنقلاب 25 إكتوبر وتنظمت اعتصام (الموز) أمام القصر الجمهوري الذي خاطبته قياداتها (جبريل – مناوي) ، و(يومها) لوتذكرون كشف التوم هجو وأفصح عن النوايا والهدف من الاعتصام عندما هتف وهو يعتلي للأسف منصة الجندي المجهول أمام القصر الجمهوري (الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع).. وبعد أن دان الأمر للكتلة الديمقراطية فشلت في تشكيل حكومة وإكتفت بالفتات الذي يرميه لها العسكر. وفي المقابل إختارت القوى الديمقراطية المقاومة وعادت إلى الشارع ونظمت المواكب والندوات الحاشدة وتحملت في سبيل ذلك عضاض عناصر النظام البائد الذين سيطروا على مفاصل الدولة فعمدوا إلى سجن أعضاء لجنة إزالة التمكين الذين فضحوا فسادهم وكشف زيف إدعاءهم وكيف أنهم في الفتنة سقطوا ، لدرجة حيرت الشعب السوداني. لم ينجح إنقلاب 25 إكتوبر ..فقد أدرك أهم أعمدته (الجنرال) حميدتي الخديعة واستعصم بولاية غرب دارفور ومن هناك كشف هوية الانقلاب ، كما عزلت المؤسسات الإقليمية والدولية السودان ورفضت الاعتراف بالحكومة الجديدة ، وعجزت (الكتلة) الديمقراطية عن حشد الجماهير لصالح المشروع الإنقلابي الجديد ، وتحت هذه الضغوط والمقاومة الشعبية الواسعة لم يجد قادة الجيش والدعم السريع غير الاستجابة لصوت العقل وترجيح كفته فبدأ التشاور حول الإتفاق الإطاري ، وعندما بلغ مداه وكاد أن يتم التوقيع رفضت الحركات المسلحة (جبريل – مناوي) التوقيع منفردة وعارضت الإتفاق وعادت لذات وسائلها القديمة وإلتقى د.جبريل زعيم الحركة الإسلامية علي كرتي مرتين وبعدها كانت الترتيبات لإشعال الحرب في السودان. الكتلة الديمقراطية الآن ليست محايدة في هذه الحرب بل هي من المساهمين في إشعالها فضلاً عن تأييدها المطلق للجيش ، وفصائلها الرئيسية لا تنكر ذلك وجزء من حكومة الأمر الواقع وتقيم في فنادق بورتسودان لتفسد في توزيع الإغاثة والبترول وغيرها من مقدرات البلاد ، ولذلك ليس من حقها لعب أي دور من شأنه وقف الحرب وعليها الإكتفاء بالنصائح لحليفها وبعد توقيع السلام الإستعداد للمحاسبة على إشعال الحرب وفساد الإغاثة والبترول. من المؤكد أن رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت يدرك ذلك جيداً ولكن مستشاره توت قلواك يحاول نفخ الروح في (الكتلة الديمقراطية) لأن أتباع صديقه (البشير) يحركون (الكتلة الديمقراطية) كلما أحسوا أن الطريق بات ممهداً لعودة القوى المدنية الديمقراطية لكن هذه المرة باتت القناعة راسخة لدى الشعب السوداني وكل المجتمع الدولي أن هذه (الكتلة) تتبع لأنصار النظام البائد وفاقدة (الصلاحية) وبالتالي لا مجال لها أن تلعب دور (الكومبارس) مرة أخرى. نقلاً عن صحيفة الجريدة الوسومأشرف عبد العزيز

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أشرف عبد العزيز الکتلة الدیمقراطیة

إقرأ أيضاً:

رئيس الكتلة الصدية يرفع دعوى قضائية ضد موظفة في الخارجية حضرت خطاب نتنياهو في الامم المتحدة

1 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: رئيس الكتلة الصدية يرفع دعوى قضائية ضد موظفة في الخارجية حضرت خطاب نتنياهو في الامم المتحدة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بيان للجبهة الديمقراطية يتوعد بمحاصرة «الحرية والتغيير»
  • مرحبا باليسار علي لسان الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم
  • بيان مهم من الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم
  • محور المقاومة والقوى الاستعمارية والحرب الإقليمية الشاملة
  • الحرب و السياسة و المتغيرات التي أحدثتها
  • «الشعب الجمهوري» يثمن مشاركة الأحزاب في مناقشات ملف الدعم: بيئة حوارية شفافة
  • الحزب الشيوعي السوداني … مخترق ام مختطف – الحلقة الأخيرة
  • تصريح صحفي من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”حول قتل مدنيين خارج القانون في الحلفايا
  • رئيس الكتلة الصدية يرفع دعوى قضائية ضد موظفة في الخارجية حضرت خطاب نتنياهو في الامم المتحدة
  • قطر وبربادوس والوقوف مع الحق السوداني والإنساني