دبي – الوطن

تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات، افتُتح مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط بمركز دبي التجاري العالمي. وشهد الحدث الرائد لنقل البضائع السائبة ومعدات المشاريع، اهتمامًا كبيرًا من المتخصصين في هذا المجال، مسجلًا زيادة في عدد زواره بحضور وفود وزارية رفيعة المستوى. وتؤكد هذه المشاركة الكبيرة على حرص العاملين بالقطاع على التواصل وبناء شبكة علاقات تجارية متينة تدعم نمو الصناعة.

فإضافة إلى دوره في توحيد القطاع، يقدم الحدث أجندة فعاليات استراتيجية تعزز نمو الصناعة، وتدعم اقتصاد المنطقة؛ إذ شمل اليوم الأول من المعرض والمؤتمر مناقشات حول الفرص التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأحدث الاتجاهات وأهم المشاريع التي يتم تنفيذها، كما تم استعراض إمكانات التوسع في الأسواق الجديدة، وآفاق تبنّي الرقمنة.

وفي كلمتها الافتتاحية، قالت سعادة المهندسة حصة آل مالك، مستشار معالي الوزير لشؤون النقل البحري لدى وزارة الطاقة والبنية التحتية: “واجه العالم خلال السنوات الأربع الماضية تحديات كبيرة، نتيجة للتقلبات في سلسلة الإمداد والتوريد. ومع ذلك، أبدت دولة الإمارات وقطاعها البحري مرونة عالية وسرعة في الاستجابة للتغلب على تلك العقبات، وواصلت دورها في تلبية الاحتياجات العالمية. ففي حين شهد العديد من الموانئ إغلاقات وازدحامات شديدًا، واصلت الموانئ الإماراتية تقديم خدماتها بكفاءة استثنائية لضمان التدفق السلس للبضائع حول العالم، ما ساعد على ضمان الاستقرار الاقتصادي محليًا وإقليميًا. وشكل اعتمادنا الفعّال على التكنولوجيا المتقدمة واستخدامها بالشكل الأمثل، أحد أهم العوامل التي مكنتنا من المحافظة على استمرارية أعمالنا البحرية ودعم عملياتنا التشغيلية، لنصبح نموذجًا عالميًا في مرونة الأداء والنمو الاقتصادي”.

وأضافت: “انعكس التزامنا بتأمين انسيابية تدفق التجارة وسلاسل الإمداد على صدارتنا في العديد من مؤشرات التنافسية العالمية. حيث تحتل دولة الإمارات المرتبة الثالثة في مؤشر تجارة خدمات النقل وتوريد الوقود، كما أُعيد انتخاب الدولة في مجلس المنظمة البحرية الدولية في الفئة ب، ما يعزز دورنا في القطاع البحري العالمي. لكن على الرغم من تلك الإنجازات، لازلنا نتطلع إلى تحقيق المزيد من الابتكار لتطوير قدراتنا، وترسيخ مكانتنا باعتبارنا مركزًا رائدًا للخدمات اللوجستية وصناعة الشحن. من أجل ذلك نواصل رعاية مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط لدوره الناجح في تعزيز تقدم الصناعة؛ حيث يساعد الحدث على استكشاف الفرص التجارية، وجمع الخبراء لصياغة الاستراتيجيات المستقبلية للقطاع، والنهوض بقدراته التنافسية”.

حوارات نوعية

خلال الجلسة الأولى بعنوان “مراجعة لأهم المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، تم تسليط الضوء على عدد من أهم المبادرات في المنطقة. وتناولت الجلسة حوارات حول الأثر الاقتصادي المحتمل للمشاريع العملاقة مثل نيوم ومجمع الملك سلمان للطاقة في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي للغاز الطبيعي المسال في قطر. كما تضمّن اليوم الأول أيضًا مناقشات حول الفرص الكامنة في أسواق إفريقيا للتوسع في قطاع شحن البضائع السائبة والمشاريع، خلال جلسة “إفريقيا، أرض الفرص: التوقعات والمشاريع وآفاق التوسع في الأسواق”.

وقال شهاب الجسمي، نائب الرئيس الأول للموانئ والمحطات في “دي بي ورلد” دول مجلس التعاون الخليجي: “ندرك في ’دي بي ورلد‘ أن خدمات قطاع شحن البضائع السائبة والمعدات الثقيلة للمشاريع الكبرى هو أساس أعمال العديد من الشركات العاملة في مجال الطاقة والإنشاءات  والقطاعات الأخرى ذات الصلة. وبصفتنا المزوّد الرائد لحلول التجارة الذكية، نواصل الاستثمار في الحلول التكنولوجية مثل بوابة ’دبي التجارية‘ ومنصة ’كارجوز‘، والعمل أيضاً على تحديث بنيتنا التحتية لتلبية الطلب المتزايد على هذا القطاع الحيوي”.

وأضاف: “باعتبارنا الميناء المضيف لمعرض ’بريك بلك الشرق الأوسط‘، نرى أن هذه الفعالية المهمة ستسهم بتحفيز النمو والتطور في القطاع،  وستوفر منصة حيوية لنخبة من القادة والمبتكرين والخبراء في هذا المجال، لتبادل الأفكار وتعزيز تقدمه وازدهاره. ومن خلال تفعيل التعاون المشترك والابتكار، سيكون قطاع شحن البضائع السائبة والمعدات الثقيلة للمشاريع الكبرى في الصدارة؛ حيث سيلعب دوراً حيوياً في تسريع وتيرة نمو صناعة الشحن”.

جمع كبار اللاعبين

وقال بن بلامير، مدير الفعاليات في بريك بلك الشرق الأوسط: “نسعى على الدوام إلى الارتقاء بالقطاع من خلال الجمع بين خبراء الصناعة والمهنيين والطلاب لتحفيز الحوار البنّاء والتعاون لعقد الصفقات وتنفيذ المشاريع الجديدة. وقد كانت الجلسات الحوارية في اليوم الأول غاية في الفائدة والقيمة، وشهدت تفاعلًا إيجابيًا من المشاركين؛ ونأمل بمواصلة هذا الزخم في اليوم الثاني، لنبني على نجاحنا في تقديم المزيد من الفائدة في العام المقبل وما بعده. وفي هذا المقام نعبر عن امتناننا الكبير للدعم اللامحدود الذي حظينا به من حكومة دولة الإمارات، ومختلف الجهات القيادية من القطاع الخاص. ونشعر بحماس كبير لما سيتم مناقشته غدًا؛ حيث سنتناول مواضيع مهمة مثل دور المرأة في القطاع، ومستقبل الصناعة”.

وقد شملت فعاليات مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط عددًا من الجلسات النوعية. اطّلع خلالها الحضور على معلومات مفيدة حول توقعات نمو الأعمال، وتوجهات الأسعار، والقدرة الاستيعابية، والاستدامة، إضافة للتعرف إلى الرؤى المستقبلية حول أبرز المشاريع العملاقة في المملكة العربية السعودية وقطر وغيرها من الدول.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: البضائع السائبة دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

أبو بكر الديب يكتب: مصر والكويت شراكة عابرة لتوترات الشرق الأوسط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الكويت ثالث أكبر شريك تجاري عربي لمصر بعد السعودية والإمارات، باستثمارات تبلغ نحو 20 مليار دولار، وهي رابع شريك تجاري عالمي، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 3 مليارات دولار سنويا، وهناك 50 مشروعا نفذها الصندوق الكويتي للتنمية بمصر، وهناك أيضا 100 شركة كويتيه تعمل في مصر.

تأسست العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، عقب استقلال الكويت رسميا عام 1961 وما لبثت أن تطورت بشكل سريع وتم تبادل السفراء، والتنسيق على أعلى المستويات، ووقفت مصر موقفا داعما للبلد الشقيق خلال فترة الغزو العراقي عام 1990 كما  وقفت الكويت إلى جانب مصر في 1967، وفي عام 1973.

وفي عام 1998 تم تدشين اللجنة المصرية ـ الكويتية المشتركة، بهدف تحقيق أكبر قدر من التنسيق والتعاون المشترك في مجالات التعاون الثنائي إضافة إلى ارتباط البلدين بـ 105 اتفاقيات ومذكرات تفاهم مشتركة، وشهد العام 2014 تدشين مجلس التعاون المصري الكويتى، الذى يتكون من المستثمرين من كلا البلدين، فيما تصل الاستثمارات المصرية بالكويت إلى 1.1 مليار دولار.

وفي رأيي وحسب ورقة عمل شاركت بها في مؤتمر بالقاهرة، فإن  العلاقات المصرية الكويتية اكتسبت زخما كبيرا لعدة أسباب أهمها، التناغم والتفاهم والتوافق بين القيادتين السياسيتين بالبلدين متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأخيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح،  فضلا عن العلاقات القوية والتاريخية بين الشعبين الشقيقين وكذلك مجتمع رجال الأعمال والمستوى الحومي ولعب سفارتي البلدين دورا متميزا في تطوير العلاقات المشتركة وفي هذا الإطار نشير لجهود السفير الكويتي بالقاهرة غانم صقر على شاهين الغانم، والسفير المصري بالكويت أسامة شلتوت، وجاءت زيارات الرئيس السيسي إلى الكويت للنهوض بالتعاون الثنائي في كافة مجالات العمل المشترك، وتعزيز علاقات التعاون التاريخية الراسخة والمتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات الحيوية، إيمانا بوحدة الهدف والمصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر، وتكتسب الزيارات أهمية كبيرة نظرا للتحديات الكبرى التي تعصف بالعالمين العربي الإسلامي، وتؤكد أهمية العمل العربي المشترك للتصدي لتلك التحديات، ومواجهة التهديدات التي تهدد مستقبل المنطقة، والتي تتطلب العمل على تعزيز المصالح المشتركة في شتى المجالات.

ويلعب مجلس الأعمال واللجنة التجارية المشتركة وسفارتي البلدين، دورا كبيرا في دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فضلا عن امتلاك البلدين رؤية للتنمية المستدامة ومما شجع على الاستثمارات الكويتية في مصر، التعديلات في مجال التشريعات القانونية لإنهاء أي أزمة استثمارية على وجه السرعة، إضافة إلى إنشاء العديد من المناطق الصناعية والبنية التحتية ومشروعات عملاقة كمحور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، ومد الطرق والجسور ومشروعات البنية التحتية واستصلاح ملايين الأفدنة للزراعة، ومشاريع الكهرباء والمياه والنقل واللوجستيات، وقطاعات الصناعة والسياحة والعقارات، وقد عقدت الكويت والقاهرة خلال السنوات الماضية العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية.

وتؤكد مصر أنها ملتزمة بتقديم كل المحفزات للمستثمرين العرب ومنهم الكويتيين، وإزالة التحديات التي تواجههم، وهناك تطور ببيئة الاستثمار بما في ذلك الرخصة الذهبية للاستثمار في المناطق الصناعية، وخلق تكامل وتكتل اقتصادي بين قطاع الأعمال المصري والكويتي لمواجهة الأزمات العالمية وقد قال السفير الكويتي بالقاهرة إن هناك زيارة مرتقبة لوزير المالية الكويتي لمصر لبحث ضخ استثمارات إضافية خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن هناك توجيهات من أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بتوجيه الاستثمارات إلى مصر، وأضاف السفير غانم، بأن مجلس الوزراء الكويتي يدرس حاليا مجموعة من الفرص الاستثمارية لضخ استثمارات داخل مصر.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن المكان.. أين سيُدفن نصرالله؟
  • أبو بكر الديب يكتب: مصر والكويت شراكة عابرة لتوترات الشرق الأوسط
  • عودة مشروع الشرق الأوسط الجديد من البوابة السورية
  • وزير الخارجية الأسبق: سياسة مصر الحكيمة تعزز الاستقرار الإقليمي.. و2025 سيكون صعبا على المنطقة
  • اعتراضات في الكنيست على كلمة نتنياهو
  • تحفيز مشاركة القطاع الخاص .. توجيهات رئاسية جديدة (فيديو)
  • ترامب: سأوقف الفوضى في الشرق الأوسط والحرب بأوكرانيا
  • نظام إسرائيلي في الشرق الأوسط
  • تكريم الفائزين في ختام "هاكاثون عُمران" وسط مشاركة واسعة لتعزيز الابتكار
  • مشاركة واسعة في بطولة السباحة بالمياه المفتوحة بمسندم