عمان- أثار مشروع قانون للجرائم الإلكترونية تمت إحالته من مجلس الوزراء في الأردن إلى مجلس النواب جدلا واسعًا على المستويات الحقوقية والسياسية والبرلمانية، مع تساؤلات عن تأثيره على عمل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.

وتعددت المواقف بين من يرى أن القانون جاء لحماية مصالح المجتمع من آثار الجرائم الإلكترونية بأشكالها المختلفة، ومن يعتقد أن فيه تكميمًا للأفواه وحرية التعبير وتحصينًا للحكومات من الانتقاد المجتمعي، عبر تغليظ العقوبات بشكل مبالغ.

#العضايلة: قانون الجرائم الإلكترونية ردة عن الإصلاح ووصمة عار على على جبين الحكومة

قال #الأمين_عام لحزب جبهة العمل الإسلامي، #المهندس_مراد_العضايلة، إن #قانون_الجرائم_الإلكترونية"مفاجئ وصادم" بحجم القيود والتضييقات والعقوبات التي نص عليها، وهو مؤشر على تراجع منظومة الحريات… pic.twitter.com/YhdkmeC470

— المهندس مراد العضايلة (@muradadaileh) July 19, 2023

تغليظ العقوبات

ويتضمن مشروع القانون 41 مادة، منها التهديد والابتزاز والتلاعب بالبيانات من دون تصريح، وكذلك انتحال الشخصية والذم والقدح والتحقير ونشر الإشاعات وتشويه السمعة واغتيال الشخصية، وغيرها من المواد التي يعتبرها قانون العقوبات الأردني جرائم، كما يأتي هذا القانون للتعامل مع العالم الافتراضي والرقمي لتشابه الفعل واختلاف الأسلوب.

ويعبر النائب في مجلس النواب ينال فريحات عن خشية كبيرة من أن يكون القصد من القانون تكميم الأفواه والحد من حرية التعبير والرأي للمواطنين خاصة، وأن السلطات ضاقت ذرعا من الانتقادات التي توجه لها عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن القانون منح النيابة العامة إمكانية تحريك دعاوى قضائية ضد المواطنين من دون وجود شكوى شخصية.

ويشير فريحات -في حديث للجزيرة نت- إلى تغليظ مُبالغ فيه للعقوبات، وهو ما عدّه رسالة تخويف للمواطنين من التعبير عن رأيهم، خاصة في المواد 15 و16 المتعلقة بمسائل الذم والقدح والتحقير واغتيال الشخصية، حيث تصل الغرامة إلى 50 ألف دينار، وهي مواد تحمل تعريفات فضفاضة غير واضحة من الممكن أن يلصق فيها الكثير من الآراء التي تأتي في إطار النقد العام للسلطات.

ويقارن النائب فريحات بين عقوبة إهانة الشعور الديني في قانون العقوبات وغرامتها 20 دينارا أردنيا بينما تصل غرامة الذم والقدح في قانون الجرائم الإلكترونية إلى 20 ألف دينار، وهو فرق كبير يثير التساؤل حول الهدف من هذه المبالغة، حسب الفريحات، مستغربا من نصوص أخرى تحاسب الشخص على تعليقات الآخرين على منشوره.

الوزير الهناندة: مشروع القانون الجديد يسعى لحماية المجتمع ولا يجب ربطه بالحريات (مواقع التواصل) "حماية للمجتمع"

في المقابل، قال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة إنه لا توجد أية مادة في القانون الجديد تحدّ من الحريات، مشيرًا أن مواد القانون تتعامل مع الجرائم الإلكترونية وما يندرج تحتها، ولا يستند ربطها بالحريات إلى أي من نصوص القانون.

وأضاف أنه يؤخذ بعين الاعتبار سرعة نمو العالم الرقمي واستخداماته في مجالات متعددة وازدياد الاعتماد على الإنترنت بشكل كبير في وضع هذا القانون، وكذلك التوجه العالمي نحو مستقبل رقمي، وما يعرف بـ"المواطن الرقمي".

ووفق الوزير، فإن تغليظ العقوبة يأتي على حسب الضرر الواقع بسبب الجرائم الإلكترونية، وهو في تزايد مستمر سواء للأفراد أو المؤسسات أو المجتمع، مبينا أنه في كثير من القضايا تصل العقوبة في الجرائم التقليدية للسجن إلى عدة سنوات و"ليس هناك فارق بين سرقة منزل أو شركة وبين سرقة بيانات والتلاعب بها بقصد الضرر".

النائب #ينال_فريحات خلال المناقشة الأولى لمشروع #قانون_الجرائم_الالكترونية :#قانون الجرائم الالكترونية أخطر قانون في الدورة الاستثنائية ويتضمن عقوبات غير عادية وغرامات بعشرات آلاف الدنانير#القانون سيكون سيف مسلطا على الحريات#العقوبات في القانون غير منطقية وغير عادية pic.twitter.com/FGNIZow5LN

— خالد الجهني (@KhaledEljuhani) July 16, 2023

القانون وحرية الصحافة

يقول الخبير في قوانين الإعلام يحيى شقير إن مشروع القانون الجديد سيفرض صمتا على الصحفيين والإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان في الأردن، مشيرا إلى أن "خطأ إنسانيا" لصحفي في معلومة غير دقيقة قد تكلّفه حياته المهنية بسبب العقوبات المالية الكبيرة التي تضاعف بعضها 50 مرة.

ولفت شقير -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن "العبارات المطاطية" في القانون كالأخبار الكاذبة والزائفة واغتيال الشخصية من شأنها التوسع في التجريم وزيادة الرقابة الذاتية عند كل من يعمل في الكتابة والنشر بالشؤون العامة من الصحفيين، مشيرا إلى أن مرور القانون سيؤدي إلى تراجع ترتيب الأردن في مجال الحريات والصحافة.

من جهته، قال الوزير الهناندة -ردا على سؤال الجزيرة نت حول أثر القانون على حرية الصحافة- إن القانون لا يسلب أيا من الحقوق المكتسبة والحماية التي تكفلها قوانين الإعلام والنشر في الأردن، ولكن الصحفي على صفحته الخاصة يعامَل معاملة المواطن، أما من خلال القنوات المرخصة سواء كانت منصات إخبارية أو قنوات تلفزيونية وإذاعية أو صحفا مطبوعة؛ فيخضع فيها لقانوني "المطبوعات" و"المرئي والمسموع".

وكان مجلس نقابة الصحفيين أصدر بيانا دعا فيه إلى إعادة النظر في بعض النصوص والمواد الواردة في مشروع القانون، وضبط المصطلحات والألفاظ العامة، والحد من العقوبات، مشددا على عدم المساس بحرية الإعلام والصحافة، ودعا إلى إشراك الجميع في النقاش حول القانون بما يضمن تعظيم حالة الحريات العامة.

بينما على المواطن ان يقدم شكوى ويدعي بالحق الشخصي، المسؤول ليس بحاجة لذلك (كما كان في السابق) .. فهناك من يراقب وهناك من يقدم الشكوى نيابة عنه .. وهكذا فهو لن يقف ضعيفا امام الرأي العام كلما اشتكى ضد شخص انتقده. واذا تنازل عن حقه الشخصي، فلن يغيّر هذا شيئا. pic.twitter.com/gLJY7PYHEI

— Mureed Hammad (@mureedhammad) July 17, 2023

توقيف المشتكى عليه

يقول شقير إن نص القانون يجيز توقيف المشتكى عليه ولو كان الحكم القضائي لاحقا بعدم المسؤولية أو البراءة. وهو ما علق عليه الهناندة بأنه عندما يتقدم شخص بشكوى فالقرار بالتوقيف أو عدمه يعود للنيابة العامة بناء على البيانات المقدمة.

ويضيف أن هذه إجراءات قضائية وقانونية يتم التعامل معها بالطريقة نفسها السارية وفق قانون العقوبات، مشيرا إلى أن حق التقاضي مكفول للجميع، وكذلك حق المطالبة بالتعويض أو رد الاعتبار، والعقوبات لا تفرض إلا في حال ثبوت الجريمة.

#cartoon #FreeSpeech #دولة_مش_سجن pic.twitter.com/qLJABmvWNk

— Rafat Alkhatib (@rafatcartoons) July 18, 2023

"دولة مش سجن"

وكانت مجموعة من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أطلقت حملة تحت وسم "دولة مش سجن"؛ اعتراضا على القانون الجديد، وطالبت مجلس النواب والجهات المعنية برد القانون وإشراك فئات المجتمع في مناقشته والخروج بصيغة تمنع التعرض للحريات العامة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قانون الجرائم الإلکترونیة القانون الجدید مشروع القانون فی الأردن pic twitter com

إقرأ أيضاً:

الجراجات إجبارية.. 8 صور توضح اشتراطات البناء في القانون 119 لسنة 2008

كتب- محمد نصار:

ألغت وزارة التنمية المحلية، بعد موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تطبيق الاشتراطات البنائية والتخطيطية الجديدة في المدن على بالمحافظات، على أن يتم العودة إلى قانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008 في هذا الشأن.

وتشمل اللائحة التنفيذية لقانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008، فصلًا كاملًا يتعلق بمنظومة التراخيص البنائية، والتي تشمل 18 مادة (91 - 108).

وتطبق تراخيص البناء على المدن والقرى فلا يمكن القيام بأي أعمال بناء بشكل قانوني إلا بعد الحصول على ترخيص بذلك، ويكون الترخيص في القرى والمدن وفق قانون البناء الموحد.

وينشر مصراوي اشتراطات وضوابط البناء في المدن والقرى وفق لائحة قانون البناء الموحد 119 لسنة 2008، والتي تم نشرها في جريدة الوقائع المصرية في العدد رقم 82 "تابع أ" في 8 أبريل 2009.

وتضمن الباب الثالث من اللائحة التنفيذية تنظيم أعمال البناء، حيث ذكر الفصل الأول الاشتراطات البنائية العامة، كم يلي:

المادة 91

تسري أحكام هذا الباب على كل أعمال العمران بوحدات الإدارة المحلية والمناطق السياحية والصناعية والتجمعات العمرانية الجديدة وعلى المباني والتجمعات السكنية التي يصدر بتحديدها قرار من الوزير المختص وعلى الجهات القائمة على تنفيذ أحكام القانون وهذه اللائحة إعداد وإمساك النماذج والاستمارات والشهادات والسجلات الواردة باللائحة.

المادة 92

لا يُصرح بإصدار ترخيص بناء لأي مبنى على أية قطعة أرض إلا إذا كان مطابقًا للاشتراطات التخطيطية والبنائية لمناطق استعمالات الأراضي المختلفة والصادرة من الجهة الإدارية المختصة.

المادة 93

يكون الحد الأدنى لصافي الارتفاع الداخلي للطابق الواحد مُقاسًا من مستوى السطح النهائي للأرضية حتى بطنية سقفه الظاهر في جميع الأدوار 2.7 متر ويجوز أن يقل الارتفاع المذكور إلى 2.30 متر بالنسبة للمداخل والطرقات الداخلية والحمامات وغرف الغسيل وغرف حراس البناء وما في حكمها والأجزاء المائلة من الأسقف العلوية بما لا يجاوز 25% من مساحة الغرفة.

المادة 95

يجب تهيئة دورة مياه لاستعمال المترددين على المحلات التجارية.

المادة 96

يجب أن يكون لكل غرفة أو مرفق من مرافق البناء للوحدات السكنية فتحة أو عدة فتحات للتهوية والإضاءة الطبيعية تطل على طريق أو فناء مستوفٍ للاشتراطات المبينة في هذه اللائحة.

المادة 97

يكون الحد الأدنى لعروض الأبواب على النحو التالي: الغرف السكنية والمكاتب 80 سم، والمطابخ والحمامات ودورات المياه 70 سم، والمحلات التجارية 100 سم، والجراجات 280 سم.

المادة 108

ألزمت المادة 108 طالب الترخيص بتوفير أماكن مخصصة لإيواء السيارات يتناسب عددها والمساحة اللازمة لها وتصميمها مع الغرض من المبنى وذلك وفقًا للاشتراطات التخطيطية للمنطقة وأحكام كود الجراجات في الكود المصري لاشتراطات الأمان للمنشآت المتعددة الأغراض وكذلك أحكام الملحق (أ) من ذات الكود، ويستثنى من ذلك المبنى الذي لا يتجاوز إجمالي مسطحاته المبنية 250 م2.

اقرأ أيضًا:

لتخفيف العبء على المواطنين.. التنمية المحلية تعلن عودة العمل بأحكام قانون البناء 119 لسنة 2008

التراخيص والاشتراطات.. ما الفرق بين القرى والمدن في البناء وفق آخر تحديث؟

مفتوحة بجميع المدن.. نص اشتراطات البناء الجديدة وأماكن تطبيقها -صور

أقل مساحة 70 مترا.. ننشر اشتراطات البناء في القرى على مستوى الجمهورية

مقالات مشابهة

  • عاجل| نقل محمود كهربا إلى المستشفى
  • "الجهاد": العدوان على اليمن سلسة من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعوب
  • ما عقوبة الساحر في القانون المصري؟.. قانوني يوضح
  • بعد سحر مؤمن زكريا| حبس 3 سنوات وغرامة لممارسي الدجل.. تعرف على حكم القانون
  • بين الحبس والغرامة.. عقوبات أقرها القانون حول جريمة التشهير
  • الجراجات إجبارية.. 8 صور توضح اشتراطات البناء في القانون 119 لسنة 2008
  • رسوم تراخيص المباني والضريبة الجمركية للأجهزة التعويضية.. مزايا وإعفاءات لذوي الهمم بالقانون الجديد
  • معنى مع سبق الإصرار والترصد فى القانون وعقوبتها فى جناية القتل
  • نظرة شاملة في قانون العفو العام في العراق
  • تركيا.. محامية القاصرات المتهمات بالإرهاب: الحكومة لا تتسامح مع نجاح أطفال سجن آباء ظلما