عودة الحريري.. تمهيد الأرضية للمستقبل
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
تتميز عودة الرئيس سعد الحريري هذا العام، في ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري بالحركة الاعلامية التي تواكبها، اضافة إلى تحركات شعبية لـ تيار "المستقبل" ، الامر الذي يعطي زخماً واضحاً للتيار الازرق ويوحي بأنه قادر على استعادة دوره في الحياة السياسية في اللحظة التي يقرر فيها الحريري ذلك. منذ اسبوعين نشطت الماكينات الاعلامية ل"المستقبل" بشكل غير مسبوق، واعطت اشارات متعددة حول سبب زيارته.
بات من المحسوم أن الحريري لن يعود إلى العمل السياسي خلال هذه المرحلة، وان زيارته الحالية لا تتخطى السبب الذي قام من أجله بالزيارات السابقة الى لبنان لإحياء ذكرى والده اولاً ولشد عصب تياره ثانياً، اذ ان زيارة الحريري تعيد الحياة الى الهيكل الشعبي والتنيظيمي ل "لمستقبل"، وتجعله أقدر على استيعاب واحتواء فكرة تعليق العمل السياسي وغياب رئيس "التيار" عن البلد.
لكن الأكيد أن اللحظة السياسية التي يعمل خلالها الحريري هي لحظة تسوية، أو هكذا يعتقد هو، وان المملكة العربية السعودية ترغب بأن يكون لها دور فعلي في لبنان، وهذا الامر لا يمكن ان يتم من دون استعادة الحضور الكبير لتيار "المستقبل" او لأي بديل فعلي له امتداد شعبي .وعليه فإن "المستقبل" يوجه رسائل الى المعنيين بأنه لا يزال الممسك بالشارع، او اقله قادر على الامساك به بسهولة أكبر من كل الخصوم والمنافسين.
يدرك الحريري ان حاجة حلفائه السياسيين التقليديين له، وحتى خصومه، ليس امراً كافياً لكي تصبح عودته الى العمل السياسي محسومة، حتى ان استمراره بالامساك بالقاعدة الشعبية السنيّة لن يكون عاملاً ضاغطاً يؤدي في النهاية الى وضعه في صلب التسوية السياسية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن المطلوب سعودياً لم يعد كما كان في السابق، اذ ان المواجهة مع "حزب الله" التي كانت سبب الخلاف السياسي الرئيسي لن تعود هدفاً سعودياً كاملاً في الايام والاسابيع المقبلة في ظل التقارب بين الرياض وطهران، وهذا يعني أن مهمة الحريري ستكون ابسط من السابق في حال توافرت الظروف.
قد يعود الحريري وتياره الى العمل السياسي في المرحلة المقبلة، لكن الاكيد انه لن يعود كما كان، ولن تجدد المملكة العربية السعودية اسلوبها القديم بتبني شخصية او حزب سياسي في الشارع السنّي دون غيره من القيادات، بل يكون الحريري احد الشخصيات او زعامات التي ستنفتح عليها الرياض في اطار رعاية الجميع داخل الطائفة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: العمل السیاسی
إقرأ أيضاً:
الإليزيه على خط الأزمة...تواصل مع المكوّنات السياسيّة
كتبت ابتسام شديد في" الديار": يسجل لباريس عدة خطوات لمصلحة لبنان، فمؤتمر باريس الذي عقد في الرابع وعشرين من الشهر الماضي، وأقر مبلغ مليار دولار، اتى في سياق المساعي لمساعدة لبنان.ويسجل لفرنسا نقاطا إيجابية لصالح لبنان، اذ سبق لباريس إدانة العدوان "الإسرائيلي"، وقد شكلت المواقف الصادرة عن الرئيس إيمانويل ماكرون في فترة معينة، صدمة سلبية لرئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو والدول الداعمة للحرب على حزب الله وغزة.ومن المتعارف عليه دائما ان الموقف الفرنسي غالبا ما يكون خارج السياق الأوروبي.ومن بداية الحرب برز التضامن مع لبنان حيث عبر الرئيس ماكرون عن سعيه لوقف الحرب، والاستعداد لمساندة اللبنانيين في المحنة الحالية، ودعوة "اسرائيل" لوقف الحرب على لبنان.
تسعى الديبلوماسية الفرنسيّة لأن يكون لها بصمة ودور خاص لحماية لبنان.ومن منطلق الحرص على أمن لبنان، دعا الرئيس ماكرون لوقف امداد "إسرائيل" بالأسلحة مما تسبب بتوتر سابق في العلاقة بين فرنسا و"إسرائيل"، وصل لدرجة وصف فيها نتنياهو الموقف الفرنسي بالعار التاريخي، مع ان باريس لا ترغب بقطع العلاقة مع "اسرائيل" او تعريضها للاهتزاز، لكن الديبلوماسية الفرنسية تتطلع من البداية لوقف الحرب والمطالبة بوقف توريد الاسلحة لـ "إسرائيل"، في اطار المسعى لفرض السلام على صعيد المنطقة.
كما تسعى فرنسا لتجديد حضورها في الملف اللبناني، وبالمقابل لا تريد ان تفقد اوراق قوتها في الشرق الاوسط، وتسعى لعلاقة جيدة مع لبنان وكل الأفرقاء، فهناك تواصل مع جميع المكونات السياسية من المعارضة في البرلمان، الى نواب حزب الله. وينقل عن العارفين في السياسة ان العلاقة مع حزب الله انعكست في خطاب الأمين العام السيد نعيم قاسم، الذي تعهد فيه الإلتزام بالطائف وانتخاب رئيس جمهورية، وهذا الإهتمام الفرنسي هو من دون شك له خلفيات عديدة وتأثيرات على المدى الطويل، فباريس تسعى الى أدوار استثنائية في بلد له مكانته الخاصة ربطا بموقعه الإستراتيجي والحيوي في المنطقة .